خطة كوشنر لـ"صفقة القرن".. كيف سيزيح تركيا من طريقه؟

12

طباعة

مشاركة

نشر الكاتب التركي، سردار تورغوت، مقالا تناول اللقاء بين الرئيس رجب طيب أردوغان، وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر.

وقال تورغوت، في مقاله على صحيفة "خبر ترك" التركية: إن "كافة المصادر المطلعة في واشنطن أكدت أن هذه الزيارة جاءت مفاجأة ولم يجدوا لها سببا واضحاً، إذ إن كوشنر من الأسماء المقربة جدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حتى أنهما يتراسلان عبر واتساب يوميا"، على حد تعبير الكاتب.

ليس بن سلمان فقط المقرب من عائلة ترامب، إذ أكد الكاتب التركي أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقرب جدا من العائلة، حيث يبيت في منزل العائلة في ولاية نيوجيرسي في الغرفة التي كانت خاصة بجاريد عندما يزور الولايات المتحدة لشؤونه الخاصة".

وأشار تورغوت أن "كوشنر مقرب جدا من القائمين على النشاط التبشيري في المنطقة، وهو أحد الأشخاص المحوريين في قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لذلك رافق كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب، كبار المبشرين إلى جانب شلدون أديلسون مموّل ترامب (رجل أعمال يهودي يعتبر أكثر رجال المال إنفاقا على السياسة وتحديدا الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب) الذي حضر مع زوجته".

وأوضح تورغوت: إن "شلدون إلى جانب وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، لهما موقف سلبي جدا من أردوغان، الذي كان موقفه الأشد في الاحتجاج على نقل السفارة إلى القدس. حتى أنه يعرف في واشنطن أنهما يسرّان إلى المقربين منهما أنهما سينتقمان من تركيا". "ويتناقل في واشنطن أن كوشنر أيضا يحمل هذه المشاعر العدائية تجاه تركيا"، بحسب الكاتب.

كل هذه الأسباب، بحسب المقال، "تجعل الأوساط المراقبة في إسطنبول تتطلع بفضول إلى القرارات والتطورات التي ستحدث بعد هذه الزيارة".

مخطط كوشنر السري

أشار تورغوت، أن "جاريد كوشنر يعمل منذ مدة على مشروع ترامب الكبير المسمى بـ[السلام النهائي]"، واستنادا إلى مصادره، قال الكاتب: "إن المشروع وصل إلى مرحلته النهائية كما أن المصادر متأكدة من أنه قد حان وقت إخبار دول المنطقة بهذه الخطة التي تحمل عنوان السلام الدائم بين فلسطين وإسرائيل".

وذكّر المقال أن "كوشنر قام بجولته التي مر فيها على تركيا، بزيارة الإمارات العربية المتحدة وعمان والسعودية وقطر وبرفقته ممثل شؤون الشرق الأوسط جاسون جرينبلات وممثل الشؤون الإيرانية بريان هوك".

ورأى الكاتب التركي أن "الخطة التي تسميها أمريكا بالسلام النهائي هي في الحقيقة مخطط لزيادة قوة إسرائيل في المنطقة". مضيفا: "سأوضح لكم الشبكة السوداء التي سيُنفذ المخطط من خلالها".

أفاد التقرير أن "إسرائيل وأمريكا تريان أن أكبر عائق لمخططاتهم في المنطقة هو الرئيس أردوغان والدولة التركية؛ لأن الشعوب العربية والشعب الفلسطيني يترقبون كلام رجب طيب أردوغان ويستمعون له، وإن كانت الأنظمة العربية مختلفة معه".

وبحسب مصادر تورغوت، فإن "كوشنر يعمل في واشنطن على هذه الخطة؛ لأنه يرى أن جهة واحدة هي من ينبغي أن تكون متفردة بالقوة في المنطقة"، كما أن "كوشنر، الذي رسم خطته على خرائط، يخطط لمصالحة فتح وحماس، وهي خطوة مستحيلة"، على حد تعبير الكاتب الذي أوضح: "أي أنه يخطط إلى إنشاء منظومة تتكون من أقاليم لا تتوانى في التعاون مع أمريكا".

ماذا يمكن أن يطلب من تركيا؟

وتساءل الكاتب في مقاله، قائلا: "بخلفيته هذه وشخصيته، ماذا يمكن أن يقول لتركيا التي يختلف معها في كل مواقفه تقريباً؟". قبل أن يضيف: "لم أجد جواباً إيجابيا من كل من سألتهم عن هذا الأمر في واشنطن".

وجزم تورغوت، بأن "كوشنر سيطلب دعما من تركيا لكن يجب أن يكون لديه ما يقوله" وبحسب مصادره يرى الكاتب أن "كلمة السر ستكون هي المجال الاقتصادي".

"وحتى يضمن كوشنر أن يكون مخططه واقعياً وقابلا للتنفيذ فإنه يفكر بتحويل مبالغ يبلغ مجموعها 65 مليار دولار إلى المنطقة. وهو ما يظن صهر ترامب أنه سيقرب الحلقات المنفصلة عن بعضها"، بحسب المقال.

وأفاد المصدر ذاته أن "المبلغ سيحول خلال 10 سنوات إلى غزة و(ويست بنك). و40 مليار دولار ستقسم بين مصر والأردن وبحسب الظروف لبنان أيضا".

وعاد تورغوت إلى مصادره التي أكدت أن "نشاط تركيا في المنطقة وتأييد الشعوب لها، سيفيدها في طلب بعض التسهيلات والشروط الاقتصادية من أمريكا والإصرار عليها في مقابل الدعم المشروط للمخطط".

الشبكة السوداء التي تقف خلف "السلام النهائي"

وعن خريطة المخطط، قال تورغوت: إن "مخطط ترامب لـ(السلام النهائي)، الذي يزعم أنه سيحقق السلام النهائي في المنطقة بين فلسطين وإسرائيل، يتم وضع اللمسات الأخيرة عليه في واشنطن. وتلعب إسرائيل والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة دوراً فعالاً في المخطط إلى جانب الدور الأمريكي".

ولا يعتبر الكاتب التركي أن "التحالف المنعقد ضمن المخطط يوحي بأنه مخطط سلام، بل هو مخطط إستراتيجي لوضع كل خيوط القوى في المنطقة بيد إسرائيل". خصوصا وأن "من يتولى زمام تنفيذه هو كوشنر الذي تربطه علاقة وطيدة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويقوم بدور الوسيط المنسق بين القيادة الإسرائيلية وسلمان"، بحسب الكاتب.

واعتمد تورغوت على تحليل الخبراء، الذين يتابعون المنطقة منذ سنوات طويلة؛ لشرح ما وصفها بـ"الشبكة السوداء التي تقف خلف مخطط السلام"، مضيفا أن المشاركين فيها منهم من تركوا المناصب الرسمية.

ورصد المقال "خطوات المخطط الذي كان يهدف بالأساس إلى تحويل جميع خيوط القوة إلى يد إسرائيل"، بحسب الخبراء كالتالي:

  • محمد دحلان

قال تورغوت: إن "الإسم المحوري في المنطقة للعملية التي ستتم بالتشارك بين السعودية وإسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة هو محمد دحلان".

"دحلان الذي يشك في أنه تواصل مع قائد التنظيم الموازي الإرهابي (فتح الله غولن) ودعم المحاولة الإنقلابية ماليا، تربطه علاقة صداقة وطيدة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد"، على حد تعبير الكاتب.

وتابع المقال: "دحلان كان من قيادات فتح  قبل إخراجه من غزة، توجه فيما بعد إلى الإمارات العربية المتحدة ليصبح مستشاراً لولي عهد دبي. كما تعرّف على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونشأت بينهما صداقة".

  • مصر دولة محورية

أفاد الكاتب أن "السعودية والإمارات العربية المتحدة بدأت عملية حماس بالاشتراك مع مصر".

وقال تورغوت: "مصادري الخاصة  نقلت لي أن جولة ترامب التي قام بها بعد انتخابه مباشرة إلى الخليج ورقص خلالها الرقصة الخليجية التقليدية، تلاها مباشرة الحصار وكان الهدف من ذلك إضعاف حماس كما ترغب إسرائيل".

"وكان من الشروط التي وضعتها دول الحصار لرفع الحصار عن قطر إيقاف الدعم عن حماس. هذا الشرط كانت تشدد عليه إسرائيل وتصر على لسان الناطق باسمها: السعودية"، بحسب المصدر ذاته.

وبالمقابل أفاد الكاتب: "قللت قطر من دعمها لحماس إلى درجة يكاد الدعم يكون فيها معدوما، فإيقاف الدعم القطري في الوقت الذي تتعرض فيه حماس للضغوط الإسرائيلية من الجو وضع حماس في موقف صعب جدا".  

وأكد مقال "خبر ترك"، أنه "في هذا الوقت تدخل دحلان وقال بأن مصر بإمكانها المساعدة، بعد أن اتفق من قبل مع السيسي وإسرائيل على أن يضطروا حماس إلى التعاون مع النظام المصري".

وتابع الكاتب تسلسل الأحداث: "في هذه الفترة كانت إسرائيل قد قطعت الكهرباء عن غزة، وقام دحلان مرة أخرى بالتدخل وتمكن من إقناع مصر بإمداد المنطقة بالكهرباء".

وكشف تورغوت، أن "كل هذه العملية كانت لوضع السيطرة العامة على فلسطين بيد إسرائيل، وجعل حماس منظمة تعمل بالشراكة مع السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تحت إشراف مباشر من مصر. خصوصا وأن أمريكا نقلت سفارتها إلى القدس بعد هذه التطورات".

  •  تأثير منطقة حوض المتوسط الغربي

وذكرت مصادر الكاتب التركي، كل ما سبق مؤكدة أن "هذه العملية ممتدة الأبعاد إلى مصادر الطاقة في شواطئ المتوسط الغربية، وأن مزاعم إسرائيل حول نيتها إيصال الغاز الذي تستخرجه إلى أوروبا حول اليونان غير صحيحة، وأنها أُطلقت لإزعاج تركيا لا غير".

وأفاد الكاتب، استنادا إلى مصادره، أن "الاتفاقية الأساسية هي بين مصر وإسرائيل التي تخطط لصنع الغاز الخام في المحطات المصرية؛ ومن ثم ترسلها إلى أوروبا عبر السفن".

كما تؤكد هذه المصادر أن "لرئيس قسم الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، ديفيد سترفيلد، الذي يترقب تعيينه سفيراً في تركيا؛ دورا كبيرا في هذه الاتفاقية".