"أداة للاستغلال السياسي".. خبير إسرائيلي يكشف خطة نتنياهو تجاه الدروز في سوريا

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن حماية الدروز في سوريا يكشف حقيقتها خبير إسرائيلي، ويؤكد أنها جزء من "مناورة" يقودها نتنياهو بالتنسيق مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس، لأهداف سياسية.

وأجرت صحيفة "معاريف" العبرية مقابلة مع الباحث في شؤون الأقليات على الساحة الدولية، يعقوب حلبي، حذر فيها من "نوايا نتنياهو تجاه الدروز".

وبحسب الباحث في شؤون الأقليات والأقلية الدرزية في الشرق الأوسط، فإن نتنياهو "يسعى في الواقع إلى ترك سوريا (تحت الإدارة الجديدة) مجزأة ومقسمة وضعيفة".

شكوك درزية

وأشار الخبير الأكاديمي إلى أن "شهري فبراير/ شباط، ومارس/ آذار 2025، شهدا سلسلة من التصريحات لنتنياهو وكاتس بشأن التزام إسرائيل بأمن الدروز في سوريا، دون أي تشاور أو تنسيق مع عناصر من الطائفة الدرزية".

وأفاد نتنياهو بأن "إسرائيل تُقدّر المساهمة العظيمة التي قدَّمتها الطائفة الدرزية لأمن إسرائيل".

وأضاف: "نحيي ذكرى شهداء الدروز الذين خاطروا بحياتهم دفاعا عن إسرائيل، ونرى أهمية بالغة في إدراك التزامنا تجاه الطائفة الدرزية في إسرائيل وحماية إخوانهم في سوريا".

وأردف: "لن تسمح إسرائيل بإلحاق الأذى بالطائفة الدرزية في سوريا انطلاقا من التزامنا العميق تجاه إخواننا الدروز في إسرائيل، الذين تربطهم علاقات عائلية وتاريخية بإخوانهم الدروز في سوريا".

وقال حلبي، الدكتور بالكلية الأكاديمية للجليل الغربي: "ليس هناك شك أن الدروز في سوريا لم يكونوا في عجلة من أمرهم لنزع السلاح، بعد وصول الشرع إلى السلطة، ناهيك عن استعدادهم للسماح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار في جبال الدروز جنوب سوريا، وذلك خوفا من الإدارة وعدم اليقين بشأن سلوكه تجاههم".

وتابع: "هذا الشك ساد أيضا في بلدة جرمانا الدرزية المعزولة، الواقعة على بعد حوالي 4 كيلومترات جنوب شرق العاصمة دمشق؛ حيث وقعت اشتباكات بين قوات الرسمية ومسلحين دروز أوائل مارس/ آذار 2025".

استفزاز مدروس

"يُذكر أن الأوضاع تصاعدت في جرمانا نهاية أبريل/ نيسان 2025، إثر انتشار مقطع فيديو مثير للجدل أشعل أعمال عنف دامية"، بحسب الصحيفة.

واسترسلت: "في صباح 28 أبريل، اقتحم مسلحون البلدة على خلفية تداول مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر رجل دين درزيا يسبّ النبي محمد".

ومن ثم سارع الدروز إلى نفي هذا الادعاء، مؤكدين أن "الفيديو مفبرك ومُزور من قبل جهات معادية تسعى لإشعال حرب طائفية"، وفق الصحيفة.

وذكرت أنه "قُتل 7 شبان دروز نتيجة الاضطرابات واقتحام مسلحين لبلدة جرمانا".

وزعمت كذلك أن "طلابا من الدروز في جامعات سورية مختلفة تحصنوا داخل غرفهم بسبب تحريض مماثل في الحرم الجامعي، وفرار آخرين من الحرم إلى منازلهم".

وأضافت: "كما أسهمت زيارة رجال دين دروز، في 25 أبريل، إلى مقام النبي شعيب، التي بثتها وسائل الإعلام، في تأجيج الغضب، بالتزامن مع نشر ذلك الفيديو".

ويعتقد حلبي أن الأمر "يتعلق باستفزاز مدروس بعناية يهدف لاختبار استعداد إسرائيل للتدخل".

وقال: "لا شك أن الجهة التي نشرت الفيديو فعلت ذلك بنية خبيثة، ربما بهدف اختبار جدية نتنياهو واستعداده لتنفيذ تصريحه بحماية الدروز، مستخدمة الدروز كطعم".

وأضاف: "قد تكون هذه الجهة مرتبطة بالنظام القديم لبشار الأسد الذي يسعى إلى نشر الفوضى في سوريا، أو ربما تكون جهة مناهضة للدروز".

تصدع عميق

ووفق حلبي، فإن "التصريحات الإسرائيلية بشأن حماية الدروز في سوريا، تأتي بنتائج عكسية"؛ إذ يرى أنها "تُستخدم في الواقع ضدهم، خاصة عندما لا توجد نية إسرائيلية حقيقية للتحرك على الأرض، حيث أصبحوا أداة في لعبة نتنياهو".

ولفت إلى أنه "بينما تجد الطائفة الدرزية نفسها تحت الأضواء، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى التزام إسرائيل الفعلي تجاهها".

وأشار إلى أن "تصريح نتنياهو وضع الدروز في دائرة الضوء في سوريا وجعلهم عرضة للخطر، خاصة أنه ليس لديه أي نية لنشر قوات الجيش في بلدة درزية معزولة في منطقة دمشق".

واستطرد: "إذا جمعنا بين تصريح نتنياهو ونواياه الحقيقية لإضعاف إدارة الشرع، نجد أن الطائفة الدرزية في سوريا تُستخدم من نتنياهو كأداة لمهاجمة النظام الجديد وليس كغاية لتقديم المساعدة، بحيث لا تقاتل إسرائيل من أجل الدروز، بل من وجهة نظره، يتورط الدروز في حرب طائفية ستضعف نظام الشرع".

ووجه الخبير في شؤون الأقليات انتقادات أيضا إلى قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل: "للأسف الشديد، يعاني الدروز من غياب قيادة شجاعة".

وتابع: "المؤسسة الدينية التي يرأسها موفق طريف تتسم بالامتثالية، وانجرفت مع تصريحات نتنياهو دون أن تدرك تبعات تصريحه على مستقبل الطائفة في سوريا".

من جهة أخرى، أشار حلبي إلى وجود “تصدع عميق يتفاقم بين الدروز وجيرانهم في سوريا”، محذرا من "المخاطر التي تهدد الطائفة بأكملها".

ودعا الخبير الأكاديمي نتنياهو إلى "مراعاة الظروف، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بشكل عام وفي الطائفة الدرزية بشكل خاص".