"تصعيد دبلوماسي وعسكري تركي" ضد إسرائيل.. هل تقترب المواجهة؟

منذ ٧ ساعات

12

طباعة

مشاركة

مع تواصل عربدتها في الشرق الأوسط، عبر خرق الأجواء السورية واستمرار الإبادة الجماعية في غزة، فضلا عن الهجمات على اليمن؛ صعّدت تركيا من حدة اعتراضها على السياسات الإسرائيلية.

وبحسب موقع "القناة الـ 12" العبرية، تجلى الاحتجاج التركي ضد إسرائيل من خلال مواجهة عسكرية مباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا، بالإضافة إلى تصعيد دبلوماسي من قبل وزارة الخارجية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في سياق متصل، تطرق الموقع إلى "التهديد الكبير الذي تمثله تركيا على الأمن الإسرائيلي، من خلال ريادتها التكنولوجية في مجال الطائرات المسيرة، حيث يُحتمل أن تبيع أنقرة تلك المسيرات إلى جهات إقليمية قد تستخدمها ضد إسرائيل".

مواجهة مباشرة

وأشار الموقع إلى أن "القوات الجوية الإسرائيلية والتركية دخلت في مواجهة مباشرة فوق سوريا لأول مرة بداية شهر مايو/ أيار 2025، كما أفادت صحيفة "سوزجو" التابعة للمعارضة في تركيا".

وذكر أن "طائرات مقاتلة تركية من طراز إف-16 عبرت الحدود إلى المجال الجوي السوري أثناء الهجمات المكثفة التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي على البلاد في الليلة بين الجمعة والسبت، وظهرت "وجها لوجه" مع الطائرات المقاتلة الإسرائيلية".

وبحسبه، "فقد نقلت الطائرات (رسائل تحذيرية) إلى الطائرات الإسرائيلية، التي هاجمت، من بين أمور أخرى، قوات تابعة لتركيا، في المقابل نفى جيش الدفاع الإسرائيلي هذا التقرير، رغم أن هيئة البث الإسرائيلية أكدت وقوع هذا الأمر".

وأفاد الموقع بأن "طياري المقاتلات الأتراك نقلوا رسائل إلى الطيارين الإسرائيليين، باستخدام أنظمة القتال الإلكترونية والاتصالات في الطائرة".

وأردف: "وفي موجة الهجمات التي أفادت التقارير بأنها من أوسع وأكبر الهجمات التي شنتها إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد، هاجمت القوات الجوية أيضا أهدافا لميليشيات (السلطان مراد) و(سليمان شاه) السورية الموالية لتركيا".

ووفق الموقع، "هذه قوات سورية محلية تابعة لتركيا وخاضعة لها، وتتلقى دعما لوجستيا مباشرا في شكل أسلحة وتدريب من حكومة أردوغان".

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع سلسلة من التقارير نُشرت في الأسابيع الأخيرة، تشير إلى أن الجيش التركي يسعى للحصول على موطئ قدم عسكري في سوريا في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، وفق التقرير.

إذ تعمل القوات العسكرية التركية ووحداتها الجوية على التمركز، من بين أماكن أخرى، في قاعدة T4 في حمص والقاعدة الجوية في حماة. 

ورأى الموقع أن هدف تركيا في سوريا "نشر طائرات بدون طيار، وأنظمة دفاع جوي تركية يمكنها تقييد حرية عمل طائرات القوات الجوية في الأجواء السورية".

تفوق تركي

في سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيرا أن "تركيا من بين الدول الثلاث الرائدة في العالم في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار".

وتُمثل هذه الحقيقة القائمة قلقا في الأوساط الإسرائيلية، ففي حديثه إلى الموقع العبري، أبدى الدكتور هاي إيتان كوهين يانروجاك، الباحث بمركز ديان بجامعة تل أبيب، خشيته من أن "تفوق تركيا بمجال الطائرات بدون طيار ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل يشكل تهديدا لإسرائيل".

ووفقا له، "يعد الأتراك من أكثر الدول تقدما في مجال الطائرات المسيرة، ولا بدَّ من الاعتراف بنجاحهم في الاستنساخ والتعلم من التكنولوجيا الأميركية والإسرائيلية، وتطبيق أسلوب الهندسة العكسية، ليتمكنوا باستخدام الأيدي العاملة الرخيصة من إنتاج منتجات بأسعار أكثر تيسيرا للجميع".

وأضاف: "لقد دخل الأتراك أسواقا متنوعة، مثل إفريقيا، وميزتهم الكبرى هي أنهم لا يسألون أسئلة مثل ما هي الجهات التي ستستهدفها الطائرات المسيرة، على مرّ السنين".

مؤكدا أنهم "طوروا مهاراتهم في هذا المجال، وليس سرا أن دولا كثيرة حول العالم أصبحت من عملائهم".

وتابع: "ظهرت هذه الطائرات المسيرة في ساحات القتال في سوريا والقوقاز وليبيا وأوكرانيا، في البداية لم يكن الروس على دراية كافية بكيفية التعامل مع ظاهرة الطائرات المسيرة، ولكن بفضل تقنياتهم المتطورة وقدراتهم التكنولوجية، تمكنوا لاحقا من التغلب على التهديد التركي".

"لكن في ساحات أبسط مثل القوقاز أو ليبيا، لم تكن هناك أنظمة قادرة على التعامل مع هذه الطائرات المسيرة"، يقول التقرير.

وأكمل: "رأت الدول الإفريقية نتائج هذه الطائرات وقررت اقتناءها. فعلى سبيل المثال، استخدمت الحكومة الإثيوبية طائرات تركية مسيرة ضد المتمردين، وكانت النتيجة فوزا حاسما للحكومة في الحرب".

وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة على إسرائيل، يعتقد يانروجيك أن "هذا قد يؤثر أيضا على إسرائيل من جانبين".

وتابع موضحا: "الأول، من حيث التكنولوجيا والصادرات، حيث تعد تركيا تلقائيا منافسا لإسرائيل، فأسعار الطائرات المسيرة التركية أرخص مقارنة بالطائرات الإسرائيلية والأميركية، وهي أكثر جاذبية في السوق".

وأردف: "أما العامل الثاني، فهو يتعلق بتصريحات أردوغان التي ألمح فيها إلى نِيّته إمداد لبنان بهذه المسيرات".

وعقّب الموقع: "قد نرى طائرات تركية مسيرة في لبنان يوما ما. وبالطبع، لا يُمكن إغفال حقيقة أن وزير الدفاع التركي صرّح صراحة في سوريا بأنه في حال وجود طلب، ستزود الحكومة التركية الجيش السوري بجميع الذخائر والأسلحة، ومن المُمكن رؤية طائرات تركية مسيرة في سوريا أيضا".

تضييق الخناق

في غضون ذلك، علم الموقع العبري من مصادر مطلعة أن نتنياهو "اضطر إلى إلغاء زيارته المقررة إلى أذربيجان بسبب رفض تركيا السماح لطائرته بالمرور عبر مجالها الجوي في طريقها إلى باكو".

وكان مكتب نتنياهو قد أرجع إلغاء زيارة رئيس الوزراء لأذربيجان إلى "أسباب أمنية تتعلق بالتطورات في غزة وسوريا".

واستدرك الموقع: "لكن مصادر مقربة من رئيس الوزراء قالت: إن السبب الرئيس للإلغاء هو عدم سماح تركيا لطائرة رئيس الوزراء بالتحليق فوق أراضيها".

وتحاول أذربيجان، التي كان من المفترض أن يسافر إليها نتنياهو، أن تلعب دورا في الوساطة وتهدئة التوترات الإقليمية، واستضافت في شهر أبريل/ نيسان 2025، اجتماعا بين ممثلين من إسرائيل، وممثلين من تركيا في أذربيجان، وكان الهدف من ذلك منع تصعيد الأزمة بين الجانبين.

وأفاد الموقع أن "هذه ليست المرة الأولى التي تفعل فيها أنقرة ذلك، فالوفد الإسرائيلي الذي انطلق إلى باكو في ذلك الوقت لم يحلق فوق المجال الجوي التركي، بل سلك مسارا أطول بمرتين، متجاوزا تركيا عبر اليونان وبلغاريا".

وبحسبه، فقد "درس مكتب نتنياهو إمكانية الطيران عبر مسارات طيران بديلة، مثل مسار الوفد الإسرائيلي، إلا أن المسار الوحيد الذي لا يمرّ عبر المجال الجوي التركي كان من شأنه أن يطيل مدة الرحلة إلى ما يقرب من مرتين، فتقرر إلغاء الرحلة".

وقد كان من المقرر أن يتوجه نتنياهو إلى أذربيجان في السابع من مايو/ أيار 2025 كضيف على الرئيس إلهام علييف، وأن يمكث هناك طوال عطلة نهاية الأسبوع. 

من جهته، أعلن مكتبه، أنه "في ضوء التطورات في قطاع غزة وسوريا، وبسبب جدول أعمال سياسي وأمني ضيق"، قرر رئيس الوزراء نتنياهو تأجيل الزيارة إلى موعد آخر.

وشدّد البيان على أن رئيس الوزراء "يشكر الرئيس علييف على دعوته، ويقدر العلاقات الدافئة بين البلدين".

وذكر الموقع أن مكتب رئيس الوزراء "نفى أية تقارير، تتحدث عن رفض تركي لمرور طائرة نتنياهو فوق المجال الجوي التركي".

في غضون ذلك، أوضح الموقع أن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونكو كيتشيلي "نفى منح طائرة نتنياهو الإذن بالتحليق في المجال الجوي التركي".

مؤكدا على أن "الادعاءات القائلة بحصول طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على إذن بالتحليق في المجال الجوي التركي، عارية عن الصحة تماما".

ونُقِل عنه قوله في البيان: "لم يُقدم لنا أي طلب من هذا القبيل". 

كما أعلن المركز التركي لمكافحة التضليل الإعلامي: "لا توجد أي حالة تُفسح المجال الجوي التركي أمام زيارة نتنياهو إلى أذربيجان في 7 مايو/ أيار 2025".

وأشار الموقع إلى أن "المتحدثين باسم الحكومة التركية نشروا هذه التصريحات والنفي ردا على الغضب الشعبي الذي ثار في تركيا عقب تقرير نشرته إحدى وسائل الإعلام الإيرانية يفيد بأن تركيا تعتزم السماح لطائرة نتنياهو باستخدام مجالها الجوي في طريقها إلى أذربيجان".