معقدة ومتداخلة.. ما علاقة الاتفاق السعودي الإيراني بأزمة إسرائيل الداخلية؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة صينية الضوء على مدى تأثر علاقات بكين مع إسرائيل، على خلفية وساطة "التنين" في الاتفاق السعودي الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية في 10 مارس/ آذار 2023.

وفي إطار اتهامات المعارضة الإسرائيلية لحكومة بنيامين نتنياهو بأنها السبب الرئيس في عقد الاتفاق، ترى صحيفة "سوهو" أن الاتفاق السعودي الإيراني "لا علاقة له بالوضع الداخلي الإسرائيلي".

وأفادت بأن "إسرائيل دولة مهمة في الشرق الأوسط، وهي تعد نقطة انطلاق مهمة للولايات المتحدة لقذف دول المنطقة".

أجواء ساخنة

وتوقفت الصحيفة الصينية عند "الأجواء الساخنة التي تعيشها إسرائيل خلال فبراير/شباط ومارس/آذار 2023".

وفضلا عن المظاهرات والاحتجاجات في شوارع إسرائيل، "هناك شائعات حول مشاركة بعض أفراد قوات الاحتياط الإسرائيلية في مكافحة أنشطة حكومة نتنياهو".

ونقلت "سوهو" عن صحيفة "هارتس" العبرية تقديرات تفيد خروج نحو 500 ألف شخص معارض للحكومة في الاحتجاجات الأخيرة.

ويُعد هذا أكبر احتجاج شهدته إسرائيل على مدار التاريخ، مخلفا وراءه اضطرابات سياسية غير مسبوقة.

وعلى سبيل المثال، منذ وقت ليس ببعيد، حاصر بعض المتظاهرين مطار بن غوريون الدولي، وحاولوا قطع الطريق السريع المؤدي إليه.

من ناحية أخرى، لفتت الصحيفة إلى "الأنباء المتداولة بين الناس حول مشاركة بعض أفراد الجيش، بمن فيهم أفراد من قوة الاحتياط، في تلك الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو".

وهنا يبالغ الغرب -من وجهة نظر الصحيفة- في ادعائه بأن "إسرائيل ستدخل في حرب أهلية إذا أكملت الأحداث مسارها بشكل خاطئ".

وقالت سوهو: "أعتقد أن هذا الادعاء مبالغ فيه، ولكن هناك شيئا واحدا مؤكدا، وهو أن الوضع الداخلي في إسرائيل بالفعل غير مستقر للغاية".

 

وأشارت إلى أن استعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين إيران والسعودية "قد تكون أكبر أزمة في تاريخ إسرائيل".

وذكرت "سوهو" أن "تطبيع العلاقات يشعر الإسرائيليين بأن الاضطرابات الداخلية في إسرائيل لها علاقة بالصين".

ولكن في الواقع، أشارت الصحيفة إلى أن "الصراع الأهلي في إسرائيل مستمر منذ أكثر من شهرين، في حين أن العلاقات السعودية الإيرانية لم تتقارب إلا أخيرا".

ورأت أن "هذا التغيير الخارجي من شأنه إطلاق بعض التغييرات الداخلية في إسرائيل".

حرب داخلية

وذهبت الصحيفة إلى أن "السبب الرئيس لاندلاع الخلافات الكبرى داخل إسرائيل هو الداخل نفسه".

ودللت على ذلك بأن "نقطة انطلاقة هذه المعركة كانت من رغبة حكومة نتنياهو في بدء تنفيذ خطة الإصلاح القضائي".

وأعلن وزير العدل الإسرائيلي الجديد، ياريف ليفين، خطته الهادفة إلى إعادة صياغة الجهاز القضائي، من خلال تقليص صلاحيات المحكمة العليا وزيادة تأثير الحكومة على توجهات المؤسسات القضائية.

وفي مؤتمر صحفي عقده في 4 يناير/ كانون الثاني 2023، أكد ليفين أن خطته تتضمن تمرير قانون "التغلب"، الذي يمنع المحكمة العليا من إلغاء القوانين التي يسنها الكنيست، ويجردها من قدرتها على إبطال القرارات الحكومية عبر استخدام "حجة عدم المعقولية".

وتتضمن خطة ليفين "الإصلاحية" اضطلاع الحكومة بدور حاسم في اختيار القضاة عبر إعادة تشكيل اللجنة المسؤولة عن اختيارهم، وذلك من خلال منح الحكومة والكنيست تمثيلا مساويا لتمثيل الجهاز القضائي في اللجنة.

وترمي إعادة تشكيل اللجنة المسؤولة عن اختيار القضاة إلى منح المستوى السياسي القدرة على تحديد هوية القضاة، من أعضاء هيئة المحكمة العليا وهيئات المحاكم الأخرى.

إلى جانب ذلك، فإن "إصلاحات" ليفين تتضمن أن يتولى السياسيون اختيار المستشارين القضائيين للحكومة والكنيست والهيئات الحكومية.

وحسب الصحيفة، تخدم "الإصلاحات" الجديدة المصالح الشخصية لكبار المسؤولين في الحكومة الجديدة، ولا سيما نتنياهو والقائم بأعماله ووزير الداخلية.

وشددت على أن "حرمان المحكمة العليا من إبطال قوانين الكنيست يعني تمهيد الطريق أمام سن مشروع القانون".

ومشروع القانون ينص على إعفاء رئيس الحكومة والوزراء والنواب من المحاكمة طالما كانوا يمارسون مهامهم الشخصية. 

معقدة ومتداخلة

وفي غضون ذلك كله، قالت الصحيفة الصينية، إن "هذه المشاكل معقدة ومتداخلة، خاصة أن نتنياهو يتمتع بشخصية صعبة، وترويجه لهذا المشروع هو في الواقع رغبة منه في زيادة سلطته، وهو الأمر الذي أزعج جميع الهياكل في إسرائيل". 

وأكدت الصحيفة أن "هذه الحرب الداخلية ليس للصين علاقة بها، وكذلك ليس لها علاقة بالأحداث في الشرق الأوسط، ولا سيما المصالحة بين السعودية وإيران".

ولفتت إلى "أهمية إسرائيل في الشرق الأوسط، فهي نقطة انطلاق مهمة للولايات المتحدة لقذف دول المنطقة".

وترى أن "السياسات الخارجية في الشرق الأوسط يمكن أن تتحرك تدريجيا نحو المصالحة، وبالتالي ستتجه إسرائيل أيضا إلى تعديل علاقتها مع دول المنطقة".

وفي نفس الوقت، زعمت الصحيفة، أن "إسرائيل ستقيّم علاقتها مع الولايات المتحدة، لا سيما أن تأثير الثانية في المنطقة بات ضعيفا بشكل واضح".

وذكرت "سوهو" أن علاقة الصين بإسرائيل "مستقرة نسبيا". 

وقالت: "طالما أننا نحترم سيادة الدول الأخرى ولا نتدخل في شؤونها الداخلية، فيمكننا أن نجعل الجميع في المنطقة يجلسون في محادثات سلام".

وختمت صحيفة "سوهو" تقريرها بالقول: "إذا استمر هذا الهدف والمبدأ، فإن العلاقة بين الصين وإسرائيل لن يصيبها ضرر كبير".