تسليم المقاتلين مقابل وقف هجمات إسرائيل.. هل ترضخ دمشق لواشنطن؟

منذ ساعة واحدة

12

طباعة

مشاركة

عززت الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، وذلك عقب انضمام دمشق أخيرا إلى التعاون مع "التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة".

وأفادت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية بأن هذا الاتفاق "أتاح لواشنطن ودمشق تنفيذ عمليات مشتركة ضد التنظيم، إلا أن سوريا لا تزال ترفض تسليم (المقاتلين) الذين قاتلوا جنبا إلى جنب مع الشرع حتى 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024".

تعاون عملي

ونقلت الصحيفة الروسية عن موقع "ذا ناشيونال" قوله: إن "السلطات السورية تكثف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وفقا لمصادر الموقع الإماراتي، فإن "سوريا تقوم الآن بتزويد واشنطن بالإحداثيات الجغرافية الدقيقة لخلايا تنظيم الدولة عبر إدارة الأمن العام ووزارة الدفاع، بهدف تضييق نطاق نفوذ التنظيم".

وتابع الموقع: "كما شرعت أجهزة الاستخبارات التابعة للحكومة الانتقالية في إعداد قاعدة بيانات موحدة عن المقاتلين الأجانب داخل سوريا، بغض النظر عن ولائهم".

وبحسبه، "تشمل هذه القاعدة أسماء المقاتلين وأرقام هواتفهم ومحيطهم الاجتماعي كاملا، بما في ذلك الزوجات والأقارب".

وأوضح الموقع أن "هذا التعاون الاستخباراتي أتاح لسوريا والولايات المتحدة تنفيذ عملية مشتركةأخيرا ضد تنظيم الدولة في جنوب البلاد".

ففي الفترة ما بين 24 و27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، أعلنت كل من القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية ووزارة الداخلية السورية عن تدمير أكثر من 15 موقعا يحتوي على مخابئ للأسلحة التابعة للتنظيم، بما في ذلك قذائف هاون وصواريخ وبنادق هجومية.

وأكد البنتاغون أن العملية جاءت لتثبت أن الإنجازات السابقة في الحرب "ستكون طويلة الأمد، وأن تنظيم الدولة لن يتمكن من استعادة نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى الولايات المتحدة أو العالم".

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن هذا التعاون يأتي في سياق ما أعلنته دمشق حول "التعاون السياسي مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب".

وقالت: "كانت شروط تبادل المعلومات الاستخباراتية لتوجيه الضربات ضد التنظيمات الإرهابية العالمية مدرجة صراحة في (إعلان التعاون السياسي) الذي وقعته سوريا مع الولايات المتحدة في نوفمبر 2025 خلال الزيارة التاريخية التي قام بها الشرع إلى واشنطن".

ولفتت إلى أنه "رغم تأكيد الحكومة الانتقالية في دمشق على الطابع الرمزي لهذه التفاهمات، إلا أن هناك وجهة نظر ترى أنها ضرورية لتوسيع التعاون العسكري".

الضغط على إسرائيل

ويرى موقع "ذا ناشيونال" أن الحكومة السورية "تهدف من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى تعزيز الثقة مع الولايات المتحدة، بهدف إقناعها بضرورة الضغط على إسرائيل للتوقف عن شن هجمات منتظمة على جنوب سوريا".

وتابع: "ففي ليلة 28 نوفمبر 2025 حاولت القوات الإسرائيلية تنفيذ عملية برية في جنوب محافظة دمشق لاستهداف مقاتلين لبنانيين، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى دمشق".

واستدرك: "لكن المشكلة تكمن في أن الحكومة الانتقالية السورية مترددة في تسليم (مقاتليها) الذين قاتلوا إلى جانب الشرع ورفاقه قبل أكثر من عام، كجزء من تبادل المعلومات الاستخباراتية".

من جانب آخر، لا تنظر الولايات المتحدة بعين الرضا إلى التحركات الإسرائيلية. وقد أشار ترامب في منشور له على منصته "تروث سوشيال" إلى أن واشنطن تتابع ما يجري في الساحة السورية من دون إظهار موافقة علنية.

الذين قاتلوا إلى جانب الشرع ورفاقه قبل أكثر من عام ، كجزء من تبادل المعلومات الاستخباراتية".

في غضون ذلك، ذكرت الصحيفة الروسية أن "تحركات إسرائيل لم تكن محل ترحيب من الولايات المتحدة، إذ أشار الرئيس الأميركي في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن الولايات المتحدة تراقب تصرفات إسرائيل في سوريا دون موافقة ظاهرة.

وأكد ترامب على "أهمية أن تحافظ إسرائيل على حوار متين وصادق مع سوريا"، إذ كانت قنوات التواصل بين البلدين حتى الآن محدودة واقتصرت على اتفاق جزئي بشأن نزع السلاح في جنوب سوريا.

وأضاف أن "لا شيء يجب أن يمنع سوريا من أن تتحول إلى دولة مزدهرة"، مشددا على أن الوضع الراهن في الشرق الأوسط، بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في أكتوبر/ تشرين الأول 2025، يمثل "فرصة تاريخية مهمة".

محادثات مكثفة

في هذا السياق، أفادت مصادر أميركية لموقع "أكسيوس" بأن إدارة ترامب تشعر بالقلق إزاء استمرار الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، إذ ترى أن هذه الهجمات قد تقوض الجهود الأميركية الرامية إلى استقرار الأوضاع في سوريا".

وقال أحد المسؤولين الأميركيين للموقع: "نحاول إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة التوقف عن ذلك، لأنه إذا استمر على هذا النهج فسيطلق النار على نفسه".

وأضاف: "سيُضيع نتنياهو فرصة دبلوماسية كبيرة لاستعادة العلاقات مع سوريا، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى خصم له".

وكشفت مصادر الموقع الأميركي أنه "ابتداء من 28 نوفمبر 2025، دخل المسؤولون الأميركيون في (محادثات مكثفة) مع نظرائهم الإسرائيليين والسوريين، سعيا لتقليل التداعيات الدبلوماسية للعملية البرية التي نفذتها إسرائيل في محافظة دمشق".

وأردف: “البيت الأبيض لا يزال يأمل أن توقع الدولتان الجارتان، تحت رعايته، اتفاقا أمنيا يقضي بنزع السلاح من جنوب سوريا ويؤسس لانضمام دمشق إلى (اتفاقات أبراهام)”.

واختتم المصدر حديثه للموقع: "سوريا لا ترغب في الدخول في مشاكل مع إسرائيل، لكن نتنياهو يرى الأشباح في كل مكان".

ويرى السوريون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يحدّ من قدرتهم على استعادة الاستقرار، ويعرقل الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات بهدف تحسين الواقع الاقتصادي.