المعركة مستمرة.. تضامن واسع مع تحركات المقاومة المتواصلة لردع الاحتلال

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثاني على التوالي، يتواصل التضامن مع عمليات المقاومة الفردية ضد الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، والتي كان أبرزها عملية القدس التي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة 10 آخرين، وتبعتها عملية سلوان التي نفذها فتى يبلغ من العمر 13 عاما.

وفي 28 يناير/ كانون الثاني 2023، وقع اشتباك مسلح في منتصف شارع وادي حلوة المكتظ بالبؤر الاستيطانية ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، حيث أعلنت شرطة الاحتلال عن إصابة ضابط في جيش الكيان (22 عاما) بجراح خطيرة، ووالده (47 عاما) بجراح متوسطة.

وقالت شرطة الاحتلال، إن المنفذ هو الفتى محمود محمد عليوات (13 عاما)، والذي توارى خلف مركبة صفراء صغيرة، ثم ركض نحو 5 مستوطنين كانوا يصعدون الشارع باتجاه حائط البراق المحتل، وأطلق عليهم عدة رصاصات عبر مسدس، فردّ عليه مستوطنون مسلحون فأصيب بجراح متوسطة.

وردا على عمليتي القدس، اتخذ الاحتلال قرارات عقابية، تضمنت إغلاق منزل منفذ عملية القدس على الفور تمهيدا لهدمه، وحرمان عائلات منفذي العمليات من الحق في التأمين الوطني ومزايا أخرى، وعدم منحهم بطاقات الهوية الخاصة بسكان القدس.

كما قرر تسريع وتوسيع نطاق منح تراخيص الأسلحة النارية للإسرائيليين، وتعزيز الإجراءات الأمنية في المستوطنات، وتعزيز قوات الشرطة والجيش لشن عمليات أمنية وحملات لجمع ما وصفها بالأسلحة غير المشروعة.

وأثارت قرارات الاحتلال موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، وصنفوها إرهابا يستوجب من دول العالم التصدي لها، بدلا من توجيه أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين لمجرد ممارستهم حقهم الطبيعي في الدفاع عن أرضهم وأسرهم. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_سلوان، #عملية_القدس، أعلنوا تأييدهم لكل فعل مقاوم مناهض للاحتلال الإسرائيلي مهما كان حجمه أو منفذه، محذرين من أن تصعيد الكيان لن يزيد الفلسطينيين إلا إصرارا وعزيمة على مقارعة الاحتلال.

أجيال مقاومة

وتفاعلا مع الأحداث، نشر السياسي فايز أبو شمالة، صورة منفذ عملية سلوان، ووصفه بالبطل، قائلا إن هذا هو جيل النصر، والتحرير، لا يصدق العقل أنه حمل السلاح، وأطلق النار على أعداء فلسطين، لكنه فعلها.

من جانبها، أشارت الكاتبة نغم فيتروني، إلى أن منفذ عملية إطلاق النار في بلدة سلوان بالقدس يبلغ من العمر 13 عاما، مؤكدة أن الجيل الجديد في فلسطين مقاوم من الدرجة الأولى، ويرسي قواعد الاشتباك حتى الرمق الأخير.

وأشار الكاتب أحمد منصور، إلى أن الفتى الفلسطيني الذي نفذ هجوما ضد الصهاينة اليوم في سلوان بالقدس المحتلة عمره 13 عاما، والشاب الذي نفذ هجوم أمس عمره 22 عاما ومعظم الذين يقاومون قوات الاحتلال الإسرائيلي شباب ولدوا خلال العقود الثلاثة الماضية.

وتساءل: "ما الرسائل التي يرسلها هؤلاء لإسرائيل المحتلة وكل أعوانها لا سيما العرب؟"

دلالات العمليات

فيما قال الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس حازم قاسم، إن العملية الفدائية في سلوان، تأكيد على استمرار الفعل المقاوم على كل الأرض المحتلة، وردا على جرائم الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا.

وأضاف أن عملية سلوان تؤكد أن المعركة ضد الاحتلال مستمرة حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال، وأن كل إرهاب الجيش الصهيوني لن يوقف نضال شعبنا المشروع ضد الاحتلال.

وأوضح المحلل السياسي أيمن الحنيطي، أن عمليات القدس من أخطر العمليات التي تواجهها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتعجز أمامها، مشيرا إلى أن فتى فلسطيني بعمر (13) عاما يلقم مسدسا ويستخدمه ضد مستوطنين مسلحين.

وذكر بأن العام الماضي وفي القدس أيضا طعنت فتاة فلسطينية (14) عاما وتلميذة بالمدرسة مستوطنة.

وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، إن موجة العمليات في القدس تظهر للحكومة الصهيونية وقواعدها الثمن الباهظ لمحاولاتها حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني عبر القوة.

وأضاف أن قادة الحكومة يعون أنه لا توجد وصفة تضمن إحباط العمليات الفردية، وبالتالي فإن إجراءاتهم القمعية ليس فقط لن تحقق الغرض، بل ستؤجج التصعيد بما لا يخدم مصالحهم.

وأكدت الصحفية منى عمران، أن هناك جيلا فلسطينيا لا ينتمي لفصيل، لا يخشى لا إسرائيل ولا سلطة، لا تهمه اتفاقات ولا تعريفات ولا مفاهيم، يفهم أن حريته تنبع من داخله ولن يمنحه إياها أحد، وكلما أمعن اليمين وتَطَرف، أمعن في رد الفعل، وبذلك يهزم فتى فلسطيني دولة نووية.

ولفت الإعلامي خير الدين الجبري، إلى أن الصحفي الصهيوني المعروف أمير بوخبوط، كتب بعد عملية سلوان شيئا مختصرا ومهما وهو: "التهديد الأخطر: الإلهام"، موضحا أن ذلك يعني الخشية من تحول العمليات إلى مصدر إلهام للشباب الفلسطيني وأن يتحول الشهيد لرمز وأيقونة بطولة.

وأضاف أن هذا لن يحدث إلا بالصحوة وبالتالي الوعي، وهذا أكثر ما يرعبهم.

إرهاب صهيوني

واستنكر ناشطون دعوة الاحتلال الإسرائيلي كل من لديه سلاح مرخص بأن يحمله في الأماكن العامة، تحسبا لأي عملية محتملة، وفق ما أعلنه وزير الأمن القومي في إسرائيل اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، مشيرين إلى أن الإرهاب الصهيوني دائما يتم تغليفه وتبريره.

وأكد الكاتب ماجد الزبدة، أن دعوة حكومة الاحتلال الفاشية المتطرفة للمستوطنين الصهاينة حمل السلاح بمثابة تصريح بالقتل.

وقال: "يبدو أن تطرف الصهاينة أغشى على أعينهم بأن جرائمهم بحق الفلسطينيين العزل لن تمر بهدوء وأن الفلسطينيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم وأرضهم والضرب في العمق الصهيوني".

وعد المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمد علان دراجمة، العقوبات الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد عائلات منفذي عمليات المقاومة الفلسطينية بمثابة اعتراف إسرائيلي صريح بفشل كل الإجراءات والسياسات الأمنية الإسرائيلية المباشرة في قطع سلسلة العمليات. وأكد الصحفي عبدالصمد بن شريف، أن المتطرف بن غفير، يجسد أقصى درجات الفاشية والكراهية والعنصرية، ويسعى إلى إشعال المنطقة وتفجيرها. وأوضح الصحفي المختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، أن المستوطنين مسلحون، لكن خطوة توفير بن غفير السلاح للمستوطنين تبعاتها وستكون كارثية على الكيان، ناهيك أن المستوطنين قد يطلقون النار على بعضهم بعضا. وأكد الكاتب والصحفي اليمني عباس الضالعي، أن ما أمر به بن غفير، هو الإرهاب، ومن يمارسه يجب أن يتعامل العالم معه كإرهابي، لكن حكومات العرب ضعيفة ومسلوبة القرار والإرادة وليس لها قدرة على رفض هذا الإرهاب الرسمي.

إدانات معيبة

وأكد ناشطون أن الإدانات العربية والغربية لعمليات المقاومة بالقدس معيبة، مستنكرين الإغفال المتعمد لحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال والرد على تصعيده المتواصل وانتهاكه للمقدسات واستباحته لدمائهم واحتلاله لأرضهم.

وكتبت الكاتب القطرية ابتسام آل سعد: "أعلم بأن العرب يمكن أن يشجبوا عملية القدس وعملية سلوان ويدعون للتهدئة لكن وضع الدول المطبعة التي ادعت كذبا أن تطبيعها مع إسرائيل سيكون لصالح قضية فلسطين ومع ذلك تدين استهداف الإسرائيليين وتسكت عن استهداف الفلسطينيين فهذا انبطاح مرتين".

وأكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن كل مستعمر صهيوني هو جندي في جيش احتلال، لا فرق بين حاخام وجنرال، فكلهم يريدون الحياة فوق جثثنا، بينما كل اللي مقاوم لهذا الاحتلال هو مدني وإن حمل السلاح دفاعًا عن حياته وأرضه رغم أنف أي مبتز أو"معتز" أو مهتز. ورأى رئيس المنظمة اللبنانية للعدالة الدكتور علي صادق الشيخ عمار، أن إعراب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض العرب عن تضامنهم السافر مع العدو الصهيوني ليس مستغربا، لأنهم الذين صنعوا، وما زالوا يصنعون، كيانات عدوة للإسلام في فلسطين وفي مناطق كثيرة داخل جسد الأمة.

وكتب محمد يوسف حسناء: "وكأن دم عن دم يفرق وكأن حياة انسان عن انسان تختلف وكأن من أرتقى منا منذ بداية العام ليسوا من البشر، تلك الأصوات التي تُندد بما حدث في القدس أين هى مما حدث في جنين ونابلس من قبل أتُجرمون رد الفعل وتنسون الفعل؟".

وأضاف أن "صمتكم هو ما يٌسبب تفاقم الأمور أينما غابت العدالة حل الانتقام".

وأعرب الناشط أدهم أبو سلمية، عن سعادته من إدانة عدد لا بأس به من الأنظمة العربية والاسلامية لعملية القدس، لأن المعارك دون تمايز الصفوف لا تُحسم.