إسرائيل تكثف عدوانها على سوريا.. وناشطون: الهدف هو التقسيم وسط تخاذل عربي

منذ ١٢ ساعة

12

طباعة

مشاركة

بعد ساعات من اتفاق الحكومة السورية الجديدة مع القيادات الدرزية ووجهاء من السويداء، شنَّ الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، مهددا الإدارة الجديدة.

وواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأراضي السورية، بشن سلسلة غارات جوية في وقت متأخر من مساء 2 مايو/أيار 2025، على مناطق متفرقة، واستهدف ريف دمشق بـ7 غارات، واخترق الأجواء فوق العاصمة دمشق ومحافظات حمص وحماة واللاذقية.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن مدنيا قتل جراء الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على محيط مدينة حرستا بريف دمشق، كما وقعت إصابات أخرى في قصف استهدف مدينة التل بريف دمشق أيضا.

وأفادت "سانا" بأن 4 أشخاص أصيبوا أيضا في غارة إسرائيلية استهدفت محيط قرية شطحة بريف محافظة حماة الشمالي الغربي وسط سوريا.

وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس": إن "طائرات حربية أغارت على المنطقة المجاورة للقصر (الرئاسي) في دمشق".

وتعليقا على القصف، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك: إن "هذه رسالة واضحة للنظام (الإدارة الجديدة) السوري.. لن نسمح بأي خطر على الطائفة الدرزية".

من جانبها، أدانت الرئاسة السورية، القصف الإسرائيلي الذي استهدف القصر الرئاسي، ووصفته بأنه "تصعيد خطير" يستهدف مؤسسات الدولة وسيادتها. 

وجاء في بيان الرئاسة: "هذا الاعتداء يمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية"، مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية بـ"الوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه الاعتداءات المتكررة". 

وأكدت الرئاسة أن "هذه الاعتداءات التي تستهدف وحدة سوريا، سواء كانت محلية أو خارجية، لن تنجح في إضعاف إرادة الشعب أو في إعاقة جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والسلام في المناطق كافة".

وحذرت من أن "هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري".

وجاء القصف الإسرائيلي لمجمع الرئاسة بدمشق، غداة تأكيد وجهاء في سوريا وزعماء الطائفة الدرزية التي يحاول الاحتلال استغلالها لفرض تدخله في سوريا، عبر بيان، أنهم جزء من سوريا الموحدة، وتشديدهم على رفض أي مشاريع للتقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ.

كما جاء التصعيد في أعقاب استقبال الشرع للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في القصر الرئاسي بدمشق التي وصلها في زيارة مفاجئة، وإشادة الأخير بانفتاح الدولة السورية على الحوار مع مختلف مكونات الشعب، وتأكيده ضرورة اضطلاعها بدورها في حفظ الأمن.

وأدانت دول ومنظمات عربية، منها  السعودية وقطر والكويت، والأردن، واليمن، والعراق، ومنظمة التعاون الإسلامي، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي، ودعت إلى موقف دولي يوقف تلك الانتهاكات.

ورأى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي أن الإدانات الصادرة عن بعض البلدان العربية والمنظمات غير كافية، مستنكرين ضعف الموقف العربي المناهض للاحتلال الإسرائيلي والرافض لعدوانه وتوغله وعربدته في الأراضي العربية، وحذّروا من أن الدائرة ستدور عليهم.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #العدوان_الإسرائيلي_على_سوريا #سوريا، #أحمد_الشرع، #إسرائيل، #سوريا_الجديدة، وغيرها، أن "سوريا في مرمى مخطط التفتيت والتقسيم".

وأثنى ناشطون على البيان الصادر عن الرئاسة السورية، وأعادوا نشره مرفقا بوسوم عدة داعمة ومؤيدة للإدارة الجديدة منها #كلنا_أحمد_الشرع، #أنا_مع_الدولة_السورية، #سوريا الجديدة، #السيادة_السورية_مقدسة، وغيرها من الوسوم الأخرى.

فيما اقتبس آخرون كلمات حاسمة من البيان منها أن "سوريا لن تساوم على سيادتها أو أمنها وستواصل الدفاع عن حقوق شعبها"، مع الإشارة إلى تلويحها وتهديدها باستخدام "الوسائل المتاحة كافة" لتحقيق ذلك، وأرفقوها بالدعوة لولاة الأمر.

أهداف الاحتلال

وعن أهداف الاحتلال من هجماته على سوريا، قال الباحث العربي مهنا الحبيل: إن هذا العدوان "يهدف مرحليا إلى وقف عملية السلام لتأمين السويداء وبسط سيادة الدولة، وإستراتيجيا لزعزعة موقع الحكم في سوريا الحرة لإسقاط الدولة".

وأضاف أن “تطور الموقف إلى حرب كان متوقعا وموجات القصف الجوي العنيف لا تملك سوريا له رادعا هذا صحيح، لكن توازنات الحرب الأخرى سيكون لها معادلتها بعون الله، ولا تزال الحرب في أولها”.

وأشار الحبيل إلى أن الشرع "حاول بكل مجال دفع الحرب عن سوريا، لكن حين تُفرض على وطنه للميدان لغته المختلفة بأي قدرة يملكها الشعب المقاوم"، لافتا إلى أن "الصهاينة راهنوا على دعم المخطط الإيراني مع دعم مجموعات انفصالية وسقط رهانهم رغم دعمهم".

وأوضح أن "الصهاينة تدخلوا بالحرب المباشرة، لكن الدولة الحرة قامت بكامل هياكلها الانتقالية، وهو ما يُغطي قاعدة المواجهة والمقاومة سياسيا ودبلوماسيا".

وأكد سمير أحمد نحيلي، أن "إسرائيل" تسعى جاهدة للقضاء على أي قوة إقليمية أو دولية تهدد أمنها، كما تسعى بعد عدوانها على غزة ولبنان لفتح معركة جديدة تعزز قوتها العسكرية وهيبتها الوجودية.

وقال: إن كل ما تفعله إسرائيل بحسب مفهومها الوجودي الهيمنة العسكرية، متسائلا: “هل ستنجح في هيمنتها على المنطقة أم أنها ستفتح معارك جديدة غير معركتها مع إيران؟ والسؤال الذي ينتظر الجميع الإجابة عليه ماذا بعد سقوط النتن -رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو-؟”

وأوضح عبدالرحمن شنن، أن أكثر ما يهدد أمن إسرائيل من جهة سوريا شيئين هما "استقرار تام في سوريا، وفوضى عارمة في سوريا".

وأشار إلى أن التهديد الأول لأمن الاحتلال (الذي يسعى له الشرع وتحاول إسرائيل منعه) سيجعل من سوريا دولة قوية وجيش عقدي قوي لا يمكن التنبؤ بمآلات قياداته وماذا لو حصل انقلاب لاحقا... إلخ.

ولفت شنن إلى أن المهدد الثاني لأمن إسرائيل هو الفوضى الخلاقة التي تنجم عن انفراط عقد الحكومة كليا ودخول البلاد في تشعبات فوضوية وفصائلية وسلاح منتشر دون أي هرمية وضوابط.

وقال: إن "بين هذا وذاك.. تناور إسرائيل على جعل سوريا: تحت قيادة مضمونة دون فوضى كبرى + تبقى ضعيفة غير مستقرة ولا قوية".

خذلان العرب

وتنديدا بضعف الموقف العربي المناهض للاحتلال والمستنكر للهجوم على سوريا، قال الإعلامي بشير ضاهر: "عندما قصفت إسرائيل دمشق، كان من الطبيعي –لو أن العروبة والنخوة لا تزال حاضرة– أن تُصدر الدول العربية فورا بيانات تنديد، وتعلن دعمها لسوريا، لكن -وكما هو معتاد- كان الصمت الإستراتيجي هو سيد الموقف".

وأضاف: "اليوم فقط، وبعد أن التزم الجميع الصمت، خرج الشرع ليطالب العرب بالوقوف إلى جانب سوريا ضد العدوان الصهيوني.. لم يكن مجرد تصريح، بل كان تحريكا للمياه الراكدة وفضحا متعمدا لحالة الخزي الجماعي".

وأكد ضاهر أن الشرع "لا يتحدث عبثا، بل تشعر أنه يُلقي كلماته كما لو كانت كشافات تُضيء دروب الشعوب الغارقة في التعتيم"، مشيرا إلى أنه يدرك جيدا أن الأنظمة العربية تفتقر إلى الجرأة لقول "لا" لإسرائيل، لكنه يُحرجها أمام شعوبها ويفضح عجزها وضعفها.

ووصف الشرع بأنه "رجل ذكي، يستخدم كل تصريح سياسي كأداة للفضح والتوعية. يخاطب العرب قائلا: أرأيتم؟ سوريا تتعرض للقصف، وأنتم صامتون.. وسأجعل شعوبكم ترى ذلك بأعينها وتلعن تخاذلكم".

واستنكر أحمد عيد، عربدة إسرائيل في أرض العرب من غزة إلى لبنان إلى سوريا، وانعدم الإحساس عند العرب.

وقال الصحفي السوري مأمون الخطيب، إن كل آمال الشعب السوري معلقة بعمقه العربي، متشبثين بالأمل، مترقبين موقفا شجاعا يضع حدا لهذه العربدة التي تنتهك السيادة وتستهين بالدم، متسائلا: “هل من صوت عربي يعلو لنصرة سوريا المتعَبة؟”

وقال الكاتب ياسر أبو هلالة: إن "وسام على صدر الشرع أن هذه المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل قصرا رسميا لرئيس دولة عربية منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي"، مضيفا: "بانتظار موقف عربي وإسلامي أقله شعبيا".

واستنكر رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي، أن تُعربد " إسرائيل " في الأرض والبحر والسماء العربية دون أن تتجرأ الأنظمة " المضروبة " أو النظام العربي مجتمعا من الرد ولو برصاصة "صوتية".

وقال: "يُقال لنا منذ أكثر من 70 عاما أن هناك دفاعا عربيا مشتركا، وأمنا عربيا واحدا، وجامعة عربية تجمعهم.. اكتشفنا بعد أن هرمنا، أن هذا كله كذب في كذب، وأن هذه المسرحيات ما هي إلا ضحك على الذقون، وتخدير للشعوب".

وأكد الحرمي، أن "الواقع يقول عكس ذلك تماما، ويقول إن العرب بعد أن كانوا يرفضون المذلة، وكانت النخوة والمروءة تسبقهم باتوا اليوم إذا ضربهم عدوّهم على خدهم الأيمن، أداروا له خدهم الأيسر".

وحذر فاضل سليمان، من أن "قصف القصر الرئاسي في دمشق سيتبعه قصف 23 قصرا ملكيا ورئاسيا وأميريا إذا استمرَّت حالة الجبن والخذلان العربي".

ثقة بالسوريين

وتحت عنوان "عدوان نتنياهو على سوريا سيرتدُّ عليه"، بشر مدير عام مركز لندن للإستراتيجية الإعلامية، أحمد رمضان، بأن "السوريين على طريق النصر المبين وسيهزمون أعداءهم بعون الله".

وأكد أن العدوان على سوريا غير مسبوق منذ التحرير، وهدفُه يتجاوز التدمير والتخريب، قائلا: إن نتنياهو شريك في مخطط يستهدف قلب نظام الحكم لحساب فلول الأسد وتحالف الشر، والبداية كسر هيبة الدولة وإضعافها، وتجريدها من مكامن القوة!.

وأوضح رمضان، أن الرد السريع يتطلب وحدة الموقفين الرسمي والشعبي، والالتفاف حول الدولة السورية الجديدة، والانفتاح على القوى الوطنية "المدنية والسياسية"، واستنفار الحالة الشعبية لحماية المؤسسات، واستدعاء الكفاءات، وتشديد الحالة الأمنية، وفرض رقابة صارمة على الفلول.

وأضاف أن "في الجانب الآخر، لا بد من رد صارم على العدوان، ووضع خطة تحرك شاملة، يتضافر فيها السياسي مع العسكري، والإعلامي مع الأمني، والقانوني مع الشعبي، وتفعيل عمل المؤسسات، وتهدئة الوضع الداخلي، وعدم السماح بإشاعة أجواء من الفوضى والقلق لدى الرأي العام".

وذكر رمضان بأن "السوريين اجتازوا اختبارات أشد وطأة مما هم عليه الآن، ونجحوا في كسر شوكة إيران ويليشياتها، وإضعاف روسيا ودورها، وهزيمة الأسد ونظامه". 

وأكد أن "الظن بأن الضغوط العسكرية والاقتصادية والسياسية ستجعلهم يتنازلون عن حقوقهم ومبادئهم هو اعتقاد زائف".

وقال الكاتب أحمد موفق زيدان: إن الشعب السوري الذي تحدّى قوة إقليمية ودولية وهزمهما، وانتزع حقه وقصره في دمشق، "لن يُخضعه كيان لقيط".

وأكد أن "الشعب الذي ضحى بمليون شهيد و14 مليون مشرد ونصف مليون معتقل راح معظمهم بالمكابس والمحارق وحفر الأسيد.. الشعب الذي تعرّض لـ80 ألف برميل متفجر، و217 ضربة كيماوية لن تُرهبه ضربة حول قصره".

إشادة بالرئاسة

وإشادة ببيان الرئاسة السورية، قالت جيهان الرفاعي الحريري: "تظن إسرائيل أن بيان الرئاسة السورية مجرد كلمات، لكن العاقل يقرأ ما بين السطور!.. التحذير واضح: دمشق لم تعد ترسم الخطوط الحمراء بالكلام فقط، بل سترسمها بالنار إذا لزم الأمر!".

وأضافت: "يا كيان الاحتلال لن تبقى حدودكم الآمنة آمنة إلى الأبد، فالسوريون قادمون وبكل قوة، والبيان كان مجرد إنذار أخير!".

وشددت الرفاعي على أن "سوريا ليست ضعيفة، وهي قادرة على قلب الطاولة عندما تشاء، فليفهم الغُزاة الدرس قبل فوات الأوان، فالعاصفة قادمة، والبيان الأخير هو للرصاص، وبيان الشرع ليس كبيان الأسد".

وعرض الصحفي محمد مكحل، بيان الرئاسة قائلا: "بيان الشرع ليس كبيان الأسد.. اِحذروا".

وعد أحد المغردين، بيان الرئاسة "سياسي ومدروس ومتوازن"، داعيا الرئيس الشرع إلى مخاطبة شعبه والأمة في كلمة مباشرة أو متلفزة؛ لأن "الظروف التي تحيط بسوريا داخليا وخارجيا ليست ظروفا عادية والمسؤولية اليوم ليست مسؤولية سوريا وحدها، بل مسؤولية الأمة بأجمعها".

وأعربت المغردة ميس، عن فخرها ببيان الرئاسة، قائلة: "صرت أقرأ التصريحات الرسمية وأنا فخورة وحاسة إنه الأمر بيخصني.. هاد الشعور كان مستحيل عندي".

ورأت أن سياق الكلام أظهر دور رئاسة الجمهورية بمكانها الطبيعي وهو مسؤولية ومنصب لتمثيل الشعب وأولويته سوريا فقط لا غير، مبشرة بأن “سوريا ستصل إلى المكانة التي يفتخر بها السوريين رغم أنف كل العملاء والخونة والسفاحين”.

ورأى محمد وحيد، أن بيان الرئاسة "شامل كامل"، مضمونه " لا للخونة لا للعملاء.. نعم للوطن واحد موحد.. وحاج تستفزينا يا إسرائيل".