"مصالحة المنافس ومواجهة العدو".. إستراتيجية بايدن بعد الانتخابات النصفية
.jpg)
توقف موقع إيراني عند مكاسب انتخابات منتصف الولاية في الكونغرس الأميركي خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وكيف تعد هذه الاستحقاقات "نقطة تحول" في الانتخابات المقبلة عام 2024.
وقال موقع "إيران الدبلوماسي" في مقال للصحفي أبو القاسم قاسم زادة، إن "الرئيس الأميركي جو بايدن يرى أنه فاز في هذه الانتخابات رغم معارضة بعض الآراء له، وكذلك يرى الحزب الجمهوري أنه انتصر أيضا في هذا الاقتراع".
وأشار إلى أن "كل من بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب أعلنا عن وجودهما في التنافس الانتخابي المقبل، إذ ذكر ترامب أنه سيخوض جولة الانتخابات بمفرده حتى لو لم يؤيده حزبه (الجمهوري)".
وتطرق الكاتب إلى العديد من المشكلات العالمية التي ستجعل الانتخابات المقبلة والعامين المتبقيين من فترة بايدن صعبة، ومنها المشكلات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وأزمة الحرب الأوكرانية الروسية.
أزمات مستمرة
وقال قاسم زادة: "لا تتمتع نتيجة هذه الانتخابات منتصف الولاية الأميركية (النواب والشيوخ) بأهمية خاصة بالنسبة للحزبين الحاكمين (الجمهوري والديمقراطي) فقط لأنها تعد نقطة تحول للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ ولكن لأنه بمجرد انتهاء عام آخر ستشتد المنافسة الحزبية وتقديم المرشحين للانتخابات".
وأضاف "من الآن يعد بايدن نفسه فائزا في هذه الانتخابات، لأنه حصل على أصوات مجلس الشيوخ بمعارضة بضعة أصوات فقط، إذ يرى أن مجلس الشيوخ المركز الرئيس لتفسير وتنفيذ السياسة الخارجية".
وتابع: "في مجلس النواب أيضا رأى الجمهوريون أنفسهم فائزين في هذه الانتخابات بمعارضة 12 صوتا فقط، في الوقت ذاته قدم ترامب نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية، وقد بدأ حملته الانتخابية، لكن ينوي أن يديرها بمفرده إذا لم يؤيده حزبه (الجمهوري)".
وأشار قاسم زادة إلى أن "بايدن أعلنها بشكل رسمي أنه سيتواجد لأربع سنوات أخرى في انتخابات الرئاسة".
وأكد أن "العامين الباقيين من فترة بايدن، سيكون طريقهما صعبا وقاسيا من حيث إدارة أميركا داخليا، وخاصة من الناحية الاقتصادية، وإلى حد ما المشكلات الثقافية والسياسية المعقدة".
بالإضافة إلى إدارة بضع مشكلات حالية على الساحة الدولية والإقليمية، ومن ضمنها استمرار الحرب في أوكرانيا والتي تبعها سوء العلاقات بين واشنطن وموسكو، وأيضا استمرارية الخلافات الناتجة عن الأزمة التي أحدثتها تايوان مع بكين وتأثيرها على العلاقات بين أميركا والصين، وفق الكاتب الإيراني.
واستطرد: "ستحدث أزمة اقتصادية-مالية في أوروبا، وخاصة في هذه الدول الثلاث -إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا- خلال العامين المقبلين من إدارة بايدن في البيت الأبيض وتحت سيطرته".
وأردف الكاتب قائلا: "يمكن الإضافة إلى هذه القائمة، استمرار الأزمة في أفغانستان وأبعادها السيئة، وكذلك انتخاب بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء لإسرائيل، إذ له سابقة اقتراب من ترامب، كما أن هناك خلافات ونزاعات مع بايدن على تفسير القوة في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، سيواجه بايدن مشاكل عدة مع إيران والسعودية عند طرح خططه خلال العامين المقبلين.
وتابع: "العامان المقبلان من نهاية عهد بايدن، ستتضح أنواع وأقسام المشاكل والأزمات، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وكذلك في إدارة البيت الأبيض، وبلا شك سيكون العامان صعبين ومعقدين على موسكو وبكين، وربما أيضا محفوفين بالمخاطر".
لقاء شي وبايدن
وقال قاسم زادة إن "أغلب الساسة والمحللين السياسيين في المحافل الإعلامية يرون لقاء زعيمي الصين وأميركا، شي جين بينغ وبايدن، وجها لوجه في 14 نوفمبر 2022 بمدينة بالي الإندونيسية محتوى خبر ونقطة تحول جديدة في العلاقات بين واشنطن وبكين".
وأوضحت الحكومة الصينية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية قبل بدء المحادثات أنه "منذ رئاسة جمهورية بايدن وشي من يناير 2021 تحدثا خمس مرات سواء عن طريق الهاتف أم الفيديو، كما التقيا آخر مرة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما حين كان بايدن نائب رئيس الجمهورية".
كما أعلن البيت الأبيض أن "الأمل موجود في إمكانية أن يثمر هذا اللقاء عن علاقة مستقرة بين اقتصادين عالميين عظيمين".
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "نريد من حكومة بايدن ألا تعمل على (تسييس) التجارة، وأن تقبل سيادة بكين على تايوان".
كما تريد بكين من واشنطن أن تلغي التعريفات التي طبقها ترامب عام 2019، وتقلل من قيود حصول الصين على الرقائق (مواد مصنعة من السيليكا تستعمل في صناعة أجهزة الحاسوب) وسائر التقنيات الأميركية الأخرى".
ومن ناحية أخرى، أُعلن أن بايدن أراد من بكين أن تتخذ نهجا حاسما تجاه الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبعد هذا اللقاء، كتبت وسائل الإعلام أن "الزعيم الصيني امتنع عن الانتقاد العلني لقرارات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبكين إما امتنعت عن التصويتات الهامة التابعة لمجلس الأمم المتحدة (تجاه بعض التغيرات المتعلقة بروسيا) أو عارضتها".
وذكر قاسم زادة أن "لقاء بايدن وشي من وجهة نظر أغلب المحللين في وسائل الإعلام استكمال لمعتقد إستراتيجية بايدن (الصين منافسة لنا، وروسيا عدوتنا)، إذن تجب المحادثة بين الطرفين من أجل التصالح مع المنافس، والمواجهة العسكرية مع العدو".
ورأى أن "الحقائق سالفة الذكر توضح أن هناك ظروفا صعبة في مواجهة طهران، ويجب على صناع القرار في إيران أن يتخذوا قرارات صحيحة شجاعة ومهمة في تحسين الأوضاع الداخلية والسياسة الخارجية".
وختم قاسم زادة مقاله بالقول إن "الأوضاع ستكون أكثر شدة وتعقيدا بالنسبة لإيران خلال العامين المقبلين، مع الأخذ الحسبان نتيجة انتخابات الكونغرس الأميركي، وعودة نتنياهو إلى الساحة الإسرائيلية، وسيادة ولي العهد محمد بن سلمان على السعودية، والصف المناهض لإيران (أميركا، وأوروبا، وإسرائيل)".