أيهما أقوى؟.. مقارنة بين الترسانة العسكرية للمغرب والجزائر

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على الترسانة العسكرية التي يملكها كل من الجارين، المغرب والجزائر؛ خلال فترة تميزت بالتصعيد بينهما، وسط تخوفات من اندلاع حرب جديدة في المنطقة.

وقالت صحيفة "لاراثون" إن "الجزائر تعد على وجه الخصوص القوة الحربية الرائدة في شمال إفريقيا، لكن الرباط لم تتوقف عن زيادة قوتها الجوية في خضم الأزمة مع جارتها".

وأكدت أن العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب "تعيش أسوأ حالاتها" منذ السبعينيات، خاصة بعد أن اتهمت الجزائر الرباط بقتل ثلاثة مدنيين جزائريين بإقليم الصحراء الغربية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

السيادة الإقليمية

وتعد هذه التطورات أحدث حلقة من الأزمة الناشئة، التي تسارعت في الأشهر الأخيرة والتي حققت قفزة نوعية بعد إغلاق أنبوب الغاز الذي ينقل الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية إلى إسبانيا في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وفي جميع الأحوال، أدى التوتر السياسي إلى جعل البلدين، اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية في الصيف، أقرب إلى المواجهة المسلحة. 

ورغم أن المغرب قال إنه "لن يسمح لنفسه بالانجرار إلى حرب مع الجزائر والخوض في دوامة العنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة"، إلا أن نظيرته أعلنت أن مقتل ثلاثة جزائريين "لن يمر دون عقاب".

ونقلت "لاراثون" أن احتمال انزلاق الجزائر والمغرب نحو صراع عسكري أدى خلال السنوات الأخيرة إلى إعادة تسليح القوات المسلحة في كلا البلدين.

وفي هذا النزاع تعد القضية الصحراوية من بين أكبر المسائل التي تؤجج الخلاف بين الجارين.

وفيما تشجع الجزائر مطالب جبهة "البوليساريو" في الصحراء، التي تدعمها منذ عقود، تعرب الرباط عن دعمها لـ"حركة استقلال القبايل". 

ونوهت الصحيفة بأن البلدين الواقعين في شمال إفريقيا يتنازعان من أجل السيادة السياسية والإقليمية في منطقة المغرب العربي، وهو طموح حافظت عليه الجزائر والرباط منذ الستينيات وأطلق العنان لسباق "غير عادي" لشراء الأسلحة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة. 

وعموما، تتمثل أفضل أداة لقياس القوة والقدرات العسكرية لكلا البلدين هي تلك التي تقدمها "غلوبال فاير باور"، وهي شركة استشارية أميركية تجمع سنويا البيانات من جميع دول العالم لتصنيف القوة العسكرية العالمية.

وأوردت الصحيفة أن هذا الترتيب يضع الجزائر في المرتبة 27 من بين 140 جيشا ذا قيمة، وهي أعلى بكثير من المغرب، الذي يحصل على المرتبة 53.

وفي إعداد هذا التصنيف، تحلل الشركة الأميركية 55 عاملا، يشمل القدرات اللوجستية والتكتيكية، وتنوع الأسلحة ونقاط القوة الصناعية في كل بلد.

على سبيل المثال، تقدر ميزانية الدفاع الجزائرية السنوية لعام 2020 بحوالي 9.2 مليارات يورو، أي ما يعادل ضعف الميزانية المغربية التي تصل إلى 4.2 ملايين يورو، ما يترجم إلى قدرة أكبر على شراء الأسلحة في الجزائر.

وبحسب هذا المؤشر يحتل الجيش الجزائري المرتبة الثالثة بين أقوى الجيوش العربية بعد مصر والسعودية.

من جانبها، احتلت القوات المسلحة المغربية المرتبة الخامسة بين أقوى الجيوش في الوطن العربي.

في الآن ذاته تعد الجزائر حاليا القوة العسكرية الرائدة في منطقة المغرب العربي، وهو موقع تطمح إلى الحفاظ عليه من خلال تطوير صناعتها العسكرية، بحسب "لاراثون".

القوة المغربية

وأوردت الصحيفة أن المغرب خصص خلال سنة 2018 حوالي 3.2 بالمئة من ناتجه المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري.

ويمتلك جيشه 249 وحدة جوية، منها 103 طائرات حربية، بالإضافة إلى 29 طائرة نقل عسكرية، و67 طائرة تدريب، وأربع طائرات مهام خاصة، وطائرتين للتزود بالوقود الجوي، و64 طائرة هليكوبتر.

من ناحية أخرى، تمتلك الجزائر 45 طائرة هليكوبتر هجومية، بينما لم يكن لدى منافسها أي مروحية حتى وقت قريب، عندما حصلت على 36 طائرة هليكوبتر "أباتشي".

ورغم الاختلاف العددي، فإن القوات الجوية الملكية المغربية لديها أسطول من المقاتلات يتضمن "إف 16"، تحصلت عليها عبر عملية تجديد أسطولها الجوي.

ويخطط المغرب للحصول على 25 طائرة من النسخة المحدثة المسماة "إف 16 بلوك 52" بالإضافة إلى العديد من طائرات "إف 35".

كما يملك 27 طائرة من طراز "داسو ميراج أف1"، استخدمت أواخر السبعينيات في الحرب ضد قوات جبهة "البوليساريو".

وأضافت الصحيفة أن المغرب أعلن قبل أسابيع قليلة أنه سيعزز سلاحه الجوي بأنظمة تركية دون طيار، وطائرات "كاميكازي" إسرائيلية دون طيار، وطائرات أميركية شبيهة بطائرات "بريداتور" الإسبانية لكنها مسلحة.

أما من حيث القدرات البحرية، فإن القوات المغربية تتكون من 121 وحدة بحرية، من بينها ست فرقاطات، وكورفيت واحد، و22 زورق خفر السواحل.

وفي السنوات الأخيرة، قامت بتحديث أسطولها البحري بإضافة فرقاطتين فرنسيتين من نوع "فلوريال"، كما استحوذت على ثلاث فرقاطات من طراز "سيغما" مزودة بأحدث الأسلحة والأنظمة الإلكترونية.

وفي الواقع، تتمثل جوهرة تاج أسطوله البحري في الفرقاطة "فريم"، التي يبلغ طولها 142 مترا.

وعلى صعيد الطاقة، لا يمكن للمغرب أن ينافس الجزائر، أحد أكبر ثلاثة منتجين للغاز في العالم.

القوة الجزائرية

وأفادت الصحيفة الإسبانية بأن القوات الجوية الجزائرية تشمل 551 طائرة، منها 22 مقاتلة هجومية، و60 طائرة نقل عسكرية، و87 طائرة تدريب، وتسع طائرات مهام خاصة، وثلاث طائرات للتزود بالوقود في الجو.

وبحسب صحيفة "غازيتا" الروسية يعد الطيران القتالي الجزائري الأقوى في القارة الإفريقية ويعتمد بالأساس على التكنولوجيا الروسية.

ويجدر الذكر هنا بأنه منذ استقلال الجزائر عام 1962 عززت الجزائر علاقاتها مع الاتحاد السوفييتي، بينما كان المغرب تحت فلك الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن قاعدة القوات الجوية الجزائرية تتكون من 45 مقاتلة ثقيلة من الجيل الرابع، لكنها تمتلك أيضا أكبر أسطول قاذفات في إفريقيا مع 36 وحدة مقاتلات "أس يو 24 أم".

وبشكل عام، نظرت الجزائر العاصمة إلى صعود القوة الجوية المغربية بقلق، وفي هذا السياق وقعت مؤخرا عقدا لشراء 14 مقاتلة من طراز "أس يو 57" من الشركة المصنعة الروسية "سوخوي"، كما وقعت عقودا لشراء 14 قاذفة قنابل "أس يو 34" و14 وحدة "أس يو 35".

من جانب آخر، تمتلك القوات الجوية الجزائرية 268 مروحية، منها 45 هجومية.

وتتكون قواتها البرية من 2024 دبابة وسبعة آلاف عربة مدرعة و324 مدفعية ذاتية و396 مدفعية ميدانية و300 قاذفة صواريخ.

وبينت الصحيفة أن البحرية الجزائرية تملك 201 وحدة بحرية، مع ثمانية فرقاطات و10 طرادات وثمانية غواصات و65 زورق دورية واثنين من كاسحات الألغام البحرية، وهو أسطول متفوق بكثير على الأسطول المغربي. 

ويشمل أسطولها التجاري 114 سفينة و12 ميناء رئيسا و149 مطارا في الخدمة، أما قدرتها العظمى البحرية فتختزل في الغواصات الثمانية، حيث إن أربعة منها من فئة 636.

وفي عام 2019 أفادت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية بإطلاق صواريخ هجومية أرضية من غواصات.

ونقلت "لاراثون" أن مدير الصفحة الرقمية "مينا ديفنس"، أكرم خريف، قال لوكالة "فرانس برس" إن "الاحتمال المؤكد الوحيد هو أن الجيش الجزائري لن يقصف المدنيين المغاربة، حيث إنه خيار مستبعد تماما". 

وقال خريف قبل أن يصر على أن "لا أحد منهم يريد شن حرب"، إن "الاحتمالات الأخرى تتمثل في الانتشار الجوي وتعزيز القوات على الحدود وتعزيز الأمن العسكري في المنطقة على الجانب الصحراوي".