من تحت الأنقاض إلى المستشفى.. طبيبة غزية تستقبل 9 من أطفالها شهداء

منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

في لحظة واحدة فقدت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار التي اعتادت أن تضمّد جراح الأطفال، 9 من أصل 10 أبناء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

فأثناء عملها في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، استقبلت النجار أشلاء أطفالها التسعة (أعمارهم بين عامين و12 عاما) متفحمين، بعد أن مزقهم صاروخ إسرائيلي استهدف منزلهم جنوبي قطاع غزة.

وشن الاحتلال في 23 مايو/أيار 2025 غارة جوية استهدفت منزل عائلة طبيبة الأطفال في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس، ما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل واندلاع حريق هائل واستشهاد الأطفال، إضافة إلى إصابة زوجها الطبيب حمدي بجروح خطيرة.

وأوضح المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش، أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، لديها 10 أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاما، خرجت مع زوجها ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ إسرائيلي على منزلهم.

وأفاد بأن 9 من أطفالهما ارتقوا جرّاء الغارة، وهم يحيى، وركان، ورسلان، وجبران، وإيف، وريفان، وسيدين، ولقمان، وسيدرا، في حين أُصيب آدم، وهو الطفل الوحيد المتبقي، وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة.

وأردف قائلا: "هذا ما تعيشه كوادرنا الطبية؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها".

وبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: إن هذه الجريمة تعبر بشكل واضح عن "سادية الاحتلال ومستوى روح الانتقام المتجذرة والتي تحرّك (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو والوحوش البشرية الذين يمارسون القتل الجماعي بدم بادر وبلا أي وازع أخلاقي أو إنساني".

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يتعمد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استهداف الكوادر الطبية وعائلاتهم لثنيهم عن أداء واجبهم الوطني والإنساني، في واحدة من "أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ الحديث بحق الطواقم الطبية".

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن مجزرة إسرائيل "المروعة"، "جريمة حرب" وفق كل القوانين الدولية. مؤكدا أن هذه المجزرة "جريمة تُضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالقتل والإرهاب والإبادة".

ووصف ناشطون على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #آلاء_النجار، #خان_يونس، #غزة، وغيرها، ما جرى بأنه “جريمة حرب”. مؤكدين أن جيش الاحتلال يتعمد استهداف الكوادر الطبية والأطفال والمدنيين عموما.

وهاجم ناشطون الأنظمة العربية الحاكمة واستنكروا صمتها أمام تصعيد الاحتلال لجرائمه وتبنيها دور العجز والفشل في اتخاذ خطوات رادعة.

 وخصصوا هجومهم على رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الإماراتي محمد بن زايد والأنظمة المطبعة. كما هاجموا المجتمع الدولي وحلفاء الاحتلال وكل من يوفر الدعم والحماية.

جريمة حرب

وتنديدا باستهداف المدنيين وإعرابا عن الحزن والأسى والشعور بالألم على مصاب الطبيبة آلاء وتصنيف قتل أبنائها بأنها جريمة حرب، قالت الإعلامية مايا رحال: إن الاحتلال الفاشي يقتل الحياة بغزة وتحديدا فئة الأطفال هم بنك أهدافه. 

وأشارت إلى أن أكثر من 18 ألف طفل تم قتلهم بدم بارد، داعية الله أن يربط على قلب الطبيبة الأم التي تحاول إنقاذ الأرواح ولكنها لم تستطع إنقاذ أرواح أطفالها التسعة الذين قُتلوا بقصف وحشي همجي وبدم بارد.

وعرض مرتضى العربي صورتين لأولاد الطبيبة الفلسطينية البطلة قبل وبعد، داعيا لتخيّل أن "تكون بتباشر عملك عادي جدا، وفجأة تستقبل جثامين أولادك التسعة دفعة واحدة".

وعد أحد المغردين، قتل الاحتلال أبناء الطبيبة آلاء جريمة حرب موثقة بحقدٍ سافر وصمت دولي مخزٍ يُعمّق الجرح، قائلا: "آن الأوان لوقف العدوان فورا؛ لأن استباحة البراءة جريمة لا تغتفر".

وأضاف: "حين تُذبح البراءة تُذبح الإنسانية معها، الكلمة اليوم حق والعمل أمانة والواجب إنساني قبل أن يكون سياسيا".

ووصف معتصم القرشي ما حدث لأبناء الطبيبة آلاء، بأنه "جريمة ومجزرة وحشية في أبشع صورها تضاف إلى جرائم الكيان المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني بغزة".

وأكد عامر العجمي، أن جيش الاحتلال المجرم ارتكب جريمة وحشية تُدمي القلوب، سقط خلالها تسعة أطفال أبرياء.

خذلان العرب

وهجوما على الأنظمة العربية الحاكمة واستنكارا لصمتها أمام مجازر الاحتلال وجرائمه المتصاعدة، عرض الإعلامي نصر البوسعيدي صورة بالذكاء الاصطناعي للطبيبة الفلسطينية وهي تحتضن جثامين أبنائها وأخرى لصورة تجمعهم وثالثة لأكفانهم.

وعلق قائلا: "ما أتفه كل الذين لا يزالون متمسكين بكل ذل وسفاهة بمزابل التطبيع ومعهم كل القادرين المتخاذلين أمام فاجعة الطبيبة آلاء النجار التي استقبلت جميع أطفالها شهداء حينما ذبحهم صهيوني قذر حقير.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأضاف البوسعيدي: "غزة تُباد يا رب فانتقم لهذه الدماء الطاهرة من كل القتلة المجرمين".

وكتب الكاتب وائل قنديل: "يؤسفني أن أقول لك إن عائلات أسرى العدو أغلى عند الوسطاء العرب من الطبيبة العظيمة آلاء النجار وأطفالها الشهداء التسعة".

ودعا أحد المغردين الله أن يحرق قلوب حكام العرب ممن يرضون بهذا الذل خاصة السيسي وابن زايد. وفق قوله.

وعبر آخر، عن جام غضبه من ملوك وحكام وأمراء ورؤساء العرب، قائلا: "لعنة الله تغشاكم حتى تقوم الساعة، ونسأل الله أن يدخلكم عذاب أشد من عذاب فرعون، وأُبي بن خلف.. وأولكم السيسي وأولاد زايد".

وأعرب إسماعيل الكبسي، عن أسفه على أن غالبية العرب تجردوا من الإنسانية وأصبحوا في حالة صمت مخزٍ ومذل ومهين.

نفاق العالم

واستنكارا لصمت العالم وازدواجية معايره وتجاهل المنظمات الدولية والإنسانية لجرائم الاحتلال بغزة واستمرار الدعم الدولي لإسرائيل، تساءل أستاذ الحديث مصعب درويش: “بعد المجزرة التي راح ضحيتها 9 من أبناء الطبيبة آلاء النجار، هل ستتوقف المذبحة؟”

وأجاب قائلا: "طبعا لا، ستحدث مجزرة بل مجازر الليلة وغدا، وينسى معها المسلمون والعالم مجزرة اليوم". مؤكدا أن ما يحدث لأهل غزة أمر نادر في تاريخ البشرية، ليس بحجم القتل فقط، بل بالصمت الرهيب الذي يلف العالم وكأن دماءنا ماء.

وأضاف: "إذا كنا قد هُنّا عليكم فما هُنّا على الله.. وما هانت دماؤنا في عين الله.. وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير".

كما تساءل الإعلامي حفيظ دراجي: "ماذا لو كانت الدكتورة آلاء أوروبية أو أميركية؟ ماذا لو كان الفاعل مسلما أو عربيا؟"، مؤكدا أن لو كان ذلك لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتحركت الأمم المتحدة، وكل المنظمات الدولية، وجمعيات حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن الطبيبة آلاء النجار خسرت في لحظة واحدة كل شيء. مذكرا بأنها كانت تُنقذ الأرواح، بينما تُنتزع أرواح أطفالها؛ تسعة تحوّلوا إلى أشلاء، وآخر قطعة من قلبها تُصارع الموت.

واستنكر المستشار القانوني عبدالسلام غنيم، أن العالم المنافق عديم الأخلاق والإنسانية الذي أقام الدنيا ولم يقعدها حزنا على مقتل شخصين في واشنطن، يقف اليوم صامتا وهو يشاهد الطبيبة الفلسطينية آلاء تتفاجأ باستشهاد أطفالها التسعة.

وعلق عيسى الشفلوت، قائلا: "9 أطفال هم ضحايا حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإرهابي والمساندة الأميركية البريطانية والمتاجرة الإيرانية الحوثية وتآمر الحكام العرب الذين أسأل الله أن لا يميتهم إلا وقد أحرق كبودهم وأشعل قلوبهم في أطفالهم بنهاية كنهاية أطفال هذه الضعيفة".

ورأى حسني المنافي أن ما جرى يشهد على انعدام الإنسانية في العالم أجمع، قائلا: "قلوبنا مع الدكتورة آلاء النجار التي فقدت 9 أبناء بقصف إسرائيلي أميركي ربنا ينتقم منهم".

وعرضت نونا محمد، صورة بالذكاء الاصطناعي للطبيبة وهي تحتضن جثامين أبنائها متسائلة: "أين ضمير العالم وأين العرب وتوحدهم كقوة ضاربة في وجه إسرائيل وحلفائها الذين يعيثون فسادا ويقتلون ويحرقون الأطفال والنساء بلا شفقة أو رحمة".

ورأى زلزال همدان، أنه المُفترض أن تقوم قيامة العالم بعد جريمة قتل أطفال الدكتورة آلاء التسعة وأن تتوقف إبادة غزة فورا بفعل استنكار العالم، وفق تعبيره.

مواساة ومؤازرة

وفي محاولة لمواساة الطبيبة، قال علاء عواد: "اللهم اربط على قلب أم الشهداء د.آلاء وعلى قلب والدهم د. حمدي النجار الموجود الآن في العناية المركزة".

وأكد أن الكلمات تعجز وتقف صامتة عن أي قول وعن أي تعبير، مخاطبة الطبيبة بالقول: "نحن أمامك لا شيء أخجل من كوني عربيا أخجل من كوني أعيش في هذا العالم القذر المبتذل الرجعي بكل المقاييس".

وخاطب شريف زوريقي، الطبيبة آلاء، قائلا: "الكلمات لن تسعفنا لعزائك أسأل الله أن يفرغ عليك صبرا من عنده وأن يربط على قلبك وأن يجمعك بأولادك في الفردوس الأعلى، وأن يأجُرك في مصيبتك العظيمة وأن يخلفك خيرا، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأكدت علا مخيمر، أن كل ما في اﻷرض من فلسفة لا يعزّي فاقدا عمّن فقد، متسائلة عن حال الطبيبة آلاء: "أي قوة تلك التي تحتمل كل هذا الوجع".

وقالت: "لا أعلم كيف تلقيتِ الخبر ولا أعرف كلمة تواسي قلبك.. اللهم صبرا وبردا وسلاما على قلبها".

وقال مصطفى مسلم: "لا أعرف شخصًا فقَدَ تسعةً من أبنائه دفعةً واحدة ولا حتى على دفعات.. لا أعرف مثل هذه التجربة لا لدى الناس الذين عرفتهم ولا حتى في قراءاتي في السّير والتواريخ والقصص العجائبية".

وأضاف: “فقدت الخنساء أربعة فصارت مضرب مثلٍ وخُلع لقبها على النساء الثّكالى مدى الدهر، وفقد أبو ذؤيب الهذلي خمسةً فخلّدهم وخلُد بهم في عينيته الشهيرة”.

وأردف: "من القصص النادرة قصةٌ عن شاعر اسمه الحارث بن حبيب الباهلي فقَدَ ثمانيةً من بنيه، ثم رأى رجلًا يبكي على شاةٍ أكلها الذئب، فمنحه ناقته وقال له: خذ هذه بشاتك، ولكن دع البكاء لأهله".

وتابع مسلم: "كنت أظن أن قصة الحارث الباهلي وأبنائه الثمانية تحمل أضخم رقمٍ ممكن في تجربةٍ لا يحتملها الإنسان في ولدٍ واحد، حتى كان أمس فرأيتُ بعيني طبيبةً مسكينةً استقبلت جثامين تسعة من أبنائها قتلهم الأنذال في لحظةٍ واحدة من الخسة والدناءة".

وقال الإعلامي أيمن عزام، مواسيا الطبيبة آلاء: "تسعة أقمار سبقوك إلى الجنة يا دكتورة". متسائلا: "أي امرأةٍ أنت؟! أي صفاء قلبٍ ونقاء نفس وسمو روحٍ منحه الله إياك.. لتبلغي عنده هذه المنزلة من الابتلاء الذي رافقه أبهى تجليات صبر الصابرين واحتساب الراضين عن ربهم".

ودعا لها قائلا: "اللهم اربط على قلبها حتى تبلغ عندك منزلةً يرنو إليها البشر والملائكة يوم الحساب العظيم وانتقم ممن خذلهم أجمعين".