الخزانة الأميركية تخفف عقوبات سوريا.. وناشطون: خطوة نحو الاستقرار والتعافي

منذ ٦ ساعات

12

طباعة

مشاركة

وسط مساعي الإدارة السورية الجديدة للتعافي من آثار الحرب والدمار والتخلص من إرث نظام بشار الأسد المخلوع، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إصدار ترخيص عام يوفر "تخفيفا فوريا" من العقوبات المفروضة على سوريا، تماشيا مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الخزانة الأميركية قالت في بيان أوردته عبر حسابها على منصة "إكس" في 23 مايو/أيار 2025: إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لها، أصدر "اليوم (الجمعة) الترخيص العام السوري رقم 25 الذي يوفّر تخفيفا فوريا للعقوبات المفروضة على سوريا".

وأوضحت أن الترخيص "يسمح بالمعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، وهو ما يعني من الناحية العملية رفع العقوبات عن سوريا".

وأفادت الخزانة الأميركية بأن الترخيص سيتيح "إطلاق استثمارات جديدة وتنشيط دور القطاع الخاص (الأميركي بسوريا)، بما ينسجم مع إستراتيجية (أميركا أولا) التي يتبناها الرئيس".

ولفتت الوزارة إلى أن "هذه الخطوة تُعد جزءا من مسار أوسع تتبعه الحكومة الأميركية لإزالة الهيكل الكامل لنظام العقوبات المفروضة على سوريا، على خلفية انتهاكات نظام بشار الأسد".

وأكدت أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة وتعيش في سلام داخلي ومع جيرانها، مضيفة أن تمديد تخفيف العقوبات الأميركية جاء ليشمل الحكومة السورية الجديدة على أساس التزامها بعدم توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية وضمان حماية الأقليات.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان: "بناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترامب بشأن تخفيف العقوبات على سوريا، قررت منح إعفاء من عقوبات قانون قيصر لمدة 180 يوما، وذلك بهدف دعم جهود التعافي وإعادة البناء".

وأشار إلى أن هذه الخطوة تُعدّ "خطوة مهمة في تنفيذ رؤية الرئيس ترامب لإقامة علاقة جديدة بين الولايات المتحدة وسوريا".

وعقوبات قيصر هي إجراءات صارمة فرضتها أميركا على سوريا بموجب قانون قيصر الصادر في 2019، بهدف حماية المدنيين من انتهاكات الحكومة السورية إبان عهد بشار الأسد، وشملت عقوبات اقتصادية وأخرى على المسؤولين السوريين، كما تضمّنت قيودا على الاستثمارات. 

وبدوره، وعد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الشعب السوري بمزيد من النجاحات في الأشهر المقبلة، استكمالا للقرارات المتتالية برفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا، مؤكدا أن سوريا وشعبها تستحق مكانة عظيمة، وبلدا مزدهرا، وتمثيلا يليق بها على الساحة الدولية.

ورحَّبت وزارة الخارجية السورية بالقرار الأميركي، وقالت في بيان: إن هذه "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد".

وفي 14 مايو، أعلن ترامب خلال "منتدى الاستثمار السعودي ـ الأميركي 2025" في الرياض، اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، موضحا أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ورحَّب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بقرار الخزانة الأميركية رفع العقوبات عن سوريا وما تبعها من إعفاء من عقوبات قيصر، وعدّوها خطوة تاريخية مهمة نحو تعافي الاقتصاد السوري، وتحسين الأوضاع المعيشية للسوريين، وفتح الباب أمام استثمارات جديدة.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سوريا_تنهض، #أحمد_الشرع، #دونالد_ترامب، #الخزانة_الأميركية، #سوريا_الجديدة، وغيرها، عن سعادتهم بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، متبادلين التبريكات والتهاني بالقرار.

وعبر ناشطون عن تفاؤلهم واستبشارهم بالقرار، وأملهم أن يتبعه خطوات أخرى لدعم سوريا الجديدة، والمساهمة في تخفيف معاناتها الاقتصادية وتعزيز فرص إعادة إعمارها وجذب الاستثمارات، مشيدين برئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وحنكته السياسية.

خطوة نحو البناء

وحفاوة بالقرارات الأميركية، أكد بكر غبيس، أن رفع العقوبات انتصار عظيم يبدأ الآن بشكل رسمي لبناء سوريا الجديدة بقوة وانفتاح غير مسبوقين.

وقال: "الشكر لله أولا وللشعب السوري الذي صبر وضحى لعقود من أجل هذه اللحظة من ثم للرئيس ترامب الذي وفّى بوعده وبسرعة غير مسبوقة لفتح صفحة جديدة وتاريخية بين البلدين".

وقال رشاد كمال، إن رفع العقوبات خطوة مهمة للتخلص من إرث الأسدين والممانعة الملفقة. مؤكدا أن كل السوريين والسوريات يستحقون أن يسعدوا بعودة سوريا إلى محيطها الدولي.

وبارك الباحث ماجد عبدالنور، رفع العقوبات عن سوريا، متمنيا أن تحافظ الحكومة السورية على عدم عودتها.

 

وقال الصحفي إبراهيم الحميدي، إن رفع العقوبات الأميركية هدبة للسوريين ناضل لأجلها كثيرون، ووصفها بأنها "أوكسجين لا يمنع الغرق وحسب، بل الركض في البناء".

استثمارات أجنبية وعربية

وفي قراءات وتحليلات لقرار الخزانة الأميركية وتسليطا للضوء على مآلاته، أكد الصحفي الاقتصادي مصطفى عبدالسلام أن رفع الخزانة الأميركية العقوبات رسميا عن سوريا تحول مهم للاقتصاد السوري، ولأنشطته المختلفة خاصة البنوك والطيران والاستثمار المباشر.

وأوضح أن القرار يفتح الباب أمام تدفق استثمارات أجنبية وعربية ضخمة على سوريا.

وأفاد أحد المدونين، بأن رفع العقوبات رسميا يعني أن الدول تستطيع دعم البنك المركزي، وانفتاح مجال الاستثمارات بالبلد، والقدرة على الاستيراد والتصدير مع دول العالم، وإعادة الإعمار. مشيرا إلى أن القرار يعني أن سوريا حرة بلا عقوبات أو قيود.

وأشار فراس عابدين إلى أن القرار الأميركي برفع جميع العقوبات عن الشرع ووزير الداخلية، يعني سقوط نظرية أنّ الشرع إرهابي التي كان يستخدمها أيتام الأسد في كل مناسبة، موضحا أن العقوبات حاليا على بشار الأسد فقط.

وأكد خليل إدريس، أن رفع العقوبات الأميركية عن الشرع وكيانات سوريا كبرى، خطوة تحمل في طياتها دلالات سياسية عميقة، يمكن قراءتها من عدة زوايا، منها أنها اعتراف ضمني بشرعية السلطة الجديدة.

وقال: إن رفع العقوبات عن الرئيس الشرع يشير إلى قبول أميركي (ولو جزئيا) بواقع سياسي جديد في دمشق.

وأضاف إدريس، أن الخطوة تؤدي إلى تحفيز اقتصادي؛ لأن إلغاء القيود عن المصارف والمرافئ يعيد فتح الأبواب أمام تحويلات السوريين في الخارج، والتبادل التجاري، والاستثمار في البنية التحتية.

وأكد أن رفع العقوبات يمهد لتفاهمات إقليمية ودولية؛ إذ قد تكون هذه الخطوة جزءا من صفقة أوسع تشمل ملفات إقليمية مثل إعادة الإعمار، ملف اللاجئين، أو حتى العلاقات مع دول الجوار.

وتساءل إدريس: “هل ستتبع هذه الخطوة انفتاحا دبلوماسيا أوسع؟ وهل نحن أمام تحول في الإستراتيجية الغربية تجاه سوريا، أم أنه مجرد تكتيك مؤقت؟”

الخط التصاعدي

وإشادة بالقرار الأميركي، قال ممثل المعارضة السورية في ألمانيا بسام عبدالله: إن رفع العقوبات عن الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية وشخصيات ومؤسسات سورية مهمة، يؤكد الخط التصاعدي الذي تسير في الدولة السورية نحو الاستقرار والازدهار.

وأضاف أن رفع العقوبات يؤكد اعتراف المجتمع الدولي بالحكومة السورية الجديدة ورغبتها في الدعم وإعادة الإعمار، متوقعا تحسن العملة السورية، ورفع الكهرباء بنسبة 50% ، وزيادة حركة الحدود والمطارات السورية والعودة إلى سوريا باتت ميسرة جدا.

وعد محمد باشا الصمادي، رفع جميع العقوبات الأميركية عن سوريا بشكل عملي وتنفيذي خطوة تاريخية تؤكد عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي، وتعكس احترام العالم لإرادة شعبها وصمود قيادتها.

وحيّا باسم كل مخلصٍ لوطنه، مسار الدبلوماسية السورية الحكيمة برئاسة أحمد الشرع، التي أثمرت عن هذه النجاحات المتتالية في كسر طوق العقوبات الظالمة، واستعادة الدور السوري المستحق على الساحة الدولية.

ورأى الصمادي، أن القيادة أثبتت أن سوريا ليست فقط صامدة، بل قادرة على أن تبني وتنهض وتستعيد مكانتها بالعقل والسيادة، كما صمدت بالإرادة والدم، مؤكدا أن الشعب السوري يستحق وطنا مزدهرا، وها هم أبناؤه يثبتون في كل ميدان أنهم أهل للبناء كما كانوا أهلا للصبر والانتصار.

وعد الصحفي سمير العركي، رفع العقوبات الأميركية عن الشرع ووزير الداخلية، أنس خطاب، وعدد من المؤسسات والهيئات، لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد، خطوة إضافية مهمة جدا نحو تعافي سوريا واسترداد السوريين حقهم في الحياة الطبيعية مثل باقي الشعوب.

وأكد الفنان التشكيلي عمار آغا القلعة، أن العقوبات التي رفعت عن الشرع وخطاب تعني الكثير في لغة السياسة والقانون والسيادة والشرعية الدولية.

وقال الباحث السياسي محمود علوش: إن سوريا بدءا من هذه الليلة وحتى ستة أشهر بدون عقوبات اقتصادية أميركية، فرصة تاريخية لسوريا الجديدة للانطلاق والتعافي. 

وأوضح أن فترة الستة أشهر مُصممة أولا لتعظيم استقرار الحكم الجديد وتدشين عصر إعادة الإعمار، وثانيا كمُحفز للرئيس أحمد الشرع وكفترة اختبار للثقة به، وثالثا لإنجاز الترتيبات القانونية والتشريعية اللازمة لرفع العقوبات نهائيا في حال مضت فترة اختبار الثقة بنجاح.

وأضاف علوش، أن سوريا لا تحتاج رفع العقوبات للتعافي فقط، بل لإظهار أنها مارد خرج من قمقم.

وقالت المغرد جاردينيا: "سوريا تفتح أبوابها مجددا للاستثمار بعد سنوات من الحرب ورفع العقوبات تبدأ رحلة الإعمار والفرص الذهبية تنتظر من يقتنصها".

مرحلة نهوض

وثناءً على الشرع وسياساته وتسليطا للضوء على دور الخارجية السورية، قالت الناشطة ميساء قباني: "من قبل ماصدقنا مسيرته وهدفه بس اليوم وبعد النصر لازم نصدقه!".

وذكرت بقول الشرع: إن سوريا التي حلم بها الشعب السوري خلال سنوات، ستصبح واقعا نعيشه، وأكد خلال لقائه بعدد من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، أن سوريا مقبلة على مرحلة نهوض شاملة ستفاجئ العالم، وأن سوريا ستصبح بلدا رائدا في العديد من المجالات.

ورأت الصحفية آسيا هشام، إن الشرع يثبت بالفعل لا القول أن السياسة فن مكتسب.

وقال زين العابدين: "كل هذا الكفاح للخارجية السورية طوال الشهور الماضية، كان لأجل إصلاح ما تسببت فيه عائلة الأسد من ويلات للبلاد، من ضمنها العقوبات، كوارث متواصلة منذ السبعينيات، كل الجهود التي شاهدناها هي فقط ترميم لما أفسدته جوقة الخراب، على أمل أن تواصل البلاد طريقها نحو الأفضل".