"لم تكتف بالعمالة".. تنديد واسع بهجوم حركة فتح على حماس وفصائل المقاومة

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

صب ناشطون جام غضبهم على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بعدما أصدرت بيانا هاجمت فيه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واتهمتها بالتسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب في وقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة.

حركة "فتح" انتقدت في 15 مارس/آذار 2024، حماس، ردا على انتقاد الأخيرة لها تعيين محمد مصطفى، المقرب لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رئيسا للحكومة الجديدة، دون التشاور معها رغم مشاركتهما أخيرا في اجتماع لإنهاء الانقسامات الممتدة.

وقالت حماس إن "الأولوية الوطنية القصوى حاليا هي لمواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وحرب الإبادة والتجويع التي يشنّها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، والتصدّي لجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى".

وأضافت أن "اتخاذ القرارات الفردية، والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، هي تعزيز لسياسة التفرّد، وتعميق للانقسام، في لحظة تاريخية فارقة، أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة".

وأكدت حماس أن خطوات تعيين رئيسا جديد للحكومة دليل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين الشعب وهمومه وتطلعاته، "وهو ما تؤكّده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبَّرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات".

وردت فتح على بيان حماس، بالقول إنها "لا يحق لها إملاء الأولويات الوطنية، وأن المفصول عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية".

وتساءلت في بيانها "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟"

كما تساءلت: "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض حاليا إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات، وأن لا هدف لها سوى أن تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي"، وفق زعمها.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #فتح، #حماس، عن استيائهم من تعيين محمد مصطفى رئيسا للحكومة الفلسطينية، مستحضرين ملفات الفساد التي تورط بها، ومستنكرين افتقاره للمؤهلات لهذا المنصب.

وهاجموا السلطة برئاسة محمود عباس، واستنكروا البيان الذي ردت به فتح على حماس، ساخرين من حديث السلطة عن أن حماس لم تستشرها حين قررت إطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.

واستهجنوا تحمل فتح لحماس مسؤولية تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإمعانه في ارتكاب جرائمه، مسلطين الضوء على تصريح لوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، شكك فيه إمكانية الإطاحة بحركة حماس في القطاع.

غالانت قال خلال اجتماع عقدته حكومة الاحتلال لمناقشة مقترح اتفاق قدمته حماس، إن "إسرائيل لن تتمكن من الإطاحة بحماس، إذا لم تعمل على إنشاء بديل عنها في قطاع غزة"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي "يدفع ثمن عدم اتخاذ قرار سياسي بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب".

يشار إلى أن حماس قدمت مقترحا للتهدئة "يتضمن 3 مراحل يتخللها تبادل للأسرى وعودة النازحين لشمال غزة وإعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل بدء المرحلة الثانية"، وحظي بإشادة البيت الأبيض، الذي قال إنه بالتأكيد ضمن حدود ما هو ممكن، معربا عن تفاؤل حذر.

وميدانيا، أعلنت كتائب القسام استهداف خمس دبابات إسرائيلية من نوع "ميركافا" بقذائف "الياسين 105" في مدينة الزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى.

كما أعلنت استهداف قوة راجلة مكونة من 4 جنود كانت تنقل عبوات ناسفة إلى داخل أحد المنازل بقذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات في مدينة الزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى، مما أدى لمقتلهم وتمزقهم إلى أشلاء.

ويأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال حرب الإبادة التي يشنها على القطاع لليوم الـ162، مستهدفا منازل بها عائلات كاملة يشطب أسماءها من السجلات، ومساويا مدنا كاملة بالأرض، منها مدينة حمد بخانيونس والتي تداول ناشطون صورا لها مدمرة بالكامل.

وقح وصبياني

وتحت عنوان "فتح تسفر عن وجهها.. بيان عرمري في هجاء حماس، وطوفان الأقصى"، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن "المثير أن سبب البيان هو انتقاد حماس لتعيين محمد مصطفى، رئيسا لحكومة رام الله، مع أن البيان مشترك مع الجهاد والجبهة الشعبية والمبادرة الوطنية!".

ورأى أن من المثير للسخرية في البيان قول: "هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، والتي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة العام 1948؟"

ودعا الزعاترة لتخيل مشهد كاريكاتوري: "يذهب يحيى السنوار ويقف بباب السيد الرئيس في رام الله، وصاحب مقولة العيش تحت بساطير الاحتلال، وأرخص احتلال في التاريخ، ليطلب منه الإذن بإطلاق طوفان الأقصى؟!!"، ووصف بيان فتح بأنه "رخيص ووقح لكنه عادي عند مُدمني العار.. شاهت الوجوه".

وقال الباحث علي أبو رزقي، إن "بيان فتح ليس أكثر من رقص على الجثث وتصفيق للقاتل وبصق في وجه الضحية وشماتة في مصير المقهورين المعذبين، ودعوة للاحتلال لمواصلة المجازر حتى آخر مقاتل ليتسنى لهم العودة على الأشلاء الممزقة والعظام المطحونة، وليتسنى لمركبهم المسير في نهر الدماء"، مضيفا: "لا حد للسقوط ولا قاع للخيانة…!".

ورأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن "المثير للسخرية في بيان فتح أنها اتهمت حركة بالتسبب بإعادة احتلال غزة، لأنه طوال 19 عاما كانت فتح تصر على أن غزة لم تتحرر وأنها مازالت محتلة ومحاصرة وأن انسحاب الاحتلال منها عام 2005 كان انسحابا شكليا".

وقال: "غدا عندما تنتهي هذه الحرب باندحار جيش الاحتلال وفك الحصار ستعود فتح لأسطوانتها القديمة وأن غزة مازالت محتلة".

ورأى المغرد إياد، بيان فتح "صبياني أكثر من كونه بيانا لحركة بحجم حركة فتح"، مشيرا إلى أن "البيان يحمل المسؤولية الكاملة لما يحدث في غزة لحركة حماس، ويتهمها بأنها منفصلة عن الواقع، ويتهجم عليها على طريقة نشطاء تويتر". 

وقال: "لربما من كتب البيان حساب وهمي من تويتر تحمس لبعض التغريدات التي تصدر عن مناكفات فتح وحماس"، لافتا إلى أن "فتح تتهم حماس بأنها منفصلة عن الواقع". 

وأضاف إياد: "لنفرض جدلا أن هذا صحيح، وهل حركة فتح التي توجد قيادتها في المقاطعة قريبة من الواقع في الضفة الغربية، وهل يعلم الرئيس أن أقرب مستوطنة للمقاطعة تبعد نحو 6 كيلومترات".

وأكد أحمد نيسان فرحان، أن "فتح انتهى عهدها ومشروعها"، قائلا: "لا تلفتوا إليهم ليس الوقت لهم نحن في وقت صراع حقيقي مع العدو، هؤلاء ما هم إلا أذناب له يندحرون مع اندحاره وينتهون مع نهايته، لأن قوته منهم وقوتهم منه، ولم يصدق فيهم إلا المهزوم غالانت فهو يعدهم أفضل من حماس لأمنه وأمن كيانه المهزوم في غزة".

واستنكر شلالي عبدالسلام، "عدم اكتفاء حركة فتح بالخيانة والعمالة لإسرائيل والصهاينة، ومهاجمتها حتى المجاهدين والشرفاء في المقاومة"، قائلا: "مادامت فتح وأمثالها في فلسطين فلا تحرير ولا هم يحزنون، يجب إبادة كل الخونة من فتح ومن السلطة الفلسطينية ثم الالتفات إلى الكيان المحتل".

بصيرة حماس

واتفاقا مع موقف حركة المقاومة الإسلامية، وصف أستاذ العلوم السياسية محمود فندي، بيان حماس حول تشكيل وزارة فلسطينية جديدة بأنه "كلام مهم"، قائلا: "عندما ينتفض الناس في الضفة ضد الإبادة كما كل عواصم العالم يحق للسلطة أن تقول شيئا، أما الآن فالسلطة الأخلاقية الفلسطينية مكانها غزة".

وسخر الكاتب والمحلل السياسي عرابي الرنتاوي، من تعيين محمد مصطفى رئيسا جديدا للوزراء قائلا: "راح اشتية جاء مصطفى...حكومات على مقاس الرئيس وفي قبضته.. تكليف وتأليف من قبل رجل واحد.. لا مؤسسات ولا فصائل ولا حتى فتح ذاتها.. أهلا إصلاح!.. أهلا حوارات وطنية!.. أهلا تفاهمات وتوافقات".

وأضاف: "لن يصلح العطار ما أفسد الدهر.. حتى بعد أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، لا شيء يُغير الرئيس ولا شيء يتغير في رام الله.. ليس سوى فرض العزلة توطئة للعزل من طريق للرد على هذا الإفراط في التفريط".

وأشار سعد الدوسري، إلى أن محمد مصطفى "صاحب سيرة فساد"، مؤكدا أنه "متورط حتى أُذنيه في قضايا فساد وفشل إداري خلال إدارته لصندوق الاستثمار الفلسطيني".

ولفت إلى أن موقع "الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية" قد سرب نحو 11 مليون ملف تهرّب ضريبي من شخصيات عالمية، ظهر فيها اسم مصطفى كأبرز المتهربين ضريبيا من رجالات السلطة"، وذلك عبر إيداع أمواله في مصارف "جزر فيرجن" الواقعة في "البحر الكاريبي".

اعتراف غالانت

وعن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، أشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن "هذا الاعتراف الصريح بالفشل والهزيمة جاء خلال اجتماع الكابينيت، وهو يؤكد ما نقلته بعض المقالات الصهيونية المتخصصة أن الجيش عالق في غزة وأنه محطم ويعاني بسبب غياب الرؤية لدى المستوى السياسي في كيان العدو".

وقال: "الواضح أن نتنياهو يغامر بالجيش الذي لم يعد محل ثقة الجمهور الصهيوني كما جاء في مقال (يوسي يهوشع) في يديعوت أحرونوت والذي وصف الجيش بأنه غارق في مشاكله الداخلية، وخطورة ذلك أن العدو كان يرى أن الجيش والأمن هما العمود الفقري للكيان وأن انكسار هذا العمود يؤسس لمرحلة الخلاص من هذا الكيان برمته".

وذكر المغرد معاذ، أن "غالانت استدعى قائد الفرقة 98 ووبخه بسبب انتقاده للسياسيين في خضم الحرب". 

وأكد أن "قول غالانت إنه من أجل القضاء على حماس، يجب أن تكون هنالك سلطة للحكم في غزة، يعني  فشل السياسيين في إسرائيل، أي نفس ما قاله قائد الفرقة الذي وبخه، إضافة إلى اعتراف بفشلهم في تحقيق الأهداف من الحرب التي جاءت للقضاء على حماس".

حفاوة بالقسام

وحفاوة بعمليات القسام، تداول ناشطون البشارات التي وثقتها القسام في بياناتها عمّا يحققه المجاهدون في الميدان.

مدينة حمد

وتفسيرا لما حدث في مدينة حمد غرب بخانيونيس وإعرابا عن الغضب، أوضح الكاتب المتخصص في علوم التاريخ والحضارة محمود سالم الجندي، أن "الصهاينة حاولوا اختيار مكان في الجنوب ويشرف على خانيونس، ليكون مقر قيادة ومعسكر للجيش الصهيوني، فكانت مدينة حمد مكانا مناسبا لذلك، وعلى مدار أكثر من أسبوع بدأت التحضيرات لذلك".

وأشار إلى أن "مع هذه التحضيرات وفي تلك الفترة كانت هناك عيون لا تنام تراقب كل شيء في صمت، ناقلة لكل ما في ذلك المشهد لقيادات المقاومة، والذين بدورهم نقلوا المشهد والأوامر لقيادات الأركان والعقد القتالية لوضع الخطط".

وأفاد الجندي، بأن الجديد أن القسام قام بالاتصال بقيادات سرايا القدس وبعض فصائل المقاومة والتنسيق معهم لأهمية وخطورة بناء قاعدة عسكرية قوية في مدينة حمد "أو السعي لذلك" في هذا الوقت، وكانت الأوامر أن يتم استخدام قوات النخبة في هذه الفصائل للعملية الواسعة المرتقبة. 

وقال إنه "بعد وضع الخطط الميدانية المناسبة قامت فصائل المقاومة بعمل عملية كر واسعة وصفها عسكريون صهاينة بأنها الأعنف والأقوى، وهاجمت المقاومة بكل قوة الصهاينة في مدينة حمد وقتلت في اليوم الأول ما لا يقل عن 25 صهيونيا منهم 15 في كمينين منفصلين بتفجير شقق تحصنوا فيها، وإصابة أكثر من 40 بعضهم حالته خطيرة".

وأكد الكاتب الصحفي إسماعيل المدني، أن "الكيان الصهيوني البربري يدمر كل شيء يقف أمام المنطقة العازلة التي يريد إنشاؤها في غزة، سواء أكانت مزارع أم مدارس أم مساجد أو غيرها من المرافق الحيوية".

وقال إن "هذا الكيان الصهيوني الجبان سيظل يعيش في خوف ورعب طوال وجوده ولن يجد الأمن أبدا".

وعرض المغرد سامح، صورتين مدينة حمد في خانيونس قبل وبعد عبث الاحتلال ومن عاونهم.

وأوضح عمر طاهر، أن مدينة حمد على مساحة 126 دونما، تتكون من 53 عمارة سكنية بارتفاع 5 طوابق، تحتوي على 2464 وحدة سكنية، بثلاث مساحات مختلفة هي 100 و115 و130 مترا.

خيانة العرب

وإعرابا عن الغضب من خذلان العرب لغزة، كتب الكاتب سامح عسكر: "كلما أرى صور عذاب الفلسطينيين في غزة من الجوع والقتل أقول كلمة واحدة، التاريخ لن يرحم كل من تواطأ مع إسرائيل في هذه الجريمة، أو صمت وتقاعس وتخاذل عن إنقاذهم وهو بيده الضغط لإحداث الفارق".

وتابع: "أما المُطبّعون والصهاينة العرب فجريمتهم أكبر.. ومستقبلهم في الشرق الأوسط على المحك".

وعرض أحمد عبدالجواد، صورا عدة لمشاهد مما أسفر عنه العدوان الإسرائيلي على منتظري المساعدات، قائلا: "ألا لعنة الله على حكام العرب وجيوشهم الخائنة، وعلى السلطة الفلسطينية وعناصرها الأمنية الفتحاوية لا سامحكم الله ولا عفا عنكم ولا تقبل منكم لا صيام ولا قيام".