متحدث حماس: سلاح المقاومة شرعي وجاهزون لترك الحكم (خاص)

محمد عيد | منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، برز حديث بشأن سلاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وكيف سيتم التعامل معه، وشكّل الحكم المستقبلي في القطاع.

وفي حوار مع “الاستقلال”، قال متحدث حركة المقاومة الإسلامية "حماس، حازم قاسم: إن سلاح المقاومة سلاح شرعي وهو للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني وهذا الأمر سيحل في حوار داخلي فلسطيني.

وعن مستقبل القطاع، أوضح أن “حماس” جاهزة تماما للتخلي عن الحكومة والحكم في اليوم الذي يلي الإبادة الجماعية الإسرائيلية. مضيفا: “لن نعطي الاحتلال أي مبرر لاستئناف عدوانه أو إعاقة الإعمار أو استمرار الحصار”.

وبشأن مشهد العودة إلى شمال القطاع مع بدء وقف إطلاق النار، قال متحدث القسام: إن السيول البشرية الكبيرة التي عادت إلى شمال غزة تؤكد مرة أخرى أن الاحتلال يفشل في تطبيق التهجير وتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصل إسرائيل و"حماس"، لاتفاق على المرحلة الأولى من خُطّته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي.
 

مجريات وقف الحرب

  • كيف تتابع حركة "حماس" مجريات وقف إطلاق النار بعد الإعلان عن دخوله حيز التنفيذ؟

هنا في قطاع غزة، تعرض السكان على مدار عامين كاملين لحرب إبادة شرسة استهدفت وجودهم، مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ومئات الآلاف من النازحين، في معاناة غير مسبوقة يصعب على أي إنسان على وجه الأرض تحملها، لذلك، نوجّه تحية واضحة ومباشرة إلى كل طفل وامرأة وشيخ على أرض قطاع غزة.

نعم، هناك اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ وتمّ الإعلان عنه، لكن، كانت هناك خطوات من حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى تأخير تنفيذ هذا الاتفاق.  

وأخيرا، وبعد جهود كبيرة من الوسطاء واتصالات مكثفة، أعلن الاحتلال عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، نحن نتابع جميع الخطوات، ونراقب بدقة الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال.

وقد انسحب الاحتلال الآن إلى الخطوط التي تمّ الاتفاق عليها، وبدأت عودة المواطنين من جنوب القطاع إلى شماله، ورغم أن هذا الانسحاب كان مصحوبا بقصف عنيف يشكل خرقا للاتفاق، فإننا نتابع ذلك مع الوسطاء.

وهذا الانسحاب، وبعد التأكد من أنه تم على أساس الخطوط المتفق عليها، مهد الطريق لبدء عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال.

لقد تعرض القطاع لتدمير شبه كامل؛ حيث اختفت معالم المدن بفعل العدوان قام الاحتلال بتدمير المرافق والمنازل، ثمّ جرف الركام ونقله إلى داخل الخط الأخضر.

ما أدّى إلى تغيير كامل في ملامح المدن، وهذا الواقع قد يطيل عملية جمع جثامين الشهداء.

وحركة حماس ملتزمة بتنفيذ كل ما تمّ الاتفاق عليه في هذا الشأن، وهناك تواصل مستمر بين الحركة والوسطاء، من أجل متابعة جميع التفاصيل الفنية، واللوجستية، والميدانية، وتذليل أي عقبات.

وفي هذا السياق المهم هو تأكيدنا التزامنا الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق، طالما أن الاحتلال نفذ ما طلب منه، ومن المؤكّد أن على الوسطاء أيضا أن يضمنوا تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، وهدفنا هو الوصول إلى إتمام المرحلة الأولى من هذا الاتفاق.

وما نرجوه أن تُفضي هذه المرحلة إلى نهاية العدوان على شعبنا، ووضع حد نهائي لهذه الحرب المجنونة على قطاع غزة.

العودة إلى شمال غزة

  • حول عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة هل كانت آمنة؟

جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن أعلن إتمام انسحابه للخطوط التي تم الاتفاق عليها حسب ما يدعى الجيش بدأ بالفعل المواطنين يعودون إلى حيث أماكنهم عبر شارع الرشيد وأيضا صلاح الدين.

وهذه المشاهد وهذه السيول البشرية الكبيرة التي تخرج من المنطقة الوسطى باتجاه مدينة غزة وشمالها تؤكّد مرة أخرى أن الاحتلال يفشل مرة جديدة في تطبيق التهجير وتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

مع أن الغالبية العظمى من هؤلاء سيعودون إلى منازلهم المدمرة وغير موجودة على الخارطة إلا أنهم يصرون على أن يكونوا فوق أرضهم وفوق تراب هذه المنازل وفوق ركامها.

ليؤكدوا مرة أخرى في رسالة واضحة أنهم لن يخرجوا من هذه الأرض وأنهم بثباتهم وصمودهم وتمسكهم بكل تفاصيل أرضهم سيُفْشِلون مشروع الاستيطان والتهجير الذي كان يتحدث عنه أقطاب اليمين الصهيوني

  • كيف تسيير خطط استقبال النازحين؟

هذه الأماكن تدمرت وجرفت بشكل كامل ثم نقل ركام هذه المنازل إلى داخل خط الأخضر سرقها الاحتلال حتى الركام، وبالتالي أصبحت أرضا جرداء وبالتالي هناك مسؤولية كبيرة على كل الجهات الدولية والجهات العربية والمنظمات ذات العلاقة على توفير كل ما يلزم لهؤلاء من إغاثة ومساعدة.

وهناك لجان طوارئ محلية تتابع ما تستطيع لكن إمكاناتها شبه معدومة؛ لأن التدمير شامل وواسع المسؤولية هنا بالفعل على المنظمات الدولية عليها تتحرك بشكل كبير لتوفير الحد الأدنى من الإيواء والعيش الكريم، بالتالي نعم هناك صحيح جهود محلية متفرقة من لجان طوارئ محلية هنا أو هناك

هذه اللجان هي لجان محلية بالكامل شبه مستقلة بجزء منها عشائري وجزء منها يعني من فاعلي الخير- إن صح التعبير- وهناك لجان لِجِهات محلية ومؤسسات وجمعيات.

فبالتالي هي ليست تابعة لحركة حماس، فيجب أن يتم دعمها ولا يوجد أي مبرر لأي جهة ألا تدعم هذه اللجان أو لا تدعم عملية تنظيم وتسهيل عملية الرجوع والإيواء لهذه الأعداد الكبيرة والكبيرة جدا من الذين دُمّرت منازلهم بشكل كامل.

حاجة إلى النقاش

  • ماذا سيجرى بعد المرحلة الأولى من الاتفاق؟

 حماس وافقت منذ أن وجّهت بالرسالة الواضحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها توافق على هذا الإطار، خاصة في المرحلة الأولى لخطة ترامب لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وتم الاتفاق على التنفيذ والتفاصيل المتعلقة بالمرحلة الأولى.

بالمقابل نعم هناك مراحل أخرى تحتاج إلى مزيدٍ من النقاش والحوار والتفاوض سواء مع الفلسطينيين بشكل داخلي بين القوى والفصائل الفلسطينية، وأيضا مع الوسطاء ومع الجهات الفاعلة في الإقليم والدول المحيطة بقطاع غزة وفلسطين والمهتمة بهذا الشأن خاصة الذين حضروا اللقاء مع ترامب قبل إعلان خطته.

وكما قلنا حماس ملتزمة بما تم الاتفاق عليه من تنفيذ المرحلة الأولى من هذا الاتفاق المتعلقة بعملية التبادل للأسرة، ووقف كامل للعدوان على القطاع غزة وتحقيق الانسحاب الذي تم الاتفاق عليه. 

  • هل حصلتم على ضمانات من الوسطاء لتنفيذ المرحلة الأولى على الأقل بكاملها؟ 

نعم هناك ضمانات واضحة من الوسطاء في مصر وقطر وتركيا وأيضا من الجانب الأميركي بإتمام المرحلة الأولى بشكل كامل.

وأن هذه المرحلة هي بشكل واضح إنهاء للحرب على قطاع غزة التي استمرّت أكثر من عامين، وأن وقف إطلاق النار سيكون وقفا كاملا تاما دائما، وأن الاحتلال لن يعود إلى شن حرب جديدة أو استئناف هذه الحرب على قطاع غزة.

سلاح المقاومة

  • الخطة وفق ما أعلن ترامب هناك بند يتعلق بسحب سلاح "حماس"، ماذا عن هذا البند؟

سلاح حركة حماس كما نقول في كل مرة هو أولا سلاح شرعي وهو للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا الأمر يحل في حوار داخلي فلسطيني الذي يجب أن يناقش بالأساس.

حقيقة السلاح الإسرائيلي هو الذي دمر كل قطاع غزة، الذي قتل أكثر من 80 ألف شهيد وأصاب أكثر من 200 ألف فلسطيني، هذا السلاح المنفلت من عقاله الذي قُصِفت به ثماني دول عربية وإسلامية.

هذا السلاح هو الذي يجب أن يناقش ويعاقب حاملوه، أما السلاح الفلسطيني فسيتم بالتأكيد حوارات بخصوصه في الداخل الفلسطيني، وإيجاد مقاربات معينة على أساس أن هذا السلاح هو السلاح شرعي ومن حق شعبنا أن يمتلك هذا السلاح كي يدافع عن نفسه.

لكن إيجاد مقاربات معينة مع الوسطاء ومع الشركاء في الساحة الفلسطينية هذا الأمر سيتم في المرحلة اللاحقة إن شاء الله. 

  • ماذا عن حكم قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟

 نحن لا نريد أن نكون في هذه الترتيبات وحماس جاهزة تماما للتخلي عن الحكومة والحكم في اليوم الذي يلي هذا العدوان.

وبالتالي هذا الأمر انتهى بالنسبة لدينا، وهناك توافق على إنشاء إسناد مجتمعي والتوافق الفلسطيني الداخلي، وهذا الأمر أيضا ناقشناه بشكل واضح مع الوسطاء، ولن نعطي الاحتلال أي مبرر لاستئناف عدوانه أو إعاقة الإعمار أو استمرار الحصار.