الفلبين تنفذ أجندة أميركا والصين تكشر عن أنيابها.. إلى أين يتجه الصراع بالهادئ؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

بحسب ادعاءات صينية، في السابع عشر من أبريل/ نيسان 2024، استقرت سفينة لخفر السواحل الفلبينية، بشكل “غير قانوني” قرب جزر نانشا الصينية في بحر الصين الجنوبي. 

وأخيرا، اضطرت الفلبين لسحب سفينتها من المنطقة الصينية، نظرا لنقص الإمدادات، وليس من أجل تخفيف التوترات.

بهذا الهجوم افتتح موقع "الصين نت" الحكومي مقاله، منتقدا سياسة الفلبين بشأن التوترات في بحر الصين الجنوبي، حيث تتنازع كل من بكين ومانيلا حول السيادة على عدد من جزر المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية، والتي تشكل كذلك أهمية إستراتيجية للتجارة البحرية.

الفلبين من جانبها، تبدو "غير راضية وتعتزم إطلاق جولة جديدة من الاستفزازات في المنطقة؛ حيث أشارت السلطات الفلبينية إلى نِيّتها العودة واستئناف أعمالها الخطرة وغير القانونية".

في ضوء هذه التطورات، يناقش الموقع الصيني قضية النزاع بين البلدين حول جزر بحر الصين الجنوبي، مسلطا الضوء على دور الولايات المتحدة في تأجيج الأزمة بين الطرفين.

كما يستعرض المقال الفرق بين الصين والفلبين في التعامل مع الأزمة وإدارتها، مذكرا مانيلا بالتاريخ الطويل المشترك بين البلدين.

وتدعي بكين ملكيتها لمعظم بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الجزر، رافضة حكما أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في عام 2016 يفيد بأن مطالبات بكين التوسعية لا أساس لها بموجب القانون الدولي.

سوء تقدير

بدأ المقال الصيني حديثه، بتوجيه عدد من الانتقادات ضد الفلبين، متهما إياها بتنفيذ أجندة الولايات المتحدة.

فقال: "الفلبين أساءت تقدير الوضع وارتضت أن تكون وكيلا للولايات المتحدة، متجاهلة التداعيات، وهي تستمر في انتهاك سيادة الأراضي الصينية".

وأضاف أن "ما تفعله الفلبين يُعد خرقا خطيرا لإعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، ويهدد بشكل خطير السلام والاستقرار في المنطقة". 

ويحذر الموقع الفلبين من عواقب أفعالها، قائلا: "إذا أرسلت مانيلا سفنا مرة أخرى، فإنها ستواصل السير في الطريق الخطأ وستدفع ثمنا باهظا".

ويشدد على أن "السبب الرئيس في التصعيد الحالي هي الولايات المتحدة الأميركية، التي تستهدف تضييق الخناق على الصين في محيطها الإقليمي".

وأردف أن "مانيلا تتلاعب بحيل مختلفة وتقوم بالاستفزازات غير القانونية، ومن خلف ذلك توجد واشنطن التي تحرض وتدعم، ولم يعد ذلك سرا".

وأضاف: "واشنطن تهدف إلى إشعال الفتنة بين الدول الإقليمية، وتسعى إلى ضمها إلى معسكر الولايات المتحدة وعزل الصين على الساحة الدولية من خلال جذب حلفاء من مختلف أنحاء العالم".

حرب بالوكالة

من جهتها، "تدرك الصين الوضع جيدا وتحافظ على رباطة جأشها، وتستجيب بشكل إستراتيجي للاستفزازات الفلبينية غير المبررة من خلال إجراءات إنفاذ القانون الهادئة والعقلانية"، حسب المقال.

ويوضح الموقع نهج الصين في التعامل مع تلك الأزمة قائلا: "في 11 سبتمبر/ أيلول 2024، عقد نائب وزير الخارجية الصيني، تشن شياودونغ، ونائب وزير الخارجية الفلبيني، لازارو، اجتماعا في بكين ضمن آلية المشاورات الثنائية بين الصين والفلبين بشأن القضايا المتعلقة ببحر الصين الجنوبي".

وتابع: "تبادل الطرفان بشكل صريح وعميق وجهات النظر حول القضايا البحرية، وخاصة قضية جزيرة سيانبن".

وأردف: "يجب على مانيلا أن تدرك أن الحوار الثنائي هو الحل العقلاني الوحيد للقضايا البحرية بين البلدين، وهذا ليس فقط في مصلحة البلدين، بل يصب أيضا في مصلحة المنطقة".

ويدعو المقال مانيلا إلى تغليب علاقتها ومصالحها مع الصين عن علاقتها مع الولايات المتحدة، فيقول: "العلاقات الودية بين الصين والفلبين لها جذور عميقة وهناك مصالح مشتركة واسعة بين البلدين، يجب ألا تتأثر العلاقات الثنائية بالقضايا البحرية".

وأضاف: "يجب على الفلبين، مثل العديد من الدول المجاورة، الحفاظ على استقلالها الإستراتيجي". 

وتابع: "إذا كانت الولايات المتحدة تهتم بالفعل بالفلبين، فلن تجبرها على المواجهة مع الصين".

وحذر المقال الفلبين من خطر واشنطن عليها قائلا: "التكلفة الباهظة لحروب الوكالة التي نظمتها واشنطن في مناطق أخرى من العالم، يجب أن تجعل مانيلا تدرك أن كونها وكيلا لواشنطن يحمل مخاطر كبيرة". 

وختم الموقع مقاله مقدما النصيحة للفلبين قائلا: "يجب على الفلبين أن تفهم أن العودة عن الخطأ هو الحل، وأن تعمل على وقف استفزازاتها غير القانونية، وأن تعود إلى مسار حل النزاعات من خلال الحوار الثنائي والتفاوض".