2026 بلا عقوبات.. آمال سوريا في إعادة الإعمار تنتعش مع إلغاء قانون "قيصر"

إلغاء قيصر هو الإعلان الرسمي من الولايات المتحدة أن صفحة "سوريا القديمة" انتهت
في خطوة تمهد الطريق لعودة الاستثمارات والمساعدات الأجنبية لدعم الإدارة السورية الجديدة، أقر مجلس النواب الأميركي النسخة النهائية من مشروع قانون يتضمن إلغاء عقوبات "قيصر" المفروضة على سوريا منذ سنوات.
ووافق مجلس النواب الأميركي في 10 ديسمبر/كانون الأول 2025، على الإلغاء الكامل وغير المشروط لقانون قيصر الذي فُرضت بموجبه عقوبات أميركية على سوريا، وجاء ذلك بعد التصويت بالأغلبية على مشروع قانون موازنة الدفاع الوطني ومن ضمن بنوده قانون قيصر.
ومن المقرر أن تتم إعادة مشروع القانون مرة أخرى إلى مجلس الشيوخ بعد تعديل بعض البنود على أن يتم التصويت عليه، ثم يرفع إلى مكتب الرئيس دونالد ترامب للتوقيع؛ حيث يدخل الإلغاء حيز التنفيذ فور المصادقة الرسمية.
ويبدأ تفعيل القانون أول يناير/كانون الثاني 2026، مما يلغي قانون قيصر نهائيا، لتلغي بذلك إدارة ترامب جميع العقوبات الأميركية على دمشق ورفعها من تصنيف الدول الداعمة للإرهاب.
ونص القانون على أن إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر يخضع لشروط معينة، منها أن يقدم الرئيس الأميركي تقريرا أوليا إلى لجان الكونغرس خلال 90 يوما، ثم تقارير كل 180 يوما لمدة 4 سنوات.
وأضاف أن على سوريا أن تؤكد أنها تتخذ خطوات ملموسة في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وتحترم حقوق الأقليات، وتمتنع عن العمل العسكري الأحادي الجانب ضد دول الجوار، وتكافح غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتلاحق الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في عهد النظام المخلوع، وتكافح إنتاج المخدرات.
وذكر أنه في حال عدم استيفاء هذه الشروط خلال فترتين متتاليتين من التقارير، يُمكن إعادة فرض عقوبات محددة على جهات معينة.
وقانون قيصر أقرَّه الكونغرس الأميركي في 11 ديسمبر/كانون الأول 2019 لمعاقبة أركان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، على جرائم حرب ارتكبها بحق المدنيين في سوريا.
وكان هدفه فرض عقوبات اقتصادية صارمة على النظام السوري وكل من يتعامل معه (أفرادًا أو شركات أو دولًا)، خاصة في مجالات، النفط والطاقة، إعادة الإعمار، المصارف، الطيران، التعاون العسكري.
وسمي قانون قيصر بهذا الاسم نسبة إلى اسم مستعار لمصور عسكري سوري انشق عن نظام الأسد وسرب آلاف الصور المروعة لضحايا التعذيب في السجون السورية وأخرى توثق جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد.
ورحب ناشطون على منصات التواصل بتصويت مجلس النواب الأميركي على إلغاء قانون قيصر، وعدوه خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا وتحقيق الاستقرار في المنطقة ودعم الشعب السوري وتحسين ظروفه المعيشية، وبداية مرحلة اقتصادية جديدة تستعيد فيها البلد عافيتها.
وأشادوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قيصر، #إلغاء_قانون_قيصر، #سوريا، #الشرع، وغيرها بدور الإدارة السورية الجديدة في التوصل إلى إلغاء قانون قيصر، مُثْنِين على حكمة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني.
سوريا بلا عقوبات
وتفاعلا مع المصادقة، كتب هادي العبدالله، أن عام 2026 سيكون بدون أي عقوبات على سوريا بما يتضمن قانون قيصر.
وأوضح مراد أبو عليكة، أن إلغاء قيصر هو الإعلان الرسمي من الولايات المتحدة أن صفحة "سوريا القديمة" انتهت وبدأت مرحلة "سوريا الجديدة" بقيادة أحمد الشرع،.
وأشار إلى أن إلغاء العقوبات الرئيس ضد سوريا بمثابة منح الضوء الأخضر لإعادة إعمار سوريا الكبرى والخير سيعم على دول الجوار.
أوضح الأستاذ في كلية الإعلام ومدير الأخبار في التلفزيون العربي السوري سابقا غازي عبدالغفور، أن خلال سنة ويومين تمَّ إسقاط منظومة الاستبداد الأسدية وبعدها تمرير قرار إسقاط قانون قيصر وما بينهما من نجاحات وإخفاقات.
وأشار إلى أن هناك مَن يسأل ماذا حقق ثوار الخنادق، أي حكومة الرئيس الشرع!!!؟، قائلا: "لا بأس في ذلك، ربما عشمهم بهذه القيادة أكبر مَن المُنجز، وهذا يُحسب لأصحاب القرار".
ورأى عبدالغفور، أن الآن، من حق الشعب السوري المُرهق على امتداد الجغرافية السورية أن يشعر بانعكاس ذلك على الأرض تباعا بعيدا عن منطق العصا السحرية.
وحثَّ على أن تكون البداية وبأسرع من إسقاط قانون قيصر، تهشيم قرار رفع أسعار الكهرباء والاتصالات، وتنبيه الذي وقف خلف هذا القرار الارتجالي، واستئصال التفاوت في سلم الرواتب للعاملين في الدولة، إلخ. مؤكدا أن هذه لا تحتاج إلا لجرة قلم مسؤولة والقلم من الشعب.
وهنأ سمير العركي الشعب السوري على هذه الخطوة المهمة، متمنيا أن تسهم في إنعاش الاقتصاد من خلال تدفق الاستثمارات واندماج الاقتصاد السوري في نظيره العالمي بالكلية.
ثمرة جهود
من جانبه، كتب مستشار الرئيس السوري للشؤون الإعلامية أحمد موفق زيدان، أن الفتح السياسي الذي تُوج اليوم برفع العقوبات الأميركية عن الشعب السوري، والتي كبّلته لعقود، هو ثمرة جهود مكثفة وعميقة ومتواصلة للدبلوماسية السورية.
وأوضح أن هذه الدبلوماسية قادها وزير الخارجية أسعد الشيباني، بتوجيهات الرئيس أحمد الشرع، ودعم المنظمات السورية في أميركا، مؤكدا أن المستحيل ليس سوريا بإذن الله.
وكشف عضو التحالف السوري الأميركي من أجل الازدهار عبدالحفيظ شرف، سرًّا من أسرار التغيير الكبير الذي حصل في موضوع قانون قيصر. مشيرا إلى أن الشرع حضر في ٢٤ من شهر سبتمبر إلى الأمم المتحدة كأول رئيس سوري يلقي خطابا في الأمم المتحدة منذ أكثر من خمسين سنة وكتب على الأوراق التي كانت أمامه " قيصر مفترق طرق".
وأكَّد أن هذا ذكاء كبير وإيصال رسائل على الطريقة الأميركية. قائلا: "عندما يخرج الرئيس ورقة عليها بعض الكتابات وتلتقطها عدسات الصحفيين لتصبح حديث الإعلام والسياسيين، فقد قام الرئيس الشرع باستخدام نفس التكتيك الدبلوماسي الذكي بدون التصريح المباشر".
وأوضح شرف، أنه بالفعل أصبح ما كتبه الرئيس السوري حديث الصحفيين والإعلام والسياسيين حتى إنه سأل في مرات كثيرة عن مقصد الشرع مما كتب على هذه الأوراق.
ولفت إلى أنه قال وقتها لكل من سأله من السياسيين في الكونجرس والإدارة الأميركية إنه يقصد بشكل واضح أن قيصر هو من سيحدد توجه سوريا المستقبلي، إما أن تحلق غربا باتجاه أميركا والغرب وتنهي وجود القواعد الروسية في سوريا شيئا فشيئا، وإما أن تغير مسارها وتوجهاتها.
وأشار شرف إلى أن الاهتمام الكبير الذي أخذته هذه الخربشات السياسية الذكية والصدى الكبير الذي أخذته وحجم الأسئلة التي وجهت له من مستشارين مقربين من ترامب ومن بعض مبعوثي الرئيس الأميركي دلته على الأهمية القصوى التي لعبتها هذه الخربشات الإستراتيجية.
وبين أن هذه الخربشات فهم منها أنه إذا لم يلغِ قيصر فسوريا ستغير توجهها، وكذلك أخذت بجدية كبيرة وأن ما كتبه الرئيس الشرع هو بالفعل ما يفكر به وما يريد فعله، قائلا: "الحقيقة أنه لديّ يقين بذكاء الشرع وأن هذه الخربشات كانت مقصودة ولم تكن مجرد مصادفة".
وأشار أمين الظاهري إلى عبارة "قيصر مفترق طرق" التي كتبها الشرع كخربشه متعمدة على جانب ورقة خطابه في جمعية الأمم المتحدة معناها: "إما وترفعوا قيصر ومرحبا بكم في سوريا، وإلا فروسيا التي أخرجناها من الشباك نعيدها من الباب الكبير".
وقال: "لقد مَنَّ الله على سوريا بقائد عظيم وشعب حولوا بلدهم من لطميات يوميا تجلب الغثيان، كل يوم تحت اسم، وكل يوم بدعه إلى احتفالات يوميا بنصر جديد يتحقق".
وبارك الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول يوسف قبلاوي، للشعب السوري الكريم إزالة عقوبات قيصر، مقدما الشكر لجهود الشرع، والشيباني، وكل المؤسسات الوطنية التي عملت بإخلاص لتحقيق هذا الإنجاز.
وأكد أن "رفع العقوبات يُعد انتصارًا للدبلوماسية السورية، وفرصة يستحقها شعبنا لإعادة إعمار الوطن وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا". وتعهد أن تبقى الشركة السورية للبترول SPC إحدى الركائز الأساسية في مسيرة التنمية وإعادة الإعمار، قائلا: "ننظر إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل".
انعكاسات القرار
بدروه، قال وسيم القطان: إن الخطوة تفتح باب للاستقرار المالي والاقتصادي، ولكل الدول التي تنتظر المشاركة بإعمار البلد من جديد. وأوضح أن هذا القرار سيسهّل حركة الشغل والتجارة، ويمكن رجال الأعمال والصناعيين من التحرك واستقدام المواد اللازمة لكي توقف سوريا على قدمها.
وقال: "نحن ما انظلمنا بس اقتصاديا، نحنا انخنقنا بكل تفصيل من تفاصيل حياتنا: رسوم، فاتورة فوق فاتورة، وكهربا ما في، ومازوت ما في، وخدمات شبه معدومة.. كتير ناس اندفعت للهجرة رغم أن البلد كانت محتاجتهم".
وأضاف القطان: "كل تاجر وصناعي كان عم يحارب ليبقى واقف بسبب المجرم الهارب اللي ما كان همه إلا مصلحته، أكل تعب الناس وما شبع وأجبر الكل يدفع ثمن جشعه وقسوته، نظام خسيس ما ترك أثرا إلا الألم والحرمان".
وأوضح قتيبة ياسين، أن الأسبوع القادم سيجري تصويتا آخر على رفع قانون قيصر عن سوريا في مجلس الشيوخ وبعدها توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليكون نافذا بعدها.
وأفاد بأن السوريين بدأ بالفرح لأن الخطوة الأصعب كانت تصويت النواب وقد مرت وأصبح ما بعدها سهلا، إذ يحق للشعب السوري أن يفرح في كانون مرتين، قائلا: "كانون يا وجه الخير على السوريين".
وأضاف ياسين: "أخيرا سيدخل عام 2026 دون عقوبات، وهذا يعني سباق المستثمرين الكبار على سوريا وبالتالي تحسن الدخل وزيادة فرص العمل والاستثمار، يعني أن تفتح خرائط غوغل فتجدها تعمل، تحول النقود وتصل وتدفع بجميع الطرق المعروفة في العالم إضافة إلى بقية الخدمات".
وتابع: "يعني بدء حركة البناء الضخمة وبالتالي انخفاض الإيجارات وأسعار المنازل المبالغ بها جدا، باختصار يعني عودة سوريا إلى خارطة الكوكب".
وأفاد محمد الحزوم، بأن إلغاء قانون قيصر يعني أن الليرة سترجع مثل ما كانت، والاستثمارات ستكون أقوى، وكل ما حُرِم عن سوريا سيتوقف، وكل الناس أصبحت قادرة على شراء البضاعة أيا كان مكانها بالعالم، وسوريا ستعود لتصدير منتجاتها. مبشرا إلى أن سوريا ستكون أهم دولة في العالم.
وبين أيمن الغبيوي، أن رفع العقوبات يعني أن الولايات المتحدة، تسمح مجددًا بالتعامل التجاري والمالي مع الحكومة السورية، وتخفّف الضغط الاقتصادي على سوريا. موضحا أن من بين الآثار المترتبة عليه تحسن في سعر العملة المحلية، وحركة التجارة والاستيراد، وتوفر السلع والوقود.
ورصد أيضا من بين الأثار المترتبة على القرار زيادة تدفّق العملة الصعبة (دولار ويورو) عبر التحويلات والاستثمارات، وارتفاع الثقة النسبية بالاقتصاد السوري، وتحسّن تدريجي في قيمة الليرة أمام الدولار، خصوصًا في السوق السوداء.
وقال الغبيوي: إن رفع العقوبات يعني السماح بالتحويلات البنكية والتعاملات المالية الرسمية، وإعادة الإعمار، الطاقة، والبنية التحتية، وتحريك الأسواق المحلية وتشغيل المصانع المتوقفة، وسيسهم ذلك في خلق فرص عمل ويُنعش الاقتصاد.
وذكر أيضا من بين الآثار المترتبة على القرار تحسّن في قطاع الطاقة والوقود. مشيرا إلى أن العقوبات قيّدت استيراد النفط والمشتقات، مما تسبب في أزمات وقود مزمنة.
وأوضح الغبيوي، أن برفع العقوبات، يمكن لسوريا استيراد النفط ومعدات الطاقة بحرية أكبر، وانخفاض أسعار المحروقات محليًا، وعودة الكهرباء تدريجيًا وتحسّن الإنتاج الصناعي والزراعي. قائلا: إن "رفع العقوبات يعني فتح باب التمويل الدولي والعربي لإعادة إعمار سوريا".
احتفالات شعبية
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق امتلاء الساحات بالاحتفالات وعودتها من جديد في عدد من المدن والمناطق السورية، عقب تصويت مجلس النواب الأميركي لصالح إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا.














