عبر برنامج إسرائيلي.. كيف يواجه المغرب اتهامات التجسس على مواطنيه؟
.jpg)
قالت صحيفة لاكروا الفرنسية: إن المغرب المشتبه في تجسسه بشكل مكثف على شخصيات عبر برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، يعتزم اتخاذ إجراءات قانونية في المحاكم الإسبانية، بعد تقديم شكوى في كل من فرنسا وألمانيا.
لا تزال القضية الكبيرة للتجسس عبر الهاتف على شخصيات بارزة، التي تم الكشف عنها في 18 يوليو/تموز 2021، من قبل اتحاد مكون من 17 وسيلة إعلامية دولية، تثير الجدل.
يعتزم المغرب، وهو أحد البلدان المعنية بالاستخدام الكثيف لبرنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، الدفاع عن نفسه بكل ما أوتي من جهد.
شكاوى ومراقبة
أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية) في 7 أغسطس/آب أن المملكة كلفت مكتب المحاماة إرنستو دياز باستيان ومقره مدريد وشركاءه باتخاذ إجراءات قانونية.
هذه الإجراءت ستكون ضد "النشر والتوزيع المتكرر في الأراضي الإسبانية لمزاعم كاذبة وخبيثة وتشهيرية ضد المملكة وهذا فيما يتعلق بالتجسس غير القانوني المزعوم على المواطنين الإسبان".
هذه الشكوى المتوقعة في إسبانيا تتبع تلك التي جرى تقديمها بالفعل في فرنسا وألمانيا.
في 22 يوليو/تموز، أطلقت الرباط أول إجراءات تشهير ضد المنظمتين اللتين تقفان وراء الفضيحة، وهما منظمة العفو الدولية ومنظمة "قصص محرمة".
لقد حصلوا على قائمة تضم 50 ألف رقم هاتف يحتمل أن تكون هدفا لبرنامج التجسس التابع لشركة " إن إس أو" NSO العبرية، بناء على طلب العديد من الدول التي تتعامل مع الشركة، بما في ذلك المغرب.
ما يقرب من ألف من القادة السياسيين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والصحفيين والمعارضين وناشطي حقوق الإنسان وحتى رواد الأعمال، "كانوا ضحايا" للتجسس في جميع أنحاء العالم وفقا لأعمال التحقيق التي لا تزال مستمرة.
في يونيو/حزيران 2020، كشفت منظمة العفو بالفعل عن مراقبة الصحفيين المغاربة عبر برنامج بيغاسوس بمن فيهم عمر الراضي الذي سجن بعد ذلك وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات في 19 يوليو/تموز 2021.
في 28 يوليو/ تموز، كررت المملكة هذه "الجريمة" بمهاجمة بعض وسائل الإعلام التي ذكرت اسم المغرب مباشرة، مثل لوموند وميديابارت وراديو فرانس، وذلك بسبب التعليقات التشهيرية، تقول لاكروا.
أخيرا، في الثاني من أغسطس/آب، جاء دور شركة نشر الصحف الألمانية "Süddeutsche Zeitung GmbH" لتقديم شكوى بشأن "مزاعم كاذبة" قدمت في برلين.
تحايل وتحقيق
يقول التقرير الذي نشره الموقع المغربي "360": إنه وفقا لمحكمة النقض الفرنسية، إذا لم تستطع دولة ما رفع دعوى بالتشهير، فإن المحامي أوليفييه باراتيللي يريد أن يصدق بأن الدولة المغربية "يمكن أن تقبل دعواها"، لأن تلك الدعوى، حسب رأيه، تسير في صالح "إدارة وخدمات".
وندد هذا المحامي بالقرب من القصر (الملكي) بـ"التحايل والعملية الفجة لزعزعة الاستقرار".
قال المحامي جوزيف بريهام الذي كان ضحية للتجسس، والذي قدم شكوى نيابة عن الصحفية روزا موسوي: "هذه الشكاوى مخصصة للشأن الداخلي للرأي المغربي".
انضم 19 صحفيا من عدة دول إلى الشكوى ضد "شخص مجهول" التي قدمتها منظمة مراسلون بلا حدود بما في ذلك ثلاثة صحفيين مغاربة.
هم معطي منجب وعمر بروكسي وهشام منصوري (لاجئ في فرنسا) والصحفي الإسباني إغناسيو سيمبريرو، وكذلك بيتي نوار من الرباط، وقد وقع التجسس عليهم جميعا.
ووفقا لجوزيف بريهام، من المتوقع تقديم المزيد من الشكاوى. أوكل التحقيق إلى فرقة مكافحة الجنايات على الأفراد.
يقول المحامي: "لن نكتفي بالتحقيق الأولي من خلال تقديم شكوى إلى طرف مدني، أثناء انتظار تعيين قاضي تحقيق".
في هذا السياق المتوتر أجرى وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد أول زيارة رسمية للمغرب يومي 11 و12 أغسطس/آب.
جرى التخطيط لهذه الزيارة لفترة طويلة لتعزيز العلاقات بين الدولتين، بعد سبعة أشهر من تطبيع العلاقات برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
لا شك أن بيغاسوس سيكون في المناقشات في القمة التي تجمع الدولتين، وفق لاكروا.