"فقدان الاتصال" بحراس عيدان ألكسندر.. وناشطون: إسرائيل تتخلص من أسراها

“هل سيصبح مصير عيدان ألكسندر مثل هيرش بولين؟!
بعد أيام قليلة من بث تسجيل مصور للجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، هاجم فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة له.
وأضاف أبو عبيدة في منشور على تلغرام في 15 أبريل/نيسان 2025، أن كتائب القسام لا تزال تحاول الوصول إلى المجموعة حتى اللحظة بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة.
وأردف أن تقديراتهم تشير إلى أن "جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
ويحمل ألكسندر الجنسية الأميركية، وقد نشرت القسام له تسجيلا قبل أيام يهاجم فيه نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى في غزة ويعاتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقوعه ضحية أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وكان هذا ثاني تسجيل مصور له بعدما ظهر في تسجيل بثته الكتائب في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قال فيه إنه لا يريد أن يكون مصيره مثل مواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي أعلنت كتائب القسام أنه قُتِل بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتزامن مع منشور أبو عبيدة الأخير، بثت كتائب القسام رسالة مصورة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين قالت فيها: "كونوا مستعدين.. قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء"، مضيفة: "قيادتكم وقّعت على قرار إعدام الأسرى وجهزوا أماكن دفنهم".
في الأثناء، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" شحنة كبيرة من الأسلحة إلى الكيان وجددت التزامها بأمن “إسرائيل”، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الشحنة الجديدة تشمل أكثر من 3 آلاف نوع من ذخيرة سلاح الجو، مذكرة بأن إدارة الرئيس الأميركي صدّقت عليها لتعزيز جاهزية سلاح الجو لعملية موسعة في قطاع غزة.
وبدورها، زعمت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن المبيعات العسكرية ستحسن قدرة إسرائيل على الدفاع عن حدودها وبِنْيَتها التحتية ومراكزها، وعلى مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، معلنة موافقة وزارة الخارجية على بيع محركات إيتان باورباك لتل أبيب مقابل 180 مليون دولار.
وفي مطلع مارس/آذار 2025، قالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان: إن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لقنابل ومعدات هدم وأسلحة أخرى لإسرائيل بقيمة تبلغ نحو 3 مليارات دولار، وتم إخطار الكونغرس بشأن مبيعات الأسلحة المحتملة على أساس طارئ.
وتشمل مبيعات الأسلحة 35 ألفا و529 قنبلة للأغراض العامة وزنها نحو ألف كيلوغرام و4 آلاف قنبلة خارقة للتحصينات بنفس الوزن من إنتاج شركة جنرال ديناميكس.
ويأتي ذلك، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي قصفه مناطق عدة في قطاع غزة مخلفا شهداء وجرحى.
وتوعد نتنياهو من شمال القطاع رفقة وزير جيشه يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير في 15 أبريل، بأن حركة حماس "ستتلقى مزيدا من الضربات".
وقدم ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عيدان_ألكسندر، #كتائب_القسام، #نتنياهو، وغيرها تحليلات وقراءات لإعلان فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة له.
وتحدثوا عن المآلات التي قد تترتب على ذلك الإعلان، موجهين أصابع الاتهام المباشرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بتعمُّد استهداف الأسرى بغزة بهدف الخلاص من الملف برُمّته وسلب ورقتهم من المقاومة.
قراءات وتحليلات
وفي تحليلات وقراءات لما جرى، عد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، ما حدث تطورا خطيرا للغاية كون ألكسندر يحمل الجنسية الأميركية.
وتساءل الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد: “هل سيصبح مصير عيدان ألكسندر مثل هيرش بولين؟!”
وأشار إلى أن القسام بثت في 24 أبريل/نيسان 2024، فيديو للأسير الإسرائيلي الأميركي بولين، مبتور اليد يصرخ بشكل هستيري مناشدا للإفراج عنه.
وأوضح في تغريدة أعاد نشرها أن في الأول من سبتمبر/أيلول 2024، أي بعد بث الفيديو بقرابة 4 أشهر فقط، أن جيش العدو أعلن عثوره على ست جثث لأسرى إسرائيليين في نفق في رفح، من بينهم كانت جثة هيرش بولين.
وأكد أن ما يُعقّد مسألة عيدان ألكسندر أنه آخر أسير إسرائيلي أميركي حيّ، وأنه على سلم أولويات أي صفقة قادمة، وبالإمكان عودته حيّا بالفعل إذا ما قررت إسرائيل عدم التخلي عنه.
وقال الناشط بلال نزار ريان: إن خطوة القسام الأخيرة، قد تمهّد لاحقًا لإعلان فقدان الاتصال بجميع المجموعات المسؤولة عن الأسرى، تمهيدًا للخروج من عبثية التفاوض تحت النار، في ظل غياب وسيط موثوق وضامن حقيقي لوقف الحرب.
وعد تصريح الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، ردا ورفضا مباشرا على اقتراح الوسيط المصري بنزع سلاح المقاومة.
وقدم أحد المدونين تحليلا إستراتيحيا بعد ترجيح مقتل ألكسندر، موضحا أن إسرائيل تعمدت قتل أسراها البارزين لإسقاط ورقة التفاوض؛ حيث يعد الجندي الحي كنزا تفاوضيا بيد المقاومة، وموته يريح تل أبيب من تقديم تنازلات كبيرة، كما حصل في صفقة شاليط.
وأشار إلى أن إسرائيل تقتل أسراها للتأثير على مسار التفاوض؛ حيث ستفقد المقاومة الثقة أكثر فأكثر بالمفاوضات طويلة الأمد. مؤكدا أن تل أبيب ستُجبر على التسريع في أي صفقة قادمة قبل خسارة ما تبقى من "أوراق حيّة".
تداعيات ومآلات
وعن تداعيات إعلان القسام، توقع الصحفي محمد جمال عرفة، أن يحدث أمران إذا ثبت بعد إعلان (أبو عبيدة) مقتل هذا الجندي.
وأوضح أن الأمر الأول، أن يبدأ الرئيس الأميركي في الانقلاب على رئيس الوزراء الإسرائيلي ويجبره على اتفاق ينهي الحرب ويُحمّله مسؤولية قتل الجندي؛ لأنه ظهر قبل مقتله وهو يهاجم نتنياهو ويعاتب ترامب.
وأضاف عرفة، أن الأمر الثاني الذي قد يحدث أن يعلن ترامب مبكرا عن (خطة وهمية) لحل مشكلة فلسطين تكون غطاء لوقف حرب غزة وتبادل كل الأسرى مرة واحدة ويتخلص من ورطة تؤرقه قبل سفره للسعودية للهف التريليون دولار وهي إنهاء الحرب.
كما توقع أبو هاشم، أن يشعل أهالي الأسرى حربا أهلية وسط الكيان. مشيرا إلى وجود ترتيبات للانقلاب على نتنياهو.
ولفت إلى أن قادة ألوية وضباطا وجنودا ونخبة من الساسة مستعدون للإطاحة بهذا المجرم، قائلا: إن هناك حربا أهلية قادمة في إسرائيل وفي بعض الدول العربية.
وأكد إسلام السكري، أن خبر فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لـ"ألكسندر"، إن صح فإنه سيفضح نتنياهو أمام جمهوره، وسيُحدث زلزالا في المشهد السياسي الإسرائيلي وسيشعل الشارع الإسرائيلي غضبا، ويفتح الباب أمام فوضى داخلية تُعجّل بسقوطه.
وتوقع أن الصفقة القادمة ستُفرض عليه لا محالة، والمهلة الأميركية التي يراهن عليها ستنقلب عليه سيفا يقطع طريقه.
ورأى الضابط بسلاح البحرية في عدن محمد الباحث، أن إستراتيجية إسرائيل لن توقفها تصريحات أبو عبيدة عن فقدان الاتصال بأحد الأسرى ما لم يكن هناك توثيق لمصير هذا الأسير بحيث يهتز على إثره الشارع الإسرائيلي.
وتمنى أن تكون غرف احتجاز الأسرى مزوّدة بكاميرات مراقبة بحيث إنه إذا حدث وتم استهداف المكان فإن التوثيق سيكون أبلغ في الأثر.
وتوقع أحد المدونين، أن القادم سيكون مرعبا بعدما مات ألكسندر في غارة صهيونية، قائلا: "ليحترق جميع العالم بما فيهم الحكام العرب والناس المتخاذلون".
استهداف متعمد
وتحت عنوان "عرفت مكانه فاستهدفته"، أكد المغرد أسامة حامد أن إسرائيل استهدفت مكان ألكسندر حتى لقي حتفه بغارة إسرائيلية للتخلص من ضغوط كانت ترى أن بقاءها يعوق سياستها في إبادة شعب يتشبث بالأرض.
وتساءل: "هل تم إبلاغ ترامب بذلك قبل العملية؟"، مجيبا بالقول: "كل شيء وارد طالما أن هناك 3000 نوع جديد من شحنات السلاح في الطريق".
وقال الناشط ناجي مثنى: إن القصف الهمجي والوحشي على كل شبر في غزة نتيجته قتل المدنيين والأسرى. مؤكدا أن هذا ما يهدف إليه نتنياهو.
وأضاف أن “خيار الحرب الذي ينتهجه نتنياهو يعني عدم رغبته في الحصول على أسرى أحياء وأفضل وسيلة للحفاظ على الحكم”. مؤكدا أنه لم يعد يهتم بحياة المستوطنين وما يهمه الاستمرار في السلطة.
وأكدت الإعلامية مايا رحال، أن الضغط على ملف الأسرى مزدوجي الجنسية، والتخلص من هذا الملف المؤرّق للمتطرف نتنياهو هو الهدف من القصف الشديد على المكان الذي يؤسر فيه.
وقالت: إن نتنياهو يريد التخلص من عيدان ألكسندر بأي طريقة كانت وإزالة هذا الصداع، لكن ترامب يدخل على الخط ويصرح بأن حياته مهمة ويجب الإفراج عنه.
وعطفا على ذلك، قالت رحال: إن المتطرف نتنياهو باختصار ورقة وملف الأسرى غير مكترث أو آبه بهم ويطبق قانون ونظام وبروتوكول هانيبال عليهم، ويضحي بآخر أسير أميركي لدى حماس وهو عيدان ألكسندر.
وأضافت أن نتنياهو يعرقل استحقاقات المرحلة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية وليس أمنية ويضحي بجميع الأسرى لدى حماس الذين يسببون له صداعا حادا.
ورفض الصحفي الشيخ صابر، استبعاد تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف ألكسندر، لإزالة أي ضغط يمكن أن يمارسه ترامب على نتنياهو للوصول إلى هدنة، مع استعداد حماس لذلك مقابل إطلاق أسرى من بينهم عيدان على وجه الخصوص.
وأشار المغرد إبراهيم إلى أن عيدان ألكسندر أكثر جندي أثيرت قضيته في الأيام الأخيرة وحتى قبل عودة هذه الجولة من الحرب على ما يبدو قتله جيش الاحتلال بعد قصف مكان وجوده، قائلا: إنه "خبر عادي بالنسبة لنتنياهو؛ لأنه استهدف مكان وجوده عمدا".
ورأى رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن خبر مقتل "عيدان ألكسندر" بسبب القصف الإسرائيلي إذا تأكد فسيكون نهاية شهر العسل بين نتنياهو وترامب، مؤكدا أن "هذا حصاد البلطجة والغرور".
ورد نوري جاسم، على سلطان قائلا: إن "المجرم نتنياهو نجح في قتل عيدان ألكسندر عامدا متعمدا لإغضاب ترامب وتفجير حقده ضد حماس".
إشادة بالقسام
وأثنى عزالدين المغلاوي على صياغة أبو عبيدة للإعلان عن فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي، وقال: إن الفكرة أنه ترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات وهو شيء ممتاز.
وأضاف: "يعني وارد أن تعلن المقاومة أن الأسير حي وأصيب بجراح أو أنه قُتِل.. كل شيء وارد".
وتعقيبا على إعلان أبو عبيدة فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لألكسندر، قال الصحفي فايد أبو شمالة: "يبدو أن ما توقعه عيدان فعلا كان". مضيفا: "أظن هيك صار لازم تقديم مقترح جديد للمفاوضات ليس فيها عيدان ولا نزع السلاح".
وذكر المغرد تامر قديح، بأن الأسير يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته الصهيونية، وكان على رأس قائمة الأسرى في الدفعة القادمة، وقد ضغط ترامب سابقا ووعد بإعادته حيا.