بعد قصف قنصلية إيران في دمشق.. هذا ما ينتظر الجبهة الشمالية لإسرائيل

منذ ١٩ يومًا

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية أن اغتيال عضو بارز في الحرس الثوري في دمشق أدى إلى نقل ثقل الحرب إلى الساحة الشمالية.

وكان مقر القنصلية الإيرانية في دمشق تعرض للقصف في الأول من أبريل/نيسان 2024، مما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، بينهم العميد محمد رضا زاهدي، القيادي في "فيلق القدس" -الفرع الخارجي لـ"الحرس الثوري الإيراني.

وهنا، تتساءل الصحيفة عما إذا كانت إيران ستقرر أن الوقت قد حان لبدء الحرب على الجبهة الشمالية؟، مبينة أنه "من المحتمل أن يكون الصراع بالنسبة لإيران قد وصل أخيرا إلى نقطة اللاعودة".

وفي هذا الإطار، حددت 3 سيناريوهات أو خيارات للحرب في جبهة الشمال، مشيرة إلى أن السيناريو الأرجح يعتمد على كيفية الرد الإيراني ومداه خلال الفترة القادمة.

متى ترد إيران؟

في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل "حربا صغيرة" ضد حزب الله، تؤكد الصحيفة أن "القرار في الوقت الحالي بات في يد طهران فيما يخص التصعيد".

وتبين أن “الجيش الإسرائيلي مستعد للرد الإيراني منذ الاغتيال المنسوب إلى إسرائيل لأعضاء كبار في الحرس الثوري في سوريا”.

وتلفت الصحيفة إلى أن "توقع هجوم مضاد ليس مرتبطا بشكل أساسي بقبول المسؤولية الإسرائيلية عن مثل هذا الاغتيال". 

وأوضحت أن "المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يهدد إسرائيل وينسب الهجوم إليها من أجل وضع البلاد بأكملها في حالة تأهب للرد".

وعلى أي حال، تعتقد الصحيفة أن من يهاجم ويدمر مثل هذا المبنى، القريب من السفارة التي تشكل عمليا الأراضي السيادية لإيران، ينقل رسالة مفادها أنهم "مستعدون للحرب، والآن حان دوركم".

وفي هذا السياق، تقول إن "إسرائيل دعت أعداءها أخيرا إلى الحرب عدة مرات، لكنهم حتى الآن لم يظهروا أي رد فعل. 

وبالنسبة لإسرائيل، كان الوقت الأكثر ملاءمة لاندلاع الحرب في الشمال هو منتصف مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان 2024. 

ولذلك، خلال مارس 2024، رفعت إسرائيل مستوى هجماتها، حيث وقع عشرات القتلى من حزب الله في كل قطاع من قطاعات الجبهة الشمالية. 

وهو الأمر الذي لم يحدث منذ الأسبوع الأول من الحرب. ولكن "الانفجار الكبير"، حدث في هجوم في دمشق. "ومن الواضح من هذه المرحلة أن الإيرانيين لن يترددوا بعد الآن"، وفق تحليل الصحيفة العبرية.

وفي رأيها، "يبدو أن الرادع الوحيد الذي يواجه الإيرانيين حتى الآن يتلخص في إدراكهم أن كل خطواتهم لا تؤتي ثمارها بالنسبة لهم، وأن الرد الإسرائيلي سيكلفهم غاليا". 

وحول هذه النقطة تحديدا تتساءل: "هل تغلغل هذا الفهم عميقا بما فيه الكفاية لمنع أي رد فعل؟".

سيناريوهات الحرب 

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه "في إطار تقييم الوضع الأخير، تقرر توحيد وتجنيد جنود الاحتياط في منظومات الدفاع الجوي". 

علاوة على ذلك، تشير الصحيفة إلى أن "القيادة العليا للجيش الإسرائيلي قررت تعليق مغادرة الوحدات القتالية". 

كما أشار مصدر أمني في هذا السياق إلى أن "الجيش الإسرائيلي في حالة حرب، حيث يُراجع انتشار القوات بشكل مستمر، وفقا للحاجة المتغيرة".

بمعنى آخر، تقول الصحيفة العبرية إن "الجيش يستعد لهجوم محتمل سيكون بمثابة إشارة البداية للحرب في الشمال".

وفي هذا الصدد، تضع 3 سيناريوهات للجبهة الشمالية. يتمثل الأول في أن تنشب الحرب وتتحدد في جنوب لبنان.

وفيما يخص ذلك، تنوه أن إسرائيل ليس لديها أي نية لوضع هدف "تدمير كل قدرات حزب الله في لبنان، فهذه مهمة مستحيلة". 

وبدلا من ذلك، تذكر أن الهدف العملي هو "إزالة التهديد في المنطقة بشن غارة كبيرة بهدف دفع قوات الرضوان (نخبة حزب الله) إلى مسافة كبيرة بما فيه الكفاية من الحدود مع إسرائيل".

وتلفت إلى أن "إسرائيل هنا تهدف إلى تحقيق الحماية الحقيقية لسكانها، على النقيض من أحداث غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وبحسب الصحيفة، سيُحقق هذا الهدف العملي من خلال "الهجوم على البنية التحتية لحزب الله في جنوب البلاد، وهي منطقة يوجد بها آلاف الأهداف للمنظمة الإرهابية"، وفق وصفها.

أما السيناريو الثاني للحرب فهو يتضمن "تعميق الهجمات في لبنان حتى مسافة 150 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية". 

وتوضح "ماكور ريشون" أن "مثل هذا الهجوم من شأنه أن يحرم زعيم حزب الله حسن نصر الله مما يقرب من نصف قدرته الهجومية في وقت قصير"، وتصف هذه المهمة بأنها "طموحة إلى حد ما".

وتقول إن "الضرر الذي سيلحقه الجيش الإسرائيلي في مثل هذا الهجوم لا يكفي لإعادة حزب الله إلى موقعه في نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006، لكنه سيضع المنظمة الشيعية في معضلة إذا أرادت تصعيد الحرب بشكل أكبر".

وتؤكد الصحيفة أن "تصعيد الحرب بشكل أكبر يعني الوصول إلى السيناريو الثالث، الذي يعني تدمير لبنان بالكامل".

ولفتت إلى مثل هذه الحرب قد تستمر "أكثر من سنة"، لكنها زعمت أنها "ستؤدي إلى تدمير معظم قدرات حزب الله".

وإلى جانب مزاعمها بشأن الإضرار بحزب الله، تقر الصحيفة بأن الإسرائيليين سيعانون جراء هذه الحرب من أضرار جسيمة للغاية، حيث سيُدمر عدد لا يحصى من المستوطنات، وسيخيم الخوف والصمت لفترة طويلة.

ضربة مبكرة؟

وتلفت الصحيفة العبرية الأنظار إلى حقيقة أن "السيناريو الذي ستختاره إسرائيل لا يعتمد عليها في الواقع، بل على رد فعل الطرف الآخر". 

وأردفت: "بقول آخر، كلما صعد نصر الله هجومه على إسرائيل، تعمقت الأخيرة في الرد في لبنان وانتقالها مباشرة إلى المرحلة الثانية أو الثالثة". 

ومن جانب آخر، تتحدث الصحيفة عن “رأي القوى العالمية حول تطورات الحرب”.

وتؤكد هنا أنه "من الصعب جدا إدارة الحرب في ظل ضغوط دولية شديدة ومن دون دعم أميركا التي تمارس إلى جانب دول أخرى ضغوطا حاليا" على تل أبيب تتعلق بغزة.

وفي سياق آخر، تقول إن "الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في دمشق يحمل أثرا آخر؛ وهو أن ثقل الاهتمام الرئيس الدولي تحول نحو الشمال، مما جعل ساحة غزة أقل مركزية إلى حد ما". 

ومن وجهة نظرها، "سيبقى الوضع هكذا -على الأقل- حتى الرد الإيراني المتوقع، وبحسب خطورته ستتغير المعادلة ويتغير الثقل أو حتى يزيد".

وفي النهاية، ألمحت الصحيفة إلى أن "إسرائيل قد توجه الضربة الافتتاحية الخاصة بها"، موضحة أن هذا "لن يحدث إلا إذا اكتشفت الاستخبارات الإسرائيلية ماهية الخطة الإيرانية".