سبتة ومليلية.. صحيفة فرنسية: هذه أسباب الصراع بين المغرب وإسبانيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة فرنسية الضوء على وصول أكثر من 8 آلاف مهاجر مغربي إلى الجيبين الإسبانيين في المغرب سبتة ومليلية، خلال الفترة من 16 إلى 19 مايو/أيار 2021.

وأوضحت "لاكروا" أن وصول هذا العدد من المغاربة خلال أيام قليلة، يمثل أزمة هجرة على خلفية التوترات الدبلوماسية بين كل من المغرب وإسبانيا.

وفي 18 مايو/أيار 2021، توجه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بشكل عاجل، إلى سبتة ثم إلى مليلية (مدينتان مغربيتان تحتلهما إسبانيا) وصرح قائلا: "سنعيد النظام في المدينة وعلى حدودنا بأسرع ما يمكن".

وذكرت الصحيفة أنه "تم ترحيل 4 آلاف مهاجر، ونشر سلطات إنفاذ القانون للتعامل مع أكبر أزمة هجرة منذ سنوات لهذه الجيوب".

توترات قائمة

واستدعت إسبانيا سفيرة المغرب كريمة بنيعيش لإخبارها بـ"عدم الرضى" فيما يرقى إلى تصرف متعمد من جانب الرباط لفتح الحدود بعد أن وافق الإسبان على معالجة زعيم انفصاليي جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي المصاب بكورونا.

وأعلنت المحاكم الإسبانية، في هذا السياق، أنها أعادت فتح قضية جرائم ضد الإنسانية في حقه.

وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة، يحاول مهاجرون قادمون من المغرب ومن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء العبور إلى سبتة، سواء سباحة أو سيرا على الأقدام.

ومنذ فترة، تشهد العلاقات بين الرباط ومدريد توترا على خلفية استقبال إسبانيا، أمين عام جبهة "البوليساريو"، التي تنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء.

وشرح مؤلف أطروحة عن سبتة ومليلية، إيف زورلو، أن هذه الأزمة "مبنية على التوترات القائمة منذ أكثر من عام ونصف بقليل". 

وأوضح أن "المغرب قد أغلق حدوده للقضاء على التهريب وخنق اقتصاد المدينتين".

وتريد المملكة أن تعترف إسبانيا بسيادتها على الصحراء الغربية.

وكانت سبتة ومليلية حاضرتان بانتظام في قلب الخلاف بين البلدين، حيث طالب المغرب بهما منذ استقلاله في 1956.

ولا جدال في أن ترك آثار الاستعمار تلك تقوض وحدة البلاد.

وتم الاعتراف بالمدينتين في الدستور الإسباني لعام 1978 وفي 1995 حصلت على وضع "المدن المستقلة".

"هذه المدن التي شوهدت من مدريد هي إسبانية حتى قبل دمج مملكة نبرة من قبل إسبانيا" في 1516، كما يقول المتخصص في شؤون المنطقة، زورلو. 

وتعود السيادة الإسبانية على سبتة إلى عام 1580 وعلى مليلية حتى عام 1496.

وتقع مدينتا سبتة ومليلية في أقصى شمال المغرب، وهما تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبر الرباط أنهما "ثغران محتلان" من طرف إسبانيا، التي أحاطتهما بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كم.

فريسة للهجرة

كما احتفظت إسبانيا بالسيطرة على بعض الجزر والصخور على الساحل الشمالي المغربي.

وفي 2002، كادت الدولتان أن تدخلا الحرب بعد محاولة المغرب استرجاع جزيرة برسيل، وهي صخرة غير مأهولة قرب سبتة، لكن تم نزع فتيل الصراع بوساطة أميركية، إلا أن بقايا الاحتلال الإسباني هذه استمرت في تسميم العلاقات مع الرباط.

وقال زورلو: إن "هذه الجزر ليس لها قيمة وقد فكرت إسبانيا في إعادتها إلى المغرب عدة مرات، لكن هذا قد يكون بمثابة ذريعة لتأجيج الضغط على سبتة ومليلية".

حاليا، أكثر من نصف سكان كل من المدينتين البالغ عددهم 85 ألف  نسمة هم من أصل مغربي، لكنهم ما زالوا مرتبطين بشدة بالجنسية الإسبانية.

من جانبها، تتذكر صابرينا جريلو، وهي محاضرة في تاريخ وثقافة إسبانيا المعاصرة في جامعة باريس-إيست كريتيل ذلك بقولها: "كانت هذه المدن الحدودية دائما، نظرا لموقعها الجغرافي الإستراتيجي، فريسة للهجرة غير الشرعية".

وتشكل سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة بين أوروبا وإفريقيا.

وقد استثمرت وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية (فرونتكس) بشكل كبير في حماية المدينتين من الهجرة.

وهي حاليا محاطة بسور شبكي مزدوج بارتفاع 6 أمتار يحرسه أبراج مراقبة ونظام مراقبة بالرادار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء. 

هذا هو الجدار الذي يصطدم به عدة آلاف من المهاجرين كل عام، معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء. 

وختمت "لاكروا تقريرها بالقول: "لكن الوضع مختلف هذه المرة لأن الدخول تم عن طريق البحر، فالعديد من المهاجرين مغاربة هاربون من الفقر الذي تفاقم بسبب كورونا".