معهد عبري يتساءل: ما الأهداف الحقيقية لتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر؟

منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

رأى معهد إسرائيلي أن تصعيد الحوثيين باليمن ضد إسرائيل وعرقلتها للملاحة الدولية، يتجاوز مجرد دعم القضية الفلسطينية، إلى تحقيق هدف ترسيخ صورتهم كطرف إقليمي مؤثر يجب أخذ موقفه في الحسبان.

لذلك، في كل منعطف مهم، سواء في وقف إطلاق النار في لبنان، أو المواجهة مع إيران، أو التطورات المتعلقة بغزة، يحرص الحوثيون على إسماع صوتهم، بل إنهم يلجؤون أحيانا إلى إطلاق الصواريخ كدليل على جديتهم.

وأوضح معهد "مسغاف" العبري أنه في تطور لافت، أطلق الحوثيون أخيرا تهديدا جديدا يرفع من مستوى التصعيد في الشرق الأوسط ضمن ما أطلق عليه المرحلة الرابعة من التصعيد.

ذخيرة إضافية 

إذ أعلنت الجماعة نهاية يوليو/تموز 2025 أن أي سفينة مملوكة لشركة لها علاقات تجارية مع إسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها النهائية، قد تصبح هدفا لهم.

وكما هو معلوم، فإنه بعد وقت قصير من اندلاع الحرب على غزة، أعلن الحوثيون أن أي سفينة إسرائيلية تُعد هدفا مشروعا. 

ثم في ديسمبر/ كانون الأول 2023، وسعت الجماعة اليمنية دائرة أهدافها لتشمل أي سفينة متجهة إلى إسرائيل، حتى لو لم تكن لها صلة مباشرة بها.

وهنا تناول المعهد "الهدف الحقيقي لتصعيد الحوثيين بالبحر الأحمر"، مدعيا أن "مساندة فلسطين مجرد ذريعة تتخذها الجماعة لتحقيق أهدافها".

وشدد على أن "توقيت التصعيد الحالي ليس مصادفة، بل نتيجة مباشرة لتراخي المجتمع الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية"، وفق تعبيره.

إذ تمنح بعض الدول الأوروبية، بحسب زعم المعهد، حركة المقاومة الإسلامية حماس "ما يشبه المكافأة من خلال الترويج لرواية التجويع المضللة على مختلف المنصات، متجاهلة التجويع الحقيقي الذي يتعرض له الأسرى الإسرائيليون (في غزة)"، وفق ادعائه.

ويرى المعهد أن "هذا الدعم للإرهاب تعزز أخيرا من خلال إعلان دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية"، وفق وصفه.

وأضاف: "رغم أن هذا الاعتراف رمزي، إذ لا تملك الجمعية العامة للأمم المتحدة صلاحية إقامة الدولة الفلسطينية، فإنه يمنح حماس حافزا إضافيا للتشدد في مواقفها ورفض أي تنازلات في المفاوضات مع إسرائيل".

صرف الانتباه

ويقدر أن "انعكاسات هذه المواقف الدولية لا تبقى عند حدود قطاع غزة، بل تمتد أصداؤها إلى صنعاء؛ حيث يرى الحوثيون في البيئة المعادية لإسرائيل أرضا خصبة لتعزيز نفوذهم محليا وإقليميا".

إذ تشكل المواقف المؤيدة لحماس والانتقادات الموجهة لإسرائيل، دافعا إضافيا لهم لتصعيد عملياتهم بزعم التضامن مع الشعب الفلسطيني.

"ولهذا السبب، وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعوه مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ أيار 2025، والذي خرقوه أخيرا بإغراق سفينتين يونانيتين؛ يواصل الحوثيون تشكيل تهديد حقيقي لحرية الملاحة الدولية"، وفق المعهد.

ويعتقد أنه "بجانب الدوافع الأيديولوجية والدينية، فإن ارتباط الحوثيين بالقضية الفلسطينية وإيران يخدم أهدافهم الداخلية والخارجية".

وتابع: "داخليا، يسعون لتصوير أنفسهم كقادة في النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، وهو ما يساهم في تحويل الانتقادات عن إدارتهم للأزمة اليمنية وتحسين صورتهم السلبية".

ولتحقيق ذلك، أشار إلى أنهم "يستخدمون أدوات دعائية مثل بث مسيرات جماهيرية في ذكرى أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عبر قناة المسيرة التابعة لهم".

توسيع النفوذ

أما على المستوى الإقليمي، فيرى أن "مشاركتهم في الحرب، سواء عبر عرقلة حرية الملاحة في البحر الأحمر أو عبر هجمات مباشرة على الأراضي الإسرائيلية، تمنحهم فرصة لترسيخ صورتهم كطرف إقليمي مؤثر".

ويضيف: "كما تسهم هجماتهم في الحفاظ على قوة الردع أمام السعودية والإمارات، مما يضمن عدم قيام الرياض وأبوظبي (الداعمتان للشرعية اليمنية) بخطوات قد تعيق تحركات الحوثيين في اليمن أو تضعف قبضتهم على البلاد".

وتوقع المعهد أن "يواصل الحوثيون استغلال موجة الدعم لحماس وتوظيف القضية الفلسطينية في خدمة دعايتهم وكسب الشرعية الداخلية وتوسيع نفوذهم الإقليمي".

وأردف: "إن مواصلة المجتمع الدولي غض الطرف عن ممارسات الفصائل الفلسطينية المسلحة، لا تضر فقط بجهود إسرائيل للقضاء على حماس واستعادة الأسرى، بل تمنح الحوثيين أيضا مزيدا من الجرأة لتوسيع هجماتهم".

واستطرد محذرا: "إن تداعيات التراجع أمام حماس لا تقتصر على حدود غزة، بل تتسبب في تصعيد الصراعات في بؤر أخرى بالمنطقة".

ودعا المعهد الغرب إلى "إدراك خطورة تهديد الحوثيين، والنظر بجدية في رد قوي، كما ألمح السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى إمكانية استخدام قاذفات بي-2 في اليمن".