بعد هدوء نسبي لأيام.. دماء الفلسطينيين تسيل في غزة والعيون تتجه للوسطاء

شدوى الصلاح | منذ ٦ ساعات

12

طباعة

مشاركة

في تصعيد هو الأعنف من نوعه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، شن جيش الكيان الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة بعموم قطاع غزة بزعم الرد على "خرق وقف إطلاق النار" إثر تبادل إطلاق نار مع مقاتلين فلسطينيين برفح.

وفي هذه الاعتداءات، قُتل نحو 40 فلسطينيا وأصيب العشرات، من جانبها، أفادت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالتزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار.

وشددت كتائب القسام في بيان على أن لا علم لها بالاشتباكات في مدينة رفح التي تقع ضمن "المناطق الحمراء" تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ثم تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان عن مقتل ضابط قائد سرية وجندي، وإصابة عسكري ثالث بجراح خطيرة من أفراده في معارك بجنوب قطاع غزة.

فيما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن مصادر مطلعة، أن الغارات في رفح جنوبي قطاع غزة جاءت في محاولة لحماية مليشيات ياسر أبو شباب من مجموعات المقاومة.

وأبو شباب هي مليشيا مسلحة فلسطينية معارضة لحركة حماس في غزة وتتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي الذي زوَّدها بالأسلحة، وتشكلت خلال الحرب في غزة، وبدأت في نهب شاحنات المساعدات.

وندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بشن طائرات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية على مناطق عدة بغزة وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بشكل سافر، واستبعدوا انهياره. مستنكرين تجاهل الوسطاء للتصعيد الإسرائيلي وغض الطرف على الخروقات المتواصلة.

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدونياتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رفح، #الاحتلال_الإسرائيلي، #نتنياهو، خان_يونس، وغيرها، أن الاحتلال سار على الخط المعتاد له من بدأ الاستفزاز، وكيل الاتهامات، وبعدها قصف تحت شعار الحفاظ على الأمن.

وقدم ناشطون إفادات حول الوضع الراهن في القطاع استنادا إلى روايات وتصريحات من مصادر رسمية، وطرحوا قراءات وتحليلات للأحداث، مؤكدين أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم الحرب دعايات انتخابية لإرضاء اليمين والنجاة من المحاكمات، ويعزز صورته كزعيم قوي أمام ناخبيه.

إفادات ووقائع

وفي تلخيص لما حدث في رفح، نقل حسام شبات، عن الباحث في رصد النشاط العسكري الإسرائيلي يونس الطيراوي، قوله: إن الحادث لا علاقة له بحماس، ولا بأي اشتباك مسلح.

وأوضح الطيراوي، أن المصابين هما مستوطنين يعملان في شركات خاصة متعاقدة على هدم ما تبقّى من المنازل في رفح — وهي عمليات هدم مستمرة منذ أسبوع، يُرجَّح أن إصابتهما نتجت عن انفجار عبوة قديمة تحت مركبتهما.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية فرضت حظر نشر على التفاصيل؛ لأنها لا تستطيع الاعتراف بأن عمليات الهدم لا تزال جارية بينما يُعلَن أمام العالم عن وجود وقفٍ لإطلاق النار.

وأضاف الطيراوي، أن بذلك، يكون الجيش الإسرائيلي هو من انتهك الهدنة فعليًا — وقد شاء القدر أن ينفجر اللغم في وجه أداة الجيش الأقذر: فرق الهدم.

وقال عمر محمد العطل: إن بعد 733 يومًا من الحرب والجهد الاستخباري المكثّف، اغتال الاحتلال بخديعة الحدث الأمني في رفح الشهيد يحيى المحبوح الذي نجا من عشرات الاستهدافات، ليرتقي مع ثلاثة من خيرة رجال تل الزعتر وجباليا، مؤكدا أن ما يحدث مرحلة جديدة من الصيد المريح وتبرير الجرائم بدأت.

وتفنيدا لما جرى جنوب القطاع، أوضحت ديما حلواني، أن رفح اشتعلت فجأة والسبب ليس "خرق وقف النار" كما يروّج الاحتلال، بل عملية أمنية.

وأشارت إلى أن مصدر في أمن المقاومة قال لوسائل إعلام فلسطينية: إن قوة شرطة تنفذ "مهمة أمنية" هدفها مكان اختباء العميل الهارب ياسر أبو شباب وجماعته المتمركزين في رفح.

ولفتت حلواني إلى أن تقارير إسرائيلية أكدت أن إسرائيل تدخلت وشنّت غارات في رفح، بحجّة أنّ حماس خرقت وقف إطلاق النار، ولكنها في الحقيقة تدخلت لحماية عميلها ياسر أبو شباب، ما دفع منصات المستوطنين للتساؤل: "هل حماية ياسر أبو شباب تستحق التضحية بدماء مقاتلينا؟ هذه مسخرة"!

وأكدت أن الجيش الإسرائيلي شنّ موجة غارات على رفح وخان يونس والبريج وشمال غزة، بعد الادعاء أن المقاومة نفذت عملية تفجير بصاروخ مضاد للدروع وقتلت وأصابت جنودا إسرائيليين في رفح، من بين القتلى قائد سرية في الفرقة 252.

وأوضحت حلواني، أن المستوى السياسي الإسرائيلي قرّر وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى إشعار آخر بناء على توصية من الجيش، قبل أن يتم الإعلان عن فتح المعابر الثلاثاء.

وأشارت إلى أن كتائب القسام نفت الاتهامات وأكدت التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، لافتة إلى أن القسام نفت علمها بأي أحداث أو اشتباكات تجرى في منطقة رفح؛ حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال.

تحليلات وقراءات

وفي تحليل للأحداث وانعكاساتها على اتفاق وقف إطلاق النار، أوضح  أحمد الحيلة، أن التصعيد الإسرائيلي الجاري في قطاع غزة، محدود لتحقيق أغراض تكتيكية، منها محاولة تثبيت "حق" إسرائيل في استهداف كل ما تراه تهديدا لها.

وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف إبقاء التصعيد سيفا مسلّطا على قطاع غزة قبيل المرحلة الثانية من المفاوضات التي لم تبدأ بعد، واسترضاء نتنياهو لجمهوره من اليمين المتطرف.

واستبعد الحيلة انهيار الاتفاق، وإن كان هذا التصعيد يعد أوّل اختبار لفاعلية الوسطاء الضامنون، في ظل توالي انتهاكات الاحتلال لما تم الاتفاق عليه. 

ورأى مأمون أبو عامر، أن ما جرى في رفح حادث خطير لا يمكن التقليل من أهميته، وقد تكون له تداعيات خطيرة. مستبعدا أن يتسبب في انهيار التهدئة، ويعيدنا إلى المربع الأول.

وأكد علي أبو رزق، أن الاحتلال أردا إيصال رسالة أنه ما زال يعتمد على فرقة أبو شباب كعصابة مارقة، يتم دعمها وتمكينها لضرب أهداف برية على الأرض، ولممارسة مهام أمنية واستخباراتية قذرة في مناطق انسحب منها الاحتلال.

وأشار إلى أن الاحتلال يريد بهذا التصعيد المماطلة والتأجيل في الذهاب نحو المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار؛ لأنها تتضمن انسحابا من نصف مناطق القطاع، والأكثر أهمية، أنها المرحلة التي يتم تشكيل فيها لجنة لإدارة غزة، وبهذا يتضح سيناريو اليوم التالي للحرب.

وأضاف أبو رزق، أن الاحتلال يريد بهذا التصعيد إسكات حكومته المتطرفة، مجيبا على من يسأل لماذا لم يصرخ وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أيام الاتفاق وتم تمريره بموافقتهما، مؤكدا أنهما حصلا على ضمانات.

وقال: إن هذا السيناريو كان متوقعا قبل التوقيع على الاتفاق، وكل ما كان يهم الطرف الفلسطيني هو وقف حدة الإبادة ومخطط التهجير، مذكرا بأن هناك لجنة عربية إسلامية دولية مشتركة تشكلت لضمان وقف الحرب وعدم حدوث أي اختراق، والأصل أنها باشرت عملها منذ اليوم الأول.

وأكد أبو رزق، أن عنجهية وغطرسة الاحتلال يعني أنه يجب تشكيل مظلة شعبية عالمية تستمر في الضغط على الاحتلال وعزله وملاحقته، ويجب تعميم النموذج الإسباني في الإضرابات على بقية دول العالم، خصوصا الدول العربية، وهو النموذج الذي لم يكتفِ بالمطالبة بوقف الإبادة فقط، بل منح الفلسطينيين حقوقهم الأساسية.

وقالت منى العمري: إن إغلاق المعابر ووقف المساعدات وعودة القصف المكثف ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل رسائل مدروسة يوجهها نتنياهو إلى العالم والوسطاء مفادها أنه صاحب القرار الوحيد في تحديد قواعد اللعبة، حتى لو وُقِّعت اتفاقات دولية وتم التصفيق لها واحتُفي بها إعلاميا.

وأضافت أن الرواية حول ما حدث اليوم في رفح هي إسرائيلية بالكامل، مشيرة إلى أن حركة حماس نفت اشتباكها مع الجيش الإسرائيلي وأكدت التزامها في وقف إطلاق النار. 

وأوضحت العمري، أن المفارقة أن زيارة المبعوثين الأميركيين - ويتكوف ودي جاي فانس وكوشنر - تأتي أصلا لمتابعة تنفيذ اتفاق غزة والتحضير لمرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك تشكيل قوة دولية لحفظ الاستقرار، لكن نتنياهو يحوّل هذه الزيارة إلى فرصة لتسويق تصعيده والحصول على الغطاء الأميركي له.

وتوقعت أن تركز زيارة الوفد الأميركي على وقف التصعيد الجديد الذي اختلقته ونفذته إسرائيل، وتحميل حماس المسؤولية، والبحث عن أي ذريعة لإطلاق حملة عسكرية جديدة ربما تحمل اسما جديدا، الخطيئة وعقابها كما أعلن عن اسمها. 

وتابعت العمري: "ليكون ذلك وقودا لحملته الانتخابية خاصةً أن فكرة عدم تحقيق أهداف الحرب، ستستخدم لدى أحزاب المعارضة في معرض انتقادها لنتنياهو في محاولة سحب الأصوات، لذلك فهو يحتاج لشكل من أشكال التصعيد المستمر ليرافق حملته الانتخابية". 

وأكّدت أن كل هذا هدفه تأخير الوصول للمرحلة الثانية من الاتفاق، لأن توقيت تنفيذ المرحلة الثانية -بعيدا عن تصدير كل البنود الصعبة إليها- سيكون في مطلع العام الجديد بحسب المتوقع من الاتفاق، أي بعد الانتخابات الداخلية لحزب الليكود التي تمَّ تحديدها أخيرا في 25 أكتوبر 2025.

وأشارت العمري إلى أن تسريع الانتخابات الداخلية يهدف إلى تعزيز موقع نتنياهو أمام خصومه، ويفتح أمامه المجال للتوجه لاحقا إلى انتخابات الكنيست وهو خالٍ من التحديات الداخلية.

وأوضحت أن ذلك تمهيدا لتقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية العامة، على أن يذهب نتنياهو إليها بعد تسلمه قيادة الليكود مرة أخرى وبعد إعادة الأسرى الأحياء والأموات، ليستخدمها كورقة في الانتخابات، فيما سيكون التصعيد متواصلا في مواجهة تطبيق بنود الاتفاق حتى موعد الانتخابات.

وأرجعت العمري ذلك إلى أن نتنياهو ببساطة سيجد صعوبة في إقناع الإسرائيليين بالتصويت له في حال انسحب من المنطقة الحمراء قبل الانتخابات، ليس لأنه عاجز على إنتاج الحجج؛ بل لأن عقلية الإسرائيليين مثقلة بأن بلادهم بقيادة نتنياهو لم تحقق أهداف الحرب.

وقال حمود النوفلي: إن ما حدث بالأمس هو عمل مخابراتي متفق عليه بين أميركا والكيان الصهيوني، بعد رصد "صيد ثمين" من القادة المجاهدين في جباليا، وتحديد أهداف جديدة، وتم تحديدهم بدقة عن طريق استخدام الهاتف ومن تبقى من عملاء الداخل.

وأكد أن الرصد باستخدام الهاتف والربط مع طائرات التجسس البريطانية، والظهور العلني والتجمع مع بعض هو ما أسال لعاب الصهاينة والأميركان، فتم التمهيد للموضوع بتصريح صدر قبل أمس من الخارجية الأميركية بأنه تمّ رصد القيام بهجوم وشيك من حماس على الجنود الصهاينة أو على المدنيين بغزة.

وأشار النوفلي إلى أنه بعدها تم تكليف العميل الصهيوني أبو شباب بإشاعة أنه تعرض لهجوم وهناك تبادل لإطلاق النار، وتم تفجير آلة الهدم من قبل الموساد بعبوة والادعاء أنه أصيب فيها ضابط وجندي وهم مصابين في حادث عرضي آخر، والصهاينة يعلمون ذلك ولكن أرادوا استثماره لضرب ما توفر من أهداف جديدة في غزة، خاصة أن الصهاينة تعودوا على اقتناص المجاهدين بشكل مخادع ومباغت وفي أوقات الهدنة.

وأضاف أنه تم ضرب مئات الأهداف التي تم تحديدها، وطبعا التحديد للأهداف يتم بطائرات تجسس بريطانية لا يراها أهل غزة ولا يسمعوا لها صوت وهي طائرات تجسس منذ عامين وهي تجوب أجواء مرتفعة في غزة، وهي من تزود الكيان الصهيوني بالأهداف وهي على ارتفاع لا يمكن مشاهدتها.

وأكد أن تدخل أميركا بوقف الضربات هي مسرحية متفق عليها بين الطرفين، متوقعا أن هذا الأمر سيتكرر بعد أيام بعد توفر صيد ثمين من القادة أو من الأهداف التي ترصد وسوف يختلق له كذلك سيناريو مشابه.

وناشد القادة في المقاومة الحذر كل الحذر من التجمع العلني ومن استخدام الهواتف ومن التحرك بأمان وكأنه لا يوجد تجسس، وأن يعلموا أن التجسس من الجو مستمر والتحركات مرصودة، وألا يكونوا في موقع واحد إطلاقا، ويستخدموا المراسلين الشخصيين أو الحرس الشخصي في نقل الرسائل شفوية أو كتابية في حال الضرورة مع تمزيق أي رسالة مكتوبة بعد قراءاتها.

وأكد فايد أبو شمالة، أن ما حدث من تصعيد في غزة هو استمرار لمسلسل اختراقات لوقف إطلاق النار منذ يومه الأول، وهذه الاختراقات مرشحة للاستمرار بغضّ النظر عن المبررات.

ورأى أن هذا يتطلب ثلاثة أمور؛ أولها الاستعداد الدائم من قبل المقاومة وعدم الاطمئنان لما يقوم به الاحتلال أو أي وعود بانتهاء الحرب ما لم تكن تلك الوعود قطعية وغير مشروطة ولا مرتبطة بمزاج وتقييم العدو.

وأضاف أبو شمالة، أن الأمر الثاني المطلوب هو أن يكون دور الوسطاء الأربعة "أميركا وتركيا ومصر وقطر" ضامنا للاتفاق، محذرا من أنهم إذا لم يقفوا وقفة جدية أمام كل خرق مهما كان صغيرا فإن نتنياهو سيستغل ذلك للحفاظ على الكرسي من خلال استمرار العدوان.

وأوضح أن الأمر الثالث المطلوب، هو فتح المعابر وإدخال المعدات الثقيلة بما يسمح بتسريع عمليات رفع الأنقاض واستخراج جثامين الأسرى الإسرائيليين والانتقال للمرحلة التالية والإسراع بالانسحاب الإسرائيلي من كل القطاع.

وأرجع أبو شمالة ضرورة ذلك لأن وجود قوات إسرائيلية على أرض القطاع سيعرضها لكل أنواع المخاطر، وكذلك سيعرض المواطنين الفلسطينيين للخطر عندما يحاولون الوصول إلى أماكن بيوتهم أو ممتلكاتهم في المناطق المحاذية لوجود القوات الإسرائيلية.

وأكد أن خلو القطاع بالكامل من القوات الإسرائيلية سيزيل كل مبررات الاحتكاك الحالية ويسمح بالانتقال السلس للمراحل التالية لا سيما عمليات الإيواء وإعادة الإعمار.

وعن احتمالية عودة الحرب من جديد، قال أبو شمالة: "هذا الاحتمال ما زال ممكنا ولكن بتقديري لن تعود بنفس الشكل السابق ونفس الوتيرة والأدوات، بل ستكون هناك طريقة جديدة".

وتوقع أن تشمل هذه الطريقة التحكم بالمعابر واستخدامها كوسيلة ضغط وابتزاز، واستهدافات محددة ومكثفة بالقصف الجوي ومنها الاغتيالات، وتأخير الانسحابات.

غياب الوسطاء

واستنكارا لغياب دور الوسطاء، أكد خالد منصور، أن التاريخ سيذكر أن الوسطاء في زمن الإبادة لم يكونوا محايدين، بل ركزوا جهودهم على سلامة الأسرى الإسرائيليين والضغط على المفاوض الفلسطيني لتسليمهم دون الاكتراث بسلامة شعبنا وهو يباد أمامهم لمدة سنتين. وعند الله تجتمع الخصوم.

ورأى محمد البرادعي، أنه كان من الواضح منذ البداية، برغم الصخب والهرج والمرج، أن هذا ليس سلاما وإنما خطة شبه استعمارية دبرت بالليل لاستمرار الهيمنة الإسرائيلية والتطهير العرقي.

واستنكر استمرار الفلسطينيون في دفع الثمن بأرواحهم واستمرار الممثلون على المسرح العبثي في أداء أدوارهم بإتقان، كما يستمر المشاهدين في التصفيق ببلاهة.

وندد علاء شعث، بترافق التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق مع صمت كل من جاء إلى القاهرة للتوقيع على اتفاق هزيل ليس به أي أمور واضحة.

وأشار إلى أن هذا الشيء الذي كانت حماس تندد به وتبدي حذرها مرات ومرات قبل الاتفاق ويتهموها بإفشاله بحثا عن ضمانات للغدر الإسرائيلي المتوقع، متهكما بالقول: "حلها يا وسيط حلها يا ضامن".

وتساءل إياد قنيبي: "أين الاتفاقيات؟ وأين الوسطاء؟ وأين الضمانات؟ وأين المجتمع الدولي؟"، مؤكدا أن العالم لا يعرف إلا لغة القوة، ولا عهود ولا مواثيق.

وأكد سعيد زياد، أن جميع أهل غزة يتساءلون بذات اللسان تحت زخم القصف والأحزمة النارية: أين الوسطاء مما يجرى؟