الاغتيالات بوابة التهجير.. غزة على طريق "اللبننة" وسط عجز الضامنين بعد الاتفاق

رائد سعد يُعد من "مهندسي عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023
في تصعيد إسرائيلي جديد يؤكد أن سياسة الاغتيالات تمثل نهجا راسخا في عقيدة الكيان المحتل العسكرية والأمنية، بغضّ النظر عن الاتفاقات المبرمة أو الجهات الضامنة لها، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، قياديا بارزا في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بمدينة غزة.
وقتل جيش الاحتلال أربعة فلسطينيين في غارة استهدفت مركبة على شارع الرشيد غربي مدينة غزة، كان من بينهم القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رائد سعد، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 13 ديسمبر/كانون الأول 2025: إن المستهدف هو القيادي رائد سعد، مدعية أنه كان من واضعي خطة هجوم “السابع من أكتوبر” الذي استهدف فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وزعم بيان مشترك صادر عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أنهما أوعزا بتنفيذ عملية الاغتيال ردًا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت قوة للجيش في وقت سابق من اليوم ذاته. مشيرين إلى أن سعد يُعد من “مهندسي” هجوم 7 أكتوبر، وكان يعمل على إعادة تنظيم صفوف حركة حماس والتخطيط لهجمات جديدة ضد إسرائيل.
وقالت إذاعة الجيش: إن القيادي المستهدف كان يقود محاولات لإعادة إعمار القدرات العسكرية للحركة وإنتاج وسائل قتالية. مضيفة أنه شارك في جهود إعادة تأهيل وتصنيع الأسلحة لصالح حماس.
وكشفت الإذاعة أن الاحتلال حاول اغتيال سعد عدة مرات خلال الفترة الماضية، وأنه نجا من محاولات اغتيال سابقة أثناء الحرب. مشيرة إلى أن عملية الاغتيال الأخيرة نُفذت بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، دون إطلاع واشنطن مسبقًا.
ويأتي هذا التطور في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت عامين. وأسفرت عن استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفًا آخرين.
في المقابل، قالت حركة حماس: إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة في مدينة غزة تمثل “إمعانا في الخرق الإجرامي” لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضافت الحركة أن هذه “الجريمة” تؤكد مجددًا سعي الاحتلال المتعمد لتقويض الاتفاق وإفشاله عبر تصعيد خروقاته المتواصلة.
وحمّلت حماس “حكومة الاحتلال الفاشي” المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وخروقها الممنهجة لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك استهداف المواطنين والناشطين والقيادات، ومواصلة فرض الحصار، وعرقلة جهود الإغاثة الإنسانية.
وطالبت الحركة الوسطاء والدول الضامنة بتحمّل مسؤولياتهم إزاء خروق الاحتلال، والتحرك العاجل للجم حكومة الاحتلال المتنكرة لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والساعية إلى تقويضه وتدميره.
ويُعد رائد سعد، المكنّى بـ“أبو معاذ”، أحد أبرز القادة التاريخيين في كتائب القسام، ومن الشخصيات التي لعبت أدوارا محورية في البنية العسكرية لحركة حماس على مدار أكثر من عقدين.
وُلد سعد في 15 أغسطس/آب 1972، وهو من سكان مدينة غزة، ويصنف ضمن الجيل الأول من قادة كتائب القسام الذين برز دورهم مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000؛ حيث أسهم في ترتيب صفوف المجموعات العسكرية وهيكلتها.
وشغل سعد عضوية المجلس العسكري لكتائب القسام منذ عام 2003، وكان معروفًا بقربه من القائد العام للقسام محمد الضيف خلال فترات سابقة.
وتعرض سعد لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية خلال السنوات الماضية، أبرزها عام 2006، عندما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي اجتماعًا للمجلس العسكري لكتائب القسام، إلا أنه نجا من الغارة. ويُعد منذ سنوات طويلة من أبرز المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، استنكر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي دأب الاحتلال على اغتيال قادة المقاومة في محاولة لتقويض قدرتها على القتال. مؤكدين أن هذه الإستراتيجية لم تُضعف المقاومة، بل زادت من صلابتها وقدرتها على التكيف والاستمرار وتصعيد القيادات.
وندّد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصات “إكس” و“فيسبوك”، ومن خلال وسوم عدّة أبرزها #رائد_سعد و#حماس و#الاحتلال_الإسرائيلي، بخرق جيش الاحتلال للهدنة، ودعوا المقاومة الفلسطينية إلى الرد على عملية الاغتيال، كما عبّروا عن غضبهم تجاه الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما قدّم ناشطون نعيًا ورثاءً للقيادي رائد سعد، وشاركوا سيرته الذاتية ومنشورات توثق دوره في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية ضد الاحتلال، وإشرافه على تطوير الصواريخ وإطلاقها باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، ودوره المحوري في تعزيز القدرات العسكرية لكتائب القسام.
النموذج اللبناني
وفي تحليلات وقراءات لاغتيال سعد وموقف المقاومة من توالي اغتيال قياداتها، أكَّد الكاتب إبراهيم المدهون، أن ما يعرفه، ويثبته الواقع، أن كتائب القسام تقف على أرض صلبة، وتمتلك اليوم رصيدًا واسعًا من القادة الميدانيين والإستراتيجيين والعسكريين.
وجزم بأن اغتيال قائد أو استهدافه لن ينال من بنيتها، ولن يضعف حضورها، فكل قائد يخلفه عشرات بل مئات القادة المؤهلين الثابتين الفاعلين.
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: إن الصهاينة ينقلون النموذج اللبناني إلى غزة، وإن لجم ذلك مسؤولية الضامنين، وإلا فما قيمة الاتفاق إذا كان بوسع الاحتلال أن يواصل عمليات القصف والاغتيال، بجانب تحجيم دخول المساعدات، لا سيما الأكثر أهمية منها؟!
ورأى أن ما يجرى عار على الضامنين، ومعاناة أهلنا في غزة عار على كل قادر على وقفها ولا يفعل، لا سيما أن خلاف نتنياهو مع ترامب بات واضحا، ويمكن استغلاله لتغيير هذه المعادلة الحقيرة، ليس غي غزة وحدها، بل في الضفة وسوريا ولبنان أيضا.
وأكد الزعاترة، أن الإصرار على جعل حياة الناس مستحيلة هي مقدمة التهجير الذي يخطب ضده الضامنون يوميا من دون أن يفعلوا شيئا مهمّا يوقف المأساة، ويعيد ترميم حياة الناس، ولو في الحدّ الأدنى.
واستنكر قائلا: "يبشرّهم نتنياهو بتصفية القضية وبالتوسّع والهيمنة، وهُم ينازلونه بالبيانات والتنديد!"، متسائلا: “أي بؤس بلغه الوضع العربي والإسلامي الرسمي في هذه المرحلة؟!”
وأضاف الزعاترة: "سلام الله على رائد وعلى مَن سبقه على درب الشهادة، وعلى القابضين على الجمر ولم يبدّلوا تبديلا".
وقال الخبير العسكري ناصر الدويلة: "اغتالت إسرائيل أمس الأخ المجاهد رائد سعد أحد أبرز قادة حماس الميدانيين وأحد الرجال الذين أثّروا في مسيرة حماس، والحقيقة أن كل قادة حماس رجال من طراز فريد في الإيمان والبطولة والعزم الذي لا يلين وهم فوق ذلك يعرفون أنه لا سلام أبدا مع الصهاينة، فالصهيونية فكرة عنصرية لا تعيش إلا بقتل الآخرين".
وأكد أن استمرار مسلسل الاغتيالات دليل أنه لا سلام مطلقا ولا حتى هدنة مع الصهاينة فالمعادلة صفرية من أساسها وجميع الأنظمة (من الأغيار) في نظرهم، مضيفا: "لا عهد ولا ذمة ولا ميثاق لهم أيها العرب الحالمون بالسلام معهم".
وأوضح الأكاديمي إياد إبراهيم القرا، أن اغتيال سعد يُمثّل تطورا خطيرا يؤسس لمرحلة جديدة من سياسة الاغتيالات الممنهجة، ويكسر عمليا أي التزام حقيقي بالاتفاقات القائمة. مؤكدا أن الاحتلال يسعى عبر هذا الاغتيال إلى ترسيخ شرعية الاستهدافات، وتحويلها إلى أداة دائمة لإدارة الصراع لا إلى إجراء استثنائي.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو استدراج المقاومة لرد فعل يُستثمر سياسيًا وإعلاميًا لتصويرها كطرف أنهى الاتفاق. لافتا إلى أن الاغتيال يأتي ضمن محاولة مقصودة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك دون إعلان رسمي عن انهيار التفاهمات.
وقال إياد: إن نتنياهو يستخدم التصعيد وتوسيع الخروقات كرسالة مسبقة قبل التوجه إلى واشنطن، لفرض وقائع ميدانية جديدة. موضحا أن التصعيد يخدم نتنياهو داخليًا في ترميم صورته الأمنية وسط أزماته السياسية المستمرة.
وأكد أن الاحتلال يراهن على انتزاع غطاء أميركي يسمح باستكمال سياسة الاغتيالات والتصعيد لاحقًا. مشيرا إلى أن ما يجري يؤكد أن الاحتلال يتعامل مع الاتفاق كمرحلة مؤقتة لإعادة التموضع.
وتوقع إياد أن المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من محاولات الاختبار والضغط على المقاومة، وإرساء قواعد للتعامل خلال الموحلة الثانية.
وأشار أحمد سلطان إلى أن هذا أكبر استهداف منذ وقف إطلاق النار في 9 أكتوبر2025، بالإضافة لاغتيال علاء الحديدي، قائلا: "تقريبا لم يبق في المجلس العسكري للقسام من الأسماء المعروفة سوى عز الدين الحداد ومجموعة قادة جدد جرى تصعيدهم أخيرا".
الرجل الصامت
وعن القائد رائد سعد، قال الناشط الحقوقي بلال نزار ريان: "عرفته منذ خروجه من سجون السلطة في بدايات انتفاضة الأقصى، كان معروفًا آنذاك باسم الشيخ أبو معاذ ومن طلاب الوالد الشهيد رحمه الله، وقد تخصّص في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وكثيرًا ما كنّا نحضر معًا محاضرات شرح صحيح البخاري في تلك الأيام".
وأضاف: "أذكر يوم زواجه جيدًا، كان يومًا مشهودًا تزوج من ابنة القائد الشهيد إبراهيم المقادمة أحد مؤسسي الحركة وأبرز مفكريها في زواج جمع بين بيتَي علم وجهاد".
وأوضح ريان، أن أبو معاذ كان من أقرب الناس إلى القائد العام الشهيد محمد الضيف ومن أوائل من وضعوا لَبِنات التصنيع العسكري لكتائب القسام في غزة إلى جانب الشهداء عدنان الغول، سعد العرابيد، وباسم عيسى.
وأكد أن الكتائب شهدت في عهد سعد وقيادته لملف التصنيع العسكري نقلة نوعية سواء على مستوى القدرات والكم والفاعلية وبدأت ملامح الاعتماد الذاتي تزداد رغم شح الإمكانات والحصار الشديد للقطاع.
وأشار ريان إلى أن سعد انتقل بعد سنوات إلى العمل الميداني فتولّى قيادة لواء غزة ثم شغل لاحقًا منصب رئيس العمليات المركزية في كتائب القسام، جامعًا بين الخبرة التنظيمية والعسكرية والميدانية.
ولفت إلى أن العدو ينسب لسعد أنه المخطط الأساسي لعملية السيطرة على مقر قيادة الجيش الإسرائيلي المعروف بفرقة غزة في واحدة من أكثر العمليات تعقيدا وتأثيرا والتي كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم كل ما تملكه من تفوّق تقني واستخباري.
وقال ريان: "كان أبو معاذ رجل مرحلة طويلة من العمل الصامت قليل الظهور كثير الأثر يمثّل جيلا من القادة الذين جمعوا بين العلم والعقيدة والتخطيط، والميدان، وتركوا بصمتهم الكبيرة في مسيرة المقاومة".
وأكد محمد الشريف أبو البراء، أن سعد مضى عمره وهو يقارع الاحتلال لا كطارئٍ على الميدان، بل كابنٍ شرعيٍّ له يعرف دروبه كما يعرف نبضه ويبني للمقاومة جيشا لا من العتاد وحده بل من الرجال من العقول التي تؤمن ومن القلوب التي لا تساوم.
وأشار إلى أن حضور سعد كان ثقيلا على العدو هادئا بين رفاقه يعمل في الظلّ كما يعمل الإيمان في الصدور؛ لا يُرى لكن أثره لا يُخطئه أحد.
وقال أبو البراء: "سلامٌ على رجلٍ عاش طويلاً في المعركة ورحل ثابتاً كما عاش وترك خلفه أثراً يقول لكل من بعده: الطريق يُبنى بالصبر والكرامة تُصان بالثبات والرجال تُعرَف عند اللحظة الأخيرة".
وأشار الكاتب يحيى بشير إلى أن "إسرائيل" حاولت اغتيال سعد أكثر من 4 مرات خلال عامي الحرب وقد اعلنت في مرتين منهما نجاحها بذلك، لكن ثبت فشلها، في حين بلغ عدد المرات التي حاولت اغتياله منذ بداية عمله العسكري إلى ما يزيد عن 8 محاولات حسب مقربين منه!
واستنكارا لانتهاك الاحتلال لوقف إطلاق النار وتأكيدا على أن نقض العهود وتنفيذ الاغتيالات عقيدة راسخة للكيان، تهكم المحلل السياسي عماد أبو عواد، قائلا: "مفهوم اتفاق التهدئة بالنسبة للولايات المتحدة هو إيقاف السقف المرتفع للابادة، لحماية إسرائيل من النقد الدولي وتخفيف الزخم الشعبي المعارض لها، أمّا فيما يتعلق باستمرار الاغتيالات فهو هدف أميركي كما هو إسرائيلي".
وقال علاء شعث: إن "إسرائيل" بتعمل كل شيء كانت تعمله تحت مسمى وقف إطلاق النار بس بوتيرة أقل، اغتيالات يومية وقصف مستمر يومياً من مدفعي أو جوي وتفجير منازل واستطلاع يومي وطيران كواد كايتر وتوغلات برية، كل يوم بسقط شهداء.
وأضاف أن "كل شيء كما هو إلا أنّ الشهداء صاروا بدل 100 قللتهم لخمسة وعشرة، والمجازر بدل ٢٠ صاروا وحدة واثنين، وأبلع يا وسيط وشوف يا ضامن واستمتع يا مجتمع دولي احنا وقفنا الحرب ها شايفين".
وقالت مايا رحال: إن حجج الاحتلال القبيحة لاغتيال أحد مهندسي السابع من أكتوبر بحماس لن يتم تصديقها فقبل هذا الاغتيال والتصفية خرقت إسرائيل اتفاق النار أكثر من 800 مرة وقتلت ما يقارب 400 مدني منذ سريان الاتفاق ولم تلتزم باستحقاقاته بإدخال المساعدات اللوجيستية لكن هذا الاغتيال له تداعياته.
وأضافت أن تصفية سعد خسارة فادحة لحماس وهذا يعيدنا لسياسة نهج وعقيدة الاغتيال بالمؤسسة والمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي تجعلها ركيزة أساسية باستهداف قادة وكوادر المقاومة داخل فلسطين وخارجها، متسائلة: “لكن هل سترد حماس على اغتيال سعد؟”
وأشار علي أبو رزق، إلى أن غزة فقدت أربعة من خيرة رجالها، وواحدا من خيرة أبنائها وقادتها على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال. مؤكدا أن نتنياهو يسعى في كل مرة يكون هناك مبادرة سياسية أو إجماع دولي للذهاب نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، لتخريبها، عبر ارتكاب جريمة أكبر، وأكثر استفزازا، من التي سبقتها.
ورأى أن هذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن التمسك بالاتفاق من الطرف الفلسطيني لم يعد خيارا إستراتيجيا فحسب، بل الخيار الأكثر صوابية ومسئولية، قائلا: إن هذا المجنون يسعى بكل ما أوتي من قوة للعودة إلى وتيرة الإبادة السابقة، مستفيدا من أوهن حالة عربية وإسلامية منذ قرن أو أكثر.
ونصح أبو رزق: "إذا كان الظرف الإقليمي والتوقيت يخدم الإسرائيلي الآن، فيجب العضّ على الأصابع والاستثمار في عامل الزمن، حتى يتحسن الظرف على الأقل أو يتغير".
درب التحرير
وفي نعي ورثاء للقيادي القسامي وتقديما للتعازي وحديثا عن الهدف القادم للاحتلال، قال الأكاديمي حمود النوفلي: "تعازينا الحارة للأخوة في القسام وحركة حماس وكل الأحرار في أرض فلسطين في استشهاد القائد العظيم سعد الذي تشرف بالشهادة بعد أن قدم للأمة قوة مرَّغت أنف الصهاينة في التراب في 7 أكتوبر".
وأكد أن هذه الدماء الطاهرة هي وقود التحرير القادم،وهي كرامة الله لكل مجاهد فهنيئا لهم هذه الخاتمة.
وترحم الكاتب عبدالعزيز الفضلي على الشهيد سعد، مذكرا بأن الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون.
ورأى أن الكيان الصهيوني يثبت أن اليهود لا عهود لهم ولا مواثيق، قائلا: إن الشهداء منارات تنير الطريق للسائرين على درب التحرير.
وأشار بيان إلى أن جيش الاحتلال ألمح بوضوح بعد اغتيال رائد سعد إلى أن الهدف التالي على قائمة الاغتيال المستعجل هو عز الدين الحداد، قائلا: إن الرسالة واضحة ومكشوفة وهي "لا خطوط حمراء، لا وزن للأسماء، لا قيمة للمناصب، كل من انتهى دوره يُشطب".
وأكد أن الاحتلال لا يتصرّف بعشوائية، يختار القيادي، ينتظر اللحظة المناسبة، يضرب، ثم يفتح الهدف التالي فورًا. موضحا أن هذا لا يحدث إلا عندما يكون التنظيم مكشوفا، والقيادة مخترقة، والرد غائب بالكامل.
وذكر بيان بأن زمان كان اغتيال واحد يعني حربا، أما اليوم اغتيال قيادي يتبعه بيان استنكار ومطالبة وسطاء.
وحذر من أن اغتيال رائد سعد لم يكن نهاية، بل بداية تصفية متسلسلة، واليوم يعني أن الاسم التالي هو عز الدين الحداد، وغدا اسم آخر إلى أن تنتهي الأوراق كلها. مؤكدا أن هذا ليس استهداف أفراد، وإنما تفريغ كامل للهيكل واحدًا واحدًا وبلا رد.













