صحيفة عبرية: السعودية والإمارات يشترطان نزع سلاح حماس أو إجهاض اتفاق غزة

"السعودية لن تنخرط في أي دور فعلي في غزة"
ادعت صحيفة عبرية، أن السعودية والإمارات والبحرين وجهوا “تحذيرا استثنائيا” للولايات المتحدة الأميركية بشأن احتمال انهيار اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة.
وأوضحت مصادر عربية وأميركية لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن “الدول الثلاث أبلغت واشنطن بأنها لن تستمر في دعم العملية طالما أن حركة حماس تحتفظ بسلاحها”.
رسالة سعودية
وفي التفاصيل، أشارت الصحيفة إلى أن الرياض وأبوظبي والمنامة حذروا من "احتمال انهيار جهود التوصل إلى إنهاء الحرب، وذلك في ظل ما وصفوه بتساهل الوسطاء تجاه رفض حركة حماس نزع سلاحها".
ونقلت "إسرائيل هيوم" عما سمتها مصادر دبلوماسية عربية وأميركية أن "رسائل بهذا المضمون وصلت من الدول الخليجية المنضوية ضمن المحور السني المعتدل إلى البيت الأبيض، وإلى مهندسي الاتفاق ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر".
فيما أفادت بأن مصدرا دبلوماسيا سعوديا قال: إن "الرياض حذرت، في رسالة حديثة إلى الجانب الأميركي، من أنه إذا لم تصدر واشنطن ردا حازما، وإذا لم يغير الوسطاء -مصر وقطر وتركيا- نهجهم ويدفعون بفرض تنفيذ بنود الاتفاق على حماس؛ فإن المملكة لن تكون جزءا من استمرار العملية السياسية".
وبحسب المصدر "دأبت السعودية على التحذير وتوضيح موقفها منذ أشهر حول استحالة حل ناجع لحرب غزة ومستقبلها، وللفلسطينيين عموما، دون استبعاد حماس من المعادلة".
ووجَّه المصدر السعودي انتقادا حادا لحماس، حسب ادعاء الصحيفة العبرية، قائلا: “لقد ألحقت هذه الحركة أضرارا جسيمة بالشعب الفلسطيني، من خلال حرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من أبنائه، وتدمير قطاع غزة بأكمله، والآن تصر على الحفاظ على المقاومة؟”
وتابع مهددا: "ومن الجلي أيضا أنه ما لم تُتخذ خطوة حقيقية لإزالة نفوذ حماس وسيطرتها في القطاع، فلن تكون هناك أي فرصة لإعادة الإعمار".
بالإضافة إلى هذه التحذيرات والتهديدات، كشفت الصحيفة كذلك أن "الرياض أبلغت الأميركيين عن تخفيض مستوى مشاركتها في الاتصالات المتعلقة باستمرار تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
"كما أخبرت واشنطن أن مشاركتها في المؤتمر الذي تخطط له مصر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 لمناقشة إعادة الإعمار، بات موضع شك كبير"، بحسب ما جاء في "إسرائيل هيوم".
أبوظبي من جهتها، حذوت حذو الرياض؛ إذ قالت الصحيفة: "تتبنى الإمارات موقفا مشابها، لكنها تركز تحذيراتها على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حماس".
وتابعت: "فبينما تشارك الإمارات بالفعل في جهود إعادة إعمار للنازحين في غزة، إلا أنها تشدد على أنها ستواصل دعم إعادة الإعمار فقط في المناطق الواقعة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في جنوب القطاع".
في المقابل، أوضحت الإمارات أنها "لن تشارك في إعادة إعمار المناطق الأخرى ما لم توضع خطة واضحة لنزع سلاح حماس وتسليم السيطرة المدنية والأمنية الكاملة إلى قوات دولية، كما نصت خطة ترامب".
وتُفسر هذه المواقف غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد عن قمة شرم الشيخ المصرية، فبحسب الصحيفة، "لم يكن غياب القائدين عرضيا، وقد لاحظ الرئيس الأميركي هذا الغياب، وعلق عليه خلال خطابه في القمة".

عدو قديم
في هذا السياق، تحدثت الصحيفة العبرية عن أن "السعودية والإمارات والبحرين قلقون بشأن الدور المتزايد الذي تحظى به قطر ضمن خطة ترامب لإعادة إعمار الشرق الأوسط".
علاوة على ذلك، أفادت بأن الدول الثلاث "قلقون أيضا من الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الدوحة مع واشنطن".
في المقابل، أشارت "إسرائيل هيوم" إلى أن "موقف المحور السني المعتدل يتوافق بشكل كبير مع موقف إسرائيل".
فوفقا لها، "تؤكد هذه الدول دعمها الواضح والصريح لنزع سلاح حماس بشكل كامل، وتُشدد على أن دخول السلطة الفلسطينية إلى القطاع يجب أن يتم فقط بعد تنفيذ إصلاحات جذرية، تشمل عمليات تفكيك للتطرف وإعادة تأهيل فكري شامل".
في هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن "هذه الدول تشارك بالفعل على أرض الواقع في هذا المسار، من خلال برامج تعليمية تشمل تغيير المناهج الدينية، إلى جانب جهود لتغيير الخطاب الإعلامي تجاه إسرائيل واليهود".
ومع ذلك، فإن هذه الدول -بحسب الصحيفة- "لا تكتفي بالمطالب الأمنية، بل تشدد أيضا على ضرورة أن تتقدم إسرائيل نحو حل سياسي قائم على مبدأ الدولتين، بصفته جزءا لا يتجزأ من أي تسوية شاملة ومستدامة في المنطقة".
بالعودة إلى الموقف من قطر، وجه مصدر سعودي انتقادات حادة لواشنطن بسبب اعتمادها على الدوحة، وقال في تصريحات لـ"إسرائيل هيوم": إن "الاعتماد على قطر يعدّ خطأ، فهي تقف خلف حركة الإخوان المسلمين التي تقوض الأنظمة العربية".
وأضاف: "التورط المفرط لقطر في المراحل المقبلة من الخطة، وفي عملية إعادة إعمار القطاع، سيؤدي إلى انهيار خطة ترامب؛ لأن مصالح الدوحة مختلفة".
واختتم المصدر حديثه مشددا على أن "السعودية لن تنخرط في أي دور فعلي في غزة، طالما بقي (كلاشنيكوف واحد) في يد حركة حماس".

ملف التطبيع
في سياق متصل، تناولت الصحيفة العبرية الزيارة المتوقعة لولي العهد السعودي إلى العاصمة واشنطن في نوفمبر 2025.
وتقدر الصحيفة أنه "إذا ما تمت الزيارة فعلا، فإن اللقاء المرتقب مع ترامب سيكون بالغ الأهمية ويحمل في طيَّاته الكثير من الترقب".
المملكة من جهتها، أشارت إلى أنّ ملف التطبيع سيكون ضمن مناقشات اللقاء، فقد صرح مصدر دبلوماسي سعودي لـ"إسرائيل هيوم" أن "مسألة التطبيع مطروحة على الطاولة، لكنها لن تتحقق خلال بضعة أشهر".
وقال: "الطريق لا يزال طويلا حتى نرى تنفيذ الاتفاق بالكامل، بما في ذلك البنود التي تلتزم بها إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية، والدخول في مفاوضات جدية حول حل الدولتين".
وأضاف: "سنعمل على أن تفي السلطة بالتزاماتها، لكن إسرائيل -أيا كانت تركيبة حكومتها- يجب أن تلتزم بما وافق عليه نتنياهو".
وعند سؤاله عما إذا كان يتوقع أن تدفع الحكومة الإسرائيلية الحالية نحو تسوية طويلة الأمد مع الفلسطينيين، أجاب المصدر السعودي: “جميعنا سمع تصريحات الوزراء المتطرفين في هذه الحكومة”.
وتابع: "سيكون على نتنياهو الآن، أو على الحكومة المقبلة التي ستنتخب، أن تقرر ما إذا كانت تدعم خطوات متطرفة مثل فرض السيادة، أم أنها تريد فعلا التوصل إلى حل حقيقي يفضي في نهاية المطاف إلى تهدئة".















