بتوسيع منشآتها في سوريا.. رسائل ترغب روسيا بإيصالها إلى واشنطن

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكدت إذاعة "صوت أميركا" أن روسيا تواصل توسيع انتشارها العسكري في سوريا لزيادة نفوذها في المنطقة. 

وتعمل روسيا على توسيع قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس السوري، وتخطط لبناء رصيف عائم لتعزيز مرافق إصلاح السفن في الميناء، وفقا لمسؤولين عسكريين روس.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من تمديد الجيش الروسي أحد مدارج قاعدة حميميم الجوية، ليضيف بذلك موطئ قدمه العسكري في شرق البحر المتوسط، وفق الإذاعة الأميركية.

توسيع مستمر

وقالت وكالة أنباء تاس الروسية نقلا عن مسؤولين عسكريين إنه من المقرر الانتهاء من الرصيف العائم العام 2022.

وسيسمح تحديث مرافق الإصلاح في قاعدة طرطوس للبحرية الروسية تجنب إرسال سفن إلى منشآت بحرية في البحر الأسود للصيانة، وفقا لمسؤولين عسكريين غربيين.

والمنشأة البحرية الروسية في طرطوس مستأجرة من النظام السوري بقيادة بشار الأسد، حيث صنفها الجيش الروسي قبل أربع سنوات كنقطة دعم مادي وتقني وليس كقاعدة رسميا. 

تغير ذلك في عام 2017 بعد اتفاق أبرمته دمشق مع موسكو التي تشن حملة عسكرية في سوريا لدعم الأسد، مما يسمح له باستعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد. 

ويسمح الاتفاق لروسيا باستخدام المنشأة البحرية مجانا لمدة 49 عاما، ويمنح الكرملين الولاية القضائية السيادية على القاعدة. 

كما تسمح الاتفاقية لروسيا بالاحتفاظ بعشرات السفن الحربية -بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية- في طرطوس، وهي المنشأة البحرية الوحيدة التي يمتلكها الكرملين خارج النطاق الجغرافي للاتحاد السوفيتي سابقا.

وكانت طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، المحاور الرئيسة للتدخل العسكري الروسي الموالي للأسد. 

في سياق متصل قال متحدث عسكري روسي للصحفيين في 19 مايو/ أيار 2021 خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن طائرات حربية روسية أقلعت من قاعدة حميميم ساعدت قوات النظام السوري في قتل 338 "إرهابيا" منذ 23 أبريل / نيسان. 

وتواصل وحدات القوات الموالية للنظام السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، مهمات البحث والاستطلاع في الصحراء السورية. 

وكشف المتحدث قتل ما مجموعه 228 من "أعضاء الجماعات الإرهابية" وأسر 44 ، والاستيلاء على 20 مركبة ، وتدمير 6 مركبات  و38 منشأة و45 مخبأ منذ 23 أبريل / نيسان.

ومنذ عام 2015، زادت روسيا نفوذها بشكل متزايد في الشرق الأوسط، انطلاقا من التدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية الذي يمثل نقطة تحول ملحوظة"، وفقا لديانا جاليفا، الأكاديمية في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد.

وقالت جاليفا في ورقة نشرها معهد الشرق الأوسط، وهو مجموعة بحثية مقرها الولايات المتحدة: إن روسيا بررت وجودها في سوريا بالقول إنها تقاتل تنظيم الدولة وجماعات متطرفة أخرى. 

ولكن من الناحية الجيوسياسية، فإن "سوريا كانت حاسمة في عودة مكانة روسيا كقوة عظمى، على الأقل على أساس نفوذ القوة العسكرية" في المنطقة، بما في ذلك شرق البحر الأبيض المتوسط.

سياسة واشنطن

أشارت إدارة جو بايدن إلى استعدادها للانخراط من جديد في الشرق الأوسط وإصلاح التحالفات المتعددة الأطراف وإعادة تأكيد دورها القيادي في المنطقة. 

وفي فبراير / شباط، شنت الولايات المتحدة غارة جوية استهدفت المليشيات المدعومة من إيران في سوريا، في أول عمل عسكري لإدارة بايدن. 

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): إن الضربة جاءت كرد على الهجمات ضد أفراد تابعين للولايات المتحدة والتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة في العراق وكانت "ردا عسكريا متناسبا" بعد التشاور مع شركاء التحالف الغربيين.

لكن مسؤولي إدارة بايدن لم يكونوا في عجلة من أمرهم لتقديم تعريف واضح لدور واشنطن في الصراع المستمر في سوريا التي تضم ستة من الجيوش الحكومية وغير الحكومية - بما في ذلك القوات الأميركية المتحالفة مع الأكراد. 

وقال مسؤولون أميركيون لإذاعة صوت أميركا إنهم يعملون على صياغة سياسة واشنطن بشأن سوريا والمنطقة من خلال محاولة تحقيق التوازن بين تصميم الرئيس جو بايدن على إنهاء المشاركة في "الحروب الأبدية".

 مع ضمان عدم إضعاف الولايات المتحدة لقيادتها في المنطقة وعدم تعزيز النفوذ الإقليمي لروسيا وغيرها من المنافسين، بما في ذلك إيران.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في مايو/أيار أنه من المرجح إجراء اختبار مبكر  لسياسة إدارة بايدن في سوريا في يوليو/تموز بشأن تسليم مساعدات الأمم المتحدة لملايين السوريين الذين لجؤوا إلى محافظة إدلب شمال غرب البلاد، والتي لا تخضع لسيطرة النظام.

وهددت روسيا بمنع تدفق المساعدات الدولية إلى إدلب عبر المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا عند باب الهوى، قائلة: إنه يجب توزيع كل المساعدات انطلاقا من المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد. 

كما تستخدم الأمم المتحدة المعبر الحدودي لإطلاق حملة تطعيم ضد فيروس كورونا في شمال سوريا. 

وفي مايو/أيار، دعا البيت الأبيض نظام الأسد وداعميه إلى وقف حربه العنيفة ضد شعبه، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع السوريين المحتاجين، والتفاوض بشأن حل سياسي للأزمة.

 كما مدد بايدن لمدة عام آخر العقوبات المفروضة على نظام الأسد لانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الكيماوية.