"اختبار للضمير".. هل تواصل الصين لعب دور أكبر في القضية الفلسطينية؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

استعرض موقع صيني موقف بكين من القضية الفلسطينية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى بكين بدعوة من نظيره شي جين بينغ.

وقال موقع "الصين نت" إن "عباس كصديق قديم وحميم للشعب الصيني، هذه هي المرة الخامسة التي تطأ فيها قدمه أرض الصين، كما أنه أول رئيس دولة عربية تستقبله بكين هذا العام".

وأضاف أن "هناك اعتقادا عاما بأن العلاقات الودية التقليدية بين الصين وفلسطين ستشهد تطورا، فبالإضافة إلى التعاون بين البلدين، تبرز القضية الفلسطينية كأحد الموضوعات المطروحة للنقاش بين الزعيمين".

ورأى أنه "في ظل موجة المصالحات في الشرق الأوسط، تثير هذه الزيارة تطلعات حول إذا ما كانت ستجلب المزيد من الأمل في السلام في الشرق الأوسط".

تصورات مختلفة

وحسب الموقع، فإنه "من المتوقع أن تواصل الصين لعب دور أكبر في القضية الفلسطينية الإسرائيلية".

وتابع: "كما هو معروف، فإن الصين تبذل منذ سنوات عديدة جهودا من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، حيث قدمت مبادراتها واقتراحاتها، وأعربت عن ترحيبها بحضور ممثلي الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين".

واستطرد الموقع أنه "بعد اللقاء التاريخي بين السعودية وإيران في بكين، شهد العالم على مدى جاذبية (مبادرة الأمن العالمي من أجل السلام والاستقرار العالميين) التي أطلقتها الصين".

وفي هذا السياق، تُثار تساؤلات حول إمكانية وجود مسار جديد لحل القضية الفلسطينية، وإذا ما كان بإمكان الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، تجاوز مرحلة "عدم الرغبة والقدرة على التوصل إلى تسوية تاريخية".

ويرى الموقع أن "هناك اليوم مزيدا من الأفكار والتصورات المختلفة (لحل القضية الفلسطينية) عما كان عليه الوضع في الماضي".

وأكد أن "القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط، إذ تتعلق بالسلام والاستقرار في المنطقة، وبمبادئ العدالة والمساواة على المستوى الدولي".

وأفاد بأنه "منذ الحرب العالمية الثانية مرورا بالحرب الباردة ووصولا إلى القرن الحادي والعشرين، عانى الشرق الأوسط العديد من الحروب والصراعات الواسعة والمحدودة، مما تسبب في وقوع خسائر بشرية وأزمات إنسانية مروعة".

لكن "المثير للقلق هو أن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين تعثرت وتعطلت، منذ توقف المفاوضات عام 2014، وأصبحت الآلية الرباعية المكونة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، شبه عاجزة في السنوات الأخيرة"، وفق الموقع الصيني.

وأضاف  أنه "في مايو/ أيار 2021، اندلع أكبر نزاع مسلح بين فلسطين وإسرائيل منذ عام 2014، وقُتل أكثر من 200 فلسطيني، بينهم عشرات الأطفال، كما قُتل ما لا يقل عن 12 إسرائيليا، بينهم طفلان".

وفي أبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2023، تجددت الصدامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، "ولذلك، فإن تسريع عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية بشكل فاعل، هو اختبار للضمير والأخلاق الدوليين".

عجز غربي

وقال الموقع الصيني "نعلم جميعا أن واشنطن غالبا ما تستخدم مفهوم العدالة وحقوق الإنسان لانتقاد الآخرين، والحديث بتعجرف حول القيم الأخلاقية، لكنها تفتقر إلى المصداقية في قضية فلسطين".

وأردف: "كقوة عظمى، لعبت الولايات المتحدة دورا سيئا للغاية في قضية فلسطين، حيث عرقلت مرارا وتكرارا بيانات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهذا الشأن، كما زادت من التوترات بين الجانبين لفترات طويلة".

حتى إن "خطة السلام الجديدة" في الشرق الأوسط، التي اقترحها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته، تعرضت لانتقادات عديدة بوصفها "إذلالا وليست اتفاقية"، حسب الموقع.

وأورد استطلاعا للرأي نُشر مؤخرا، أوضح أن 80 بالمئة من الفلسطينيين يرحبون بوساطة الصين في الصراع مع إسرائيل، في حين جاءت الولايات المتحدة كخيار أقل شعبية، "مما يوضح الطرف الذي ينظر إليه الناس على أنه ممثل للعدالة"، وفق وصف الموقع.

وتابع: "نلاحظ أيضا أن بعض وسائل الإعلام الأميركية، رغم اهتمامها الضئيل بقضية فلسطين، إلا أنها تنظر إلى زيارة عباس للصين من منظور التنافس الصيني- الأميركي".

وتدعي وسائل الإعلام الأميركية أن ذلك يُظهر "طموحات دبلوماسية أوسع للصين في الشرق الأوسط"، في محاولة منها لتضخيم هذه الزيارة بوصفها جزءا من "المواجهة الصينية-الأميركية".

وأضاف "الصين.نت" أن "هذا السرد ليس فقط ضيق الأفق والنظر، بل يشير أيضا إلى أن هذه القضية الكبرى التي تتعلق بالسلام والاستقرار والعدالة ليست سوى أداة تنافس في نظر النخب الأميركية".

وأوضح أنه "إذا كانت بعض النخب الأميركية تشعر بأنها غير قادرة على التأثير في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، فإن ذلك يعكس بوضوح فشل سياسة واشنطن ذاتها، وليس للصين علاقة بالأمر".

منع تهميش

وادعى الموقع الصيني أنه "تماما كما هو الحال في قضايا الأمن الأخرى في الشرق الأوسط، فإن بكين ليست لها أي مصالح خاصة في القضية الفلسطينية".

وتابع: "بل تلتزم تماما بالعدالة، وتسعى جاهدة لمنع تهميش القضية الفلسطينية في سياق الأوضاع المعقدة والمتغيرة على المستويين الإقليمي والدولي، كما أنها تعمل على دفع تسوية القضية خطوة بخطوة".

وطرح الرئيس شي جين بينغ "الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع" حول تسوية القضية الفلسطينية، خلال محادثاته مع الرئيس عباس في 6 مايو/ أيار 2013 و18 يوليو/ تموز 2017.

وبعد اندلاع الاعتداء الإسرائيل عام 2021، عقدت الصين -بصفتها رئيسا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- خمس جلسات لمجلس الأمن لمناقشة قضية فلسطين، وأصدرت في النهاية بيانا على لسان رئيس المجلس.

وأضاف الموقع أنه "حتى الآن، سافر خمسة مبعوثين صينيين إلى الشرق الأوسط عشرات المرات، وزاروا فلسطين وإسرائيل ومصر والأردن ودولا أخرى في الشرق الأوسط، في سياق جهود الوساطة والتوفيق في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".

ويرى أن "فلسطين وإسرائيل جارتان لا يمكن إبعادهما عن بعضهما، وأنه لا يوجد رابح في الصراعات، ولا خاسر في السلام"، وفق قوله.

وأردف الموقع أن "الناس ترى أنه سواء كانت السعودية وإيران، أو روسيا وأوكرانيا، أو فلسطين وإسرائيل، فإن جميع هؤلاء الخصوم هم شركاء وأصدقاء للصين".

وتابع: "هذا الأمر في الأساس هو نتيجة للهدف الدبلوماسي الشامل للصين المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ومن المتوقع أن يعزز هذا المفهوم بدوره مبدأ (المصير المشترك) في مناطق أخرى حول العالم".

وختم الموقع الصيني بالقول: "نتطلع إلى أن تجلب زيارة الرئيس عباس للصين مزيدا من الأخبار السارة بشأن السلام في الشرق الأوسط".