منافسة محتدمة.. صحيفة روسية: الانتخابات التركية المقبلة أشبه بـ"لعبة روليت"

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

ذكرت صحيفة روسية أن تركيا في الوقت الراهن تعيش مناخا سياسيا ساخنا مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في 14 مايو/ آيار 2023.

ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف المعارضة المعروف بـ"الطاولة السداسية" كمال كليتشدار أوغلو، إضافة إلى مرشحين آخرين قد يكشف عن أسمائهم في قادم الأيام.

وادعت صحيفة "إيزڤيستيا" أن أصوات المكون الكردي في تركيا هي ما سيحسم المشهد الانتخابي، نظرا لأن الأكراد يمثلون أكثر من 20 بالمئة من إجمالي السكان البالغ نحو 84 مليونا.

منافسة محتدمة

وقالت الصحيفة إنه بحسب ما تتداوله استطلاعات الرأي في تركيا، يتمتع الرئيس أردوغان ورئيس تحالف المعارضة كليتشدار أوغلو بفرص متقاربة للفوز في السباق الرئاسي.

وكان قد أعلن أردوغان في عام 2022، نيته الترشح مجددا للانتخابات الرئاسية.

وفي مقابل هذا، لم يتمكن خصوم أردوغان الرئيسيون من الاتفاق على مرشح واحد إلا أخيرا، في 6 مارس/ آذار 2023.

حيث أُعلن عن رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، البالغ من العمر 74 عاما، منافسا لأردوغان على كرسي الرئاسة. 

وبحسب استطلاع رأي نشرته صحيفة "جمهوريت" التركية التابعة للمعارضة، فإن 56.8 بالمئة من الناخبين مستعدون للتصويت لمرشح المعارضة، أما أردوغان يمكنه الحصول على حوالي 43 بالمئة من الأصوات. 

وفي نفس الوقت، أجرت صحيفة "صباح" التركية استطلاع رأي آخر، أكدت فيه أن 52 بالمئة من الشعب سيعطي صوته للرئيس أردوغان.

وبشأن هذه الإحصائيات، يرى الخبير في شؤون تركيا يشار نيازباييف أن "الإحصائيات التي تُنشر قبل فترة الانتخابات غير موثوقة"، معللا ذلك بأنها تنشر بهدف "التأثير على قرارات الناخبين".

"الصوت الكردي"

ورأت الصحيفة الروسية أن "أصوات المكون الكردي قد تكون العامل الحاسم في نتيجة الانتخابات الرئاسية في تركيا".

وبحسب الخبير التركي كريم هاس، فإن "المرشح الذي سيمنحه الأكراد أصواتهم سيكون هو رئيس الدولة المقبل".

وأكد أن "المعارضة ستحاول من الآن بكل الطرق الممكنة لكسب أصوات الأكراد إلى جانبها".

وأشار هاس إلى أن "حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد يلعب الآن دورا حاسما.

ومضى يقول: "في حال تمكنت المعارضة من الحصول على دعمه الكامل، فإن فرصها في الفوز بالانتخابات قد ترتفع".

ونقلت الصحيفة تصريحات عضو حزب الشعوب الديمقراطي ميثات سنجار، في 7 مارس 2023، التي أكد فيها إمكانية دعم كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية "إذا تمكنا من الاتفاق على المبادئ الأساسية".

لكن دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليتشدار أوغلو سيسبب أزمة داخل الطاولة السداسية، لا سيما مع زعيمة حزب الجيد القومية، ميرال أكشنار، تستدرك الصحيفة الروسية.

حجر عثرة

وهنا تتساءل "إيزڤيستيا" عن كيفية توزيع المقاعد الوزارية في حال أصبح مرشح المعارضة رئيسا للجمهورية؟

وبهذا الشأن، قال كريم هاس: "لقد قُدم وعد لأحزاب الائتلاف المعارض بحصول كل حزب على منصبين في مجلس الوزراء، ومن المحتمل أن يحصل أفراد الحزب الجيد على أكثر من ذلك".

واعتبر يشار نيازباييف أن "المشكلة الرئيسة للمعارضة هي إبرام اتفاقيات ائتلافية محددة مع القوة السياسية الموالية للأكراد، وهذا يعتمد على الحزب الجيد بشكل كبير".

وحول موقف أكشنار، قالت الصحيفة إنها لا تعارض مفاوضات كليتشدار أوغلو معهم، لكنها في الوقت نفسه لن توافق على منحهم كرسي في الوزارة.

وتؤكد الصحيفة أنه "في حال اختلف حزب الشعوب الديمقراطي وتعارضت مطالبه مع ميرال أكشنار، فإنه يصبح حجر عثرة، فبدون دعم الناخب الكردي لن يتمكن التحالف عمليا من هزيمة أردوغان".

وحول هذه الكتل المتعارضة والمتنافسة، يعتقد إيفان ستارودوبتسيف، الخبير في الشأن التركي، أنه يوجد توازن معين بين السلطة والمعارضة في تركيا، مما يجعل الانتخابات المقبلة "لعبة روليت"، حيث اتخذت جميع القوى السياسية في البلاد بالفعل مواقفها في الحملة الانتخابية.

وكونها القوة الكبيرة الوحيدة التي لم تتخذ بعد موقفا واضحا في الصراع الانتخابي القادم، يرى ستارودوبتسيف أن "حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد هو المفتاح للفوز في هذه الانتخابات، وقد تحسم أصواتهم عمليا الفائز في المنافسة الرئاسية".

لكن الصحيفة اختتمت تقريرها بتصريح الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي برفين بولدان، التي تحدثت عن "إمكانية التصرف بمفرده في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا".