صحيفة عبرية: لهذه الأسباب تتخوف إسرائيل من عمليات المقاومة في رمضان

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

حذر كاتب إسرائيلي من أن التصعيد الأمني والعسكري في شهر رمضان القريب لا يمكن منعه، لافتا إلى بدء العد التنازلي لجولة تصعيد كبيرة.

وقال الكاتب "يوني بن مناحيم" في مقالة له نشرتها صحيفة "زمن إسرائيل" إن "التصعيد آخذ في التدحرج".

وبين أن حركة المقاومة الإسلامية حماس "تسعى إلى إشعال انتفاضة جديدة في الضفة الغربية والقدس، وإحباط أي محاولة أميركية – إسرائيلية لتهدئة الأوضاع"، وفق زعمه.

قمة العقبة

وأوضح "بن مناحيم" أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية "لا تعلق آمالا كبيرة في أن تساهم قمة العقبة الأمنية الأخيرة في تقليص التدهور الأمني المتوقع خلال شهر رمضان القادم".

وعقد اجتماع أمني طارئ في مدينة العقبة في 26 فبراير/شباط 2023، دعت إليه الولايات المتحدة والأردن ومصر بهدف وقف التصعيد خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن الوفد الإسرائيلي المشارك في الاجتماع ضم كلاً من رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي الذي ينوب عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ومنسق عمليات الحكومة بالمناطق الفلسطينية اللواء غسان عليان.

ولفتت مواقع محلية إلى أن من شاركوا عن الجانب الفلسطيني هم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، إضافة إلى مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس.

وفي وقت سابق، قالت الرئاسة الفلسطينية: "سنؤكد (خلال الاجتماع جنوبي الأردن) ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب"، بما في ذلك العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الكاتب الإسرائيلي إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لم يكن مخيرا في المشاركة بالقمة".

وأشار إلى أن "الإدارة الأميركية وضعت أملها عليه، ووافق تحت الضغط، خشية أن يحمله الرئيس جو بايدن المسؤولية عن العمليات الفلسطينية ويتوقف عن دعم ميزانية السلطة".

ومنذ بداية العام 2023، استشهد ما يزيد على 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي كان آخرهم 11 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

ورداً على هذه الاعتداءات ينفّذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في شرق القدس المحتلة، ما أودى إجمالا بحياة 10 إسرائيليين.

فيما نقل الكاتب عن مصادر في السلطة الفلسطينية قولها إن عباس "وافق على  دراسة الخطة الأمنية الأميركية التي بلورها الجنرال مايك فنزل بإعادة السيطرة الأمنية الفلسطينية إلى مناطق شمال الضفة الغربية".

وكشفت وسائل إعلام عبرية من بينها موقع واللا مطلع فبراير 2023 عن هذه الخطة التي تهدف لمحاربة نشاط المقاومة في شمال الضفة الغربية.

وذكر موقع "واللا" العبري أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اجتماعهما في رام الله، في 31 يناير/كانون الثاني 2023 بتطبيق الخطة. لكن الحكومة الفلسطينية ترفضها حتى الآن.

ويحاول عباس كسب الوقت وعدم تطبيق الخطة بحذافيرها على حد تعبير الكاتب. ويرى بأن "تطبيقها سيستغرق  أكثر من ستة أشهر".

وفسر ذلك بالقول: "تخشى الدوائر الأمنية الإسرائيلية من اتهام عباس إسرائيل بالتسبب بإحباط الخطة في نهاية المطاف".

ويأتي ذلك على الرغم من أنه سيحصل– وفقا للخطة– على المزيد من السلاح والوسائل القتالية لقواته الأمنية وسيجند 10 آلاف عسكري جديد للأمن الفلسطيني، سيحصلون على رواتبهم من الأموال الأميركية.

خطة وتحذيرات

ويتحدث الكاتب عن أن حماس "تسعى لتحويل شهر رمضان إلى شهر تصعيد في الضفة والقدس، حيث استخدمت لهذه الغاية منصاتها الإعلامية كافة لتحريض الشبان على إشعال الأوضاع"، مشيرا إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تسير في ذات الطريق، وتتصرف بنفس الطريقة، وفق زعمه.

ويقول "بن مناحيم" إن حماس ستستغل تصادف رمضان هذا العام مع عيد الفصح اليهودي، وبالتالي تحريض الفلسطينيين والمسلمين على المواجهة، متهمة إسرائيل بالسعي للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي الذي جرى تقسيمه في العام 1994.

فيما تخطط حماس – وفقاً للكاتب – منذ فترة طويلة لإشعال انتفاضة جديدة تبدأ من شرقي القدس وتمتد للضفة الغربية  من خلال صاعقي تفجير وهما: ملف الأسرى والأقصى.

وعدد الكاتب عدة خطوات تسعى حركة حماس لتنفيذها في شهر رمضان بالتنسيق مع حركة الجهاد الإسلامي، وعلى رأسها إعلان العصيان المدني شرقي القدس، بالإضافة لإدارة حرب استنزاف عبر الخلايا المسلحة في نابلس وجنين ضد قوات الجيش والمستوطنين.

كما يرى أن التصعيد قد يصل إلى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة، ودعوة "الذئاب المنفردة"– وهو مصطلح عادة ما يطلق على منفذي العمليات الفردية – إلى البدء بتنفيذ العمليات ضد المستوطنين والجنود على حد سواء.

وبالاضافة إلى ذلك، تسعى حماس -وفقا للكاتب- إلى استنهاض فلسطينيي الداخل، "سعيا لتوسعة بقعة الزيت إلى أكبر مساحة ممكنة".

وفي إطار التصعيد القادم، يرى الكاتب أن حماس ستحاول البناء على ما أنجزته في حرب مايو/أيار 2021، عبر وحدة الساحات القتالية وإشعال شتى الجبهات في آن واحد.

في حين يتمثل التحدي الإسرائيلي– كما يراه الكاتب– في التشويش على هذه الخطة وتوجيه ضربة قوية لقادة الفصائل الفلسطينية، وذلك سعيا لإحباط هذا السيناريو وألا يجري تكرار تجربة معركة العام 2021.

ووصف الكاتب الفترة الحالية بالصعبة من الناحية الأمنية لإسرائيل، وأنه لا يمكن استبعاد سيناريو تكرار معركة 2021 خلال رمضان الحالي عبر معركة توحيد الجبهات.

وبين أن المشاهد التي شهدتها الحرب آنذاك من مواجهات عنيفة في مدن الداخل بالتزامن مع الحرب على غزة قد تتكرر بشدة وربما بشكل أقوى.

وفي السياق يستعد الأمن الإسرائيلي لخيارات التصعيد العسكري في رمضان الذي يحل خلال مارس/آذار، في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.

بينما تلقى الأمن العشرات من الإنذارات بتنفيذ العمليات، وخاصة بعد اقتحامات الجيش في جنين وأريحا ونابلس والهجوم على بلدة حوارة، حيث يستعد الجيش لسيناريو تصعيد كبير خلال الأسابيع القادمة.

وفي 26 فبراير، شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى في محيط نابلس، هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.

ولم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم.

في حين سينشر الجيش وحدات عسكرية هجومية في مناطق مفصلية في الضفة الغربية خلال الأسبوعين القادمين، لغايات منع تنفيذ العمليات، أما خلال شهر رمضان فسيتم الدفع بثلاث وحدات عسكرية لمهام دفاعية في ذات المنطقة، وفق قول الكاتب.

فيما يخشى الأمن الإسرائيلي من امتداد التصعيد في رمضان إلى أبعد من مناطق الضفة ويصل إلى شرقي القدس، كما يتخوف من تحول موجة التصعيد إلى انتفاضة عارمة، وفق الكاتب.

ويضاف ذلك إلى التحذيرات التي أطلقها مدير وكالة الاستخبارات الأميركية "ويليام بيرنز" خلال زيارته إسرائيل في فبراير 2023، من أن الوضع الأمني الراهن يشبه الفترة التي سبقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.