زارها السيسي أخيرا.. ماذا تستفيد الهند من توثيق العلاقات مع مصر؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدث تقرير صيني عن العلاقات الدافئة بين الهند ومصر مؤخرا، بعد أن كانت متواضعة منذ عقود على إثر زيارة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مدينة نيودلهي.

ففي 24 يناير/كانون الثاني 2023، تطورت العلاقات بين الجانبين فجأة، إذ زار السيسي العاصمة، تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وشارك السيسي كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية، والذي يوافق اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور البلاد عام 1950.

تكثيف العلاقات

وفقا لما ذكرته صحيفة "سوهو" الصينية، أرسل البلدان وفودا عسكرية ودبلوماسية إلى بعضهما البعض (لم تحدد الزمن)، لمناقشة مبيعات الأسلحة والمعاملات الغذائية.

وبدورها, أوضحت الهند أنها تريد تصدير طائرات إف-16 ورافال المقاتلة إلى مصر. وتساءلت الصحيفة تعقيبا على الخبر: "لكن هل القاهرة مهتمة بذلك؟".

تقول الصحيفة إن "قرار تكثيف العلاقات الهندية المصرية ورفعها إلى شراكة إستراتيجية كان مبادرة من رئيس الوزراء الهندي، وهي خطوة غير مسبوقة من جانب الهند لوضع مصر في أحضانها الإستراتيجية الوثيقة".

وفي هذا السياق، كان عبد الفتاح السيسي هو ضيف الشرف الأول والوحيد الذي زار البلاد في اليوم الوطني.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة رمزية فقط، فهي ترسل إشارة قوية إلى العالم، مفادها أن العلاقات بين البلدين تتطور، مما سيخلق ظروفا تتيح للهند التدخل في شؤون الشرق الأوسط، وفقا لتقرير الصحيفة الصينية.

وأتبعت: "من الجدير بالذكر أن مصر لطالما كانت مجال نفوذ بالنسبة لفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، فهي دولة رئيسة في شمال إفريقيا، كما أنها تملك قناة السويس، إحدى أهم الممرات البحرية في العالم".

وأردفت بالقول: "حاولت مصر، تحت قيادة السيسي، إنشاء مجال نفوذ رئيس بين شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر".

ففي عام 2020، افتتحت القاعدة العسكرية "برنيس" على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر، والتي استقبلت طراد صواريخ أميركي كأول نشاط بحري لها.

ولهذا السبب، تحاول الهند التقرب من مصر كذريعة للتعاون في الحرب ضد الإرهاب، وخصوصا العابر للحدود، بحسب "سوهو".

كما أشارت إلى أن "السيسي منذ توليه الحكم (عبر انقلاب عسكري عام 2013)، عمل على تنشيط الاقتصاد المصري من جهة، وحافظ من جانب آخر على العلاقة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة"، وفق زعمها.

الصين مشكلة

وأوضحت أنه في الوقت نفسه، عمل على تقوية العلاقات مع الدول الكبرى الأخرى، بما في ذلك روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وغيرها.

ولذلك تأمل الهند في استخدام مصر -من وجهة نظر الصحيفة- لتتوسع في الشرق الأوسط، كما أن تحالفها مع القاهرة سيخلق فرصة لمواجهة الصين.

وفي هذا الإطار، نوهت الصحيفة إلى أن الاقتصاد المصري هش للغاية، ويعتمد بشكل كبير على الصين.

ولذلك لن تستطيع الهند الانخراط في اتصالات اقتصادية أعمق مع مصر، لأن الأمر يتطلب دخول نيودلهي في تنافس استثماري قوي مع الصين، وهو ما لا تقدر عليه القوة الاقتصادية والتكنولوجية للبلد الآسيوي حاليا.

وهنا تتساءل الصحيفة: "بما أن الهند في وضع لا يسمح لها بتقديم دعم اقتصادي لمصر، فما الذي تريد فعله من تقارب العلاقات بينهما؟".

وأجابت بالقول: "في الواقع، تريد الهند أن يكون لها قدم في قناة السويس، تنافس بها وتكبح نفوذ الصين على القناة".

إذ كثفت الصين أخيرا استثماراتها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك بدمج القناة في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية ومشاريع طريق الحرير البحري.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تحرص دائما على جذب الاستثمارات العالمية، بما في ذلك الاستثمارات الهندية.

وأكملت: "وكذلك الهند، بحاجة إلى تحقيق بعض الاستثمارات في مصر، إذا أرادت أن يكون لها تأثير إستراتيجي في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر".

لكن الورقة الوحيدة المساومة التي تستطيع الهند الفوز بها من مصر، هي كونها مصدرا رئيسا لتصدير المواد الغذائية لها، حسب الصحيفة.

واختتمت تقريرها بالقول إنه إذا فكرت الهند بمقارنة نفوذها بالصين أو بأنها تملك فرصة لاحتواء نفوذ بكين في مصر عبر استخدام قناة السويس، فهذا تفكير "صبياني وساذج للغاية"، وفق تعبيرها.