مصر وإيران في 2023.. مساعٍ للحوار وتطبيع العلاقات عبر وساطة عراقية

قسم الترجمة | a year ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إيرانية الضوء على مساعي العراق من أجل الوساطة بين إيران والنظام المصري، وإمكانية جلوسهما على طاولة المفاوضات في عام 2023.

وأبرزت صحيفة "روزكار" الترحيب الإيراني بهذا المقترح، وأهمية العلاقات بين البلدين، والضغوط والمحاذير التي تعيق تقدمها ووصولها إلى مرحلة التطبيع.

وجاء مقترح العراق على هامش النسخة الثانية من مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، الذي عقد بالأردن، في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وشاركت فيه إيران على مستوى وزير الخارجية، إلى جانب دول أخرى، على رأسها السعودية ومصر وتركيا وفرنسا.

ويعمل العراق للوساطة بين مصر وإيران، بعد دور الوساطة الذي قام به بين السعودية وإيران، وفي سياق الدور الذي تروج له بغداد حول المساعدة في تعزيز التعاون الإقليمي من أجل الاستقرار في المنطقة بأسرها.

تعزيز الحوار

وأبرزت الصحيفة ترحيب إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبداللهيان، بمقترح رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لبدء حوار إيراني مصري، بوساطة بغداد، من أجل تطبيع العلاقات بين طهران والقاهرة، وعودتها إلى ما كانت عليه قبل 1979.

وجاء الإعلان عن الدور العراقي من خلال الوزير عبداللهيان، الذي صرح بأن رئيس مجلس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائه على هامش مؤتمر "بغداد-2" في الأردن رغبة في ضرورة بدء مباحثات إيرانية مصرية على المستويين الأمني ​​والسياسي، بما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة.

وأضاف عبداللهيان أن "السوداني سيتخذ إجراءات في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة، وسنواصل متابعة هذا الموضوع تماشيا مع دور العراق الإقليمي للمساعدة في تعزيز الحوار والتعاون".

وخلال المؤتمر، أكد رئيس الوزراء العراقي على قدرة بلاده على "لعب دور الوسيط لحل الخلافات بين دول المنطقة".

وأشار إلى أن "العراق يتحول إلى بلد راعٍ للتواصل والحوار لتهدئة الأجواء وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية والإقليمية".

وشدد السوداني على أن "العراق متمسك ببناء علاقات تعاون متوازنة مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين، وينأى بنفسه عن اصطفافات المحاور وأجواء التصعيد، وينشد سياسة التهدئة وخفضِ التوترات".

جدير بالذكر أن وزير الخارجية الإيراني أكد في يوليو/ تموز 2022، أن جهودا تجري لعودة العلاقات بين طهران والقاهرة.

ورحب عبداللهيان حينها بــ"تعزيز العلاقات وتوسيعها بين طهران والقاهرة بما يعود بالنفع على المنطقة والعالم الإسلامي".

ولكنه نفى في الوقت نفسه الأنباء التي تم تداولها حول إجراء محادثات ثلاثية، بين إيران ومصر والأردن في بغداد.

وقال عبداللهيان: "لا توجد مفاوضات مباشرة مع الجانب المصري لاستئناف العلاقات في الوقت الراهن، لكن هناك جهودا جارية لعودة مياه العلاقات بين طهران والقاهرة إلى مجاريها في إطار التعاون بين الدولتين".

وحول مستوى العلاقات الحالية بين البلدين، أضاف: "هناك مكتب لرعاية المصالح في كل من البلدين، ونرى أن تطوير العلاقات مع القاهرة يخدم مصلحة شعبي البلدين والعالم الإسلامي ودول المنطقة".

ضغوط خارجية

وألقى التقرير الضوء على أهمية العلاقات المصرية الإيرانية، حيث أكد أن "مصر تعد من الدول العربية والإسلامية المهمة، ولها دور مؤثر في الأحداث التي تقع على المستوى الإقليمي، بحكم موقعها، خاصة في شمال إفريقيا وغرب آسيا".

وأضاف أن "مكانة مصر الخاصة يظهرها تاريخها، وما فيها من تيارات إسلامية، وجامعة الأزهر، وقناة السويس التي تعد ممرا مائيا مهما للغاية في ربط البحرين المتوسط والأحمر".

ويعزو التقرير خضوع النظام المصري لـ"الضغوط الخارجية في قراراته المرتبطة بالعلاقة مع إيران إلى علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، واعتماد الاقتصاد المصري على دول الخليج".

وقال خبير الشؤون الدولية، حسن هاني زادة، إن "مصر لديها الكثير من القوى العاملة في دول الخليج، خاصة السعودية، وهو ما يوفر لها مصدرا مهما للعملة الصعبة".

بالإضافة إلى ارتباط "مصر بالكيان الصهيوني بعد اتفاقيات السلام في 1979، وارتباطها الإستراتيجي بالولايات المتحدة التي تقدم لها مساعدات مالية كبيرة".

ولهذا فإن مصر – بحسب هاني زادة– مضطرة لإقامة علاقات جيدة ووثيقة مع أميركا، ودول الخليج، و"النظام الإسرائيلي"، الأمر الذي ينعكس سلبا على علاقتها مع إيران.

ويرى التقرير أن "هناك تناقضا في سلوك مصر السياسي تجاه إيران، ويدعي أن وزارة الخارجية المصرية، أو الدبلوماسية المصرية، ترى إيران دولة مهمة ومؤثرة، وهو ما يستوجب وجود علاقة مقبولة بين البلدين".

وأضاف "يعتقد النظام الدبلوماسي المصري أن العلاقات الدبلوماسية مع طهران يمكن أن تجعلها تخطو خطوة أخرى نحو دول وسط وجنوب آسيا، وبالتالي يُنظر إلى إيران على أنها حلقة وصل بين غرب آسيا وشمال إفريقيا وشرق آسيا".

وعلى النقيض، هناك مؤسسات مصرية أخرى يرى التقرير أنها "حساسة للغاية تجاه الانفتاح على إيران"، لأسباب عديدة، أولها الجانب المذهبي، حيث ادعى أن "هناك أكثر من 3 ملايين مسلم شيعي في مصر، ولديهم عاطفة تجاه إيران"، وهو عدد لا يستند إلى إحصائيات رسمية أو غير رسمية.

وبناء على ما سبق، فإن التقرير يعتقد أنه "لهذا السبب تخشى السلطات المصرية من عودة العلاقات بين إيران ومصر إلى طبيعتها، لأن جزءا كبيرا من المجتمع المصري سيكون جاهزا بشكل طبيعي لقبول النموذج الإيراني، أو (الثورة الإسلامية)، وهو ما يُعد تحديا خطيرا لسيادة مصر". 

وثانيها هو اعتقاد بعض الأجهزة الأمنية المصرية أن العلاقات مع طهران يمكن أن توسع دائرة النفوذ الإيراني في المجتمع المصري، وتقلل من نفوذ أميركا والنظام الإسرائيلي ودول الجزيرة العربية في مصر، وهو ما يمكن أن يخلق أزمة للنظام المصري مع هذه الدول.

وختم التقرير بقوله "للوصول إلى مرحلة التطبيع الكاملة يجب حل هذه التناقضات في العلاقات بين البلدين، واستئناف المفاوضات مع مصر، مع الإقرار بأنه من غير المتوقع أن تتبلور المفاوضات أو تنتهي في عملية قصيرة المدى بسبب التعقيدات الموجودة".