حسن نيكويي.. ظل سليماني ورجل المهمات السوداء في سوريا تقتله إسرائيل بطهران

يوسف العلي | منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

"رفيق الظل، الحاج يونس، حامي العتبات"، كل هذه الألقاب تطلقها وسائل الإعلام الإيرانية على ضابط الاستخبارات في فيلق القدس الإيراني، حسن أبو الفضل نيكويي، الذي أعلن الحرس الثوري التعرف على هويته ضمن قتلى الغارات الإسرائيلية على إيران.

وفي 13 يونيو/ حزيران 2025، شنت إسرائيل هجمات ضد إيران أودت بحياة عشرات القادة العسكريين والعلماء النوويين، لترد طهران بهجمات صاروخية على تل أبيب، ثم استهدفت واشنطن مواقع نووية إيرانية، قبل أن تعلن وقفا شاملا للحرب بعد 12 يوما من اندلاعها.

"رفيق الظل"

وكشف الحرس الثوري الإيراني، عن مقتل العميد في جهاز استخبارات ذراعه الخارجية، "فيلق القدس"، حسن أبو الفضل نيكويي، خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.

وفي يوم الإعلان عن مقتله في 29 يونيو، تحدثت وسائل إعلام إيرانية ولأول مرة، عن هوية ما أطلقت عليه "رفيق الظل" لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي اغتالته واشنطن مطلع عام 2020 في غارة على بغداد.

وهو حسن أبو الفضل حسن، المعروف باسم "الحاج يونس"، المولود في مدينة إقليد بمحافظة فارس في عقد الستينيات من القرن العشرين.

وأفادت قناة "صابرين نيوز" على تلغرام، المحسوبة على جهاز الدعاية والإعلام التابع لـ"فيلق القدس"، بأن نيكويي قتل في غارة جوية إسرائيلية من دون إعطاء تفاصيل أكثر.

وأكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية وجود علاقة وثيقة كانت تربط بين أبو الفضل نيكويي، وسليماني.

وأشارت إلى أن "نيكويي كان ناشطا لسنوات طويلة في مختلف وحدات الحرس الثوري، بما في ذلك فيلق القدس، وكان يعد رفيق سليماني".

وأعادت الوكالة التذكير بمقطع فيديو (لم تذكر تاريخه) يظهر فيه سليماني، وهو يتقدم إلى أحد الخطوط الأمامية خلال المعارك في سوريا، قبل أن يتدخل شخص لم يظهر في الفيديو، مطالبا الأخير بالتراجع. 

ويظهر في المقطع ردّ سليماني، بالقول: "سيد أصغر، أتخيفني من الرصاص؟ أعرف أن يونس اتصل بك وطلب منك ألا تدعني أتقدم أكثر"، حسبما نشرت الوكالة.

وكشفت "تسنيم" أن الاسم الذي أشار إليه سليماني في حديثه، "يونس"، هو أبو الفضل نيكويي نفسه.

ونشرت وكالة "تبناك" الإيرانية في 30 يونيو، تقريرا تلفزيونيا يظهر فيه "يونس" وهو يروي لحظات مقتل سليماني في بغداد، بعدما انتقل في طائرة قادما من سوريا.

وتحدث أبو الفضل الذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يرتدي خاتم سليماني، عن تواصله الدائم مع الأخير حتى وصلتهم أنباء مقتلة بغارة أميركية.

"حامي العتبات"

وذكرت وكالة "تسنيم" أن “الحاج يونس من أوائل عناصر فيلق القدس الذين توجهوا إلى سوريا لمواجهة ”المؤامرة التكفيرية الصهيونية"، وأنه "قاتل في سوريا لمدة ثماني سنوات إلى جانب قاسم سليماني"، وفق تعبيره.

وأشارت إلى دوره البارز في قيادة العمليات العسكرية لقوات فيلق القدس في سوريا، ووصفت حضوره الميداني بأنه كان "محوريا ومؤثرا"، مشيرة إلى أنه "أمضى ثماني سنوات فيها، وكان يعرفها ككف يده".

وأوضحت أنه "كان يعرف سوريا: جبالها وسهولها، صحاريها وقبائلها، مذاهبها ومناطقها. بل كان يعرف العديد من قادتها العسكريين والسياسيين شخصياً، ويدرك تفاصيل جغرافيتها وتحولاتها بدقة مدهشة".

كما لفتت الوكالة إلى لقائه مع وفد من ممثلي وسائل الإعلام الإيرانية في سوريا، وقالت: “كان يعامل الإعلاميين، خصوصاً الإصلاحيين، بلطف خاص، ويشرح لهم أكثر، ليوصل رسالة واضحة: أن هذه المعركة لم تكن حزبية أو أيديولوجية، بل إنسانية ومقدسة”، وفق زعمه.

وفي مقال نشره موقع "خبر أونلاين" الإيراني في 30 يونيو، وصف الكاتب عبد الله عبد الله، "الحاج يونس" بأنه "قائد حماة العتبات المقدسة الذي يحمي ويحرس الحاج (قاسم سليماني).

وأضاف الكاتب، أنه “خلال الأيام القليلة التي قضيناها معه (نيكويي)، في اللقاءات والميادين، روى أحداث سوريا لحظة بلحظة، وسرد ما لم يُقل”.

وأردف أنه “بتحليله الدقيق لبعض الأقوال والأقاويل، جعل الإصلاحيين أكثر تقبلاً وشرحها لهم بشكل أوضح، حتى لا يعتقدوا أن هذه المعركة المقدسة فئوية أو حزبية أو أيديولوجية فحسب”، وفق تعبيره.

وأفاد الكاتب بأن "الحاج يونس، رجلٌ قضى حياته كلها يقاتل الأشرار والأعداء، رأى تنظيم الدولة على بُعد خطوات، ولم يفارقه لحظة (...) كان من أوائل الذين ذهبوا إلى سوريا لمواجهة مؤامرة إسرائيل ورفاقها الإرهابيين"، وفق قوله.

"مهندس القتل"

ومع إعلان مقتل العميد الإيراني أبو الفضل نيكويي، تحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاركته في "المجازر" التي ارتكبها خلال وجوده في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، الذي أطيح به في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وكتب رئيس اتحاد الصحفيين العرب في السويد علي الجابري، تدوينة على منصة "إكس" في 29 يونيو، قائلا: "العميد أبو الفضل نيكويي، أحد كبار أعضاء استخبارات فيلق القدس، متهم بارتكاب مجازر في سوريا لمدة ثماني سنوات، تم قتله في طهران".

وفي السياق ذاته، قال السياسي العراقي المعارض، عمر عبد الستار، عبر "إكس" إن أبو الفضل نيكويي قتل في طهران وهو "متهم بارتكاب مجازر في سوريا لمدة ثماني سنوات".

وعلق الناشط في حقوق الإنسان، “مهندس مظفر” قائلا: "كل من شارك في تصدير الموت والخراب باسم فيلق القدس سيلقى مصيره".

وأضاف: "أبو الفضل (حسن) نيكويي، أحد كبار قادة استخبارات فيلق القدس  وأبرز وجوه الإرهاب، التحق بقاسم سليماني، والموكب مستمر".

وقال مدوّن باسم سهيل: إنه "جرى القضاء على الإرهابي (أبو الفضل نيكويي) خلال الغارات الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا على الجمهورية الإسلامية، وكان قائدا للحرس الثوري الإيراني في سوريا وشريكا مقربا للجلاد سليماني".

وغرّد صاحب حساب "جندي مجهول" الذي يعرف نفسه بأنه جندي إيراني قاتل في سوريا، قائلا: "المجرم الحاج يونس أحد إرهابيي فيلق القدس الذي ارتكب مجازر ضد الشعب السوري، قُتل على يد إسرائيل في إيران".