"لن نعرّف بأنفسنا".. هكذا يقضي مشجعو إسرائيل كأس العالم في قطر

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على السياسة القطرية تجاه مشجعي كرة القدم من دولة الاحتلال الإسرائيلي الذين يرغبون في حضور كأس العالم 2022، وكذلك آراء المستوطنين الإسرائيليين في الشأن نفسه.

ويورد الموقع البريطاني أن "إسرائيل لن تشارك في البطولة التي تضم 32 فريقا، لكن من المتوقع أن يسافر آلاف السياح الإسرائيليين إلى العاصمة القطرية، الدوحة، في رحلات جوية مباشرة غير مسبوقة".

وضمن اتفاق، أعلن عنه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنه سيكون بإمكان المشجعين السفر مباشرة من تل أبيب إلى الدوحة لحضور مباريات كأس العالم.

وجاء في الإعلان أن هذا الاتفاق متاح لكل من حاملي التذاكر الإسرائيليين والفلسطينيين، غير أنه لم يوضح كيف يمكن لسكان الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة السفر لحضور المباريات.

ويزعم التقرير أن كرة القدم لعبة تحظى بشعبية العديد من المستوطنين الإسرائيليين، الذين اعتادوا السفر إلى أوروبا لمشاهدة أفضل المنافسات في العالم.

ويضيف أن حوالي 20 ألف إسرائيلي يتوجهون إلى إسبانيا كل موسم، لمشاهدة مباراة الكلاسيكو الشهير بين فريقي برشلونة وريال مدريد.

وحقيقة أن البطولة الأكثر شهرة في عالم الرياضة ستقام لأول مرة في المنطقة هي فرصة يشعر الكثيرون أنهم لا يستطيعون تفويتها، وفق التقرير.

ويؤكد الموقع البريطاني أن الاتفاق الذي أعلنه "فيفا" سيسهل أيضا على الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة الوصول إلى الدوحة، وهي رحلة كانت لتستغرق وقتا أطول لولا هذا الاتفاق.

وينقل عن "روي ساجر" وهو مستوطن إسرائيلي مشجع لكرة القدم أن "إقامة كأس العالم في قطر أثارت الحماسة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أكثر من نسخة أخرى لُعبت من قبل".

وأخبر "ساجر" الموقع البريطاني أن هذه الضجة والشغف باللعبة هي التي دفعته لشراء التذاكر، مؤكدا أنه لا يمكن أن تمنعه ​​المخاوف الأمنية، أو غياب العلاقات الدبلوماسية من السفر لحضور أهم حدث رياضي في العالم.

وأضاف ساجر: "بصراحة، لم نعر أي اهتمام لمسألة السلامة والأمن، فنحن نثق في فيفا والقطريين بأن كل شيء سيكون على ما يرام".

حظر السفر

ووفق الموقع، "بالنسبة للإسرائيلي العادي، يرى أن قطر دولة محظور السفر إليها تماما، ولذا، فإن المشجع الإسرائيلي يراها فرصة أن يذهب إليها إبان نهائيات كأس العالم".

ويؤكد التقرير أنه "على عكس سكان غزة، فليس من المفترض أن يواجه فلسطينيو الضفة الغربية صعوبات عند السفر إلى قطر".

ونقل عن توفيق حوامدة، وهو فلسطيني من مدينة الخليل سيكون أيضا في قطر، قوله إن "البطولة يمكن أن تشجع المزيد من دول الشرق الأوسط على استضافة مسابقات رفيعة المستوى، لكنه لا يرى أن هذه المناسبة ستؤدي إلى تغييرات جذرية في المنطقة".

وأردف الموقع أن "ما يقرب من عشرة آلاف إسرائيلي مرتاحون نسبيا بشأن السفر إلى قطر لحضور مباريات كأس العالم"، متسائلا: "فمن له أن يقلق إذن؟".

بدوره، قال الخبير الأمني الإسرائيلي، ميكي واينبرغ: "لو أنني مكان السلطات القطرية، لكنت أرى المشجعين الإسرائيليين كمجموعة قد تجذب انتباها لا لزوم له".

ويفسر "واينبرغ" حديثه بالقول إنه "ليس من الطبيعي أن يهبط هذا العدد من الإسرائيليين في دولة عربية ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل"، متوقعا أن يُصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا بخصوص السفر إلى قطر.

ووفق الموقع، فإن السلطات الإسرائيلية أوصت بالفعل بعدم السفر إلى قطر إلا للضرورة، لكنها لم ترفع مستوى التحذير من 3 إلى 4، وهي أعلى درجة.

وأضاف "واينبرغ" أن "الإسرائيليين الذين اشتروا تذاكر كأس العالم لهم الحق في أن يقرروا لأنفسهم، ويجب على السلطات ألا تمنعهم من الحضور".

وأردف أنه "على إسرائيل إصدار تحذير عام من السفر، والتأكيد بأنها لن تكون مسؤولة عن أمن مَن يرغبون بالسفر، فإن أراد أحد المعجبين بالذهاب إلى قطر، فعليه إذن أن يتحمل مسؤولية نفسه".

وفي خطوة أخرى، ستنشئ "إسرائيل" خدمة قنصلية مؤقتة لمشجعيها في البطولة على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية مع قطر.

ومن المفترض أن تساعد هذه الخدمة أي إسرائيلي يفقد جواز سفره، أو يُحتجَز أو يُستوجب، أو يحتاج إلى العودة؛ لظروف صحية طارئة.

ويكشف موقع "ميدل إيست آي" رفض المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين الرد على أسئلة بشأن هذه الخدمة القنصلية. لكن "واينبرغ" يعتقد أن التعاون بين الطرفين في تلك المسألة سيجرى بهدوء، وليس على العلن.

ويضيف: "لا أعتقد أن ضباطا إسرائيليين سيسافرون إلى قطر لدواع أمنية، ولكن بالتأكيد سيكون هناك ممثل ما للعمل مع السلطات القطرية والمنظمين، والتأكد من أن كل شيء على ما يرام".

ويطرح الموقع سؤالا قائلا: مع سفر المشجعين بهدوء، هل هناك أي خطر من أن يسير الإسرائيليون بالقرب من سوق "واقف" في الدوحة، ثم يأخذون القطار إلى استاد لوسيل؟.

خوف إسرائيلي

وينقل التقرير خوف ماور ديان - وهو مشجع كرة قدم إسرائيلي- من الذهاب إلى قطر، إذ كان يفكر بالسفر لحضور كأس العالم، لكنه قرر عدم الذهاب بسبب مخاوف أمنية لديه هو وأسرته.

وقال "ديان": "مرت 50 عاما على هجوم ألمانيا"، الذي حدث عام 1972، أثناء أولمبياد ميونيخ، وقُتل فيه 11 رياضيا إسرائيليا، على يد جماعة أيلول الأسود الفلسطينية المسلحة.

وأضاف أن "كأس العالم هو كرنڤال كبير، لكن لماذا أضع نفسي في وضع ينطوي على مخاطر عالية لأكون هدفا لشخص ما؟!".

وأردف التقرير أنه "بينما يعيش بعض المشجعين في مآسي الماضي"، قلل "واينبرغ" من تلك المخاوف الأمنية.

وشدد على أن "قطر تعرف ذلك أيضا وتستثمر بقوة في ضمان أمن البطولة".

ويؤكد "واينبرغ" على "التواجد الواسع للشرطة وقوات الأمن على الأرض، بالإضافة إلى الأدوات التقنية المتطورة"، مشيرا أن ذلك يُمَكّن قطر بسهولة من التأكد من عدم حدوث أي ضرر لأي من المشجعين الذين سيصلون إلى أراضيها".

وكانت قطر قد وقعت مذكرات تفاهم مع عدة دول منها تركيا وفرنسا والولايات المتحدة والمغرب وباكستان وبريطانيا؛ لتوفير معدات أمنية، وأفراد شرطة، وتبادل الخبرات، حسبما ذكر موقع "ميدل إيست آي".

ويقول "واينبرغ": "لو كنت إسرائيليا ذكيا وعلى دراية بالتحذير من السفر إلى قطر الذي أصدرته السلطات الإسرائيلية، فسأتصرف على نحو احترازي وحَذِر".

ويضيف: "فلن أعرّف نفسي للغرباء على أنني إسرائيلي، ولن أكون منفتحا فيما يخص الكشف عن جنسيتي في كل مكان، بل سأتوثق من المحيط الذي سأكون موجودا فيه بشكل حثيث".

وبين الخبير الإسرائيلي أن "أي هجوم على المشجعين سيكون أكبر خطر على الدولة المضيفة".

وأردف أنه "لا يهم ما إذا كان الضحايا إسرائيليين أم لا، فبالنسبة لقطر سيكون أي هجوم من هذا النوع بمثابة الكارثة".

وختم "واينبرغ" حديثه بالقول: "يجب أن يتمتع المشجعون الإسرائيليون بالمسؤولية والوعي، كما على قطر والمنظمين أن يتحلوا بذلك أيضا". 

"فمع التقنيات الاستخباراتية المتقدمة التي تُستخدم لمثل هذه البطولات، سيجرى تأمين كل شبر من شبه الجزيرة، ولن يسمح منظمو البطولة بحدوث أي شيء".