هدف بمرمى المطبعين.. إشادات واسعة بفرض قطر حضور الفلسطينيين للمونديال

الدوحة - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

قبل أيام من انطلاق صافرة كأس العالم في قطر المقرر في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، توصلت الدوحة إلى اتفاق مع تل أبيب، يقضي بتسيير شركة طيران غير إسرائيلية رحلات جوية مباشرة بين الطرفين لنقل مشجعين فلسطينيين وإسرائيليين لحضور المونديال.

الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أعلن التوصل إلى اتفاق لتشغيل رحلات طيران مستأجرة مباشرة مؤقتا من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى الدوحة طوال فترة بطولة كأس العالم، التي تستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وأفاد في 10 نوفمبر 2022، أن المشجعين الفلسطينيين والإسرائيليين يشترط أن يكون بحوزتهم تذكرة مباراة وبطاقة "هيا" التي تعد بمثابة تأشيرة لدخول إلى قطر.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات على لسان مسؤول قطري تحفظت على ذكر اسمه، يعلن رفضه تسييس الاتفاق لأنه يندرج في إطار التزام قطر بمتطلبات استضافة كأس العالم، موضحا أن موقف بلاده من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لم يتغير. 

وأضاف أن موقف قطر لا يزال مرتبط ارتباطا وثيقا بحل القضية الفلسطينية، بما في ذلك حل الدولتين وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، محذرا من أن هذا الاتفاق قد يجري تجميده إذا ما حصل "تصعيد" في القدس.

ولاقى الاتفاق استحسانا وحفاوة واسعة بين الناشطين على تويتر، وعدوه بمثابة نجاح قوي للدبلوماسية القطرية، وتأكيد على مدى قدرتها على إجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع لشروطه، إذ لا يسمح للفلسطينيين سكان الضفة الغربية بالسفر عبر مطار بن غوريون.

ورحبوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #فلسطين_تنور_الدوحة، #إسرائيل_تنصاع_لأوامر_قطر، بالجماهير الفلسطينية، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة دوما وإن حاول البعض تغييبها.

وأثنى ناشطون على تخصيص قطر آلاف المقاعد في بطولة كأس العالم لأبناء فلسطين، وعدوها لفتة كريمة وذكية تتيح لهم الحضور بهويتهم الأصيلة، وتتغلب بها على ازدواجية الغرب وربيبته إسرائيل، معربين عن سعادتهم بالحفاوة والترحيب القطري.

وأشادوا بقدرة قطر على التفاوض مع الاحتلال واشتراطها دخول الفلسطينيين مقابل السماح لدخول الإسرائيليين، وانتزاعها الموافقة على دخول 8000 فلسطيني مقابل 3900 إسرائيلي جرى رفض الكثير منهم، مشيرين إلى أن مواقفها من القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى ثابتة لا تتغير. 

مكاسب قطرية

وتفاعلا مع الأحداث، قالت محررة شؤون الشرق الأوسط في الجزيرة الإنجليزية سناء اليوسفي، إن فلسطين في قلب قطر 2022، موضحة أن حوالي 8000 مشجع فلسطيني سيصلون إلى قطر لحضور منافسات المونديال لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، عن طريق مطار بن غوريون بالأراضي المحتلة بشركات طيران قبرصية.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعدما وضعت سلطات الاحتلال عوائق وقيودا عديدة لمنع الفلسطينيين من استخدام المطارات الإسرائيلية.

وعد حسن حمود حضور 8 آلاف فلسطيني لأول مرة في تاريخ كأس العالم مونديال العرب من أجمل مكاسب وأهداف استضافة قطر للبطولة.

وكتب محمد طه: "قلنا ونكررها، مونديال قطر 2022 غير، نسخة استثنائية بكل المقاييس، وتخلق الحدث، مرة أخرى أهلا بكم أحبابنا الفلسطينيين".

حفاوة وترحيب

وأعرب ناشطون قطريون عن سعادتهم باستقبال أشقائهم الفلسطينيين. ورحبت نائبة رئيس العلاقات الحكومية في القطاع المصرفي القطري "حكمتي" منيره بنت عيسى الكواري، بالفلسطينيين في بلادها "يا مرحبا بأهل فلسطين في قطر".

وعبرت المرشحة في أول مجلس شورى قطري 2021 منى الكواري، عن سعادتها باستضافة الفلسطينيين، قائلة: "يا هلا ومرحبا بأهل القدس".

ووجه أحد المغردين التحية للفلسطينيين قائلا: "أهلا وسهلا بأحفاد صلاح الدين الأيوبي".

وشارك رسام الكاريكاتير بجريدة الشرق القطرية محمد عبد اللطيف برسم يظهر علامة المونديال موشحة بالشال الفلسطيني، ومدون عليها عبارة: "حيهم الفلسطينيين".

إشادة فلسطينية

فيما أعرب ناشطون فلسطينيون عن سعادتهم بترحيب القطريين بهم في بلادهم وحفاوتهم بالحدث.

ونشروا مقاطع فيديو وصورا تبرز حضور القضية الفلسطينية في قطر وإيلائها أولوية، وحثوا المشجعين الفلسطينيين على أن يكونوا سفراء لبلادهم وحاملين لقضيتهم. 

ونشر الإعلامي رضا ياسين مقطع فيديو يظهر فيه أكبر سوق تجاري "مول" في قطر مزينا بإضاءة مدون عليها عبارة "كلنا الأقصى".

كما شارك الفلسطيني معين الكحلوت صورا لمبنى الممثلية القطرية في غزة تتزين بشارة المونديال القطري.

وقالت المغردة ابتهال، إنه لا يليق بفلسطين إلا أن تكون حاضرة في كل حدث عالمي، داعية إلى مشاركة الثقافة والتاريخ الفلسطيني ونشر الوعي بخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

كما دعت إلى التحدث عن عدالة قضية فلسطين وتضحيات الشهداء وأن يكونوا سفراء لها في كأس العالم قطر 2022.

وحثت أم صلاح الدين على استثمار الحدث للتعريف بعدالة القضية، وأن يكون حاضرو المونديال سفراء لوطنهم بأخلاقهم وثقافتهم وهويتهم وتمسكهم بحقوقهم.

استهجان المطبعين

وبرز استنكار ناشطين لمحاولات المطبعين التشويش على نجاح قطر في تنظيم المونديال، وشن حملات دولية متحاملة على الدوحة، مؤكدين أن مواقف الدولة الخليجية من القضية الفلسطينية ثابتة.

ووجهت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعيد رسالة للمطبعين، قائلة: "حين تكون مطبعا مع العدو الإسرائيلي لا يحق لك أن تتكلم وتزايد على موقف قطر الذي لا يختلف عليه اثنان في رفض الاعتراف بهذا الكيان ومواقفها المشرفة مع الفلسطينيين.. التفت إلى انبطاحك قبل أن تحاول رفع رأسك للسحاب".

وأكد محمد عبدالله أن مواقف قطر من القضية الفلسطينية دوما مشرفة يشهد لها التاريخ، مضيفا: "ليس ذلك فحسب، بل هو الموقف العربي الأقوى والأكثر ثباتا وانسجاما".

وكتب الجنرال مبارك الخيارين: "بلادي قطر تجبر العدو الصهيوني على السماح للجمهور الفلسطيني لحضور كأس العالم قطر 2022، وفلسطين تنور الدوحة".

وأكدت الناشطة مايا رحال أن قطر عصية على الاحتلال بمواقفها المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، مشيدة بثبات مواقفها وفرض شروطها على الاحتلال.

وكتب أستاذ العلوم السياسية عبد الله الشايجي: "على الأقل أعلنت قطر بالسماح بتسيير رحلات مؤقتة، بين تل أبيب والدوحة، وهي من شروط الفيفا لحضور المشجعين مباريات كأس العالم، وتتوقف بنهاية البطولة، وتؤكد موقف قطر لم يتغير برفض التطبيع! أتمنى نسمع اعتراف المطبعين تحت الطاولة".