وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.. وناشطون: 12 ساعة كسرت صلف نيودلهي

"لو أن الهند في موقف قوة لما تدخل ترامب وأميركا من أجل إيقاف الحرب"
بعد نحو 12 ساعة من بدء باكستان عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "البنيان المرصوص" ضد الهند، وعقب 4 أيام من مواجهات مسلحة دامية بين البلدين كادت أن تتحول إلى حرب شاملة، توصل الجاران النوويان لاتفاق بوقف إطلاق النار.
وجاء الإعلان الأول عن التوصل للاتفاق في 10 مايو/أيار 2025، من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلا في منشور على منصة تروث سوشيال: "بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري".
وبدوره، أعلن نائب رئيس الوزراء الباكستاني وزير الخارجية محمد إسحاق دار، عن توصل بلاده إلى اتفاق مع الهند لوقف إطلاق النار وأنه يدخل حيز التنفيذ بشكل فوري. مشيرا إلى أنه أعيد تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد.
فيما أكدت وزارتا الخارجية والدفاع في الهند أنه جرى التوصل إلى تفاهمات مع باكستان لوقف كل العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا، كاشفة أن القائدين العامين للعمليات العسكرية في كلا البلدين سيجريان محادثات مرة أخرى في 12 مايو.
وتصاعد التوتر بين الجارين النوويين في 22 أبريل/نيسان 2025، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.
وشن الجيش الهندي في 6 مايو عدوانا عسكريا ضد "أهداف" في باكستان وإقليم "آزاد كشمير" المتمتع بحكم ذاتي والخاضع لسيطرتها، مستهدفا 9 مواقع وصفها بأنها "بنى إرهابية".
فيما أفادت حكومة إسلام آباد بأن الأهداف عبارة عن 6 مواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين.
وشنت باكستان في 9 مايو هجمات مضادة على الهند بعدما تعرّضت 3 من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، وأطلقت عملية عسكرية سمتها "البنيان المرصوص" ردّا على “العدوان الهندي”.
وقال مصدر عسكري: إن الجيش الباكستاني أطلق عددا من صواريخ أرض أرض استهدفت 4 مقار عسكرية هندية، كما ذكرت القوات الباكستانية أن مسيّراتها اخترقت أجواء العاصمة الهندية.
ورحَّبت دول عربية، منها السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وعمان والأردن، ومجلس التعاون الخليجي، بإعلان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.
كما أعربت وزارة الخارجية التركية عن ترحيبها بقرار وقف إطلاق النار، داعية البلدين إلى "الاستفادة القصوى من هذه الفرصة التي يوفرها وقف إطلاق النار لإقامة حوار مباشر وسليم".
واحتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بتوصل الهند وباكستان لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار، وباركوا الخطوة، مرجعين السبب إلى التفوق الكبير للجيش الباكستاني والخشية من الوصول إلى حرب واسعة النطاق.
وأشاروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #البنيان_المرصوص، #باكستان، #الهند، إلى أن نيودلهي اعتدت على إسلام أباد، والأخيرة ردت ردا عسكريا صاعقا وألحقت هزيمة ساحقة بها.
وأكد ناشطون أن تدخل ترامب لوقف الحرب لم يكن من أجل السلام، وإنما لحماية حليفته الهند، ومصالح شركات السلاح الغربية من الانكشاف أمام تفوق الأسلحة الصينية، ولمنع انتعاش الصين اقتصاديا وعسكريا عبر صفقات السلاح المحتملة لو استمرت الحرب.
دوافع ترامب
وعن دور ترامب في التوصل لوقف إطلاق النار وأسباب تدخله، قال الكاتب أحمد منصور: إنه ينقذ الهند من بين مخالب باكستان ويعلن عن نجاح الوساطة الأميركية لوقف إطلاق النار بين البلدين.
وقال طارق التميمي، إن ترامب أنقذ عباد البقر من هزيمة ساحقة ماحقة بعد خسائر كبيرة كشفت كذبة وضعف المقاتلة الفرنسية رافال ومسيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنظومة الدفاع الجوي إس 400، أمام الصواريخ الصينية والمسيرات التركية والسلاح الباكستاني.
وأضاف: "لو استمرت الحرب لانهار الجيش الهندوسي وانتهى عصر الأفلام الهندية".
وأكد عبد الحكيم ميعادي، أن ترامب في منهجيته هو رجل أعمال، والمال هو أسمى وأهم أولوياته، أما الإنسانية والمبادئ فلا تعنيه ولا يهتم لها.
وأوضح أن ترامب استطاع وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان لأسباب المصالح الاقتصادية وتعزيز نفوذه العالمي، مذكرا بأن الرئيس الأميركي لم يتوقف عن تأجيج الحرب على غزة ولم يتوقف عن إمداد "إسرائيل" بالسلاح.
وقال يوسف روخو: "لو أن الهند في موقف قوة لما تدخل ترامب وأميركا من أجل إيقاف الحرب عند هذا الحد، حتى لا يفتضح أمر الأسلحة الغربية في مواجهة الأسلحة الصينية أكثر من ذلك".
وأوضح أن استمرار الحرب يعني انتعاش خزائن الصين بصفقات لا تعد ولا تحصى من مبيعات الأسلحة، ويعني أيضا سقوطا مدويا لأسهم شركات الأسلحة الغربية.
وأكد المغرد أحمد، أن تدخل ترامب جاء لإنقاذ الهند من دمار شامل كانت ستتعرض له من طرف القوات الباكستانية التي أثبتت فشل طائرات رافال الهندية المصنعة في فرنسا والمسيرات المصنعة في الكيان الصهيوني، وأكد في المقابل تفوق المضادات الجوية المصنعة في الصين والطائرات المسيرة المصنعة في تركيا.
وأشار عصام عجلوني إلى أن تدخل ترامب لوقف الحرب بين باكستان وجيش الهندوس لإنقاذ الهند، وإنقاذ سمعة السلاح الغربي من الفضيحة.
وأكد أن الغرب يدعم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ويُثَبّت أركان حكمه، ليس لأنه ديمقراطي أو متحضر، لكن لأنه هندوسي متعصب شديد التعصب ضد المسلمين فقط.
ولفت الإعلامي أحمد عطوان، إلى أن أميركا تدخلت لوقف إطلاق النار بعدما تأكد تفوق باكستان عسكريا على عُباد البقر وإسقاط 77 مسيرة هندية و5 طائرات مقاتلة وتدمير القوات الجوية الباكستانية لـ12 مطارا هنديا ومهبطا للطائرات في عملية البنيان المرصوص.
ووصف ما حدث بأنه "انتصار ساحق للتحالف الباكستاني الصيني على الحلف الهندي الأميركي الإسرائيلي"، مؤكدا أنه درس قاسٍ لكل الدول العربية والإسلامية؛ بأنه "لن تحترمك أميركا وتركع لك إسرائيل إلا حين يرون منك القوة والقدرة والفعل".
انتصار باكستان
وإشادة بإسلام أباد وقدرتها على ردع نيودلهي، قال الإعلامي الباكستاني حذيفة فريد: "الحمدلله.. رسميا انتصرت باكستان.. انتصرنا بإذلال تاريخي للهند ومن معها".
فيما قال أحد المدونين: "لم يكن عندي ذرة شك واحدة حول انتصار باكستان في هذه الحرب، بل حتى إنهاؤها بسرعة كان أحد توقعاتي".
ووصف باكستان بأنها "دولة قوية مكتفية بذاتها غير منبطحة لأميركا أو الكيان الصهيوني إيمانها بالله وحده ستنتصر لا محالة".
وقال أمير عبدالمنعم، إن انتصار باكستان في المواجهة مع الهند يعني الكثير في التوازنات الإستراتيجية ومستقبل النظام الدولي.
وأكد أن الضعف والهزيمة ليست قدرا، ويمكن لأي دولة إسلامية أن تبني قوتها لردع الأعداء، ولم تعد التكنولوجيا العسكرية والتسليح المتفوق حكرا على دول بعينها.
وبشر بأن "القادم أفضل لصالح الحق والعدالة"، مضيفا: "المهم أن يكون تحرير كشمير من الاحتلال الهندي، وتنفيذ القرارات الدولية، هو أهم بند في المفاوضات بعد وقف إطلاق النار، وأن لا يضيع السياسيون الانتصار العسكري الذي تحقق في الحرب".
ورأى الكاتب أحمد الهواس، أنه ليس مهمًا أن نقول: إن باكستان انتصرت، فهذه معركة من حرب طويلة، وإنما الأكثر أهمية أنها كسرت الصلف الذي كانت تمارسه الهند خلال عقود.
ورأى عبدالله العمري، أن إسلام أباد تسجل نصرا كبيرا على الهند المعتدية؛ حيث ردت لها الصاع مائة صاع قبل أن تطلب نيودلهي إيقاف المواجهة عبر أميركا، مؤكدا أن روعة النصر جاءت مع إسناد ودعم فعال من عدد من الدول المسلمة لباكستان وعلى رأسها السعودية وتركيا.
وقال معتز بالله: رسميًا انتصرت إسلام أباد بعد توسلات هندية ووساطة سعودية وأميركية وقطرية، باكستان "تعلن موافقتها على إنهاء الحرب بعد إذلالها للهندوس عبيد البقر".
وأشار إلى أن الحصيلة الرئيسة خلال الحرب هي "إسقاط 4 طائرات رافال هندية، وسوخوي 30 هندية، وميج 29 هندية، و 77 مسيرة هندية -إسرائيلية الصنع-، وتدمير منظومة الدفاع الجوي S400، و4 قواعد جوية هندية، و 12 مطارا عسكريا ومهبطا للطائرات".
ورصد معتز بالله، من ضمن حصيلة باكستان خلال الحرب، تدمير طرق ومستودعات إمداد هندية، وإسقاط أربع صواريخ بالستية هندية قبل دخولها المجال الجوي الباكستاني، بالإضافة للعديد من الخسائر الهندية الأخرى.
وأشاد أحمد فاروق، بإسلام أباد وهاجم نيودلهي، قائلا: “باكستان أعطت المثل الأعلى بحسن التجهيز والتناغم بين أجهزة استخباراتها وقادة الأفرع في جيشها، بينما كانت الهند تجلس في فصول الصهيونية تتلقى الأوامر وتزرع الحقد الطائفي بين أفراد شعبها”.
وأضاف أن الهند كانت تنفق ميزانية البلاد في شراء ما تؤمر به من سلاح وتترك مواطنيها للغلاء وتفتيت الوحدة وتردّي الأوضاع الاقتصادية، بينما كانت باكستان تعد وتجهز لمعركة تعلم أنها آتية.
وأشار فاروق إلى أن عملية "البنيان المرصوص" جاءت بعدما تركت الهند تسقط صواريخها الباليستية على أراضي باكستان لتمتلك الأخيرة الذريعة بالرد، وتطلق تلك العملية.
وأكد أن العملية لا يمكن تجهيزها في أيام معدودة، بل أُعِدّ لها مسبقا بِحِرفية شديدة لينطلق الهجوم فجرا بريا وجويا، بل وسيبرانيا أيضا بما يدل على مدى تفوق باكستان الشديد وهو ما جعل الهند ترضخ وتطلب وقف إطلاق النار في هزيمة منكرة وخزي لا مثيل له.
قراءات وتحليلات
وفي قراءات وتحليلات للأحداث، تحدث المحلل السياسي فايد أبو شمالة، عن الرابحين والخاسرين في جولة التصعيد بين الهند وباكستان.
وأكد أن الهند أكبر الخاسرين؛ لأنها أرادت جولة سريعة وصاعقة على الطريقة الإسرائيلية وتوقعت موقفا ضعيفا من باكستان وحاولت بثلاث طرق مختلفة وكلها فشلت.
وقال: إن أكبر الرابحين هي باكستان التي تخلت عنها أميركا والغرب تسليحيا فاتجهت نحو الصين التي أثبتت أسلحتها قدرة تقنية فائقة سواء في المواجهات الجوية أو الرادارية والمعلوماتية.
وأضاف أبو شمالة، أن باقي الخاسرين أميركا وإسرائيل والغرب، وباقي الرابحين الصين وإيران وتركيا، متوقعا أنه في حال تثبيت وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان سيكون لهذه المعركة تأثير كبير على أسواق السلاح العالمية وسيزيد ثقل بكين عسكريا على حساب أميركا والغرب.
وقال حاتم عبدالعظيم أبو الحسب: إن الصورة التي انتهت عليها الحرب بين الهند وباكستان تمثل نقطة تحول في موازين القوى تبدو فيه نيودلهي ومن ورائها أميركا وإسرائيل الطرف الضعيف الباحث عن مخرج من هزيمة ساحقة لو استمرت الحرب.
وأضاف: "كما يبدو فيه معسكر باكستان الذي يضم تركيا والصين في حالة نصر إستراتيجي كبير"، مؤكدا أن إسلام أباد نجحت بالدعم التركي الصيني في تحييد الطيران الحربي الهندي ذي الماركات الفرنسية والإسرائيلية باهظة الثمن، كما تفوقت تقنيا واستخباريا بفارق كبير.
وتابع أبو الحسب: "ربما هي المرة الأولى التي تميل فيها الكفة لصالح باكستان بهذا الوضوح، ثمة معادلات كثيرة تتغير في هذا العالم".
وكتب محمد علوش: "عندما هزمت الهند شر هزيمة في حربها وعدوانها على الباكستان الشقيقة سارع الغرب لنجدتها بالتدخل لوقف إطلاق النار.. ومن دروس هذه الحرب قول نبينا صلى الله عليه وسلم ألا إن القوة الرمي".
وتابع: "في رمي الباكستانيين ظهرت القوة الصاروخية ( صاروخ PL-15 ) وقوة الحرب الإلكترونية والدرونز، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب، وتبيَّن للجميع أن العتاد الغربي يمكن أن تمرغ أنوفه بالتراب وسلم على ماكرون والرافال والسوخوي أيضا".
وأكد أحد المغردين، أن أكبر الفائزين في حرب باكستان الهند، تجاريا وعسكريا وجيوسياسيا هي الصين وتركيا وطبعا إسلام أباد، ولهذا تدخلت أميركا لوقف الحرب لعدم تعظيم المكاسب ولإنقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة السلاح الغربي والتي تهاوت أسهمها في أول جولة للصراع.
الصين وتركيا
وقال خليل المقداد، إنه في أول اختبار للطائرات الحربية الصينية، باكستان تسحق سلاح الجو والدفاع الجوي الهندي بما فيه طائرات رافال الفرنسية، ومنظومات الدفاع الجوي إس - 400 وطائرات الكيان الصهيوني المسيرة.
وأشار إلى إسقاط باكستان 17 طائرة رافال، 8 سوخوي 30، 9 ميغ 29، 170 مسيرة هندية - إسرائيلية الصنع، تدمير منظومة الدفاع الجوي S400، تدمير5 قواعد جوية هندية، تدمير 18 مطارا ومهبطا للطائرات.
وأكد رئيس المركز القومي الإستراتيجي تاج السر عثمان، أن السلاح الصيني والتركي أثبت فعاليته المذهلة في ساحات القتال، وآخرها على حدود باكستان والهند، مما دقّ ناقوس الخطر في المعسكر الغربي.
وحثّ العرب على أن يمدّوا جسور التعاون العسكري مع أنقرة وبكين سرًا وعلنًا، مشيرا إلى أن العالم يتغيّر وموازين الردع تتبدل.
وعدَّ أبو عبدالله عبدالمجيد، انتصار باكستان على الهند انتصارا للصناعات العسكرية الصينية، عارضا صورة لنظام الدفاع الجوي s400 الروسي الذي دمرته طائرات إسلام أباد صينية الصنع نوع JF-17 المزودة بصواريخ فرط صوتية.
وأوضح أن هذه الطائرة نفسها التي أسقطت طائرات رافال الفرنسية، مذكرا بأن أميركا رفضت بيع طائرات F35 لتركيا خوفا من تجربة أنقرة لـ إس 400 على طائرات الـ F35 وتظهر ضعفها أمام هذا النظام.
وأضاف عبدالمجيد: "بينما الطائرات الصينية جعلت من هذا النظام الذي يبلغ قيمته مليارا ونصف مليار دولار كومة من الخردة" قائلا: "يتم حاليا إلغاء عقود شراء طائرات رافال وكثير من الصناعات العسكرية التي أثبتت فشلها مقارنة بصناعات بكين".
وأكد أن الصين تعد القوة رقم 1 في العالم وبدأ الجميع يستوعب ذلك.
وكتب أسامة ضمور: "لقد اختبروا باكستان وكان الرد الحمدلله قويا منها.. أكبر ضربة للسلاح الإسرائيلي والفرنسي.. ومكسب كبير لشركات السلاح الصيني والتركي.. الغرب سيعيد حساباته الآن العالم يتغير".