"ينفثون سمومهم".. غضب واسع من اعتداءات الهندوس على مسلمي بريطانيا

لندن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تجاوزت كراهية وعنصرية المتطرفين الهندوس تجاه المسلمين حدود بلادهم لتصل هذه المرة إلى مدينة ليستر البريطانية (وسط)، إذ اعتدت مجموعة منهم على السكان المسلمين، مرددين شعارات معادية لهم أمام منازلهم ومسجد المدينة.

وقائع اعتداء الهندوس على المسلمين تداولها ناشطون على تويتر، موثقة بالفيديو، موضحين أن التوترات بدأت شرارتها في بطولة كأس آسيا للكريكت في دبي في 23 أغسطس/ آب 2022، عندما فازت الهند بمباراة في مواجهة باكستان.

وأعقب المباراة مواجهات بين هندوس وباكستانيين في ليستر؛ وفي 17 سبتمبر/ أيلول 2022، تجددت الاشتباكات بينهم، بعد "مظاهرة غير مخطط لها"، بحسب الشرطة، بينما أكد ناشطون أن الهندوس تعمدوا تنظيم التظاهرة أثناء تأدية صلاة للمسلمين. 

وذكر الناشط البريطاني المسلم ماجد فريمان أن الهندوس ساروا في ليستر بوضح النهار ومروا بالمسجد مرددين هتافات استفزازية، وألقوا زجاجات على المسلمين، في حين لم يكن للشرطة سيطرة على الموقف.

وأكد عبر سلسلة تغريدات دونها على حسابه بتويتر، أن مجرد أقلية صغيرة من المتطرفين الهندوس هم الذين يتسببون في المتاعب ويسخرون من المسلمين، ثم يمارسون دور الضحية عبر الإنترنت.

ونشر فريمان مقاطع فيديو لملثمين من المتطرفين سمح لهم بالسير في ليستر حاملين الأسلحة لمسافة تزيد عن 2.5 ميل قبل أن يهاجموا مسلمين بالقرب من طريق جرين لين.

ودعا فريمان الجميع إلى تجاهل أي متحدث يقول إن التوترات في ليستر انتهت، مضيفا أنه لو قال أحد ذلك قبل بضعة أسابيع لكان الأمر مفهوما بسبب نقص المعرفة، لكن إذا كان لا يزال يقول ذلك فهذا يعني أنهم "يغذونكم بالأكاذيب".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية وتعليقاتهم على أخبار تعدي الهندوس على المسلمين التي غطتها بعض الجهات الإعلامية الناطقة بالعربية ومشاركتهم في وسمي #الهندوس، #Leicester، استنكر ناشطون تفاقم هستيريا اضطهاد المسلمين التي تجتاح الهند والتي تفاقمت وبرزت في أماكن وجود الهندوس بالخارج.

واتهم ناشطون الحكومة الهندية وأعضاء الحزب الحاكم، الذي تعد أهم أيديولوجياته معاداة الإسلام، بنفث السموم باستمرار ضد المسلمين وتشويه صورة الإسلام وازدرائه، مستنكرين عدم اتخاذ أي إجراء ضدهم حتى الآن من أي جهة مسؤولة، ما يعزز الإسلاموفوبيا.  

نفث السموم

وتفاعلا مع الأحداث قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي، إن ما فعله الهندوس خبر لا ينبغي أن يمر دون إدانة للسياسة الهندوسية المتطرفة، محذرا من اللعب بالنار وتطاير الفتن.

من جانبه، استهجن الأكاديمي والداعية الإسلامي الكويتي حامد العلي ازدياد ظاهرة الاستفزازات من الهندوس ضد المسلمين.

فيما تعجب الكاتب السعودي المعارض تركي الشلهوب من أن المتطرفين الهندوس ينفثون سموم طائفيتهم على المسلمين حتى في بريطانيا، ويمرون أمام المتاجر والمساجد ويرددون عباراتهم الطائفية العفنة!

وتساءل الإعلامي عاطف دلقموني: "لماذا يقوم الهندوس بمهاجمة المسلمين والاعتداء عليهم في بريطانيا؟ وهل سيتم معاقبة الهندوس الذين يفعلون ذلك؟ وما هو واجب المسلمين في بريطانيا لحماية أنفسهم ومساجدهم ومحلاتهم التجارية من الخنازير الهندوس؟".

 أما المحاضر الجامعي عدنان لال فأشار إلى أن المجرمين الهندوس لم يكتفوا بالاعتداء على المسلمين في الهند حتى أصبحوا يعتدون عليهم في بريطانيا، متسائلا: "ما الذي جرأهم على ذلك؟ ولماذا لا يتحد المسلمون في بريطانيا وهم كثر ويواجهونهم ويردعونهم؟". وأكد المغرد أحمد أن الهندوس ينقلون عنصريتهم وإرهابهم إلى بلاد العالم.

ضوء أخضر

واتهم ناشطون النظام الحاكم في الهند والأنظمة العربية المتواطئة معه بإعطاء الهندوس الضوء الأخضر لمواصلة ممارستهم الاستفزازية والعنصرية تجاه المسلمين وتعديهم على الإسلام.

ونشر أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي، مقطع فيديو لهندوس هنود يهاجمون المسلمين بعد رفعهم الأذان في ليستر في بريطانيا للصلاة.

وانتقد استفزاز الهندوس للمسلمين الهنود داخل وخارج الهند بدعم وغطاء من حكومة ناريندرا مودي الهندوسية المتطرفة، وشبه صمت عربي وإسلامي ودولي ضد الاعتداءات على المسلمين.

ورأى المغرد سلطان أن تجبر الهندوس على المسلمين نتيجة صمت حكومات العالم الإسلامي تجاه ما تقوم به حكومة الهند وحزبها الحاكم والهندوس بحق المسلمين.

وحذر من أنه ليس مستبعدا أن يقوم الهندوس بممارسة نفس العداء بالدول العربية والإسلامية بالأخص دول الخليج بحكم أنهم جالية كبيرة جدا وأصحاب نفوذ وحضور قوي ومدعومون من حكومتهم.

وتساءل أحد المغردين: "إلى أين وصل التمادي بحق الإسلام والمسلمين؟ حتى خارج الهند هؤلاء الهندوس يعتدون على المسلمين. أين حقوق الإنسان وأين حق المواطنة في بريطانيا وغيرها من البلاد الأوروبية؟ أين المنظمات التي تدعي حماية الإنسان وحريته؟".

 ورأت المغردة صوفا أن الهندوس وغيرهم لهم حق بفعل هذا لما وجدوه من خزي من حكام العرب المسلمين فيما يخص الإسلام والمسلمين عامة، في ابتعادهم عن الدين ولأنهم يرون المسلمين ضعفاء.

إجراءات عقابية

وطالب ناشطون باستخدام الأدوات العقابية لردع الهندوس عن أفعالهم العنصرية والاستفزازية والإجرامية بحق المسلمين، ومنها طرد ملايين الهندوس العاملين في دول الخليج ومقاطعة المنتجات الهندية لتأديبهم اقتصاديا.

وقال المحامي الدولي محمود رفعت، إن إشعال التطرف جريمة مروعة يجب مواجهتها بكل الوسائل، مشيرا إلى أن المسلمين والهندوس كانوا يعيشون معا لقرون طويلة في الهند وأماكن أخرى.

ودعت حليمة أسدية إلى طرد كل الهندوس والهندوسيات من دول الخليج وكافة أرجاء العالم الإسلامي والدول العربية، وحثت المسلمين على أن يظهروا البأس والقوة والضراوة والتماسك. وأعرب أحد المغردين عن غضبه من تمادي الهندوس، وضربهم للمسلمين في الهند وأوروبا، مؤكدا على وجوب طردهم من الدول العربية والإسلامية لأنهم يكرهون المسلمين. ورأى آخر أن مقاطعة المنتجات الهندية أبسط ما نقدمه للمسلمين الذين يتعرضون للإبادة على أيدي الهندوس، قائلا: "حي على المقاطعة".  وتساءلت منال الدليمي: "هل تبقى لنا غير الإسلام شيء حتى نقوم بالدفاع عنه؟".

دور بريطاني

فيما أكد الباحث والناشر شوقي المعتصم بالله أن تعدي الهندوس على المسلمين لن يحدث لولا وجود تنسيق بريطاني مع المتطرفين الهندوس.

وقال: "لو كان المسلمون هم من قاموا بذلك الاعتداء كنت سترى مواقف متغيرة وستسمع أخبارا عن الإرهاب وعن المخربين".

ووصفت المغردة راما الهجوم الهندوسي على المسلمين الذي وقع على الأراضي البريطانية بالغريب، متسائلة: " كيف لقلة من الهندوس أن تفعل هذا على الأراضي البريطانية، إلا إذا كان هناك تخطيط مسبق معهم من الجهات المسؤولة، ولماذا المسلمون تحديدا؟ هنالك العديد من الديانات في بريطانيا". وأشار عبدالرحمن إلى أن بريطانيا تحاول إيقاف التمدد الإسلامي فيها، واتهمها بالإشارة إلى الهندوس للاعتداء على المسلمين من أجل سمعتها العالمية بالديمقراطية. 

وأضاف أن بريطانيا لو لم تكن خلف هذه الحادثة لقبضت على الهندوس وأعادت المقيمين وسحبت الجنسية من البقية.

 ورأى الصحفي أمان مالك أن البريطانيين يحصدون الآن ثمار بذور الكراهية التي زرعوها طيلة قرنين من الزمان.