إعلام عبري: "الجهاد الإسلامي" قد تدفع باتجاه جولة قتال جديدة بغزة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تحاول حركة الجهاد الإسلامي دفع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لإطلاق صواريخ على إسرائيل وفرض جولة جديدة من القتال.

وتؤكد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" دائما أن الوضع في القدس المحتلة هو مفتاح الهدوء من عدمه، وأن المدينة المقدسة ستكون شرارة أي تصعيد جديد.

ضغوط كبيرة

وأشار موقع نيوز ون العبري إلى أن حركة الجهاد الإسلامي، التي تقود المقاومة في منطقة جنين في الضفة الغربية، تلقت ضربة قوية في الأيام الأخيرة بعد اغتيال القوات الإسرائيلية ثلاثة من عناصرها أثناء توجههم إلى تنفيذ عملية فدائية داخل الأراضي المحتلة.

هذا بالإضافة إلى اعتقال نحو 20 ناشطا آخرين في منطقة جنين يشكلون جزءا كبيرا من البنية التحتية للمقاومة في المدينة، بعد إعلان زعيم التنظيم والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "زياد النخالة" رفع حالة التأهب إلى المستوى الأعلى في الجناح العسكري "سرايا القدس".

ولا يزال لدى جهاز الأمن العام (الشاباك) العديد من التحذيرات حول نية الجهاد الإسلامي تنفيذ عمليات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وكذلك في الضفة الغربية ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وفق الموقع.

كما يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال أن تستأنف الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وأن تحاول الجهاد الإسلامي خلط الأوراق.

ولهذا السبب نشر الجيش الإسرائيلي مؤخرا بطاريات "القبة الحديدية" في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولفت الموقع العبري إلى أن مصر تمارس ضغوطا شديدة على حماس والجهاد الإسلامي لعدم تصعيد العمليات الفدائية في شهر رمضان.

وإذا حدث التصعيد، فستنهار التهدئة مع قطاع غزة وسيتوقف 20 ألف فلسطيني من القطاع عن العمل في إسرائيل.

وبحسب مصادر في حماس، فقد بحث رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية هذه التطورات مع زياد النخالة.

وتقول مصادر استخباراتية فلسطينية إن حماس تمكنت مؤقتا من منع حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق الصواريخ على إسرائيل ردا على اغتيال عناصرها في جنين مطلع أبريل/نيسان 2022.

وادعى بيان لجهاز الشاباك أن الفلسطينيين الثلاثة نفذوا مؤخرا عملية إطلاق نار في منطقة طولكرم، كما خططوا لتنفيذ المزيد من الهجمات في المستقبل القريب.

وبالمقابل، فإن إيران تمارس ضغوطا كبيرة على حركة الجهاد الإسلامي للتصعيد ضد إسرائيل.

فرص التصعيد

ويرى المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" أن حماس لا تستبعد احتمال انجرارها إلى جولة أخرى من القتال ضد إسرائيل لأنها ترى نفسها تقود المقاومة .

ومع ذلك، خلال محادثات مغلقة، قال إسماعيل هنية إن قطاع غزة قد فعل ذلك بالتأكيد وقد دفع نصيبه من المقاومة في عملية "سيف القدس" خلال مايو/أيار 2021، وحان دور القدس والضفة الغربية لقيادة المقاومة من أراضيهم، وفق زعم المحلل.

ومع ذلك، إذا كان هناك تصعيد كبير في المقاومة بالضفة الغربية وأعمال احتجاجية ضخمة في شرق القدس والحرم القدسي خلال شهر رمضان، فالأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن حماس لن تكون قادرة على الوقوف لفترة طويلة ومراقبة الأحداث من بعيد.

لكن حماس تريد أن ينظر إلى أي إطلاق لحملة جديدة من قطاع غزة ضد إسرائيل على أنها مبادرة خاصة بها وليس على أنه يجري جرها إليها من قبل الجهاد الإسلامي.

وحذر القيادي البارز في حماس "أسامة حمدان" في 4 أبريل من أن "القدس يمكن أن تكون شرارة التصعيد".

وأردف أن "حماس غير معنية بالتصعيد، لكن إذا استمرت إسرائيل في تحركاتها، فإننا مستعدون لذلك".

وفي الوضع الراهن، فإن تقييم الوضع في حماس هو أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل في شرق القدس والضفة الغربية لا تؤدي إلا إلى التصعيد وليس إلى تهدئة الأوضاع في شهر رمضان.

وقال المحلل السياسي محمود مرداوي في 4 أبريل إن "احتمالات التصعيد أكبر بكثير من فرص وقف إطلاق النار لأن ديناميات المنطقة أقوى من كل الخطط والإجراءات التي تتخذها إسرائيل".

ولفت ابن مناحيم إلى أن حركة حماس تحاول خلق الانطباع بأنها لا تريد التصعيد وأنها إذا فعلت ذلك في النهاية فالسبب إسرائيل.

ويرى كبار مسؤولي حماس أن إسرائيل نفذت حملة دبلوماسية على الساحة الدولية لفرض المسؤولية على الحركة الإسلامية عن أي تصعيد على الأرض. 

وتساءل بن مناحيم: ماذا تفعل السلطة الفلسطينية؟ مجيبا على ذلك بأن مسؤوليها يزعمون أن الرئيس محمود عباس أمر ناشطي فتح في شرق القدس ببذل كل ما في وسعهم من جهد لمنع التصعيد خلال شهر رمضان خوفا من امتداد أعمال الاحتجاج أيضا إلى الضفة الغربية.

 لكن المشكلة بالنسبة له هي أنه لا يوجد تأثير للسلطة الفلسطينية على جيل الشباب في القدس الذي يكره عباس، وفق الموقع.

واقع متغير

وفي سياق متصل، أشار موقع "زمن إسرائيل" العبري إلى أن الخطر الأمني ​​الحقيقي على إسرائيل في شهر رمضان هو الوجود المتزامن في الحرم القدسي للمصلين المسلمين والوافدين اليهود.

ويحتفل المسلمون بالشهر الكريم حاليا في وقت ينظم اليهود فعاليات ما يسمى بـ"عيد الفصح" الذي من المقرر أن يبدأ في منتصف أبريل ويستمر لأيام، وهو ما يزيد التوترات.

كما لفت الموقع إلى أن إسرائيل رفضت طلب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلغاء صعود اليهود إلى الحرم القدسي خلال عيد الفصح.

وبين أن الجيل الفلسطيني الشاب هو الذي يملي الوضع الأمني ​​في شرق المدينة.

وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي مطلع أبريل أن الجيش الإسرائيلي أحبط ما لا يقل عن عشر عمليات فدائية معينة مخطط لها في شهر رمضان.

ويرى "يوني بن مناحيم" أن هذا إنجاز مهم لكنه لا يستر على فشل الشاباك في منع موجة العمليات الفدائية التي حلت في بئر السبع والخضيرة وبني براك خلال مارس وأودت بحياة 11 إسرائيليا.

وفي 7 أبريل، قتل إسرائيليان وأصيب 14 على الأقل بعملية إطلاق نار في شارع تجاري وسط تل أبيب.

وأشار ابن مناحيم إلى أن إسرائيل تحتفل هذه الأيام بالذكرى العشرين لعملية السور الواقي التي اجتاحت فيها مخيم جنين للاجئين من 3 حتى 18 أبريل 2002، إبان انتفاضة الأقصى.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، قتل الجيش الإسرائيلي في الهجوم ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم تقريبا من المدنيين، في حين قتل 23 جنديا إسرائيليا.

ويقول ابن مناحيم: "انتهت العملية بانتصار إسرائيل، لكن ما يجري اليوم ما يزال يذكرنا بأن المقاومة الفلسطينية لا تزال قائمة".