موقع عبري: وفاة سفير إيران لدى الحوثي مكسب مهم لإسرائيل والسعودية

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع "نيوز ون" العبري الضوء على ما اعتبرها الوفاة الغامضة لسفير إيران لدى جماعة الحوثي اليمنية حسن إيرلو، مشككا في الأنباء المتداولة بشأن أسباب موته وهويته في الأساس.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2021، وفاة إيرلو، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا بعد أيام من نقله عبر طائرة إخلاء طبي من صنعاء، متهمة دولا لم تسمها بـ"التعاون المتأخر".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في نفس اليوم إن السعودية تأخرت في السماح لإيران بنقل إيرلو وماطلت بهذا الشأن.

وعقب تعيين إيرلو في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أصبحت إيران الدولة الوحيدة التي لديها سفير في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

معلومات غير حقيقية

وقال الموقع العبري في مقال للمحلل الأمني والسياسي يوني بن مناحيم إن إيران تحاول إخفاء الهوية الحقيقية للسفير إيرلو وتزعم وفاته بكورونا، لكن الحكومتين السعودية واليمنية تقدران إصابته بجروح قاتلة في قصف سعودي لمعاقل المتمردين الحوثيين.

وأضاف أن حسن إيرلو كان عضوا بارزا في الحرس الثوري الإيراني ومساعدا لقائده الراحل قاسم سليماني، وحضر جنازته العشرات من الضباط الكبار بإيران.

وأشار إلى أن إيرلو نقل قبل وفاته في عملية خاصة من اليمن إلى إيران على متن طائرة عسكرية عراقية بموافقة السعودية التي تفرض حصارا جويا على المتمردين الحوثيين في اليمن.

كما ساعدت سلطنة عمان في التوسط في نقل إيرلو إلى إيران، في مقابل إفراج الحوثيين عن بعض السجناء السعوديين.

وتساءل الموقع العبري "هل مات حقا بسبب كورونا؟" في ظل ادعاء مسؤولين سعوديين وتقارير إعلامية أن إيرلو قتل في ضربة جوية سعودية في صنعاء على عكس ما تروج له إيران.

وأضاف أن مصادر استخباراتية غربية لا تستبعد احتمالية تعرضه لإصابة خطيرة خلال محاولة اغتيال مركزة، وربما حاول الإيرانيون التعتيم على فشلهم، لأن إيرلو كان أكبر ممثل لهم في اليمن.

غموض مقصود

كما تساءل الموقع "هل حسن إيرلو اسم حقيقي؟"، على خلفية ادعاء وسائل إعلام إيرانية في 22 ديسمبر 2021 أن إيرلو كان يعرف أيضا بالجنرال "عبد الرضا شهلاي" المقرب جدا من قاسم سليماني.

وأشار إلى تخصيص الولايات المتحدة مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يقدم معلومات من شأنها أن تؤدي إلى القبض على عبد الرضا شهلاي الذي عرف بأنه قائد "فيلق القدس" في اليمن.

وفي يناير/ كانون الثاني 2020، أعلنت الولايات المتحدة أنه بالتوازي مع اغتيال قاسم سليماني في مطار بغداد، كانت هناك أيضا محاولة لاغتيال عبد الرضا شهلاي في اليمن لكنه نجا منها.

ورأى الموقع أنه من الصعب تحديد الهوية الحقيقية لحسن إيرلو، والغموض الذي يحيط به حتى بعد وفاته يشير إلى مدى أهميته في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

ولفت إلى أن إيرلو وصل إلى صنعاء في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وشكل تعيينه سفيرا بصنعاء اعترافا إيرانيا بـ"دولة " المتمردين الحوثيين في اليمن.

ونقل عن موقع أبابيل نت اليمني، أن إيرلو وصل في 19 أكتوبر 2021، إلى صنعاء على متن طائرة أممية كانت تعيد جرحى وأسرى يمنيين باستخدام وثائق مزورة وانتحال صفة أحد الجرحى، ومعه 12 ضابطا إيرانيا آخرون متخصصون في إنتاج صواريخ وطائرات بدون طيار.

وهذه مرحلة جديدة في النشاط الإيراني بعد اغتيال قاسم سليماني، حيث حاولت طهران زيادة سيطرتها على شمال اليمن من خلال الإشراف الدقيق من قبل سفيرها الجديد المتخصص في إنتاج الصواريخ الباليستية، يضيف الموقع.

خطر على إسرائيل

ولتشكيله خطرا على السعودية وإسرائيل، وفق الموقع العبري، سارعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نفس الشهر لإدراج إيرلو في قائمة الإرهابيين وفرضت عليه عقوبات.

وأوضح أنه لم يكن لإيرلو خلفية دبلوماسية، لكن تقارير تشير أنه درب في السابق عناصر من حزب الله اللبناني في معسكر هونار شمال طهران.

وقال إيرلو في خطاب في 2 يناير/ كانون الثاني 2021، خلال حفل في صنعاء تخليدا لذكرى قاسم سليماني إن "اليمن القلب النابض واليد الطويلة لمحور المقاومة وأحبط مخططات الإمبريالية والصهيونية".

كما تشير تقارير إلى وقوف إيرلو وراء هجوم سبتمبر/ أيلول 2021 الإرهابي على مطار عدن الذي نفذ عبر 3 صواريخ دقيقة عندما هبطت طائرة وزراء الحكومة اليمنية الجديدة، وأسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة حوالي 100 آخرين.

واعتبر الموقع العبري أن تعيين "سفير" إيراني لدى المتمردين الحوثيين في اليمن انتهاك للاتفاقيات الدولية، وهي تريد عبر هذا المنصب مراقبة سير المعارك والمفاوضات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن والاتصالات السرية للحكومة اليمنية مع السعودية.

وأضاف أنه كان من المفترض أن يخطط إيرلو وينفذ بأمر من إيران هجمات على أهداف إسرائيلية إذا لزم الأمر، لذا فرحيله عن العالم مكسب مهم لإسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

وأوضح أنه لا يزال غير معروف من الذي تنوي إيران تعيينه مكانه، ومن المحتمل أن يكون ضابطا كبيرا أيضا في "فيلق القدس".