وسط أنباء عن تحجيم دور دحلان.. هل يحسن عباس العلاقات مع الإمارات؟

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت زيارة رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج إلى دبي اهتماما كبيرا، كأول خطوة لتجديد العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة بعد اتفاقيات التطبيع.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، غرد رئيس الوزراء الإماراتي محمد بن راشد: "تشرفت اليوم أيضا بزيارة جناح فلسطين في إكسبو دبي، حيث حضرت الثقافة الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني، وحضرت الأراضي المقدسة في فلسطين".

وظهر ضمن الصور، لقاء حاكم دبي مع ماجد فرج، رغم إعلان السلطة سابقا عن مقاطعتها إكسبو دبي احتجاجا على توقيع الإمارات اتفاقية للتطبيع مع إسرائيل سبتمبر/أيلول 2020.

أسباب الزيارة

وأشار موقع "عرب إسكبورت" العبري إلى أن اللواء ماجد فرج يعد "الرجل الأقوى" في رام الله وهو مساعد رئيس السلطة محمود عباس.

وبحسب مصادر في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، فإن هذه هي الزيارة السياسية الأولى التي لها تداعيات مهمة.

والتقى ماجد فرج مع حاكم دبي وبحث معه تحسين العلاقات بين السلطة الفلسطينية والإمارات العربية المتحدة، والتي تراجعت في السنوات الأخيرة.

 وينبع اضطراب العلاقات من سببين رئيسيين، أولهما محمد دحلان "المنافس اللدود لرئيس السلطة الفلسطينية"، والذي يعمل كمستشار أول لولي عهد أبوظبي ووريث العرش محمد بن زايد.

ودحلان المفصول من حركة فتح، مطلوب للسلطة الفلسطينية بتهم القتل والفساد المالي، لكن الإمارات العربية المتحدة تدعمه كرئيس مقبل وخليفة لمحمود عباس البالغ من العمر 85 عاما.

ثانيا، اتفاقية التطبيع الإماراتية الإسرائيلية التي دفعت السلطة الفلسطينية إلى استعادة سفيرها من أبوظبي.

كان ذلك بمثابة ضربة سياسية شديدة للسلطة الفلسطينية، حيث انتهكت الإمارات العربية المتحدة "الفيتو" الفلسطيني على الدول العربية في قضية التطبيع مع إسرائيل. 

ولفت الموقع العبري إلى أن السلطة الفلسطينية أصدرت بيانا رسميا أدانت فيه عملية التطبيع، وأعاقت زيارات ممثلي الإمارات للمسجد الأقصى في الحرم القدسي الشريف، ورفضت تلقي مساعدات مالية وأخرى طبية من أبوظبي خلال تفشي وباء كورونا.

 كما عزز اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل موقف محمد دحلان في خلافة رئيس السلطة الفلسطينية، وفشلت الأخيرة في عيون إسرائيل والولايات المتحدة وارتفع رصيد القيادي المفصول من حركة فتح.

ولم يتضح بعد لماذا أرسل رئيس السلطة مساعده ماجد فرج إلى دبي، فهل كان ذلك بسبب الوضع المالي للسلطة، وحاجته إلى الأموال الإماراتية؟ يتساءل الموقع.

ويطرح فرضية أن الزيارة جاءت بعد تقارير عربية تحدثت عن تحديد مهام دحلان في الإمارات والخارج وفرض سلسلة قيود عليه.

على أي حال، يزعم كبار مسؤولي فتح أن ماجد فرج جاء إلى دبي لتسويق نفسه كخليفة لمحمود عباس في المستقبل وأيضا لطلب المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية.

ويقول الموقع إن ذلك يتزامن مع فرض السعودية على وجه الخصوص حصارا اقتصاديا على السلطة الفلسطينية لأسباب لم يذكرها.

دور دحلان

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن فرج يحظى بشعبية كبيرة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب علاقاته الوثيقة مع وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وحربه على الإرهاب، وفق تعبيره.

ويقول إن مكانة فرج في حركة فتح وفي الأراضي المحتلة أقوى من محمد دحلان وهو مقرب جدا من رئيس السلطة الفلسطينية.

ويأتي القلق بشأن زيارة ماجد فرج إلى دبي أولاً من قبل محمد دحلان الذي نفى رفاقه والمقرّبون منه بشدة ما تردد عن تحجيم صلاحياته من قبل الإمارات.

وأضاف أن كبار المسؤولين في فتح جبريل الرجوب ومحمود العالول، كل منهما يعتبر نفسه الخليفة المحتمل لمحمود عباس.

وتابع المحلل: "نحن بحاجة إلى الانتظار لنرى كيف ستتطور الأمور من هنا وما إذا كانت زيارة ماجد فرج إلى دبي هي بالفعل أول ابتلاع ينذر بذوبان الجليد في العلاقات بين السلطة الفلسطينية والإمارات العربية المتحدة".

وأصدرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بيانا شكرت فيه حاكم دبي على استضافة جناح وكابينة "فلسطين" في معرض "إكسبو 2020"، لكنها لم تتطرق لزيارة ماجد فرج.

وفي سياق منفصل في مقال سابق، أشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن مسؤولبن كبارا في وزارة الخارجية الأميركية قالوا إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع الدول العربية، والمعروفة باسم الاتفاقيات الإبراهيمية.

وتأمل الإدارة الأميركية في أن تتمكن من الاستفادة من تلك الاتفاقيات "لدفع حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين (إلى الأمام)".

وجاء ذلك خلال إيجاز للصحفيين قبيل اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي عبد الله بن زايد خلال أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وأشار مسؤولون كبار إلى أن الاتفاقات ليست بديلا عن تعزيز حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

 وقال مسؤول كبير "نواصل الترحيب بالتعاون الاقتصادي بين إسرائيل وجميع دول المنطقة ونأمل أن يكون من الممكن الاستفادة من التطبيع معهم لإحراز تقدم في المسار الإسرائيلي الفلسطيني".

وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعلنت بوضوح التزامها بحل الدولتين، وسعيها لتعزيز ذلك بأفضل ما يمكن".

والتقى لابيد مع كامالا هاريس نائبة بايدن إضافة إلى رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.

 وبين لابيد في بداية لقائه معها: "حتى عندما تكون هناك خلافات بيننا، أعلم أن هدفنا مشترك، أن نرى إسرائيل قوية وآمنة ومزدهرة، ونعتقد أيضا أن للفلسطينيين الحق في نوعية الحياة والاقتصاد والتعليم والأمل".