موقع فرنسي متطرف مهاجما "جيل زد" المغربي: يعادون إسرائيل ويدعمون فلسطين

"لقد رأيت ذلك بنفسي عندما سألتهم: ماذا يعني (صهيوني)؟ وكانوا يجيبون: (يعني أنك تدعم نتنياهو، وبالتالي الإبادة الجماعية)"
بصورة لافتة، تتسع رقعة احتجاجات شباب "جيل زد" حول العالم، لا سيما في أوروبا، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة منذ نحو سنتين.
غير أن موقع "أتلانتيكو" الفرنسي اليميني المتطرف، يهاجم هؤلاء الشباب، زاعما أن ما يعرف بـ "الجيل زد" بات يشكل "أرضا خصبة لخطابات معادية للسامية وخطابات تمجيد الإرهاب".

ضد الإمبريالية
وكتبت الصحفية نورا بوسيني في مقال بالموقع أن تيارات أقصى اليسار في فرنسا، من خلال تبنيها فكرة "تقاطع النضالات" و"الطرح ما بعد الاستعماري"، فتحت الباب أمام معاداة السامية لتطفو إلى السطح تحت غطاء "مناهضة الاستعمار".
وزعمت أن "جهل جيل زد بتاريخ الهولوكوست ومفهوم الصهيونية، جعله أكثر تقبلا لخطاب متشدد، بل ومبرر للإرهاب"، مشيرة إلى أن "استطلاعات الرأي تؤكد أن ثلث الشباب يرون في استهداف اليهود الفرنسيين أمرا مشروعا بسبب حرب غزة".
وأضافت أن "تيارات أقصى اليسار باتت البوابة التي تسمح لمعاداة السامية بأن تظهر اليوم إلى العلن".
وعبرت الكاتبة عن صدمتها من رد فعل منتسبي هذه التيارات على أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
حيث قالت: "أدركت أن معظم المجموعات والشخصيات النضالية، من مجتمع الميم والنسويات الذين رافقتهم أثناء تجربة بحث ميداني سابق لي، كانوا يحتفلون على مواقع التواصل الاجتماعي".
مضيفة: "لم تكن مجرد رسائل فرح عادية، بل كان شعورا بالابتهاج: (يا إلهي، إنه أمر رائع، هل تستوعبون ما يحدث؟ أخيرا يتمرد المظلوم على الظالم، والمستعمَر يقاوم المستعمِر، ما أجمل ذلك!)".
وأردفت: "كانت لحظات من الابتهاج، وأصابتني بالرعب".
ولفتت إلى أنها رصدت في دراسات سابقة أن "معاداة السامية تنتشر بشكل كبير داخل تيارات النضال اليسارية".
مشددة على أن "أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول فجرت كل شيء وأبرزت ما كان خفيا على العلن". موضحة أن "قضية ما بعد الاستعمار باتت (نجم النضالات)، وجعلت من اليهودي، أو بالأحرى (الصهيوني)، العدو المشترك".
ووصفت الكاتبة "الجيل زد" بأنه “يعد أرضا خصبة لخطابات معادية للسامية، بل ولتمجيد الإرهاب”. بحسب زعمها.

معاداة الصهيونية
في هذا السياق، يُذكر الموقع باستطلاع أجراه أخيرا معهد "إيفوب"، وكشف أن "31 بالمئة من الشباب الفرنسيين -بين 18 و24 عاما- يرون مشروعية استهداف اليهود الفرنسيين بسبب الصراع في غزة".
ويشير الموقع الفرنسي إلى أن بوسيني جمعت أكثر من مئة شهادة لأطفال وطلاب مدارس ثانوية وجامعات، إضافة إلى أساتذة ونواب محليين ونشطاء. كما أنها تجولت، خلال بحثها، في العديد من الجامعات الفرنسية، وزارت أيضا جامعة بروكسل الحرة.
وترى الكاتبة أن "هذه الفئة الطلابية تعاني من جهل كبير بخصوص الهولوكوست والصهيونية".
وأوضحت: "لقد رأيت ذلك بنفسي عندما سألتهم: ماذا يعني (صهيوني)؟ وكانوا يجيبون: (يعني أنك تدعم نتنياهو، وبالتالي الإبادة الجماعية)".
وتابعت: "وجزء من هؤلاء الشباب، كما لاحظت، يتبنى بسهولة الخطاب الإرهابي".
وعبرت نورا بوسيني عن قلقها الشديد من هذه الظاهرة، كما لفتت إلى أن هذا الجيل منقسم للغاية.
وأشارت إلى أنها "درست هذا الانقسام خلال الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، وحللت دور وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضحت أن الشخصيتين الأكثر متابعة لدى جيل الشباب في منصتي انستغرام وتيك توك هما جوردان بارديلا، اليميني المتطرف، وريما حسن، اليسارية والحقوقية. واصفة إياهما بأنهما "طرفان متطرفان".
مشيرة إلى أن "ريما حسن تمكنت من تعبئة جزء من الجيل زد".
جدير بالذكر أن ريما حسن أعلنت أنها ستكون مرشحة لحزب "فرنسا الأبية" في الانتخابات البلدية عام 2026.
وبعد الإشارة إلى ما حدث في بلجيكا وإنجلترا، وتمكُّن ما وصفه التقرير بـ "الشبكات الإخوانية" من السيطرة على بعض البلديات، يتساءل الموقع الفرنسي عن إمكانية حدوث ذات السيناريو في فرنسا، وعما إن كان بإمكان "فرنسا الأبية" أن يصبح في النهاية حصان طروادة للإخوان المسلمين أو للإسلاميين المعادين للسامية.
وتوافق الصحفية على هذا الطرح، معبرة عن "رعبها" من استحقاق الانتخابات البلدية المقبلة.
وشددت على وجود “تسلل إسلامي يستغل القضية الفلسطينية، أو بالأحرى التعاطف المشروع مع معاناة المدنيين الفلسطينيين، لتحقيق أجندة إسلامية”. بحسب مزاعمها.