كلاهما يدعم إسرائيل.. يهود أميركا سيصوتون لكامالا هاريس أم ترامب؟

"68 بالمئة من الناخبين اليهود يخططون للتصويت لهاريس، و25 بالمئة يخططون للتصويت لترامب"
تتوالى التساؤلات بشأن المرشح الذي سيصوت إليه الأميركيون اليهود الذين يقدر عددهم بنحو 7.6 ملايين نسمة، في الانتخابات المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
واستشرفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن يصوّت اليهود الأميركيون لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، على حساب مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب.

ميول اليهود
وقالت الصحيفة، في تقرير لها: "على الرغم من الحرب بين إسرائيل و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس، يواصل الناخبون اليهود دعم هاريس على ترامب".
وتظهر استطلاعات رأي حديثة لمحة عن كيفية تصويت اليهود الأميركيين، لصالح هاريس وبفارق كبير.
ورأت الصحيفة أن "هذا ليس مفاجئا، ويتفق مع ميول اليهود في تصويتهم منذ 50 عاما تقريبا".
وقالت: "إذا كان المرشح الجمهوري ترامب يأمل في أن تؤدي العوامل الجديدة التي تشهدها هذه الجولة الانتخابية -من الحرب بين إسرائيل وحماس- إلى تحريك البوصلة نحوه، فإن الأرقام لا تدعم هذا".
وتابعت: "لا شك أن بعض اليهود الأميركيين يقفون مترددين، وهم يشاهدون شعورهم بالأمان ينهار في البلد الذي وُعدوا بأن يكون مأمنا لهم، كما أن بعضهم غير راض عن تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع مفاوضات الأسرى الإسرائيليين".
وأوضحت أن "تكتيكات ترامب لم تنجح حتى الآن، لذا لا يوجد ما يشير إلى أنه سينجح في الحصول على أصوات اليهود".
وأكدت "جيروزاليم بوست" أنه "إذا كان لا يزال يعد هذا هدفا، فإن عليه أن يجرب أسلوبا آخر".
وقبل أيام، قال ترامب أمام تجمع لليهود الجمهوريين: "لن يكون لديكم إسرائيل إذا أصبحت [هاريس] رئيسة... لن تكون إسرائيل موجودة بعد الآن... لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يدعمهم".
واستطرد: "وأنا أقول ذلك باستمرار: إذا كنت يهوديا وتدعمهم، فعليك إجراء اختبار على حالتك العقلية، لقد كانوا سيئين جدا بالنسبة لك".
وواصل حديثه: "إذا فازوا، ستزول إسرائيل، تذكروا هذا جيدا، إذا فازوا، فإن إسرائيل ستختفي، يمكنكم نسيان وجود إسرائيل، هذا ما سيحدث".
وتابع: "لذا عليكم أن تخرجوا في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتصوتوا لترامب، وإن لم تفعلوا، أعتقد أن الوضع سيكون كارثيا للغاية".

خطاب منفّر
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن عزوف الناخبين اليهود عن ترامب ربما يكون بسبب خطابه المنفّر، أو ربما لأن الناخبين اليهود لم يقتنعوا برسالته على نطاق واسع.
واستدركت: "لكن هذا التحذير الذي أطلقه ترامب لليهود، مثّل تصعيدا في حملته الانتخابية يهدف إلى جذبهم للتصويت له، وسط إحباطه من عدم تجاوبهم معه".
وقال ترامب في نفس التجمع: "إذا فازت كامالا هاريس، فستشن الجيوش الإرهابية حربا متواصلة لطرد اليهود من الأرض المقدسة".
وأوضحت "جيروزاليم بوست" أن هذه الحروب التي يحذر منها ترامب هي بالفعل جارية ضد "إسرائيل"، ورغم ذلك لم تتغير نسب التصويت المتوقعة.
وقالت الصحيفة: "ربما يكون الأمر متعلقا بثبات كامالا هاريس وتاريخها حيال قضايا إسرائيل، ولكن الواضح أن أغلبية اليهود ليسوا مقتنعين بترامب".
وكان من الواضح -بحسب التقرير- أن اليهود ومناصريهم انزعجوا بشكل خاص من تلميح ترامب إلى فكرة الولاء المزدوج لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل؛ وذلك عندما قال: "لن تنجو أبدا إذا فازت هاريس، ولن تنجو بلادنا أميركا أبدا إذا فازت".
وفي تصريح لشبكة "إن بي سي" الأميركية، قال الرئيس التنفيذي لـ"رابطة مكافحة التشهير" اليهودية، جوناثان غرينبلات: "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك مع ترامب، أعني، لقد رأينا هذا عندما كان في منصبه".

أرقام كاشفة
وأخيرا، أظهر استطلاع أن 68 بالمئة من الناخبين اليهود يخططون للتصويت لهاريس، و25 بالمئة يخططون للتصويت لترامب.
وأجرى الاستطلاع "المجلس الديمقراطي اليهودي في أميركا" (JDCA)، بالتعاون مع "معهد الناخبين اليهود" (JEI) التابع له.
وعملت المؤسستان مع شركة "GBAO"، التي تجرى استطلاعات للرأي لصالح المجموعات الليبرالية والديمقراطية.
وقد وصل الاستطلاع إلى 800 ناخب، بين 27 أغسطس/آب و1 سبتمبر/أيلول، عبر الرسائل النصية إلى شبكة الإنترنت، وهو نظام يتم من خلاله الوصول إلى المستجيبين المحتملين عبر الرسائل النصية ثم توجيههم إلى الاستطلاع على الإنترنت.
ووجد الاستطلاع أيضا أن 87 بالمئة من الناخبين اليهود الأميركيين يؤيدون جهود إدارة بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى.
وتتفق مع هذه الأرقام تقريبا ما أصدره "مركز بيو" الأميركي من أن 64 بالمئة من الناخبين اليهود سيصوتون لهاريس، و26 بالمئة لترامب.
وقالت الصحيفة: "في حين أن معاداة السامية والحرب ربما غيرت المواقف على المستوى الشخصي، إلا أن الأرقام لا تعكس ذلك".
ووجد استطلاع للرأي بين الناخبين اليهود بولاية بنسلفانيا، أجرته مجموعة هونان للتخطيط الإستراتيجي، في وقت سابق من سبتمبر 2024، أن نسب دعم اليهود في هذه الولاية بلغت 55 بالمئة لصالح هاريس، و43 بالمئة لصالح ترامب.
وعلقت "جيروزاليم بوست" على هذا الاستطلاع بالقول: "هذا انخفاض، لكنه لا يزال أيضا فوزا بهامش كبير لهاريس".
وأضافت: "اليهود الأميركيون لديهم مخاوف مختلفة، وربما أكثر حدة في هذه الجولة الانتخابية مما سبقها من جولات، وقد يكون هناك من لا يزالون مترددين وربما يتمكن ترامب من كسب دعمهم إذا نجح في إقناعهم".
واستدركت: "لكن ما يفعله ترامب، من فضح لليهود بسبب تصويتهم للديمقراطيين وتصوير نفسه على أنه المنقذ الوحيد للشرق الأوسط، من الواضح أنه لم يحقق له ما يريد، وسيتعين عليه أن يفعل شيئا مختلفا".
وتابع التقرير: "في الوقت الحالي، لا يوجد بديل جيد بالنسبة لليهود الذين لا يشعرون بالدعم والتمثيل المناسب من إدارة بايدن وحملة هاريس ونائبها تيم الز".
وختم: "على عكس الوضع في إسرائيل، حيث تتعدد الخيارات بشكل كبير، فلا يوجد سوى خيار واحد هنا في الولايات المتحدة".