دوافع تاريخية.. هل تعلن بولندا الحرب على روسيا بسبب أوكرانيا؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

تحذيرات روسية من إقدام بولندا على الدخول مع موسكو في حرب بدعوى أنها "ستجد نفسها في موقف صعب".

ورأى موقع "روسيا اليوم" أن مثل هذه المعركة قد تدفع إلى "السيناريو الأسوأ، وهو تقسيم بولندا، وهذا أمر يجب على البولنديين أنفسهم التفكير فيه".

وأفاد بأن "خطة عسكرة بولندا التي تُنفذ على قدم وساق، لن تسهم في تعزيز أمن بولندا".

دوافع تاريخية

وأشار موقع “روسيا اليوم” إلى أن هناك حالة تباين في الآراء داخل بولندا بشأن عملية "التسلح" التي انخرطت فيها البلاد، إذ رأى أن هناك من يعارض تلك السياسة التي تنتهجها حكومة وارسو.

ويظهر ذلك من خلال قوله: "من الجيد، بالطبع، أن هناك في بولندا من يفهم أن السياسة التي تتبعها بلادهم في التسلح، لن تجعلها أكثر أمانا، ولن تنقذها في حالة وقوع نزاع مسلح مع روسيا".

على النقيض من ذلك، ذكر الموقع ساخرا: "عند الاستماع إلى التصريحات الرسمية في وارسو، يتزايد الشعور بأن بعض السياسيين يعتقدون أنهم لا يُقهرون، ويؤمنون بشدة بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تشير إلى مساهمة كل دول الحلف في الدفاع المشترك عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم عسكري".

وادعى أن "بولندا تطمع في السيطرة على الأراضي الأوكرانية"، إذ رأى أن هناك "دوافع قومية تاريخية تحكم تحركات وارسو في النزاع الروسي الأوكراني، فقد كانت بعض أراضي غرب أوكرانيا تتبع قديما السيادة البولندية".

وزعم أن "السلطات البولندية تسعى لاستعادة غرب أوكرانيا، وأن لديها طموحات أن تصبح هي قاطرة أوروبا، متجاوزة ألمانيا التي تفقد مكانتها في القارة بسرعة".

وعاد الموقع للتأكيد على قوة موسكو، قائلا: "لا أعتقد أن أي دولة غربية في الوقت الحالي مستعدة بشكل جدي لمواجهة مباشرة مع روسيا".

واستدل بـ"تراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن المشاركة المباشرة في الحرب الروسية الأوكرانية".

وقال الموقع: "حتى ماكرون المتحمس للحرب، الذي كان يحلم بإرسال قواته إلى أوكرانيا منذ وقت قريب، يبدو أنه هدأ واختفى".

مع ذلك، يرى أن "بولندا قد تُجرّ إلى صراع مسلح، مع تقدم القوات الروسية نحو الحدود الغربية الحالية لأوكرانيا"، التي يعدها بعض الأصوات القومية جزءا من الأراضي البولندية في الأساس، ودلل على ذلك بإشارته إلى "الاستفزازات البولندية المستمرة على حدود بيلاروسيا".

ورأى أن “الغرب يقوم باستغلال وارسو لتوسيع الحرب ضد موسكو”، قائلا إن “الغرب قد يفكر في أي لحظة في فتح جبهة ثانية ضدنا، مستغلا الأوجاع الوهمية لبولندا وذكرياتها عن الكومنولث البولندي الليتواني”.

تجدر الإشارة إلى أن الكومنولث البولندي الليتواني كان اتحادا سياسيا بين مملكة بولندا ودوقية ليتوانيا الكبرى، تأسس عام 1569، وكان يعد واحدا من أكبر وأقوى الدول في أوروبا خلال القرن السادس عشر والسابع عشر.

دعم أميركي

وحذر الموقع بولندا من السير وراء تلك الأفكار "المجنونة"، معتبرا أن "الطبيب النفسي" هنا لن يسعف البولنديين، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وأوضح: "من المعروف من سيؤدي دور (الطبيب النفسي) في هذه الحالة، فقد طورت واشنطن منذ فترة طويلة خططا عديدة لكيفية عدم منح روسيا أي هدنة، وكيفية إشراك أكبر عدد ممكن من الأطراف في هذه الحرب، دون أن تكترث أميركا كثيرا بالعواقب على أتباعهم في الخارج، حيث يهتم الأميركيون فقط بحياتهم".

وتابع: "وكل شيء آخر هو مواد قابلة للاستهلاك، يمكن استخدامها كما يحلو لهم دون النظر إلى مثل هذه التفاهات، مثل الإنسانية وغيرها من القيم التي تخلوا عنها في الولايات المتحدة منذ زمن الاستعمار".

ونصح الموقع الروسي البولنديين، عند الإجابة على سؤال: "من لا يزال مستعدا للقتال مع موسكو؟، أن يفكروا مليا فيما سيحدث بعد ذلك، ولماذا يحتاجون إلى كل هذا من الأساس؟".

وأضاف: "نحن لا نعتدي على أراضيهم ولا سيادتهم، ولا نحلم بضمهم للإمبراطورية".

وأكمل: "بشكل عام، نحن ندعهم يعيشون كما يريدون ومع من يريدون، لكن الأهم هو أن تكون سياستهم لا تحمل تهديدا لمصالحنا وأمننا القومي".

وختم الموقع بـ"تهديد صريح بتقسيم بولندا، والدول الغربية كذلك".

وقال: "مع ذلك، إذا قررت بولندا المخاطرة والدخول مباشرة في مغامرة أميركية لتحل محل أوكرانيا، أعتقد أن الأمور لن تنتهي بتقسيمها هي فقط".

وأضاف: "لن تكون هناك معجزات بالتأكيد، سيكون هناك فقط مفاجآت، وليس من المؤكد أنها ستكون سارة".