قناة إسرائيلية: غزة جعلتنا نخسر الحاضر وحكومة نتنياهو تضيع علينا المستقبل

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تتواصل التباينات الإسرائيلية الداخلية بشأن مدى صحة استكمال حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الراهن أو مواصلة مراحل الصفقة وصولا إلى وقف نهائي للحرب. 

وتفاعلا مع ذلك، يتهم موقع "القناة 12" العبرية قادة الكيان الإسرائيلي بعدم الاستعداد لمواجهة التحديات القادمة التي قد تؤثر بشكل كبير على أمن الكيان واستقراره.

ومن وجهة نظر الموقع، تُظهر الأحداث، مثل حرب الاستنزاف ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فشلا في تغيير مسار الحرب نحو النصر.

كما يتهم القادة بعدم اكتراثهم بالعواقب الاقتصادية والاجتماعية لحرب الإبادة، والتي تزيد من تدهور الوضع في إسرائيل، مع تدمير للبنية التحتية الاقتصادية وتفاقم الأزمات الاجتماعية.

على جانب آخر، يشدد الموقع على أن الوضع على الحدود الإسرائيلية مع مصر والأردن يشكل تهديدا إستراتيجيا غير محسوب. 

ويشدد الموقع ضرورة وقف الحرب بشكل نهائي وإعادة ترتيب الأولويات العسكرية والسياسية في إسرائيل لمواجهة التهديدات المستقبلية.

بين النجاح والفشل

يستهل الموقع تقريره باتهام المعلقين العسكريين ومعظم الجمهور بأنهم ينظرون إلى ما يحدث حولهم من منظور ضيق، سواء على المستوى السياسي أو العسكري.

وأشار إلى أنهم "بسبب قصر نظرهم، لا يرون المشهد المحيط بهم بوضوح ولا يتعمقون في جوهر الأمور، كما أنهم لا يقرأون خريطة الأحداث على المستوى العملياتي والإستراتيجي بشكل صحيح".

وبحسب رأي الموقع، فإن "تركيزهم يتأرجح بين النجاح والفشل كالبندول المتحرك جيئة وذهابا بوتيرة ثابتة. إذ يفرحون عند تحقيق النجاحات ويحزنون عند الإخفاقات، لكنهم لا يفهمون العمليات الجارية في الحاضر ولا ينظرون إلى المستقبل".

وأردف: "ورغم النجاحات الكبيرة للجيش الإسرائيلي، مثل تفجير أجهزة الاستدعاء "البيجر" واغتيال نصر الله ورفاقه على سبيل المثال"، إلا أن الموقع يؤكد أن "قيادة دولة إسرائيل في هذه الأيام تُظهر وضعا سيئا ومرا". 

ولكن لو فحص القادة الإسرائيليون الوضع كما هو فعلا، لوجدوا أنه رغم تحقيق إسرائيل نجاحات كبيرة، إلا أنها لم تؤد إلى تغيير المسار نحو النصر في الحرب.

بل على العكس، لم يُحسم أمر حماس ولا حزب الله، رغم مظاهر الاحتفال والفرح التي توحي كأن الجيش الإسرائيلي على وشك تحقيق الحسم. 

وتستدل "القناة 12" على ذلك بأنه "حتى بعد اغتيال نصر الله، استمر حزب الله بعد فترة قصيرة في حرب استنزاف شمالا وبقوة أكبر بكثير مما كانت عليه في السنة الأولى". 

مضيفة: "كما وسع نطاق إطلاق الصواريخ من الحدود الشمالية وصولا إلى تل أبيب، مما تسبب لإسرائيل بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات". 

والأسوأ من ذلك، من وجهة نظر الموقع، وافق الجيش الإسرائيلي على وقف إطلاق النار عندما أدرك أنه لا يستطيع حسم الأمر ضد مقاتلي حزب الله حتى عندما كانوا في أضعف حالاتهم.

الوجهة يجب أن تتغير

بالإضافة إلى ذلك، يلفت الموقع إلى أن "الجيش الإسرائيلي الصغير يفتقر إلى قوة احتياط كافية لاستبدال الوحدات المقاتلة، كما يفتقر إلى القدرة على المناورة العميقة ولا يمتلك قوات كافية لتأمين عدة جبهات في وقت واحد".

"علاوة على ذلك، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من تحرير جميع الأسرى بالعمليات العسكرية، أو إعادة النازحين إلى منازلهم". 

وهذا يعني أنه "بعد أكثر من عام، لم تحقق إسرائيل أيا من أهداف الحرب".

ومن ناحية أخرى، يقول إن "استمرار القتال تحول إلى حرب بلا هدف، لأنه حتى لو استمرت قوات الجيش الإسرائيلي في القتال لشهور وسنوات، فلن تتمكن من حسم أمر حماس وحزب الله أو القضاء على الإرهاب الذي يزداد قوة في الشرق الأوسط". 

ومع ذلك، يعتقد الموقع أن "استمرار القتال الذي فقد هدفه يؤدي بالدولة إلى الانحدار نحو الهاوية ويضر بالاقتصاد ويزيد من غلاء المعيشة، وهو ما لا يستطيع الجمهور تحمله".

وتابع: "كما أنه يقوض علاقات إسرائيل مع دول العالم ويدمر الجيش البري الصغير، بالإضافة إلى إضعاف التماسك الوطني والاجتماعي".

ويضيف أن "استمرار القرار كذلك يؤدي إلى هجرة العقول المتميزة في مجالات التكنولوجيا العالية والطب وغيرها".

وكنتيجة نهائية، يخلص الموقع إلى أن "نجاحات الجيش الإسرائيلي الكبرى لم تُغير المسار العام للدولة نحو الأفضل". 

“وبالتالي، حتى لو حققت الدولة نجاحات مستقبلية في الحرب، فإنها غير قادرة على تغيير الاتجاه العام الذي يقودها نحو الهاوية، لأنها ببساطة لا تملك القدرة على الحسم والانتصار بشكل مطلق”. 

وفي هذا الصدد، تشير “القناة 12” إلى أن "الخطوة المطلوبة فورا هي وقف جبهات الحرب وإعداد الدولة والجيش لمواجهة تهديدات المستقبل ووقف التدهور الاقتصادي". 

وهو ما يعني ضرورة استكمال مراحل الصفقة الحالية مع قطاع غزة، وصولا إلى المرحلة الثانية والثالثة ووقف إطلاق النار بشكل كامل.

بالإضافة إلى "إصلاح علاقات إسرائيل المتدهورة مع دول العالم واستعادة وبناء التماسك الوطني والاجتماعي الذي يتلاشى تدريجيا، وأهم من كل ذلك إعادة جميع الأسرى والنازحين إلى منازلهم".

خطر محتمل من مصر

"وفي حين أن القادة الإسرائيليين يفتقرون إلى رؤية إستراتيجية وفهم للتطورات المدمرة التي تحدث بسبب الحرب في الوقت الحاضر"، وفق القناة العبرية، يسلط التقرير الضوء على أن المستويين السياسي والعسكري يفتقران إلى استشراف المستقبل.

مضيفا: "كما أنهما لا يعملان على إعداد الدولة والجيش لمواجهة تهديدات ساحة المعركة المستقبلية، التي ستكون أكثر خطورة بأضعاف مقارنة بالتهديد الحالي".

وهنا، تلفت "القناة 12" إلى أن "الجيش المصري اليوم يعد أقوى جيش في الشرق الأوسط". 

وبالإشارة إلى أن "جميع تدريباته موجهة ضد إسرائيل"، يلفت الموقع إلى أن "الجيش المصري أعد بنية تحتية للحرب في داخل سيناء وفي إسرائيل".

وبقوله إن "السلام الحالي بين إسرائيل ومصر قائم على أساس هش"، يذكر الموقع أن "المصريين بدأوا في عام 2024 يديرون ظهورهم لإسرائيل".

وهنا، يحذر الموقع من "كون مصر في علاقات وثيقة مع الأتراك والصينيين، وحتى الإيرانيين". 

وفي هذا الصدد، يعتقد الموقع العبري أن "إسرائيل يتوجب عليها أن تأخذ في الحسبان قوة مصر العسكرية، وأن تُعد الجيش الإسرائيلي للدفاع عن حدوده معها".

ويتحدث الموقع عن أن "رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، قد يقرر المشاركة في حرب إقليمية شاملة ضد إسرائيل، وهو ما لا يُتخذ أي إجراءات بشأنه على المستويين السياسي والعسكري".

وهنا، يؤكد الموقع أن "الجيش الإسرائيلي لا يمتلك قوات كافية يمكن نشرها ضد المصريين، ولا يوجد متابعة استخباراتية لما يجري داخل الجيش المصري، كما يوجد تجاهل كامل وغياب للتحضير والاستعداد لمواجهة عسكرية مع مصر".

"ومرة أخرى، يعيد التاريخ نفسه"، على حد قول الموقع العبري.

وتوضح "القناة 12" أن “إسرائيل -مرة أخرى- تشهد ذات الغطرسة واللامبالاة وانعدام المسؤولية التي كانت من سمات المستويين السياسي والعسكري، والتي قادت إلى الفشل الكبير في منطقة غلاف غزة”، في إشارة إلى المستوطنات المحاذية للقطاع.

سوريا والأردن

من جهة أخرى، يتحدث التقرير عن سيطرة "المتمردين المتطرفين" -كما أسماهم الموقع- على سوريا، مشيرا إلى أن "هؤلاء المتمردين مدعومون من الأتراك الذين يعادون إسرائيل". 

ومن المتوقع أن "ينقل لهم الأتراك وسائل قتالية خلال السنوات القادمة". 

وفي هذا السياق، يحذر الموقع أنه "خلال بضع سنوات قد تجد إسرائيل على حدودها دولة سورية متطرفة، تشبه طالبان وتشكل تهديدات خطيرة على البلاد، أكثر بكثير من التهديدات التي كانت موجودة خلال حكم الأسد". 

وهنا، يستنكر الموقع أن "إسرائيل حتى الآن لم تبدأ بأي استعدادات ولم تقم ببناء جيش قادر على مواجهة هذه التهديدات، خاصة مع الاحتمال الكبير بأن يعمل هؤلاء المتمردون بالتزامن مع دول أخرى ضدها".

وفي النهاية، بنقل الحديث إلى الأردن، يقول الموقع العبري إن "90 بالمئة من السكان هم من السنة الذين يعارضون النظام الملكي والملك". 

ولذلك، يلفت الموقع النظر إلى وجود خطر محتمل متمثل في أن يحرض الإيرانيون أو الجهاديون الذين سيطروا على سوريا السكان ضد الملك. 

"وإذا سقطت الأردن في أيديهم، ستجد إسرائيل نفسها أمام دولة متطرفة أخرى مدعومة من إيران أو تركيا والجهاديين في سوريا"، بحسب ما ورد عن الموقع. 

وهنا، تشير "القناة 12" إلى أن "إسرائيل لا تمتلك الآن قوات قادرة على الدفاع عن الحدود الشرقية لإسرائيل بطول 500 كيلومتر، من هضبة الجولان إلى إيلات".

ومن زاوية أخرى، يشير الموقع إلى أنه "قبل أشهر قليلة فقط، كانت السعودية تتجه نحو إقامة تحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

"ولكن في الوقت الحالي، تخلت السعودية عن الولايات المتحدة وعن إسرائيل"، بحسب ما ذكره الموقع.

ويضيف الموقع أن "السعودية اليوم مرتبطة بتركيا، التي تشتري منها الطائرات، كما أنها على صلة بإيران ومحور الشر الذي يعمل ضد إسرائيل".

وفي الختام، يوضح الموقع أنه "لإعداد الدولة والجيش لمواجهة هذه التهديدات التي تواجه إسرائيل، كان ينبغي عليها أن تكون قد بدأت منذ وقت طويل في التحضير على مستوى عميق". 

وبالإشارة إلى أن "مثل هذا الإعداد سيستغرق عدة سنوات"، يستنكر الموقع أن "القيادة السياسية والعسكرية الضعيفة في إسرائيل لا تنظر إطلاقا إلى المستقبل". 

واختتم: "إذ لا توجد نقاشات حكومية أو عسكرية حول هذا الموضوع، كما لا توجد رؤية أمنية إستراتيجية للقريب العاجل أو المستقبل".