هل يمكن للحوثيين تغيير موازين القوى في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل؟

منذ ٢٤ يومًا

12

طباعة

مشاركة

مجددا، استهدف “الحوثيون” بنية تحتية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب، ليلة 15 يونيو/ حزيران 2025، وسط تساؤلات حول تداعيات هذه الضربة وما قبلها على الحرب الإقليمية القائمة.

وقال موقع "إزفستيا" الروسي، في تقرير له أن هذه العملية جاءت نتيجة تنسيق مشترك بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني.

وتساءل عن سبب مشاركة الحوثيين في الصراع وكيف يمكن أن يتغير مسار المواجهة بين إيران وإسرائيل الذي بدأ منذ 13 يونيو/ حزيران 2025،.

أسباب الانخراط

فيما يتعلق بأسباب انخراط الحوثيين في المواجهة، قال الموقع: إنها “مهتمة بالمشاركة في الصراع بين إيران وإسرائيل لأسباب براغماتية عدة”.

وأوضح أن "أول هذه الأسباب هو أن المشاركة في الخط المناهض لإسرائيل تتيح للحوثيين تعزيز شرعيتهم داخل اليمن".

وتابع: "ومن خلال الظهور كجزء من محور المقاومة الأوسع، ترسخ الحركة صورتها بصفتها قوة ذات وزن إقليمي ودولي". 

وأضاف أن ذلك "قد يعزز سلطتهم بين السكان، لا سيما في ظل الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية".

كذلك يرى الموقع أن "الحوثيين يسعون إلى زيادة ثقلهم السياسي خارج حدود اليمن، فمن خلال مشاركتهم في صراعات تضم لاعبين عالميين وإقليميين، يظهرون استعدادهم للتأثير في الأمن والتجارة في البحر الأحمر".

وأردف: "نتيجة لذلك، كلما كانت لهم أدوار أكثر أهمية في الأجندة الدولية، بات من الأصعب تجاهل مصالحهم في أي اتفاقات سلام محتملة بشأن اليمن".

إلى جانب ذلك، فإن دعم إيران يمنح الحوثيين قاعدة من الموارد والدعم الفني.

وأوضح الموقع أنه "من خلال مشاركتهم في هذا الصراع الكبير، فإن ذلك يعزز تحالفهم مع طهران، وهو ما قد ينعكس على إمكانية حصولهم على تقنيات وأسلحة ومعلومات استخباراتية وقنوات دبلوماسية حديثة". 

وأشار إلى أن "هذا التحالف مفيد للجانبين؛ لكنه أكثر أهمية بالنسبة للحوثيين، لأنه يمثل وسيلتهم للبقاء في ظل العزلة الدولية".

في سياق آخر، أفاد الموقع بأن الحوثيين "يمتلكون ترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، ولديهم القدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى، بما في ذلك استهداف ميناء إيلات في جنوب إسرائيل". 

وهو ما يفرض على دولة الاحتلال -حسب "تاز" الألمانية- ضرورة "إعادة توزيع منظومات الدفاع الجوي والبنية التحتية العسكرية، لمراعاة الاتجاه الجنوبي، الذي لم يكن يمثل سابقا تهديدا مباشرا".

مسار الصراع

كذلك لفت الموقع إلى أن هناك احتمالية لشن الحوثيين هجمات على خطوط الملاحة في البحر الأحمر.

وشدَّد على أن تأثير ذلك -حال حدوثه- لن يقتصر على إسرائيل، "بل سيمتد للتجارة العالمية برمتها، لا سيما في نقل النفط والبضائع عبر قناة السويس، وهو ما يعني احتمالية أن يأخذ الصراع بعدا اقتصاديا له تبعات عالمية محتملة". 

وأكد الموقع أن "الصراع بات ذا طابع إقليمي بعد انخراط الحوثيين فيه". 

وأشار إلى أن "توسيع الجغرافيا الجيوسياسية للمواجهة يعقد من التنبؤات ويتطلب من الأطراف مزيدا من المرونة في التخطيط العسكري".

ولفت الموقع إلى أن "إيران يمكن أن تعول على دعم عدد من القوى السياسية، التي ترتبط معها بعلاقات سياسية وعسكرية وأيديولوجية مستقرة". 

وأشار إلى أن "هذا التعويل ينطبق -في المقام الأول- على حزب الله اللبناني، الذي يعد شريكا رئيسا لإيران في بلاد الشام". 

وأضاف أنه "بإمكانه، إذا لزم الأمر، فتح جبهة شمالية ضد إسرائيل، انطلاقا من الأراضي اللبنانية وجزئيا من الأراضي السورية". 

واستدرك: "مع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان أن المواجهة النشطة الأخيرة مع إسرائيل أضعف الحزب بشكل كبير".

وإلى جانب حزب الله، ينشط على الأراضي العراقية عدد من الجماعات المسلحة الشيعية، وهي موالية لإيران، وتمتلك خبرة قتالية، ويمكن أن تلعب دور الوسيط الإقليمي في حال اندلاع صراع واسع النطاق، حسبما ذكر الموقع الروسي.

إضافة إلى ذلك، أشار إلى أن "إيران يمكنها أن تعتمد على دعم دبلوماسي من دول مهتمة بإضعاف النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا وقطر".

ورجح أن "هذا الدعم قد يظهر في شكل مساعدات للالتفاف على العقوبات".

تطور الصراع

ولم يستبعد الموقع احتمال انخراط الغرب المباشر في الصراع حال حدوث تصعيد واسع النطاق، أو تهديد مباشر للحلفاء، أو انتهاكات خطيرة للأمن الدولي. 

أما في السيناريوهات الأقل حدة، فمن المرجح -وفق الموقع الروسي- أن "تلجأ الدول الغربية إلى أدوات الردع والضغط، لا سيما العقوبات الاقتصادية".

ورغم الدوافع الأيديولوجية والبراغماتية للمشاركة في الصراع، إلا أن الموقع أكد أن "مشاركة الحوثيين لا تغير بشكل جذري توازن القوى في الصراع بين إيران وإسرائيل".

وعزا ذلك إلى أن "الحركة لا تمتلك قوى عسكرية كبيرة مقارنة بالإسرائيليين". 

واستدرك: "ومع ذلك، فإن انخراط الحوثيين يعقد كثيرا بنية المواجهة؛ حيث تظهر نقاط ضغط جديدة، وتحديات لوجستية وعسكرية". 

وفي هذه الحالة، رجح الموقع "استمرار حرب طويلة الأمد منخفضة الحدة؛ حيث توجه الأطراف ضربات يومية محدودة، وتتعرض اقتصاديات المنطقة للتدهور التدريجي".

وتابع: "لكن في حال تصاعد التهديد لإمدادات الطاقة العالمية والملاحة في البحر الأحمر، فقد يؤدي ذلك إلى تدخل دولي من قبل الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أجل استقرار الوضع".

وأشار إلى أن هذا "سيناريو مكلف ومحفوف بالمخاطر، لكنه ممكن فقط في حال حدوث تصعيد دائم".

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن "مسؤولي البنتاغون لا يستبعدون حملة جوية-بحرية ضد إيران دون تدخل بري".