خليفة محتمل لبلينكن.. من هو فيل غوردون الذراع الأيمن لكامالا هاريس؟

ظل غوردون بعيدا عن السياسة الداخلية خلال إدارة ترامب
تتوقع مجلة إيطالية أن يكون مستشار نائبة الرئيس الأميركي الحالي لشؤون الأمن القومي، فيل غوردون ضمن قائمة شخصيات ستلعب دورا مركزيا في الإدارة الديمقراطية المقبلة، في حالة فوز المرشحة كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقالت مجلة "فورميكي" إن "النتيجة الأولى التي تعرضها محركات البحث في الإنترنت حول فيل غوردون هي للاعب البوكر الأميركي الذي يحمل نفس الاسم والمولود في إل باسو، تكساس".
وأشارت في تقرير عن الملف الشخصي وأفكار هذا السياسي وتوجهاته إلى أن عملية البحث تتعلق بمستشار كامالا هاريس للأمن القومي والسياسة الخارجية والذي في حالة فوزها في الانتخابات المقبلة، "سيلعب بالتأكيد دورا مركزيا في إدارتها".
منقذ أوروبا
وبحسب تعبيرها، فإنه يعد “مُنقذا لأوروبا" التي تشعر بالقلق من أن يدفع تغيير الإدارة في البيت الأبيض، في إشارة إلى فوز الجمهوريين ومرشحهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الأميركيين إلى إعادة توجيه أنظارهم إلى مكان آخر مثل المحيط الهادئ.
وتعتقد أن هذا الأمر لن يحدث مع غوردون، أي في حال فوز هاريس وتقلده منصبا رفيعا في إدارتها المستقبلية.
وفي حديثه للمجلة، قال الأكاديمي الإيطالي جيانفرانكو باسكوينو إن "الاتحاد الأوروبي جهة فاعلة مهمة يجب أن تكون أكثر حضورا ونشاطا على الساحة العالمية ".
ويعتقد أن "الولايات المتحدة يجب أن تضغط من أجل دور حاسم أكثر للكتلة الأوروبية من خلال التحاور مع السلطات الأوروبية".
وباسكوينو أكاديمي في جامعة لينسيان الإيطالية وأستاذ فخري للعلوم السياسية، درّس طيلة سنوات في كلية الدراسات الدولية المتقدمة التي كان فيها فيل غوردون أحد طلابه في إحدى المحاضرات بينما كان أستاذه ديفيد كاليو.
وأكد "نعلم جميعا أن أميركا تتطلع أكثر نحو المحيط الهادئ، وأن المرشحة من كاليفورنيا كامالا هاريس، ليست استثناء" ولهذا السبب يتوقع أن يشكل "غوردون ثقلا موازنا مفيدا لأوروبا".

فيما تشدد المجلة الإيطالية على أن الدبلوماسي البالغ من العمر 61 عاما حليف للأوروبيين و"يشعر براحة كبيرة في أوروبا وهو شغوف جدا بكرة القدم فيها".
في نفس سياق موالاته لأوروبا، تذكر المجلة الإيطالية أنه يتحدث أربع لغات أوروبية، وقد كتب أطروحة عن الجنرال الفرنسي شارل ديغول.
وترجم كتابا للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ويقدر فكرة الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون عن اتحاد أكثر استقلالا إستراتيجيا ولا تقتصر أفكاره على فرنسا فحسب.
وقد أسس مركز الولايات المتحدة وأوروبا في معهد بروكينجز في واشنطن وكان فيه باحثا كبيرا لمدة عشر سنوات (1999-2009).
وركز في أبحاثه خاصة على العلاقات بين أميركا والشرق الأوسط لتعميق العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي اللتين ينتقل بينهما كثيرا.
وكان الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون قد عهد إليه بدور مدير الشؤون الأوروبية، ثم تولى في عهد باراك أوباما منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية إلى غاية عام 2013.
وبحسب المجلة الإيطالية، حاول من خلال هذا الدور أن يمنح أوروبا رؤية عالمية ليس من خلال التعاون مع الولايات المتحدة فحسب ولكن أيضا مع دول البلقان والقوقاز، فضلا عن تطوير علاقات أكثر كثافة مع روسيا وتركيا.
الشرق الأوسط
وبعد نهاية مهمته، عينه أوباما مساعدا خاصا لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج قبل أن يقدم استقالته من هذا المنصب.
بالإضافة إلى تعميق معرفته بمسائل الأمن القومي، دعم غوردون باستمرار سياسات رئيسه على غرار ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران جرى التوصل إليه في عام 2015 قبل أن يقرر دونالد ترامب الانسحاب أحادي الجانب منه بمجرد دخوله البيت الأبيض.
وخلال إدارة الأخير، ظل غوردون بعيدا عن السياسة الداخلية وتفرغ في الغالب للتعامل مع مسائل ومواضيع تخص الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأوروبا في مجلس العلاقات الخارجية.
كما عمل في مجموعة أولبرايت ستونبريدج التي تقدم الاستشارات السياسية في الأسواق الدولية والعالمية.
هذا قبل أن يعود مجددا إلى واشنطن مع وصول الرئيس الحالي جو بايدن إلى السلطة وبرغبة من نائبته المرشحة الحالية للحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة كامالا هاريس التي أرادته بجانبها وعهدت إليه بمهام معقدة، بحسب وصف مجلة فورميكي.
ولفتت إلى أن غوردون "لم يكن خبيرا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لكنه تعمق في القضية على مر السنين".
ولهذا السبب كلفته "المرشحة الديمقراطية الحالية بزيارة المنطقة خلال الصراع الحالي (العدوان الإسرائيلي على غزة)، لإجراء محادثات مع الطرفين"، الفلسطينيين والمحتل الإسرائيلي.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، ترأس الوفد الأميركي لمحادثات ما بعد الحرب وفي يونيو/حزيران 2024، التقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وتباحث معه عن كيفية التوصل إلى وقف للتصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان، حيث تسود مخاوف من تصعيد للهجمات والقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على جانبي الخط الأزرق، وأعرب عن قلقه بشأن الوضع في الضفة الغربية.
وفي اليوم التالي التقى أيضاً برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي جدد له ضرورة الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات.
وخلال الفترة الأخيرة، أدلى بتصريحات أوضح فيها أن هاريس "لا تؤيد فرض حظر أسلحة على إسرائيل".
وقال إنها "أوضحت أنها ستحرص دوما على أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات المدعومة منها".
يأتي ذلك بعد أن وعدت مرشحة الديمقراطيين عقب اجتماع لها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "لن تبقى صامتة إزاء المآسي" في قطاع غزة.
وقد تعرضت هاريس في عدة تجمعات انتخابية إلى ما تصفها تقارير بمضايقات لمتظاهرين منددين بتواصل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي الختام، ذكرت المجلة تصريح غوردون بأن "الوقت قد حان لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.
على ضوء هذه التصريحات، تساءلت عما إذا كان يُظهر جاهزيته لمرحلة ما بعد مستشار الأمن القومي الأميركي الحالي جيك سوليفان أو وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أي إمكانية أن يتقلد منصب أحد منهما في حال وصلت كامالا هاريس إلى البيت الأبيض.