جميع مخابز جنوب غزة بلا دقيق.. وناشطون: إغلاق المعابر ينذر بتصاعد المجاعة في القطاع

أغلقت جميع مخابز جنوب القطاع المحاصر أبوابها ثالث أيام العيد
ندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بتصاعد المجاعة في قطاع غزة وإغلاق جميع مخابز جنوب القطاع أبوابها؛ بسبب نفاد كميات الدقيق والسكر والملح والخميرة والسولار جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر أمام المساعدات منذ 2 مارس/آذار 2025.
في اليوم الـ16 من استئناف حرب الإبادة على غزة، الموافق 2 أبريل/نيسان 2025، أغلقت جميع مخابز جنوب القطاع المحاصر أبوابها؛ وذلك جرّاء نفاد الوقود وجميع المواد الأساسية اللازمة لعملها، وسط تحذيرات من دخول القطاع مرحلة جديدة من المجاعة.
وعدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دفع المخابز للتوقف عن العمل بعد نفاد الدقيق بالكامل في غزة، تصعيدا خطيرا للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل. مؤكدة أن القطاع دخل فعليا مرحلة المجاعة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وقالت الحركة في بيان: "التجويع أصبح سلاحا مباشرا في الحرب الوحشية، التي تستهدف الإنسان الفلسطيني في حياته وكرامته وصموده، فمنذ 2 مارس/ آذار 2025، صعّد العدو عدوانه بإغلاق المعابر ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والإمدادات الطبية".
تنديد واستنكار
وتنديدا واستنكارا للمجاعة، قال الصحفي محمد هنية: "صار يقلقنا نفاد علبة الفول، ويقلقنا كذلك نفاد كيلو الطحين والأرُز، تشعر وأنت تقضم الرغيف كأنك تنهش لحمك لصعوبة امتلاكه والحصول عليه".
وأضاف: "صار طعامنا يقلقنا كثيرا وهذا ليس بخلا، بل بسبب صعوبة توفيره وحجم الإذلال الذي نتعرض له بسبب الحصول عليه".
أكد الصحفي محمد عبدالعزيز، أن الجوع يضرب أطنابه في غزة عميقا وبشكل سريع، مشيرا إلى مضي شهر على إغلاق المعابر، والإعلان أمس عن إغلاق المخابز كافة.
وروى أن صديقا له بحث عن الخبز في السوق لعله يجد أي نوع خبز في مسافة تزيد عن 6 كم لم يجد، متوقعا أن أياما قليلة وسنجد حالات الوفاة من الجوع ونقص الغذاء في المستشفيات التي تعاني أيضا من نقص حاد في الأدوية.
وقال نبيل بن عيسى، إن كيان العدو الصهيوني يرتكب جريمة إبادة وتجويع بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وبحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني يتبع سياسات تجويع ممنهجة عبر إغلاق المخابز ومنع إدخال الدقيق والوقود، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأكد ابن عيسى، أن هذه الإجراءات تعمّق أزمة المجاعة التي تهدد حياة أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن. قائلا: إن منع إدخال المواد الأساسية يُعد إجراما يهدف لاستكمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وأشار المغرد إياد إلى أن حصار غزة يشتد أكثر فأكثر، ومع توقف مخابز غزة عن العمل، يدخل القطاع دوامة جديدة من الجوع.
ولفت إلى أنه في السابق، أكل الناس أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، واليوم لم يعد في غزة ما يكفي لا للبشر ولا للحيوانات.
وأكد إياد أن إسرائيل تعمل على احتلال 25% من أراضي قطاع غزة خلال أسبوعين، كنوع من الضغط من أجل الإفراج عن الأسرى، قائلا: "لم يمر في التاريخ احتلال أبشع من الاحتلال الصهيوني، ولم يشهد العرب في تاريخهم قلة شهامة ومروءة كما هي اليوم".
خذلان وتواطؤ
واستنكارا لخذلان حكام العرب والمسلمين لغزة وتواطؤ الأنظمة العالمية وصمت المنظمات الحقوقية، عد الكاتب أحمد منصور، نفاد الوقود والدقيق وإغلاق المخابز وتجويع أهل غزة الصامدين في مواجهة أبشع حرب صهيونية في التاريخ، جريمة ضد الإنسانية تقوم بها إسرائيل ويشارك فيها العالم، ووصمة عار على العرب والمسلمين.
وقال الوزير المصري الأسبق محمد محسوب: إن الدول العربية يمكنها معا منع المجاعة. محذرا من أن السكوت يفسره العالم قبولا واستسلاما، وكلاهما ستكون له نتائج مرة علينا جميعا.
وأضاف أن الدول الكبرى عندما تتغول تختار المناطق الرخوة والأرض المتروكة والأنظمة المرتعدة والشعوب المستسلمة، والتغول لا يفكر في حماية أنظمة ولا فيما ستعانيه الشعوب".
وعد عزيز هناوي، معاناة غزة من المجاعة وهي تحت حرب الإبادة الجماعية على مدى 17 شهرا "عنوان سقوط شرعية كل حكام المسلمين".
وأشار محمد غادفي إلى أن المقاومة تعلن أن قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، وسط صمت غريب من جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
وأكد لؤي أبو قطوشة، أن تجويع غزة وأهلها من أجل تركيعها يا عالم أليس يعد جريمة ضد الإنسانية؟! متسائلا: “أين أنت يا عالم ويا عرب ويا حقوق الإنسان؟”
ونصح الأكاديمي العماني حمود النوفلي، من أراد أن يجنبه الله عقاب الخذلان الذي لن يسلم منه أحد شارك فيه بالتآمر أو الصمت، فعليه أن يبرأ لله من هذا الظلم العظيم الذي يمر به إخواننا في الدين والعروبة بغزة، وأن يشارك بالقلم والمال في نصرتهم حتى يكتب له أجر الجهاد وهذا أقل أقل ما يمكن فعله لهم.
وذكر الشاعر محمود العيلة، بقول كفار قريش: “أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم جوعى؟”
وأكد الكاتب يحيى بشير، أن الحقيقة القاسية، أن دول المنطقة الفاعلة والكبيرة وذات التأثير ليست سوى فقاعات من الصابون في وجه إسرائيل وأميركا.
وقال: إن "المؤكد أيضا أن هذه الإبادة ستستمر حتى تصل إسرائيل لقناعة تامة أنها لن تحصل على مُرادها بتهجير أهل غزة وأخذ أسراها حتى ولو ضربت غزة بقنابل نووية تكتيكية".
دير البلح
وفي أعقاب تصاعد المجاعة بغزة، اختطف مسلحون من عائلة أبو سمرة شرطيا بغزة يدعى "إبراهيم شلدان" وقتلوه ومثلوا بجثته في دير البلح وسط القطاع، على خلفية إطلاقه طلقات تحذيرية أثناء تأمين توزيع مساعدات إنسانية وطحين، أودت بحياة أحد المواطنين بالخطأ.
ومن جهتها، أدانت عشائر وعائلات دير البلح وسط قطاع غزة جريمة قتل الشرطي، الذي استُهدف غدرا أثناء تأدية واجبه الوطني في تأمين المساعدات الإنسانية والطحين للمواطنين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.
وبدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة: إنها شكلت "لجنة تحقيق في مقتل رجل شرطة أثناء القيام بمهامه في فض شجار أسفر عن وفاة مواطن متأثرا بجراحه". مؤكدة أن مرتكبي الجريمة لن يفلتوا من العقاب وأن يد العدالة ستصل إليهم.
وفي بيان لها عبر منصة تليغرام، قالت حماس: إن "إقدام مجموعة من المجرمين على خطف أحد عناصر الشرطة وقتله، الشهيد البطل إبراهيم شلدان (النجار) في مدينة دير البلح، والتمثيل بجثته، أثناء أدائه واجبه الوطني هي جريمة مستنكرة، يجب محاسبة مرتكبيها عليه بقوة وحزم".
وأضافت أن "هذه الجريمة التي تخدم الأهداف الصهيونية في محاولة لكسر الجبهة الداخلية الفلسطينية وإشاعة الفلتان والفساد، وصولا إلى هدف تهجير أبناء شعبنا، تستوجب من الجهات المسؤولة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التعاون مع الاحتلال في مخططاته الإجرامية".
وأكدت حماس أن "محاولات العدو الصهيوني تنفيذ مخططاته عبر ضرب السلم الأهلي وإشاعة الفلتان لن تنجح"، معلنة وقوفها بقوة خلف الأجهزة الأمنية في إنفاذ القانون، واعتزازها بجميع أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعائلاته وعشائره.
واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #المجاعة_في_غزة #غزة_بلا_خبز #المجاعة، #غزة_تباد، وغيرها بمواصلة الاحتلال تنفيذ سياسة تجويع ممنهجة ضد أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وصبوا جام غضبهم على حكام الأنظمة العربية والإسلامية لخذلانهم لأهل غزة وفشلهم في فك الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليهم وعجزهم عن فتح المعابر وإسناد الفلسطينيين ودوره في تفاقم المجاعة، كما هاجموا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الصامتة والمتواطئة مع الكيان.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصورا توثق لحظة إعدام عائلة أبو سمرة شرطيا بدير البلح، بزعم تسببه في قتل شاب من العائلة، وتحدثوا عن دور السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، في تأجيج الفتنة بين الفلسطينيين، داعين المقاومة للضرب بيد من حديد.
وعما شهدته دير البلح ودور السلطة فيه، أوضح المحلل السياسي ياسين عز الدين، أنه بعد فشل الاحتلال والسلطة بإخراج مظاهرات ضد الـمقاومة بغزة، بدأ يستخدم عملاءه والمافيات لإشعال الفلتان الأمني حيث قام خارجون عن القانون باختطاف شرطي وقتله بطريقة بشعة في دير البلح.
وقال: إن جيش الاحتلال متردد في دخول غزة بريًا فيحاول استخدام عملائه لتقويض المجتمع الفلسطيني من الداخل ليحتل غزة دون قتال، لكنهم سيفشلون كالعادة بإذن الله، مطالبا المقاومة بالضرب بيد من حديد على هذه العصابات وعملاء الاحتلال.
وكتب الباحث سعيد الحاج: "انتقلت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية من التلويح بالفوضى إلى اختلاقها، ومن التهديد بالفلتان الأمني للتسبب به، ومن التنظير للحرب الأهلية إلى بدء إرهاصاتها الأولى".
وأكد أن حادثة البلطجة في قتل الشرطي في غزة بهذه الطريقة الهمجية والتحدي المتسلح ضمنا بالاحتلال وبعيدا عن الشرع والقانون والعرف بخصوص حادثة القتل غير العمد يؤشر لمرحلة جديدة وشديدة الخطورة تعمل عليها مخابرات السلطة المتعاونة مع الاحتلال عمدا و/أو ضمنا.
وقال الحاج، إن ثمة من يرى أن هناك فرصة لاستغلال وجود الاحتلال وحربه الاجتثاثية ضد غزة، مقاومتها وأهلها، لتنفيذ مشاريع وأجندات مشبوهة وغير وطنية.
وأضاف: "تكثر الطفيليات في حالات المرض وضعف المناعة وغياب الأدوية، وتواجه بتقوية المناعة وأخذ العلاجات المناسبة".
وأوضح الحاج، أن هذه الطفيليات تواجه بزيادة المناعة المجتمعية بتماسك النسيج المجتمعي الفلسطيني ووحدته في مواجهة المشاريع المشبوهة ورفع أي غطاء سياسي أو حزبي أو مجتمعي أو عائلي عن القتلة والبلطجية والمنفلتين، وبالأخذ على يدهم من الأجهزة المختصة.
وحذر من أن المواجهة إذا لم تتم بهذه الطريقة فإن الاحتلال سينجح في فرض مسار فوضى مجتمعية و/أو حرب أهلية (لا قدر الله) تضعف الجبهة الداخلية، كجزء من حرب الإبادة والتهجير وتصفية القضية، يسهم فيها عملاء و/أو مشبوهون و/أو جهلاء و/أو أغبياء و/أو مغيبون و/أو بسطاء مستغَلون، لا فرق كبيراً.
واختتم الحاج، قائلا: "إننا إزاء مرحلة حساسة واستثنائية شديدة الخطورة من تاريخنا الهدف منها اجتثاث المقاومة وتهجير الشعب وتصفية القضية، ما يفرض على الجميع (الجميع بلا استثناء) مسؤوليات استثنائية".
وأكد الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق، أن ما جرى في دير البلح من استهداف لأحد عناصر الشرطة الفلسطينية لم يأت من فراغ، بل نتيجة لحملة شيطنة إعلامية تقودها أذرع مرتبطة بشكل رسمي وطوعي مع الاحتلال.
وأشار إلى أن حملة الشيطنة تعفي نتنياهو من مسؤوليته عن الإبادة الجارية وتُحمّل غزة وأهلها وشرطتها ومقاومتها المسؤولية الأولى والأخيرة، ضمن سياسة رفع مستوى الضغط لأقصى درجة ممكنة.
وقال أبو رزق: "قد يظن الناس أن هذا استقواء بالاحتلال، مع الأسف لا، الاستقواء يكون بالحليف المحتمل، أما هؤلاء فلا يراهم الاحتلال أكثر من أدوات قذرة ورخيصة، بل حطَبًا لحرب أهلية يتمناها منذ الشهر الثاني للحرب، عبر استنساخ نموذج صحوات العراق".
وأضاف أن هذا ما يجب أن تنتبه له عائلات غزة الكريمة وتقف عنده وقفة حازمة وصارمة، فدماء أبناء شعبنا لن تكون وقودا لتصفية حسابات سياسية ولا مزايدات انتخابية بين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.
وحذر مصطفى الموصلي، من أن ما حدث اليوم في حادثة مقتل معاون الشرطة في دير البلح يمثل بابا من أبواب الفتنة التي يسعى الاحتلال جاهدا لإشعالها، فيما تنفذ حركة فتح ما يتمناه الاحتلال بدقة.
وقال: إن السلطة الفلسطينية تتصرف بخيانة وتهور شديد، فهي تسعى إلى إنهاء وجود حركة حماس في قطاع غزة، إلا أن أفعالها هذه، وما تثيره من فتن عبر موظفيها، تهدد ما تبقى من وحدة الشعب الفلسطيني.
وأضاف الموصلي، أن السلطة الفلسطينية، ممثلة في حركة فتح، تحاول التغطية على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية، وعلى قرارات تهجير آلاف العائلات من منازلها ومصادرتها من قبل الاحتلال لأنها متعاونة معهم، لذا تفتعل المظاهرات ضد حماس بهدف تأليب الرأي العام.
وأكد أن هذا يشكل مؤشرا خطيرا وانحدارا أخلاقيا كبيرا؛ حيث يجتمع عدد من عناصر حركة فتح، المنتمين للسلطة الفلسطينية، للاحتفال بعد مقتل شرطي محسوب على حركة حماس على أيديهم، ويتفاخرون بذلك بعدها.
وعرض الموصلي، صورة من الأرشيف تعود إلى عام 2007 عندما وصل طغيان حركة فتح إلى ذروته، وتمت معالجة الأمر بحسم قطاع غزة من أيديهم وطرد قادتهم العملاء إلى خارج القطاع.
وعلق محمد الخور، على صورة أحد منفذي عملية قتل الشرطي، قائلا: إن "هذا الجاسوس الحشاش الذي ظهر حاملا مسدسا في فيديو قتل الشرطي في دير البلح، هو أحمد فارس أبو سمرة، موظف تابع لسلطة رام الله، ودائم التحريض على المقاومة".
وأضاف: "هو مختار فرع من عائلة أبو سمرة وليس العائلة كلها.. القصاص قادم يا جاسوس".
وأوضح سمير محاميد، أن معاون الشرطة الذي قتله الجواسيس في دير البلح كان في مهمة إنسانية ضد التجار الفجار الذين يقتلون الآلاف من أهل غزة في هذه الحرب الشعواء.
وقال: إن المجرم سعيد فارس أبو سمرة الذي يظهر بالصورة ويرتدي الأسود.
ضابط برتبة عقيد في جهاز الاستخبارات العسكرية في سلطة جواسيس رام الله، هو من حرض على اختطاف الشاب إبراهيم شلدان، متوعدا بأن "القصاص قادم".
سيناريو مستبعد
وفي محاولة للتطمين واستبعاد سيناريو الحرب الأهلية في غزة وإشادة بتعاطي المقاومة مع الأحداث، قال الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية: "هونوا على قلوبكم، فلن تكون هناك حرب أهلية في غزة بإذن الله، كما يتمنى الصهاينة وأعوانهم".
وأضاف أن غزة التي صمدت تحت نير الاحتلال والحصار لعقود، صمودها لم يكن بالسلاح فقط، بل بتكافلها الاجتماعي ووحدة مذهبها وأصالة أهلها، أهل غزة كلهم سنة شافعيون، قلب واحد وجسد واحد، لم تعرف يوما قتالا داخليا شعبيا، حتى في أقسى لحظات الانقسام".
وتابع أبو سلمية: "إن وُجدت حالات فردية اليوم، فهي نتاج 600 يوم من الإبادة والتجويع، وستُعالج بالحكمة والقانون، ولن تكون شرارة فتنة"، مؤكدا أن رهان الاحتلال على تمزيق نسيج غزة سيفشل كما فشل من قبل.
وحث الجميع على ألا يسهموا بقصد أو بغير قصد في تضخيم ما هو فردي وعابر، لأن ذلك ما يريده العدو: أن ننسى القاتل ونتقاتل، مبشرا بأن غزة ستبقى واحدة موحدة، أقوى من كل المؤامرات، وأكبر من أن تُكسر.
وأكد حسن الشهيد، أن غزة لن تحصل بها حرب أهلية، موضحا أن من شروط الحرب الأهلية وجود قوى متساوية بالعدد والسلاح والقوة.
وقال: إن ما سيحصل في غزة هو فلتان أمني مدعوم إسرائيليًا، سيجرى تغذيته من قبل السلطة وإعلامها كما جرت العادة، ولذا في مواجهة هذا السيناريو مع بعض بؤر الفلتان فلا بد من سياسة صارمة لا تهاون فيها.
ونصح من قد يظن بأن الفرصة مواتية للتلاعب بأمن القطاع، بأن "حماس تحديدًا ودونًا عن غيرها من الفصائل، لا تتهاون بدم أبنائها، وتثأر لهم اليوم أو غدًا، وأي شخص أو تجمع سيتورط بهذا الملف تحديدًا، سيعيش حياته طريدًا ينتظر الرصاص أو سيدفع قومه لمقتلة لن تنتهي إلا بالغوص في دمائهم".
وأثنى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، على طريقة تعامل المقاومة الفلسطينية مع الأحداث، قائلا: إن خطاب حماس الوطني نابع من الحرص، والحب، والانتماء لشعبها، فلا تظنوه ضعفا، ولا تأولوه وهنًا، بل موقف مسؤول يرمي إلى درء الفتنة وصون الصف.
ودعا العائلات إلى أن تتعامل بحكمة ومسؤولية، ولا تسمح للمنفلتين بجرّها إلى ما لا تُحمد عقباه، محذرا من الفتنة، وحث على التزام الصف، مؤكدا أن الفوضى أشد خطرا من الحرب، وأعظم ضررا وفتكا.
وقال المدهون: "لا تراهنوا على ضعف حماس وأجهزتها، فهي ثابتة كالجبل، قوية بعزمها، راسخة بإرادة شعبها، وانهيارها أبعد منالا مما تظنون".