غزة تحت النار مجددا… إسرائيل تلوّح بعملية جديدة وصمت الوسطاء يثير الغضب

الجيش الإسرائيلي قتل 22 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء
خروقات متكررة وعمليات إطلاق نار وتوغلات واغتيالات وعمليات نسف يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة؛ إذ شن سلسلة غارات عنيفة بسلاح المدفعية والطيران على أنحاء متفرقة بالقطاع شمالا وجنوبا تركزت على أهداف مدنية، بالإضافة إلى عمليات نسف في خان يونس ورفح.
وأعلن الدفاع المدني بغزة، مساء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أن الجيش الإسرائيلي قتل 22 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات استهدفت منازل ومركبة في مناطق متفرقة من القطاع، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المطبق منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، في مقطع فيديو مصور نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي: إن عدد القتلى ارتفع إلى 22 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وإن الجيش الإسرائيلي دمر مباني كاملة جراء الاستهدافات.
ودعا الوسطاء والمجتمع الدولي إلى وقف "المجازر" التي ترتكب بحق المدنيين داخل القطاع.
وجاء التصعيد على القطاع، بعدما زعمت رئاسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن حركة المقاومة الإسلامية حماس، خرقت وقف إطلاق النار مرة أخرى، عبر إرسال مسلح لمنطقة تحتلها تل أبيب بغزة، لمهاجمة الجنود، على حد قولها.
وأضاف البيان أن "قوات الجيش ردت على الخرق بالقضاء على خمسة من القادة البارزين في حماس" داخل القطاع، دون الكشف عن هوياتهم أو تقديم تفاصيل حول طبيعة الهجوم أو ظروف الاستهداف.
كما ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة إكس، أن مسلحا اجتاز الخط الأصفر (المنطقة التي تحتلها إسرائيل داخل غزة) بسيارة جيب على طريق مخصص للاستخدام الإنساني، وأطلق النار على قوات الجيش.
وزعم أن المسلح تم القضاء عليه خلال ثوان دون وقوع إصابات في صفوف القوات.
وبدورها، طالبت حماس الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على "إسرائيل" لكشف هوية المسلح الذي تدعي تل أبيب أن الحركة أرسلته لإطلاق النار على قواتها داخل القطاع.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، في بيان: "نطالب الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لكشف هوية المسلّح الذي تدّعي أن حركة حماس قد أرسلته".
وأكد أن "إسرائيل تختلق الذرائع للتهرب من الاتفاق والعودة إلى حرب الإبادة، وهي من ينتهك الاتفاق يوميًا وبشكل منهجي"، وأن "لا صحة لما نشرته المصادر الإسرائيلية بشأن إبلاغ حماس لـ(ستيف) ويتكوف (مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط) بأن الاتفاق قد انتهى".
وطالب الرشق الوسطاء والإدارة الأميركية بـ"ضرورة التدخل وإلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق".
وفي أعقاب ذلك، قالت هيئة البث العبرية: إن "وزراء الكابينت قدروا أن القيام بعملية عسكرية جديدة في قطاع غزة قد يكون أمرًا لا مفر منه".
ونقلت هيئة البث، عن مصادر سياسية مطلعة قولها، إن وزراء في "الكابينت" يقدرون أن "تعاظم قوة حركة حماس في غزة قد يجعل القيام بعملية عسكرية جديدة أمرا لا مفر منه".
وأضافت المصادر أن "هذا التقييم عُرض خلال جلسة للكابينت الأسبوع الماضي، حيث استعرضت الأجهزة الأمنية صورة الوضع في غزة، وقدّمت أدلة، بحسب الرواية الإسرائيلية، على زيادة قدرات "حماس" ورفضها التخلي عن سلاحها.
كما نقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: إن "إسرائيل ستتحرك عسكريا في حال عدم نجاح الإدارة الأميركية في إيجاد آلية تضمن نزع سلاح حماس".
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرهن بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بتسلمها بقية رفات الأسرى الإسرائيليين، فيما أكدت حركة "حماس" في أكثر من مناسبة أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة.
وفي المقابل، يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وندد ناشطون على منصات التواصل، بكيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية وزعمه خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار لتبرير تصعيد عملياته العسكرية على غزة، مستنكرين إصرار الاحتلال على تشويه صورة المقاومة لتبرير العدوان وحرف الأنظار عن أسبابه الحقيقية للتصعيد.
وحملوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تباد، #خان_يونس، #رفح، وغيرها، الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، مسؤولية التصعيد الإسرائيلي على غزة، واتهموه بتوفير غطاء سياسي وعسكري للاحتلال الإسرائيلي.
وهاجم ناشطون الوسطاء واتهموهم بخيانة غزة، وتبني بمواقف متخاذلة مع المقاومة والضغط عليها من أجل إضعافها في مقابل التماهي مع الاحتلال وحليفه الأميركي، مستنكرين قبول الوسطاء كل الشروط الإسرائيلية وتجاهل التصعيد دون أي تنازلات فعلية من الاحتلال.
الاحتلال يكذب
وهجوما على الاحتلال الإسرائيلي واستنكارا لتصعيده على غزة واختلاقه الأكاذيب وتعقيبا على تقديرات الكابينت لاحتمال شن عملية عسكرية جديدة بغزة، أكد محمد فرح، إن "الاحتلال لا يريد اتفاق غزة الدولي".
وأكدت يسرا عكلول، أن الاحتلال يريد أن تبقى يده طليقة، تعبث بغزة كلما شاء، بذريعة جاهزة يفبركها ويُخرجها من دولابه وقتما يريد، يعرضها للحظة على العالم، ثم يعيدها ليستخدمها من جديد في جولة أخرى من القتل، ريثما يصنع بنك أهدافٍ جديد!
وقالت: "إن كانت "إسرائيل" اليوم تُضطر لتبرير جرائمها بمثل هذه الذرائع، فصدّقوني، غدًا ومع صمت الوسطاء الذين تعهّدوا بحقن الدماء، لن تجد نفسها مضطرّة لتبرير أي شيء على الإطلاق".
وخاطبت عكلول العالم الذي يظنّ أن الحرب على غزة قد انتهت، قائلة: إن 22 شهيدا قتلوا خلال ساعتين فقط، في قصف متفرق استهدف قطاع غزة من شماله إلى جنوبه!
وسخر الناشط تامر قديح، من زعم مكتب نتنياهو أن حماس خرقت وقف إطلاق النار، مؤكدا أن ما أسمته إسرائيل “اختراقًا” وهو مجرد كذبة لا علاقة لها بالواقع، مجرّد تبرير كاذب للمجازر.
وتساءل: "إذًا، من الذي يلتزم، ومن الذي لا يلتزم؟"، محذرا من أن الحال إذا استمر على ما هو عليه، فالقادم سيكون أكثر شراسة، وإسرائيل ستصعّد وتكثف العدوان وتكثّف وتقتل أكثر.
وأشار المحلل السياسي ياسين عزالدين إلى تزايد وتيرة خروقات الاحتلال والتي امتدت لتغيير حدود المنطقة الصفراء وطرد الفلسطينيين من منازلهم في أكثر من منطقة.
ورأى أن نية استئناف الحرب واضحة. مؤكدا وجوب عودة الحراك الشعبي في كل مكان وعدم الانتظار حتى تقع مجازر أكبر حجمًا؛ لأن الوضع الحالي سيئ بما يكفي.
ولفت عزالدين إلى أن الإعلام الإسرائيلي نشر خبرًا مزيفًا أن "الأخضر أخبر ويتكوف أن الاتفاقية انتهت"، قائلا: إن فبركة مثل هذا خبر تدل على نية الاحتلال استئناف الحرب من خلال اتهام الطرف الآخر أنه الذي يريد ذلك، هكذا تعلمنا من تجارب الماضي مع المحتل.
وأوضح أن المقاومة مهتمة ببقاء وقف إطلاق النار لكنها لن تصمت للأبد، فسكوتها ليس ضعفًا، وستتحرك في الوقت المناسب لوضع حد للاحتلال وجرائمه.
تجاهل الوسطاء
وعرض طلال إبراهيم مشاهد توثق اللحظات الأولى عقب استهداف الاحتلال الصهيوني منزلًا لعائلة الخضري في شارع النصر غرب مدينة غزة وانتشال عدد من الشهداء، متسائلا: “أين الوسطاء؟!!.. أين أمة الإسلام؟!!”
ورأى يعقوب إدريس، أن حالة صمت الوسطاء لم تعد مقبولة، وسط التداعيات الإنسانية الكارثية التي تسببها الخروقات التي تجاوزت العلامات الصفراء مع استمرار القصف لمناطق عديدة.
واستنكر أبو أرسلان العباسي، أن العالم مازال يقول: إن وقف إطلاق في غزه مازال ساري المفعول بينما الاحتلال يعبث بوقف إطلاق النار حسب هواه ويعربد في غزة. قائلا: "قبح الله الوسطاء والضمناء".
وعرض المحلل السياسي ياسر الزعاترة صورتين من عربدة الغُزاة في غزة وفي القنيطرة بسوريا. وأكد أن هناك الكثير منها في الضفة الغربية ولبنان، قائلا: "هذه الجرائم يُسأل عنها ضامنو اتفاق غزة، والنظام العربي الرسمي برّمته.. وأنظمة إسلامية أيضا".
وأشار إلى أن عشرات الشهداء، وأضعافهم من الجرحى في قطاع غزة، ودائما بدعوى خرق "حماس" للاتفاق، الأمر الذي يعني أن "الكيان" هو الخصم والحكم في آن، ومن ورائه أزعر أميركي يمنحه الغطاء في كل الأحوال.
ولفت الزعاترة إلى أن في الضفة عربدة استثنائية من الجيش وقطعان المستوطنين، وفي سوريا ولبنان نتابع ذات العربدة، كأن أجواء العرب قد أصبحت مُستباحة لطيران الغُزاة يفعل فيها ما يشاء، ويعربد على الأرض أيضا.
وتساءل: “أين الضامنون لاتفاق غزة، ألم يصبحوا على هذا النحو شركاء في الجرائم، وأين من يجاملون الثور الهائج في واشنطن؟! لماذا لا يقولون له إن دعاوى السلام التي يبيعها عليهم هي محض أكاذيب لا أكثر. لماذا يركّعه بوتين ويفرض عليه ما يريد، فيما لا يجد منهم غير الخضوع؟!”
وتابع الزعاترة تساؤلاته: "أيّ مستوى من التردّي يعيشه النظام العربي الرسمي في هذه الآونة، وتشارك فيه تركيا بوصفها من ضامني اتفاق غزة، ومعها دول إسلامية كبرى مثل باكستان وإندونيسيا".
ورأى أن كل ذلك يؤكّد أن معركة أمّـتنا في مواجهة مشروع الأمركة المُتصهينة ستكون صعبة ومريرة، لكنه تاريخ يُكتب، ولكلٍّ أن يختار مكانه فيه.
ووجه عزالدين دويدار تساؤلات لحكومات مصر وقطر وتركيا: “هل اتفاق وقف النار الذي وقعتم عليه يتضمن فقط وقف مقاومة جيش الاحتلال؟ ألا يشمل الاتفاق وقف قصف غزة وتجويعها وإبادة أهلها؟ أم أنكم تعملون كذراع سياسي لجيش الاحتلال؟”
ورأى الكاتب وائل قنديل، أن كل ما فعلته الوساطة (شرم الشيخ) أنها قيدت يد المقاومة، وجردتها من حق الرد، وأطلقت يد العدو في ارتكاب ما يشاء من جرائم. مؤكدا أن الوساطة غطاء للعدوان.
غطاء أميركي
وتحت عنوان "مذبحة غزة اليوم بغطاء أميركي"، قال الباحث في الشأن السياسي مأمون أبو عامر: إن قبول المركز الأميركي للتنسيق بالمسرحية الإسرائيلية لفيديو يفضح مستوى الاستخفاف بالعالم، والتواطؤ الأميركي!!
وتساءل: "هل يعقل أن يتحرك مقاوم في منطقة مفتوحة بسيارة جيب كأنه في فسحة!!". مؤكدا أن أبسط التحليل للفيديو يشير إلى أن من يركب الجيب هو من أغبياء العصابات المأجورة تم استدراجه ودفعه للتحرك والنزول في المكان لسبب ما.
وأضاف أبو عامر: "ستكشف الأيام أن الاحتلال يستخدم هؤلاء لمحاربة شعبهم سواء بأيديهم أو بتوريطهم بأحداث تكلفهم حياتهم التي هربوا بها للاحتلال، واليوم يدفعوا الضريبة مرتين الأولى بقتلهم والثانية بتبرير قتل أبناء شعبهم!!".
وتابع: "الغريب أن نتنياهو يدعي أن حماس هي من تخترق وقف إطلاق النار، فكيف تخترق وقف إطلاق النار والقتل في الطرف الفلسطيني!!".
وأكد المغرد رياض، أن الإبادة الوحشية للفلسطينيين في الساعات الأخيرة على يد جيش الكيان اليهودي الإجرامي بموافقة القيادة الأميركية هناك، متسائلا: “أين اتفاقية ترامب المخزية وأين الوسطاء؟ وما هو موقف الخونة العرب الذين صوتوا بنعم على مشروع ترامب الاستيطاني لاحتلال غزة وتجريد مقاومتها من السلاح؟”
وكتب المغرد محمد: "الحرب في غزة لم تنتهِ والكيان الصهيوني لم يتوقف عن القتل والولايات المتحدة الأميركية على علم بكل شيء، ولكن الوسطاء الذين وقعوا اتفاق وقف الحرب قد مكروا بالمقاومة وسهلوا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية التي انهزمتا في غزة على الاستيلاء على غزة".
مرحلة اغتيالات
وفي دعوة لمواصلة الحديث عن غزة ونقل الصورة، قالت حياة القابي: "غزة مازالت تباد.. لا تتوقفوا عن ذكرهم ودعمهم".
وأشار المغرد إياد إلى أن الاحتلال، بدعم أميركي، وبعد تسلمه معظم الأسرى أحياء وأموات، يدخل مرحلة جديدة تشبه ما تمر به لبنان، مرحلة اغتيالات تستهدف شباب وقيادات المقاومة داخل قطاع غزة. مؤكدا أنه بهذه الطريقة يستكمل حرب الإبادة بوتيرة أقل وطأة، دون أن يكون صوت غزة مزعج للعالم.
ودعا لعدم التوقف عن الحديث عن غزة، فغزة بحاجة إلى من يتحدث عنها في كل وقت، حتى تنتهي الإبادة بشكل حقيقي، لا مجرد تهدئة تقتل فيها إسرائيل العشرات يوميا.
وحثت عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض خلود العنزي، لعدم التوقف عن الحديث عن غزة؛ لأن القصف ما زال قائما.
وأشار إلى أن الغارات الإسرائيلية على غزة ما زالت متواصلة حتى صباح اليوم، بحجة البحث عن مسلحين!، مستنكرة الاختراقات المتكررة من قِبل الكيان الصهيوني.
وتساءل أحد المغردين: “ماذا سيكون مصير هذه الأمّة حين وقوفها بين يديّ الخالق من الذي يحدث لأهلنا في غزة؟” مؤكدا أن الصمت جريمة واضحة لا لبس فيها.
وقال: "صمتك خيانة لهم.. تحدثوا.. تحركوا.. قضية فلسطين هي من صميم عقيدتنا، وأنفسنا ليست أغلى من نفوس أهل غزة، فاللهم رجال يبايعون على الموت لنصرة دينهم وعقيدتهم".
وأكدت صفاء وليد، أن الوضع في غزة اسوأ بكثير من قبل، ناصحة بالقول: "لا تجعلوه خبرا عابرا، تحدثوا عنا ولا تخذلونا أكثر".















