فوز ممداني بـ"عمدة نيويورك".. صفعة لعنجهية ترامب أم بداية تحول في أميركا؟

نيويورك التي ساهمت في وصول ترامب للرئاسة تُسقطه الآن بفوز خصومه
لم يكن فوز الشاب المسلم الثوري زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك الصفعة الوحيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي خصص وقته ونشاط حزبه ولوبي تيار "ماغا" والإعلام والمال لإسقاطه، فقد تلقى ترامب عدة صفعات أخرى بفوز مسلمة أخرى وعدد من الديمقراطيين، وهو ما وصفته وسائل الإعلام بأنه “هزيمة لترامب”.
وأكد رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني أن فوزه يحمل رسالة حاسمة، قائلاً: إنه "يظهر الطريق لهزيمة ترامب"، أي مواجهة كل ما تحمله حقبة ترامب من سيطرة المال والنفوذ، مقابل دعم فريق العمال والمشردين والفقراء في أميركا.
في خطابه بعد الفوز، ركز ممداني على رسالة واضحة: "إذا كان هناك من يستطيع أن يُظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه".
وأوضح أن فوزه يحمل "رسالة أوسع" حول التوازن السياسي، قائلاً: "إذا كان هناك من يستطيع أن يوضح لأمة انقسمت في عهد ترامب كيفية تجاوز هذا الانقسام، فهي نيويورك".
بمعنى أن نيويورك، التي أسهمت في وصول ترامب للرئاسة، تُسقطه الآن بفوز خصومه، ما يفسر رده بأن اسمه لم يكن على ورقة اقتراع انتخابات بلدية نيويورك، وبالتالي لم يُهزم رسميًا.

ليس ممداني فقط!
لم يكن انتصار زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك رقم 111 — العاصمة غير الرسمية للوبي الصهيوني في أميركا — كأول مسلم وأول مهاجر يقود المدينة "الأكثر يهودية في العالم" وقلعة المال، هو الصفعة الوحيدة التي تلقاها ترامب وتيار "ماغا" اليميني المسيحي العنصري.
فقد فازت مسلمة أخرى من الحزب الديمقراطي، "غزالة هاشمي"، أول مسلمة تتولى منصب نائب حاكم ولاية فيرجينا، وانتزعت المنصب من الحزب الجمهوري، في ولاية تُستخدم عادةً كمؤشر للمزاج الانتخابي الوطني.
وفازت أيضا الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر بمنصب حاكم ولاية فيرجينيا، بعد حصولها على أكثر من 58% من الأصوات أمام منافستها الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية.
كما فازت ميكي شيريل، الديمقراطية، بمنصب حاكمة ولاية نيوجيرسي، بعد حصولها على 56% من الأصوات مقابل 43% لمرشح الحزب الجمهوري جاك شيتاريلي.
وحقق عدد من العمداء الديمقراطيين انتصارات أخرى في انتخابات عام 2025، منهم "كاروين سيمونز" التي أعيد انتخابها عمدةً لمدينة ستامفورد بولاية كونيكتيكت، بحسب موقع Stamford Advocate في 4 نوفمبر/اشرين الثاني 2025.
ويُعتقد أن فوز مرشحي الحزب الديمقراطي، خاصة زهران ممداني، سيمنح الحزب دفعة سياسية مهمة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2026، وسط انقسامات حادة حول قضايا الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية.
وجاء التركيز على زهران ممداني؛ لأنه حقق عدة أرقام قياسية بفوزه بهذا السباق، حيث أصبح أصغر من يشغل منصب عمدة نيويورك (34 عاماً)، وأول شخص مهاجر يتولاه، وهو من أصول هندية وعاش في أوغندا.
كما أصبح ممداني أول مسلم في التاريخ الأميركي يتولى منصب عمدة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، ووجه رسالة لترامب في خطاب تنصيبه قائلاً: "المهاجرون فازوا في مدينة المهاجرين (نيويورك)"، مطالبا إياه بتقبل ذلك، ليدخلا بعدها في ردح سياسي.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" فوز مرشحي الحزب الديمقراطي، خاصة ممداني في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بأنه مؤشر على استعادة الحزب توازنه.
وقال موقع "بوليتكو" في ذات التاريخ، عن فوز عدة محافظين ديمقراطيين: “لم يكتفِ الديمقراطيون بالتعافي، بل سيطروا”. مؤكداً أن الديمقراطيين الذين هُزموا على يد تسونامي ترامب العام الماضي استعادوا زخمهم وقوتهم.

هزيمة لترامب
ورغم أن المنافسة لم تكن مباشرة بين ممداني وترامب، عدت وسائل الإعلام الأميركية فوز ممداني تحديًا لترامب.
وقالت شبكة "فوكس نيوز": إن النتيجة كانت هزيمة لترامب، ورد ترامب بأن اسمه لم يكن على ورقة الاقتراع، وأن الإغلاق الحكومي هو السبب في خسارة حزبه.
وقبل الانتخابات، وصف ترامب ممداني بـ"الشيوعي" وقال: إن نيويورك ستضيع إذا فاز، كما انتقد الشباب الذي دعم ممداني، وبعد الفوز، رد ممداني بتصريحات واضحة قال فيها: إن ترامب هو الخاسر.
ممداني وصف فوزه بأنه "يُظهر الطريق لهزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، الذي كان منتقدًا شرسًا لسياساته.
وأكد أنه سيُوقف "ثقافة الفساد التي تسمح لمليارديرات مثل ترامب بالتهرب من الضرائب والاستفادة من الإعفاءات".
وقال: "إذا كانت هناك طريقة واحدة لتخويف طاغية، فهي القضاء على الظروف التي تمكّنه من الوصول إلى السلطة. هذا ليس فقط لإيقاف ترامب، بل لمن سيخلفه".
ووجه خطاباً مباشراً لترامب متحدياً: "يا دونالد ترامب، لأنني أعلم أنك تراقبني: ارفع صوتك.. استمع أيها الرئيس، لكي تصل إلينا، عليك أن تتجاوزنا جميعاً".
وأضاف أن "نيويورك لن تكون بعد الآن مدينة تُكسب فيها الانتخابات بنشر خطاب كراهية ضد المسلمين، وسنبدأ عصر التغيير".
وفي خطاب النصر قال: "بهذا الفوز أسقطنا سلطة سياسية في نيويورك، ومنحتمونا تفويضاً بالتغيير، لتقديم نوع جديد من السياسة".
وتحدى عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني الرئيس ترامب في خطاب الفوز قائلاً: "ستبقى نيويورك مدينة المهاجرين، بناها المهاجرون ويحركها المهاجرون، ومن هذه الليلة يقودها مهاجر".
وأضاف: "اسمعني يا رئيس ترامب، لكي تتغلب على أي منا، عليك أن تتغلب علينا جميعًا".
وبما أن هذا الانتصار هو فوز لأمريكا والمسلمين وفلسطين، وصفعة قوية لإسرائيل وللأميركيين المعادين للإسلام، كما أكد بعض الأميركيين، انطلقت احتفالات واسعة بين المسلمين في نيويورك عقب فوز ممداني وخطابه التحدي ضد ترامب.
وقال ممداني: إن تهديد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك يأتي "لأنه يشعر بالتهديد من حملتنا".
وانتقد إنفاق ترامب 300 مليون دولار على تجديد قاعة الرقص في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ كان يمكن أن يوفر مساعدات غذائية لـ100 ألف من سكان نيويورك، بينما يعاني الأميركيون لشراء حاجاتهم الأساسية من الطعام وهو يُسرف في إنفاق الأموال على متع شخصية.
ووصف ممداني الأموال الفيدرالية بأنها "أموال مستحقة لمدينة نيويورك، وليست ملكًا لدونالد ترامب ليقرر أي مدينة أو ولاية ستحصل على أي جزء منها، وسنقاتل من أجلها".
ووصف نشطاء خطاب انتصاره بأنه "واحدة من الأدبيات التاريخية"، كأول خطاب انتخابي منذ عقود يضع "الطبقة العاملة" في قلب رسالته.
ولم يتحدث عن السياسة ولا الوعود الهلامية، بل تحدث عن "الأصابع المحتقنة من حمل الصناديق في ساحات المخازن، وراحات الأيادي المتورمة من القبض على دراجات التوصيل، والمفاصل المجروحة بلسعات المطابخ"، معبّرًا عن هموم الطبقة العاملة وساعيًا لتحقيق آمالها.
واقتبس في خطابه كلمات "يوجين دبس"، أبرز زعيم اشتراكي في التاريخ الأمريكي، متحدثًا عن إسقاط السلالة السياسية الحاكمة وتولي طبقة جديدة، وأضاف: "نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي".
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" فوزه في 5 نوفمبر 2025 بأنه "مؤشر على تزايد حماس الناخبين للتغيير الجيلي بعد ما حدث في نيويورك".
وردًا على ذلك، نشر البيت الأبيض شعارًا مشابهًا لشعار فوز ممداني، لكنه حمل عبارة "ترامب هو رئيسك"، بعد إعلان فوزه.
لا يجوز الترشح للرئاسة
وكانت المناكفة بين ترامب وممداني أثارت تساؤلات حول إمكانية ترشح ممداني لانتخابات الرئاسة الأميركية كونه مهاجرًا.
وأوضح خبراء قانون وتقارير أميركية أن هذا السجال لا علاقة له بالرئاسة، وأن القانون يمنع أي شخص مولودًا خارج الولايات المتحدة، حتى لو أصبح مواطنًا كامل الحقوق، من الترشح لرئاسة أمريكا.
نصّت المادة الثانية (الفصل الثاني، الفقرة 1، البند 5) من الدستور الأمريكي على أنه: "لا يجوز لأي شخص سوى المواطن المولود في الولايات المتحدة، أو المواطن عند تبني هذا الدستور، أن يكون مؤهلًا لمنصب رئيس الولايات المتحدة".
كما يشترط أن يكون عمر المرشح 35 عامًا على الأقل، وأن يكون مقيماً في الولايات المتحدة مدة لا تقل عن 14 سنة.
ويعد "أي شخص حصل على الجنسية عبر التجنس، أي وُلد في بلد آخر ثم هاجر وحصل على الجنسية لاحقًا (مثل ممداني)، لا يُعد "مولودًا في الولايات المتحدة" لأغراض هذا الشرط.
وبحسب المادة الدستورية أعلاه، لا يحق لممداني قانونيًا الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، لأنه من مواليد أوغندا عام 1991، وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، وأصبح لاحقًا مواطنًا أميركيًا متجنسًا.
دلالات الفوز وتحديانه
جاء انتصار المرشح الديمقراطي المسلم المهاجر ليضرب عدة عصافير بحجر واحد، ويرسل دلالات واضحة لكل الأطراف السياسية والاقتصادية في أميركا وخارجها.
فتحول الانتصار إلى إعلان عن نهاية حقبة تسلط اللوبي الصهيوني على السياسة والشأن العام في أميركا.
ورسالة لكل السياسيين ورجال الأعمال بأن المال لم يعد كافيًا وحده للفوز والضغط، وأن مصالح الأميركيين أصبحت أهم من إسرائيل، التي لم تعد ضمانة للوصول إلى المناصب الانتخابية.
ويرى محللون أن فوز زهران ممداني ليس هو الأمر المفرح بحد ذاته، بل انهيار وهم أن الصعود لا يمر إلا عبر تل أبيب.
ونشرت صحيفة "بيزنس إنسايدر" في 27 أكتوبر 2025 قائمة بـ 26 مليارديرًا، معظمهم يهود صهاينة، منهم 16 من نيويورك والباقي من خارجها، أنفقوا أكثر من 22 مليون دولار منذ الانتخابات التمهيدية في يونيو 2025 بهدف إسقاط ممداني، بحسب تقرير سابق لـ "الاستقلال".
نقل انتصاره رسالة لمعسكر ترامب وتيار ماغا اليميني المتطرف مفادها أنهم انهزموا بإرادة الأميركيين، ولا يمكن لضغوطهم السياسية ابتزاز الشباب والعمال والمهمشين والمشردين الذين يمثلون غالبية الشعب.
يعني فوزه لنيويورك الكثير، ففي حين تم تصويره كمتطرف، جاء برنامجه بحلول اقتصادية واجتماعية، مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا في الساعة، وزيادة الضرائب على أصحاب الدخول الأعلى، وجعل النقل بالحافلات مجانيًا، وتقديم رعاية شاملة للأطفال، وزيادة توفير الإسكان بأسعار معقولة.
قاد حملته كمعارض لطبقة النخب السياسية والاقتصادية في المدينة، ودعا إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، وتوفير النقل العام ورعاية الأطفال مجانًا، وتجميد الإيجارات، وإصلاح جهاز الشرطة الذي ينتقده بشدة.
قاد حملته كمعارض لطبقة النخب السياسية والاقتصادية في المدينة، ودعا إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، وتوفير النقل العام ورعاية الأطفال مجانًا، وتجميد الإيجارات، وإصلاح جهاز الشرطة الذي ينتقده بشدة.
كما أن مقترحاته الأكثر جرأة، مثل تجميد الإيجارات لما يقارب مليوني شخص يعيشون في مساكن المدينة، إلى جانب خطة لإنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة مع ضوابط للأسعار، ستجلب نحو 10 مليارات دولار من الإيرادات الإضافية سنويًا، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" في 3 نوفمبر 2025.
رغم هذا الفوز وخطته الطموحة، سيواجه ممداني تحديات كبيرة عند توليه المنصب في يناير 2026، إذ تعتمد خططه على موافقة حاكمة الولاية كاثي هوكول والمشرعين في ألباني، في ظل شكوك كبيرة من قادة الأعمال واليهود في المدينة.
يزيد من تعقيد المشهد تهديد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة أو نشر الحرس الوطني إذا اتبع سياسات لا تعجبه.
وبحسب شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، 4 نوفمبر 2025، تختلف سلطات حاكم ولاية نيويورك، كاثي هوكول، عن سلطات رئيس بلدية مدينة نيويورك، زهران ممداني، إذ تتمتع سلطات الحاكم بمرتبة أعلى.
فمن بين صلاحياته سلطة الميزانية، حيث يقدم مشروع ميزانية الولاية بالكامل، ويملك صلاحية قوية تُعرف بالفيتو على البنود الفردية في الاعتمادات المالية.
كما أن لحاكم ولاية نيويورك سلطة تشريعية، تشمل رفض مشاريع القوانين التي يقرها مجلس الولاية التشريعي باستخدام الفيتو، بالإضافة إلى سلطة تحديد الضرائب وتعديلها على مستوى الولاية.
أما سلطات رئيس بلدية مدينة نيويورك، زهران ممداني، فهي مقيدة بميزانية المدينة ويجب أن يعمل مع مجلس المدينة لاعتمادها، رغم إدارة مكتبه لميزانية ضخمة تتجاوز 100 مليار دولار. ولا يستطيع ممداني رفع أو خفض الضرائب منفردًا، إذ يحتاج إلى موافقة الهيئة التشريعية للولاية في ألباني.

سر هجوم نتنياهو
ولأنه أول عمدة مسلم لنيويورك، المدينة التي تضم أكبر عدد من اليهود الأميركيين والإسرائيليين، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتقاله لو وطأت قدماه إسرائيل، كان من الطبيعي أن يصرخ نتنياهو ويدعو يهود نيويورك للهجرة إلى إسرائيل.
كما أن ممداني يدعم صراحة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، ورفض الاعتراف بإسرائيل كـ "دولة يهودية"، مؤكداً أن الشرعية لا تقوم على الإبادة أو التمييز، بل على المساواة.
وانتقد ممداني استثمار صناديق تقاعد نيويورك مليارات الدولارات في سندات إسرائيل وشركات السلاح، واعتبر ذلك تمويلاً للإبادة في غزة على حساب فقراء نيويورك.
ووصف ممداني ما يجري في غزة صراحة بأنه إبادة جماعية تُنفذ بأموال دافعي الضرائب الأميركيين.
في المقابل، هاجم نتنياهو ووزراء حكومته، في 5 نوفمبر 2025، العمدة المنتخب لبلدية نيويورك المسلم، ودعوا يهود المدينة إلى الهجرة إلى إسرائيل، رغم نشر صور ليهود في نيويورك يحتفلون بفوز زهران ممداني ورفعوا لافتات تقول: "تهانينا يا نيويورك" و"زهران ممداني صديق اليهود"!
وادعى وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، عبر منصة "إكس"، أن "المدينة التي كانت رمزاً للحرية العالمية سلمت مفاتيحها إلى مؤيد لحماس".
وزعم أن "خيار نيويورك (ممداني) يُقوض أسس المدينة التي وفرت الحرية وفرص النجاح للاجئين اليهود منذ أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت معقلاً لأكبر جالية يهودية في العالم"، ودعا يهود نيويورك للهجرة إلى إسرائيل.
وأدى فوز ممداني إلى حالة هستيريا في صحف الاحتلال، فقد وصف الدكتور نسيم كاتز في صحيفة "إسرائيل اليوم"، 5 نوفمبر 2025، فوزه والنموذج السياسي المتطوِر الذي جسّده بأنه "خطر وجودي حقيقي لإسرائيل".
وأبدى تخوفه من تكرار هذه الخطة في أي عاصمة غربية، بهدف تحييد وتفكيك القوة الطائفية اليهودية من الداخل.
وعده المحلل الإسرائيلي إيلي ليون، في صحيفة "معاريف"، 5 نوفمبر 2025، خطراً لأنه وصف أفعال إسرائيل في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، وقد يؤثر على الاستثمارات اليهودية في نيويورك والتعيينات وحتى سلوك شرطة المدينة.
ومع ذلك، يشارك ممداني في حملته مجموعات كبيرة من الشباب اليهودي التقدمي، كما سعى للقاء الحاخام موشيه إنديج وزعماء يهود وحصل على دعمهم، وأكد: "سنحارب معاً آفة معاداة السامية ونبني مدينة تعمل لصالح كل مواطن في نيويورك".

وكانت صحيفة "نيويورك بوست" اليمينية المتطرفة المملوكة لرجل الأعمال اليهودي بلومبرغ، قد نشرت، بالتزامن مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، 3 نوفمبر 2025، شائعات على شكل استطلاعات مشبوهة عن هجرة اليهود من المدينة.
وقالت الصحيفتان: إن "نحو مليون من سكان نيويورك مستعدون للفرار من المدينة إذا أصبح ممداني عمدة"، ما قد يؤدي إلى أكبر نزوح في تاريخ المدينة، وفقاً للاستطلاع، وهو ما قد يمهد الطريق لأكبر هجرة سكانية في تاريخ الولايات المتحدة.
زعمت الصحيفة أن "نحو 765 ألف شخص من أصل 8.4 مليون نسمة يقيمون في مدينة نيويورك مستعدون لمغادرتها، حيث قال نحو 9 بالمئة من سكان نيويورك إنهم سيغادرون المدينة بالتأكيد إذا تم انتخاب ممداني رئيسًا للبلدية رقم 111"، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "جيه إل بارتنرز".
وأضاف الاستطلاع أن 25 بالمئة آخرين (نحو 2.12 مليون نسمة) من سكان نيويورك (نحو 8.5 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي) أفادوا بأنهم "سيفكرون" في حزم أمتعتهم والمغادرة.
وبالمقابل، دعم الشباب اليهودي التقدمي واليهود الأرثوذكس في نيويورك زهران ممداني، ويرون أنه ينتقد جرائم الحرب الإسرائيلية، وحثوا الناخبين على إعطاء الأولوية لمصالح نيويورك على مصالح دولة أجنبية.















