صفعة قوية للاحتلال.. لهذه الأسباب علقت برشلونة علاقاتها مع تل أبيب

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة بوبليكو الإسبانية الضوء على الخطوة التي اتخذتها عمدة برشلونة بقطع العلاقات مع إسرائيل بعد أن دشنت حوالي مائة منظمة في المدينة على مدار أشهر، حملة لإدانة "الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين.

وعلقت مدينة برشلونة الإسبانية، علاقاتها المؤسسية مع الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التوأمة مع بلدية تل أبيب، بسبب الانتهاكات المتواصلة ضد الفلسطينيين.

جاء ذلك في رسالة وجهتها رئيسة بلدية برشلونة الإسبانية آدا كولاو، إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في 9 فبراير/ شباط 2023.

تعليق مؤقت

وذكرت كولاو في رسالتها، أن قرار تعليق التوأمة مؤقت بين برشلونة وتل أبيب، جاء إثر عريضة قدمتها مجموعات عدة مؤيدة للفلسطينييين في المدينة.

وأضافت المسؤولة اليسارية التي تشغل رئاسة البلدية منذ عام 2015: "قررت أن أعلق مؤقتا العلاقات مع إسرائيل ومع المؤسسات الرسمية لهذه الدولة، ولا سيما اتفاقيات التوأمة مع بلدية تل أبيب، إلى أن تنهي السلطات الإسرائيلية الانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين".

وتابعت في رسالتها: "من المهم للغاية التمييز بين سياسات الدولة -في هذه الحالة إسرائيل- وبين عموم اليهود وثقافتهم".

وأوردت كولاو كولاو في رسالتها العبارات التالية: "لا يمكنني أن أبقى مكتوفة اليدين أمام الانتهاك المنهجي للحقوق الأساسية للسكان الفلسطينيين".

ويقود هذه الحملة "اتحاد منظمات العدالة العالمية" ومنظمة "كفى تواطؤا مع إسرائيل"، وتحت شعار "برشلونة مع الفصل العنصري: لا، برشلونة مع حقوق الإنسان: نعم".

وقد جمعت أكثر من 3750 توقيعا، وهو الرقم الأدنى لمناقشة أي مبادرة في الجلسة العامة للمجلس البلدي.  

وبحسب كولاو، تتطلب تعبئة المواطنين هذه "استجابة مؤسسية"، مبينة أن الاتفاقية بين برشلونة وتل أبيب "لا تستجيب للسياق أو الأهداف" التي جرى التوقيع عليها في عام 1998. 

وتجدر الإشارة إلى أنه في ذلك الوقت، وبموجب ولاية الإسباني جوان كلوس، وقعت المدينتان على هذه الاتفاقية التي لم تترجم إلى إجراءات حقيقية.

ونقلت الصحيفة أن الكيانات المختلفة التي وقعت على هذه المبادرة، التي يبلغ عددها 112، يطالبون بدفع وتشجيع المنظمات الفلسطينية والإسرائيلية التي تعمل من أجل السلام هناك، وكذلك التنديد بالفصل العنصري. 

وأشارت إلى أن من بين الجهات التي وقعت على المبادرة، يبرز مركزا إيريديا، وديلاس لدراسات السلام، واتحاد جمعيات الأحياء في برشلونة، ومجموعة مكافحة العنصرية، وأقسام من أعضاء اللجان العمالية والاتحاد العام للعمال التابعة لمجلس المدينة، فضلا عن مختلف الكيانات الفلسطينية واليهودية.  

ونقلت بوبليكو أن أمين المظالم في برشلونة، ديفيد بونديا، عبّر في ديسمبر/كانون الأول 2022، عن تأييده للاقتراح الذي يحث مجلس المدينة على كسر اتفاق التوأمة مع تل أبيب، بعد تقييم هذه الخطوة وما ينطوي عنها من "تواطؤ" مع إسرائيل.

ومن جهتها، تأمل عمدة برشلونة أن يدفع هذا التجميد المؤقت للعلاقات الجهات المعنية إلى "التفكير واتخاذ خطوات في الغرض".

وتسعى من خلال هذه الخطوة إلى "القطيعة مع التطبيع" لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها دولة الاحتلال والتي جرى التنديد بها بشكل منهجي.

وخلال استقبال الجهات الموقعة على المبادرة، أشارت كولاو بالقول: "لا يمكننا التزام الصمت، كمدينة لدينا مسؤولية تجاه هذه المسألة".

ونقلت الصحيفة أن أعضاء هذه الكيانات، مثل الرابطة الكتالونية لليهود والفلسطينيين، احتفلوا بالقرار "الشجاع" لمجلس المدينة وعبروا عن "قلقهم" بشأن سياسات إسرائيل، خاصة في العقود الأخيرة.

وبالمثل، فإنهم على ثقة بأن "مثال" برشلونة سيشجع المدن الأخرى على فعل الخطوة نفسها، وهو الأمر الذي عبرت عنه كولاو أيضا.  

جمع البيانات 

وأوردت بوبليكو أن الرسالة التي خطّها مجلس مدينة برشلونة تستشهد بشخصيات ومنظمات دولية مختلفة أشارت إلى ممارسة الفصل العنصري في إسرائيل.

ومن هؤلاء الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش أو الحائزون على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو، وريغوبيرتا مينشي، وأدولفو بيريز إسكيفيل وبيتي ويليامز.

كما ذكرت الرسالة الإعلان الذي أصدره برلمان كاتالونيا في يونيو/حزيران 2022 والذي أدان ممارسات الاحتلال الإسرائيلي "المعادلة للفصل العنصري".

وأضافت الصحيفة أن خرق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وكذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 لعام 1967، يعني انتهاكا للقانون الدولي لا يمكن لمجلس المدينة أن "يقف مكتوف الأيدي" أمامه.

وأكدت في رسالتها أنه "يجب على المدن أن تتخذ موقفا وتلعب دورا نشطا في بناء السلام"، مذكرة بقطع العلاقات مع موسكو قبل بضعة أشهر بسبب غزوها أوكرانيا.

وقالت رئيسة البلدية: "سنقترف خطأ جسيما إذا طبقنا سياسة المعاملة غير المتكافئة وأغمضنا أعيننا عن انتهاك جرى التحقق منه على نطاق واسع وتوثيقه من قبل المنظمات الدولية على مدى عقود".

ولهذا السبب، قرروا تعليق العلاقات حتى تضع إسرائيل "حدا للانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان ضد السكان الفلسطينيين" والامتثال للقانون الدولي، وفق الصحيفة.

وجاء في مقال افتتاحي في صحيفة لوموند الفرنسية، أنه "للخروج من المأزق السياسي والعنف، يجب الاعتراف بالصلة بين الاحتلال/ الفصل العنصري والعنف بدلا من طمسها من خلال التنديد باستخدام الإرهاب".  

في مواجهة موجة العنف الأخيرة، تتالت الدعوات إلى الهدوء من واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى مع التنويه بحل الدولتين، لوضع حد لهذا العنف الذي يبدو بلا نهاية.

لكن في الحقيقة، تلاشت إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ فترة طويلة.

ويعود ذلك إلى عدم وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، الذي يقضي بلا هوادة على الأراضي التي كان ينبغي أن تشكل دولة فلسطينية. 

بالمثل، بسبب عدم تحرك هذه العواصم التي تتسامح، دون أي عقوبة، مع ممارسة إسرائيل الاستعمار والفصل العنصري مع الإفلات من العقاب في الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني لمدة 55 عاما، أصبح من الصعب على الفلسطينيين الدفاع على أراضيهم، تقول الصحيفة. 

زيادة عن ذلك، بين حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والاحتلال الإسرائيلي العنيف، يحاول المجتمع الفلسطيني الخروج من أسوأ أزمة مالية في تاريخه، وفقا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

وقد جعلت جميع هذه العوامل فلسطين مقسمة ومن دون أي أمل في الوحدة، وهي بالكاد على قيد الحياة، تخلص الصحيفة الإسبانية.