يعيش بالإمارات ويوالي الأسد ويُسيء للنازحين.. ياسر العظمة يشعل غضب السوريين

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها الفنان السوري الموالي للنظام ياسر العظمة، بسبب مقطع مصور شاركه على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، أساء فيه لملايين النازحين واللاجئين السوريين في مختلف دول العالم.

واستثنى العظمة (80 عاما) خلال مقطعه المصور الذي بثه في 21 يناير/ كانون الثاني 2023 وشاهده مئات الآلاف، أي دور لرئيس النظام بشار الأسد ومليشياته المجرمة في تهجير السوريين من بلدهم.

العظمة قال إن "شعور المواطنين بأنهم كمالة عدد، لا كرامة لهم، ولا قيمة لرأيهم في بلادهم دفعهم نحو الهجرة، وأنهم يهاجرون من أجل تحسين ظروف المعيشة، لا كرها في الوطن، لأنهم وجدوا فيها الخلاص من الاقتصاد المنهار والفقر والتخلف".

وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، فإن أزمة النزوح السوري لا تزال إحدى أكثر أشد العواقب الوخيمة والممتدة للحرب، حيث أُجبِر 12.3 مليون شخص على الفرار، مع وجود 6.7 ملايين نازح داخليا. 

وتشير إحصاءات أخرى إلى أن أكثر من 13 مليون شخص اضطروا إما للفرار خارج البلاد أو النزوح داخل حدودها خلال سنوات الحرب الممتدة منذ 2011، ويعيش معظمهم حالة من الفقر والمرض وظروف وبيئة غير إنسانية.

ناشطون على تويتر استنكروا تجاهل الفنان السوري انتقاد الأسد ونظامه وعدم تحميلهم كامل المسؤولية عن هجرة السوريين أثناء محاولته محاكاة أوجاعهم ونقلها، وحصر أسباب نزوحهم وتهجيرهم في الإشارة إلى الأسباب الاقتصادية فقط. 

ورأوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #ياسر_العظمة، أن الفنان السوري كان حريا به أن يكون صادقا وموضوعيا وحقيقيا في طرحه، موجهين له اتهامات بالتلاعب بالألفاظ وبناء خطابه للمجهول وعدم احترامه لعقول السوريين وتضحياتهم.

وطالب ناشطون العظمة بالصمت والتواري عن الأضواء ورأوا أنه صمت دهرا ونطق كفرا، مؤكدين أن بشار الأسد هو المتسبب الأول في تهجير السوريين بعدما استخدم جميع الأسلحة المحرمة دوليا في استهدافهم وتدمير قراهم ومدنهم ودفعهم نحو الفرار.  

استياء وغضب

وتفاعلا مع هذه الضجة، كتب الصحفي غسان سبيل، أن نصف الشعب السوري مُهجّر قسرا ولم يهاجر والحديث عن جرائم الكيماوي والبراميل ليس حديثا سياسيا بل قيميا، لكنه يحتاج إلى أصحاب ضمير حي ومتفاعل مع الناس.

واستدرك قائلا: "أما أصحاب السيناريوهات المكتوبة ضمن هوامش المخابرات فلا علاقة لهم بالضمير ولا يمتلكون ذرة كرامة".

وعد الإعلامي محمد الهادي، سكوت ياسر العظمة وتزويره يعد "تشبيحا وقحا".

وطالب أحد المغردين، العظمة بأن يعض على عظم ويخرس، قائلا: "أشغلنا بهذرته الزايدة وكلامه المبتذل المكرر، كل تبن وخليك متخبي زي ما كنت طول عمرك". وقال له آخر: "ليتك سكت فسكوتك يستر جهلك وقبح كلامك".

وكتب آخر: "وصل الأمر ببعض المحسوبين على ثورة أحرار سورية بأن يشحذ ويستجدي موقف نصرة أو قولة حق من تمساح الدراما البعثية ياسر العظمة".

وتساءل: "هذا الأرجوز الذي شب وشاب وتعود أن يتدثر تحت إبط النظام الأسدي هل يُعقل أن يُرتجى من أمثاله نصره لثورة أحرار سوريا".

وأكد الناشط عبد الوهاب عليوي، أنه من غير المقبول من شخص مثقف مثل ياسر العظمة أن يتباكى على ما حصل في سوريا دون الإشارة عن السبب الرئيسي لهذا الدمار.

ووجه له سؤال: "ألم تعكس لك مراياك أن بشار الكيماوي هو من دمر سوريا؟".

استثناء الأسد

وأعرب ناشطون عن غضبهم لعدم إدانة أو استنكار العظمة لجرائم بشار الأسد وتحميله مسؤولية نزوح اللاجئين إلى جشع التجار وغيرها من الأسباب غير المنطقية، وواجهوا العظمة بحقيقة دور رئيس النظام السوري في تفاقم أزمات السوريين ومعاناتهم.

وسخر الصحفي قتيبة ياسين، مما قاله العظمة بشأن هجرة السوريين لعدم توافر الغاز والكهرباء وفرص العمل، قائلا له: "ما سمعت أن في شيء اسمه براميل وكيماوي؟!".

وتهكم بالقول: "يعني هؤلاء الملايين طلعوا بقوارب الموت لأن الدولة لا توفر لهم الكهرباء والغاز؟"، مضيفا: "على حد علمي الدولة ضربتهم بالغاز.. غاز الأعصاب أبو أنور".

وكتب الفنان يحيى حوي: "ياسر العظمة الله يسامحك.. كل هالإجرام والقتل اللي مارسه نظام بشار الأسد وأدى الى لجوء ونزوح عشرة ملايين سوري ما شفته، وشفت فقط جشع التجار وفساد بعض المسؤولين". واستنكر الباحث السياسي محمد السكري، حزن العظمة على الشباب لأنهم غادروا البلاد، ونسيانه هؤلاء الذين غادروا الحياة بفعل القتل الذي قام به الأسد؛ مؤكدا أن ما كان يحتاجه الشهداء موقف يليق بنضالهم.

وأضاف: "بإمكانك أن تذرف دمعًا دهرًا كاملًا! لكن لن يذكرك السوريون سوى بكونك متخاذل عندما احتاجوا فنك ولسانك في لحظة الرهان على الوطن."

وسخر الصحفي أمجد الصاري، من تصريحات العظمة، قائلا: "حدا يبعث لينك 2023 للفنان العظيم ياسر العظمة ويخبره إنه نظام الأسد قتل مليون سوري وهجّر 14 مليون".

وأكد أن السوريين هجّرهم نظام الأسد ودمر مدنهم بالبراميل المتفجرة وارتكب عمليات إبادة جماعية بحقهم.

وعّد المغرد البارودي: "أي توصيف للشأن السوري دون الإشارة لإجرام وعهر آل الأسد هو مجرد فساء كلامي"، مؤكدا أن الداء والعطب معروف منذ 53 سنة.

وخاطب الدكتور عبدالهادي الشهري، العظمة قائلا: "يا أستاذ بلدك سوريا زعلانه لأن المجرم بشار الأسد قتل وشرد شبابها، ومليشيات إيران وحزب الشيطان استوطنوها وخربوها"، ونصحه بأن يذكر الحقائق كما هي، مؤكدا أن سوريا تحت الاحتلال الفارسي. واستنكرت الصحفية عائشة صبري، اختزال العظمة القضية السورية بأنَّها "اقتصادية"، موضحة أن سبب هجرة السوريين الحقيقة أنهم طالبوا بالحرية والكرامة فكان الرد بحرق بيوتهم واعتقالهم وتعذيبهم بشتى السبل الوحشية.

خداع العظمة

وصب ناشطون غضبهم على العظمة واتهموه بخداع السوريين وتزييف وعيهم ومخاطبتهم كأنه يؤدي دورا في أحد أعماله الفنية، مستنكرين خشيته من قول كلمة الحق رغم أنه خارج سوريا بالإضافة إلى ما حققه من نجاح وشهرة تغنيه عن الاستمرار في الصمت أو مجاراة النظام.

وخاطب الإعلامي السوري براء عثمان، العظمة، قائلا: "بلغت من العمر عتيا ومن الشهرة قصيا ثم تخشى كلمة الحق".

واستنكر محمود طلحة، تصريحات الفنان السوري، قائلا: "ياسر العظمة جاي يحكيلنا حكايا تشبه مرايا التي هي جزء من دراما مثلت على الشعب وخدعتهم وعندما ثار الشعب على الفساد والفاسد الأكبر لم نر منهم موقفا يؤكد حقيقة حملهم لأمانة مهنتهم فكانوا جزءا من مسلسل كبير مليء بالخداع توج بإجرام عائلة الأسد". ووصف محمد عثمانلي، العظمة بأنه "سخيف وتافه وسمج لما كان في بداية تمثيله ولما أصبح شيخ خرف"، مشيرا إلى أن المشاهد يمكن أن يستسيغ تمثيله فقط في سلسلة مرايا التسعينات وحتى ما قبل آخر موسم، غير ذلك هو لا إنسان، سفيه ووضيع. ونعت الصحفي نضال الحمود، العظمة بـ"سليل البعث، سجيع الأمس في مرايا، مبرر اليوم من أجل بعض المزايا". ونصح عمر رحمون العظمة بكتابة مذكراته خير من النفخ في الرماد.

وخاطب أحد المغردين، العظمة قائلا: "سيزهر الياسمين مجدداً في شامة الدنيا دمشق التي خاطب أهلها الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك قائلاً لهم: يا أهل دمشق: إني رأيتكم تفخرون على الدنيا بأربع: بهوائكم، ومائكم وفاكهتكم، وحماماتكم، فأحببت أن أزيدكم خامسة وهي هذا الجامع (الأموي)".

وقال المغرد محمد، إن "ياسر العظمة بعثي عتيق لم يتقاعد بعد يتكلم بالمبني للمجهول ولم يشر إلى الفاعل والقاتل ابن انيسة".  وأشار الباحث والمفكر السياسي الدكتور هشام البابا، إلى أن العظمة بعدما حصل على الإقامة الذهبية في الإمارات أراد أن يلتحق بفسطاط الحق فأخفق، لأن كلمة الحق لها زمان ومكان لا تتخلف عنهما وإلا تصبح باطل هي وقائلها!.

وأضاف أن صدق ورجولة مكسيم خليل فضحت نرجسية ياسر العظمة.