صحيفة عبرية: هذه "مكاسب" ومعوقات التطبيع بين إسرائيل وإندونيسيا

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

استعرضت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية احتمالية التطبيع بين إندونيسيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مبرزة دوافع ومعوقات هذه الخطوة.

وقالت في تقرير لها إن "العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وإندونيسيا اتسمت تاريخيا بالاضطراب، حتى أنه لا يوجد بين الطرفين علاقات رسمية حتى اليوم".

وأورد التقرير أن الموقف الإندونيسي الداعم للفلسطينيين تاريخيا لم يترك مجالا كبيرا لأي علاقات اقتصادية أو سياسية مع إسرائيل.

وانطلاقا من هذه السياسة الخارجية طويلة الأمد فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، يواصل المسؤولون في الحكومة الإندونيسية نفي الشائعات التي تتحدث عن ذوبان الجليد في العلاقات مع إسرائيل، حسب "جيروزاليم بوست".

وتضيف أنه "بالرغم من النبذ ​​التاريخي الذي تتعرض له إسرائيل من قبل الدول الآسيوية الإسلامية، مثل ماليزيا وإندونيسيا، إلى جانب الدول العربية والشرق أوسطية، فقد تنبهت عدة بلدان في المنطقة مؤخرا إلى المصالح الاقتصادية من التطبيع".

"فاتفاقات أبراهام الموقعة عام 2022، شملت كلا من البحرين والإمارات والمغرب والسودان، وكلها دول عربية لم تكن لها علاقات رسمية بتاتا مع إسرائيل".

لكن هذه الدول حولت سياساتها الخارجية نحو موقف أكثر دعما لتسهيل العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية، والتجارية مع الدولة اليهودية، وفق التقرير.

قدم في آسيا

وتشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية يممت وجهها شطر القارة الآسيوية، إذ تحاول جاهدة تحقيق انفراجة في العلاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل باكستان.

وأكدت "جيروزاليم بوست" أن إندونيسيا تأتي في طليعة الدول التي تسعى "إسرائيل" من خلالها لوضع قدم لها في الساحة الآسيوية.

وتذكر أنه على الرغم من تقديم إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حوافز اقتصادية كبيرة للانضمام إلى اتفاقيات التطبيع، التي توسط فيها قبل نحو عامين، رفضت إندونيسيا التعاون.

وزعمت الصحيفة أن "هناك فوائد اقتصادية وسياسية كبيرة لأكبر دولة مسلمة إذا اختارت السير على خطى الموقعين على اتفاقيات التطبيع، والدخول في علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، وفق قولها.

فبكونه السوق الأعلى أداء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حتى الآن عام 2022، يتطور الاقتصاد الإندونيسي بمعدل سريع، رغم العقبات الاقتصادية التي فرضها وباء كورونا على المستوى العالمي.

وعلى الرغم من هذا التطور، فإن القدرة الحالية لاقتصادهم على التحول الرقمي والتكنولوجي والتنمية قد أعيقت بسبب هيمنة الصناعات التقليدية، بدلا من نظيرتها التكنولوجية المتقدمة.

وتورد الصحيفة أن كثيرين ينظرون إلى إسرائيل على أنها قوة تكنولوجية عالمية في مجالات التقنيات فائقة الدقة، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات.

وتدعي أن تطبيع العلاقات الاقتصادية رسميا بين الطرفين، سيؤدي إلى تدفق هائل للتكنولوجيا والخبرات الإسرائيلية إلى إندونيسيا.

وهذا من شأنه أن يعزز القدرات التكنولوجية لإندونيسيا في مجالات الطاقة المتجددة، والزراعة، والري، والصحة، والمياه، وهي المجالات الحيوية لأمن الغذاء والطاقة، وفق التقرير.

وتضيف "جيروزاليم بوست" أن "إندونيسيا حال انضمامها إلى شقيقاتها من الدول الإسلامية في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنه من المحتمل أن تحصل على مليارات الدولارات كحوافز من الولايات المتحدة".

"ومن شأن هذا العائد الاقتصادي أن يساهم في تنويع المحفظة الإندونيسية الحالية الخاصة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يعزز التنمية الاقتصادية المستمرة للبلد الواقع جنوب شرق آسيا"، حسب الصحيفة.

"مكاسب" وعقبات

وادعى التقرير أن "الفوائد المحتملة من الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام تتجاوز النمو الاقتصادي، إذ إنه سيجعل من إندونيسيا وسيطا رئيسا محتملا في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني". 

وهذا هو الاحتمال الذي أشاد به نائب الرئيس الإندونيسي السابق، محمد يوسف كالا، بكونه حافزا رئيسا للحكومة الإندونيسية لمد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حسب التقرير. 

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد نقلت عن إذاعة الجيش الإسرائيلي، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، بنيامين نتنياهو، عقد لقاء سريا مع نائب الرئيس الإندونيسي في نيويورك.

وذكرت حينها وكالة أنباء "آنترا نيوز" الإندونيسية الرسمية تصريحات لـ"كالا" أكد فيها أنه التقى نتنياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأوضح أن المباحثات تناولت القضية الفلسطينية وسبل تحقيق السلام.

وأضاف: "إذا أردنا المساعدة في تحقيق السلام في بلد ما، علينا التعرف على جميع الأطراف؛ لذا عندما التقينا وتعرفنا على بعض، تحدثنا عن السلام".

ويضيف التقرير أنه "في نهاية المطاف، فإن الدخول في علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع إسرائيل يفيد اقتصاد الدولة الآسيوية، كما يعزز مهمة حل الدولتين، الذي هو هدف رئيس للسياسة الخارجية لإندونيسيا".

وتشدد "جيروزاليم بوست" على أن الموقف الرسمي من القضية الفلسطينية يعد من العقبات الأساسية التي تحول دون تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.

وتعتقد الصحيفة أن "هذه العقبة يجب ألا تمنع التبادل التجاري والتعاون السياسي مع إسرائيل من المضي قدما".

إذ إنه "بإمكان إندونيسيا أن تقتبس من اتفاقيات أبراهام، التي أوضحت أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا ينفي بالضرورة دعم القضية الفلسطينية"، وفق التقرير.

واستشهدت الصحيفة بخطوات الدول العربية المطبعة، بأنها أقامت علاقات رسمية مع تل أبيب، لكنها في الوقت نفسه تعلن دعمها لحل الدولتين.

وفي الواقع، فإنه لطالما جمعت دول إسلامية أخرى، مثل تركيا، بين الدفاع الشديد عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتطوير علاقات تجارة بينية مع إسرائيل، وفق الصحيفة.

وبينت أنه "من هذا المنطلق، فلن تكون الحكومة الإندونيسية مطالبة بالتراجع عن دعمها للقضية الفلسطينية، إذا ما أقامت علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع إسرائيل"، حسبما ادعت الصحيفة.

وتتمادى الصحيفة في التكريس للتطبيع بالقول: "بل على العكس من ذلك، وكما أشار نائب الرئيس السابق لإندونيسيا، فإن المشاركة السياسية المباشرة يمكن أن تجعل جاكرتا في وضع أكثر ملاءمة للتوسط في عملية السلام".

وختمت تقريرها بالادعاء أنه "في ظل الفرص الاقتصادية الهائلة التي ستصاحب التطبيع، فضلا عن الموقف الدبلوماسي المواتي الذي يمكن أن يوفره لجاكرتا، فليس هناك الآن أنسب من إطلاق عملية التطبيع بين الطرفين".