اختراق ومناورات.. هل تستعد إسرائيل لشن هجمات ضد أهداف إيرانية؟

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تحدثت تقارير إخبارية غير مؤكدة عن اختراق مقاتلات "إف 35" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، المجال الجوي الإيراني، بشكل متكرر خلال الشهرين الماضيين (يوليو/تموز، وأغسطس/آب 2022) دون أن تكشفها دفاعات طهران. 

وكشف تقرير نشره في 24 أغسطس موقع "إيلاف" السعودي، ومقره لندن، أن الاختراقات المتكررة للأجواء الإيرانية جرت في إطار مناورات شهدت أيضا استخدام طائرات بدون طيار.

وبحسب ما نقل الموقع عن مصدر خاص لم يكشف عن هويته، تمكنت المقاتلات الإسرائيلية من التخفي عن الرادارات الإيرانية والروسية خلال اختراقات كانت ضمن مناورات مشتركة بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة تحاكي عمليات قصف لمنشآت نووية إيرانية. 

مناورات مستمرة

وذكر التقرير أن واشنطن وتل أبيب أجرتا تدريبات لمحاكاة اختطاف سفن حربية في البحر الأحمر وتنفيذ ضربات ضد إيران من البحر والجو.

كما أفاد "إيلاف" بأن تنفيذ مناورات بحرية في الأشهر الأخيرة باستخدام غواصات إسرائيلية راقبت سرا حاملة طائرات هليكوبتر وسفنا حربية إيرانية متمركزة في البحر الأحمر.

ذكر موقع "إنسايد اوفر" الايطالي في تسليطه الضوء على هذه التقارير بأن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد أجرى في مايو/أيار 2022، مناورات ضخمة في البحر الأبيض المتوسط ​​لمحاكاة هجوم على منشآت نووية إيرانية تحت اسم "عربات النار".

وفي سياق متصل بإيران، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في 24 أغسطس الاتفاق النووي الناشئ مع إيران بأنه "صفقة سيئة"، مضيفا أنه سيمنح طهران مئات المليارات من الدولارات سنويا "لنشر الرعب في جميع أنحاء العالم".

 كما ذكر لابيد أنه إذا جرى التوقيع على اتفاق نووي، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تكون ملزمة به، وبالتالي ستعمل على منع إيران من حيازة أسلحة نووية.

واستنكر قائلا إن المفاوضات الحالية "لا تلائم المعايير التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه، والتي تتعهد بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية".

وبعد ذلك بيوم، وصف ديفيد برنياع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" الاتفاق الناشئ بأنه "كارثة إستراتيجية". 

وزعم أن "الصفقة ستضخ مليارات الدولارات إلى محفظة إيران التي سيجرى تحويلها لتمويل جماعات مسلحة، كحزب الله اللبناني وحركة (المقاومة الإسلامية) حماس والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى وكلاء آخرين. وسيشكل هذا تحديا لكل من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال".

وبحسب الموقع الإيطالي، أكدت تصريحات رئيس الموساد اختلاف "وجهات النظر والمفاهيم" بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال حول المسألة الإيرانية.

وذكر بأن هذه الاختلافات دفعت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى تفضيل التسوية مع إيران في المسألة النووية على حساب علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما تسبب في سخطها.

وأضاف أن العلاقات لم تهدأ إلا مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقرار إدارته الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة للكيان وانسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018.

وبحسب الموقع الإيطالي، تجهز دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة قوتها الجوية للهجوم في حال تحولت إيران إلى قوة نووية.

وأفاد بأنها تعمل على تحسين قدرات ومميزات مقاتلاتها الشبح من طراز "أدير" بحيث لا تتطلب التزود بالوقود أثناء الطيران.

علاوة على ذلك، ذكر الموقع أن سلاح الجو الإسرائيلي دمج أخيرا قنبلة جديدة تزن طنا واحدا في ترسانة الأسلحة التي تستخدمها هذه المقاتلات ويمكن على ما يبدو نقلها داخل مقصورة أسلحة الطائرة دون التأثير على ميزة التخفي عن الردارات.

كما قال مصدر عربي لموقع "إيلاف" إن المناورات الأميركية الإسرائيلية تظهر أن تل أبيب ستتلقى دعما ومساعدة إذا ما قررت ضرب منشآت إيرانية. 

صراع مرتقب؟

وأضاف المصدر نفسه أنه لا يستبعد اندلاع صراع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران إذا رأت تل أبيب أن المفاوضات النووية الجارية في فيينا غير مرضية.

وعلق الموقع بأن الاحتلال أظهر موقفا متشددا من المسألة النووية الإيرانية الحساسة للغاية مع قرب التوصل إلى اتفاق بشأن احياء اتفاقية عام 2015. 

وأشار إلى أنه في فيينا، يبدو أن الدبلوماسية على وشك التوصل إلى اتفاق حول معاهدة نووية إيرانية جديدة.

 وبحسب مسودة الاتفاقية التي جرى تعميمها، ستتخلى طهران مرة أخرى عن مخزونها من اليورانيوم المخصّب، باستثناء 300 كلغ من التخصيب عند مستويات أقل من ذلك للاستخدام العسكري.

 كما ستوقف طهران جميع عمليات التخصيب التي تزيد عن 3.67 بالمئة وتزيل آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

لكن الجزء الأكثر أهمية يتمثل في أن البرنامج النووي الإيراني سيكون مجددا مفتوحا بالكامل لعمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال الموقع الإيطالي إن الاتفاقية الجديدة حال توقيعها ستسمح للولايات المتحدة "بتطبيع" منطقة الخليج في غضون فترة زمنية قصيرة في مرحلة تاريخية، تتركز فيها الأهداف الرئيسة لسياسة واشنطن على منطقة الشرق الأقصى.

 كما ستعيد فتح سوق الطاقة الإيرانية أمام أوروبا، التي هي في أمس الحاجة إليها بسبب الحظر المفروض على النفط والغاز الروسي بعد غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

لفت إنسايد أوفر إلى أن المزيد من العقبات تأتي من شبكة التحالفات الجديدة التي تظهر في الشرق الأوسط كنتيجة للاتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال وبعض الدول العربية المهمة (مثل الإمارات العربية المتحدة).

 وفي نفس الوقت تضع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أسس "تحالف ناتو الشرق الأوسط" الذي تتمثل مهمته في مواجهة النشاط الإيراني المتزايد في المنطقة.

 ورجح الموقع أن تطرح طهران هذه المسألة أيضا في ختام المفاوضات الجارية بشأن برنامجها النووي.

وبالعودة إلى اختراقات الأجواء الإيرانية من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، أشار الموقع إلى أنها لا تحدث للمرة الأولى.

ونقل عن تقارير إخبارية غير مؤكدة إفادتها بأن المقاتلات تمكنت من التحليق في سماء طهران وأصفهان وشيراز وميناء بندر عباس العسكري الإيراني دون أن يجرى اكتشافها.

وذكر أنه في مايو/أيار 2019 طرد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قائد سلاح الجو الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي لأنه أبقى سراً اختراق مقاتلات الشبح الإسرائيلية المجال الجوي الإيراني.